السلام عليكم.. أولا أشكركم على الموقع الرائع وعلى تطوره الأكثر من رائع، أنا أول مرة أشارك معكم.. بصراحة أنا حيرانة وزعلانة من حاجة حصلت لي؛ أنا مطلّقة وعندي طفلة، وتقدم لي واحد من أقاربي، وكان يحبني منذ سنوات، ولم يتزوج، وبعد طلاقي فاتحني في الزواج، وأهله يتمنون أن يتزوج؛ لأنه كان رافضاً للزواج من غيري، وأنا وافقت وتكلمنا في مطالب الزواج، وهذا بناء علي رغبته، أن يعرف إيه المطلوب منه عشان يعمل حسابه. وبعدين أهله جم زارونا زيارة عادية، بعدها انقطعت كل المكالمات اليومية اللي كانت ما بيننا وأنا ما اعرفش إيه السبب، اتصلت عليه وبعتّ رسايل ومافيش رد خالص عليّ، بعدها بفترة خطب واحدة تانية.. اللي محيرني.. ليه عمل كده معايا؟ وفين الحب اللي كان عايش سنوات من وأنا كنت في الجامعة؟ كل ده راح فين؟ أنا مش لاقية تفسير. sho مهما ادّعينا التطور والتقدم والمدنية فما زال الكثيرون منا تسيّرهم وتسيطر على أفكارهم معتقدات وعادات قديمة، عفا عليها الزمن، وآن لها أن تندثر حيث إنها لا تخضع لأي فكر علمي ولا ديني. فما زالت المرأة المطلّقة في مجتمعنا تئن تحت وطأة الظلم الواقع عليها؛ بداية من زوجها وانتهاء بمحاصرة المجتمع لها، وتضييق الخناق عليها حتى تكاد تُخنق. فالبعض يُنكر عليها الرغبة في المحاولة مرة أخرى؛ للتواصل مع الحياة بشكل طبيعي وشرعي بالارتباط والزواج مرة أخرى، وكأنها من المفترض أن تدفن نفسها حية طالما لم تنجح تجربتها الأولى، حتى وإن لم تكن هي السبب فيما حدث لها، أو أنها كانت ضحية لتسلّط رجل. ولكنهم في الوقت نفسه يشجّعون الرجل على ممارسة حياته بشكل طبيعي، والارتباط مرة أخرى؛ فهذا حقه! صديقتي: يبدو أن قريبك هذا والذي ادّعى أن طلاقك قد كان بمثابة طاقة الأمل التي فتحت له من جديد بعد أن أغلقت في وجهه بعد زواجك مباشرة، وأنه رفض الارتباط بأخرى ليعيش على ذكرى حبك لم يكن قد استشار أهله قبل أن يفاتحك بمشاعره التي استيقظت فجأة بعد طلاقك. ولكنه وبعد أن تحدث إليهم عنك بالتأكيد أنهم عنّفوه وعاتبوه على التفكير في الارتباط بك، ومعك طفلة، وهو يستطيع أن يطرق باب أية فتاة بكر لا تجرّ خلفها أذيال الماضي. وأنهم عندما أتوا معه كانوا يعتقدون أنك سوف تدفعين له لينقذك مما أنت فيه، ولكن يبدو أنهم قد أذهلهم أن لك طلبات كأي عروس. هذا احتمال وارد أنك كنت صفقة بالنسبة لهم "عروسة ببلاش كده"، وعندما خاب ظنهم حوّلوه إلى باب آخر. وهناك احتمال آخر أن يكون طليقك علم بأمر تقدمه إليك، فذهب إليهم وهدّدهم، وأشاع أنه سيردّك وسيعود إليك. هناك احتمالات كثيرة، ولكن هذا كله غير مهم؛ حيث إن الله سبحانه وتعالى قد أنقذك من زيجة ثانية ليست أفضل من الأولى. فهروبه بهذه البساطة مهما كانت الضغوط تدل على أنه ليس هذا الرجل الذي تتمنين الارتباط به، وإغماض عينيك وأنت إلى جواره دون خوف، والاختباء خلفه من مصائب الزمن. فها هو عند أول مواجهة له مع الواقع الذي يعرفه جيداً فرّ وتركك دون أن يكلّف نفسه مكالمة يشرح أسباب فراره. هذه نوعية من الرجال سوف تواجهينها كثيرا في طريقك المليء بالأشواك، لا لشيء إلا لأنك مطلقة، فلا تبحثي كثيراً خلف الأسباب؛ فالنتيجة في النهاية واحدة. ولتدفعك هذه التجربة لأن تكوني أكثر حذراً، وألا تصغي لكلمات معسولة وتجعليها حكماً، وأن تكون الأعمال والتصرفات الحقيقية على أرض الواقع هي المحكّ الفاصل بينك وبين من يريد طرق بابك.