تحولت شبكة الإنترنت ومنتدياتها الاجتماعية إلى ساحة معارك كلامية بين مؤيدي ومعارضي حصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما على جائزة نوبل للسلام. ففي موقع "جوجل ترندز" الذي يقيس أكثر الموضوعات بحثا على محرك البحث "جوجل" احتلت عبارة "أوباما يفوز بجائزة نوبل للسلام" يوم الجمعة المركز الأول في الموضوعات الأكثر بحثا باللغة الإنجليزية لدرجة أن المحرك وصفها ب"البركانية". وعلى الرغم من أن "جوجل" لا يعرض أي بيانات تشير إلى ارتفاع معدلات البحث عن الأخبار المتعلقة بالجائزة، إلا أنه يكشف أن عدد الباحثين عن معلومات بشأن الجائزة ارتفع بشكل هائل اعتبارا من الساعة 12.00 بتوقيت جرينتش عقب معرفة الولاياتالمتحدة بأنباء حصول أوباما على نوبل للسلام. أما على مدونة "ميكروبلوجينج تويتر" التابعة لموقع "تويتر" الاجتماعي فكانت نصف المصطلحات التي كتبت يوم الجمعة لها علاقة بمنح الأكاديمية السويدية الرئيس أوباما جائزة نوبل للسلام. وقد انتقد الكثير من مستخدمي شبكة "تويتر" الاجتماعية من جميع أنحاء العالم منح الرئيس الأمريكي نوبل للسلام، فيما أشار العديد إلى ضرورة أن يتنازل أوباما عن هذه الجائزة. ففي ألمانيا قال أحد المستخدمين إنه يتساءل لماذا فاز أوباما بالجائزة، مضيفا: "هل فاز بها لأنه حل محل بوش؟، فهو حتى الآن لم يفعل أي شيء". وسخر مستخدم إيراني من الأمر قائلا: "إذا كان الرئيس الأمريكي يستحق الجائزة، فإن أية مرشحة من مرشحات لقب ملكة جمال أمريكا، واللاتي دائما تلقين خطابات حول السلام العالمي، تستحقها أيضا". ومع ذلك أعرب الكثير من المدونين على شبكة "تويتر" عن رضائهم بمنح الرئيس الأمريكي الجائزة، معتبرين أن أوباما قد تحول هكذا إلى رمز للسلام. واعتبروا أن هذا اليوم هو من أهم أيام الولاياتالمتحدة، فعلى سبيل المثال كتب أحدهم: "هذه الجائزة تعد شهادة على أخلاق رئيس الولاياتالمتحدة، فأوباما هو نعمة للشعب الأمريكي". ورأى آخرون أن أوباما يستحق الجائزة ولكن كان يجب على الأكاديمية السويدية أن تنتظر حتى ترى الإنجازات التي سيحققها بعدما تمر عدة سنوات على توليه رئاسة الولاياتالمتحدة. وكان هذا الرأي هو الشائع بين المستخدمين الأمريكيين وخاصة المدونين مؤيدي الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه أوباما، حيث رأوا أن الوقت مازال مبكرا كي يربح أوباما هذه الجائزة وأن هذا الأمر يقلل من قيمة العمل الذي قام به طيلة سنوات عديدة من فازوا بنفس الجائزة من قبل. وأما مدونو المواقع التي تؤيد الحزب الجمهوري فكانت آراؤهم أكثر قسوة. وشهد موقع "فيس بوك" نفس الانقسام في الآراء، وقد تم تشكيل أكثر من مائة مجموعة ما بين مؤيدة ومعارضة لمنح الجائزة لأوباما بعد ساعات قليلة من الإعلان عن الخبر. وفضل الكثيرون من أصحاب هذه المجموعات تناول الأمر بشيء من السخرية، فجاء اسم إحدى المجموعات "أنا استحق نوبل للسلام بقدر ما يستحقها أوباما أو أكثر"، وأخرى باسم "اسحبوا نوبل للسلام من أوباما وامنحوها لديفيد هاسلهوف (الممثل الأمريكي)، كما حملت أخرى اسم "نرغب في أن يحصل أوباما على نوبل للفيزياء ل2010". وكالة الأبناء الأسبانية