في موضوع التحكيم تلقيت عبر البريد هذه الرسالة من المهندس حسني عمر: "أكتب إليك بعد أن أجهدني متابعة ما يجري في الإذاعة أو القنوات الفضائية، وما يحدث في المداخلات". وأزعجني رد فعل إبراهيم حسن المنسق العام لشئون الكرة بالزمالك في مداخلة على الهواء مع كريم حسن شحاتة عقب مباراة الأهلي وإنبي الأخيرة، فاندهشت لاندفاع الكابتن إبراهيم بالتلويح بالتواطؤ أو بالتحيز من جهة الحكام لمصلحة الأهلي وقال: "لو كان الحكام عاوزين الأهلي ياخد الدوري.. فبلاش ماتشات وبلاها كورة خالص". وما أعلق عليه أسلوب الكابتن إبراهيم وانفعاله فهو ينجرف وراء مشاعره دون الوضع في الاعتبار مسئوليته الأدبية أمام الجماهير والمسئولين واللاعبين. وقد أضاف الكابتن قائلاً: "أنا أفضّل وجود حكام أجانب، حتى لو أخطأ الحكم الأجنبي فإنني سأتقبلها بصدر رحب، ولكن لن أتقبل نفس الخطأ لو صَدَرَ من الحكم المصري"!. للأسف هناك حملة شرسة ضد التحكيم، ومع احترامي لكل من يقوم بالتعليق والتحليل سواء بالسلب أو الإيجاب على قرارات الحكام، فإن النتيجة لن تتغير.. وهذا النقد المستمر يؤدي إلى المزيد من الضغط النفسي والذهني على الحكام، ويضع الجميع في حالة عدم ثقة وتحفز تجاه الحكام، ونرى ذلك عندما يتخذ الحكم أي قرار قابل للشك، حيث يقوم الإداريون واللاعبون بالالتفاف حول الحكم للاعتراض "بالتشويح"، وأحيانا بالسب والدفع! أرجوك رجاء خاصا نابعاً من حبي لهذا البلد، فهذا الحب يهوي بسرعة الصاروخ إلى الحضيض الأسفل، كفانا إرهاقاً من مشكلات الحياة اليومية من غلاء المأكل والمشرب وتدهور الزراعة والصناعة وتفشي الغش والرشاوى والاختلاس، لقد آن الأوان أن تتكاتف الأقلام النزيهة في حملة غسيل للأخلاق؟! - أتناول هذا الموضوع منذ سنوات، ومشاهد الاعتراض المقزز والالتفاف حول الحكم تراها في الدوري الممتاز والدرجة الثانية وجميع الدرجات؛ لأن كلهم يريدون حقهم بالقوة أو يرون أن حقهم ضائع ولا يسترد بغير القوة. وأشرت كثيرا إلى أن المشكلة في المشجعين قبل المحكمين، وأوضحت أن المشجع في مصر يرى فريقه يلعب وحده ويرى الحكم له وحده، وهو يرى أن ناديه هو الأول، حتى لو كان الأخير، ويراه البطل السابق والبطل القادم والبطل الوحيد.. وهو يرى بطولات خصومه غير حقيقية، وكلها تحققت بالتحكيم وبالحكام.. والمشجع أيضا يرى فريقه دائما على حق دون وجه حق، ويراه مظلوما مجبونا مغبونا مهما نال من حقوق، ويراه دائما منتصرا حتى لو كان مهزوما.. وأنا "يا باشمهندس" أمارس غسيل الأخلاق منذ 35 عاماً، وأحسن غسالة "فول أوتوماتيك" لا تستطيع أن تفعل ذلك، واليوم أشعر بحاجتي للصيانة! عن الشروق المصرية 29 مارس 2010