مر اليوم الأول للانتخابات التي هي أول انتخابات تعددية تشهدها البلاد منذ عام 1986، والتي شهدت مقاطعة وانتقاداً واسع النطاق ، بسلام اليوم الأحد. ومن المفترض أن تُبشّر هذه الانتخابات، ببداية عهد جديد من الديمقراطية في بلاد تسعى للتعافي من أثار الحرب الأهلية التي استمرّت عقوداً بين الشمال، الذي تُهيمن عليه أغلبية مسلمة، والجنوب ذي الأغلبية المسيحية، ناهيك عن النزاعات في إقليم دارفور، غربي البلاد. وتمضي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والبلدية، في طريقها رغم الانتقادات والتشكيك في مصداقيتها . وأدلى الرئيس السوداني عمر البشير ، الذي صار انتخابه لفترة رئاسية أخرى أمرا شبه مؤكد بعد انسحاب جميع مرشحي المعارضة تقريبا، بصوته في العاصمة الخرطوم . كما أدلى سلفا كير، النائب الأول للرئيس السوداني وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان والمرشح لرئاسة حكومة الجنوب ، بصوته وسط مدينة جوبا، عاصمة الجنوب. وذكرت تقارير إعلامية أن الادّلاء بالأصوات تأخر في العديد من مراكز الاقتراع بسبب التأخير في تسليم بطاقات الاقتراع وأن تعقيد العملية الانتخابية قد أصاب الكثير من الناخبين بالارتباك. وانسحب المنافسان الرئيسيان للبشير من الانتخابات الرئاسية، وهما الصادق المهدي رئيس حزب الأمة، وياسر عرمان، من "الحركة الشعبية لتحرير السودان"، حزب المعارضة الرئيس في الجنوب. وقال الإثنان أنهما يعتقدان أنه سيجرى تلاعب في نتائج الانتخابات وأنهما يشعران بالقلق إزاء الوضع الامني في إقليم دارفور. ولايزال حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان يُنافس في الانتخابات بجنوب البلاد ، في حين تخوض أحزاب معارضة قليلة المنافسة في الشمال. وواجهت إجراءات الإعداد للانتخابات وأداء الحكومة انتقادات من قبل الأممالمتحدة والولايات المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان. ورفض البشير، الذي جاء إلى السلطة عقب انقلاب أبيض (انقلاب سلمي) عام 1989، بشكل متكرر الانصياع لمطالب المعارضة بتأجيل الانتخابات وأكد مرارا أن الانتخابات سيكون لها مصداقيتها. عن وكالة الأنباء الألمانية