أ ش أ قال الكاتب الصحفي الدكتور علاء الأسواني إن مصر كانت على شفا حرب أهلية قبل أن يتدخل الجيش لحماية الشعب في الثلاثين من يونيو. جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها الدكتور الأسواني اليوم (الأربعاء) أمام جمعية الصداقة الفرنسية-المصرية برئاسة السفير باتريك لوكلارك والتي شارك بها نخبة من السفراء والدبلوماسيين الفرنسيين الذين تربطهم علاقات بمصر، بالإضافة إلى جمع غفير من المصريين المقيمين بفرنسا، كما شاركت الدكتورة أمل الصبان المستشارة الثقافية ورئيسة البعثة التعليمية. وأضاف الأسواني: "الرئيس المعزول محمد مرسي وصل إلى القصر الرئاسي بعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، لا بفضل أنصار التيار الإسلامي، ولكن بسبب أن خصمه في الانتخابات كان صورة مكررة من الرئيس الأسبق حسني مبارك، ومن ثم احتفل المصريون بهزيمة نظام مبارك". وأكد الأسواني أن مرسي كان مجهولا داخل جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن ترتيبه كان السادس بين أعضاء الجماعة وظل كذلك حتى وهو رئيسا للجمهورية. وذكر الأسواني أن مرسي أصدر في 22 نوفمبر الماضي إعلانا دستوريا ألغى به الدستور وحصن قراراته واضعا نفسه فوق القانون وفوق الدستور، مضيفا: "هذا التصرف مماثل لما قام به ألبرتو فوجيموري -رئيس بيرو الأسبق- في بيرو في الخامس من إبريل عام 1992". وتابع: "إذا ما نظرنا إلى رد فعل الولاياتالمتحدة إزاء الموقفين لوجدنا إنهما مختلفين تماما، إذ أنه وفي عام 1992 أعلن البيت الأبيض أن رئيس بيرو قام بإنقلاب رئاسي وألغى النظام الديمقراطي، ولكن إزاء ذات الإعلان الذي صدر بمصر في عهد مرسي كان موقف واشنطن مغايرا". وأوضح الدكتور علاء الأسواني أن مرسي كان يرى أن جماعته "مرسلة" لحماية الدين والشرع، مستعرضا الفترة التي سبقت ثورة 30 يونيو. وأشار الأسواني إلى أن حملة "تمرد" جمعت 22 مليون توقيع؛ لسحب الثقة من الرئيس ونزل المصريون إلى الشارع وتجاوز عددهم أيضا ال22 مليون، مبررا ذلك بأن مصر كانت قريبة من حرب أهلية والجيش تدخل لحماية الشعب. واعتبر الأسواني الاعتصامات التي نظمها أنصار الإخوان وأعضاء الجماعة "غير سلمية"، متابعا: "قبل فضها ظلت النداءات تتوالى لمدة 45 يوما؛ من أجل خروج السيدات والأطفال وفض الاعتصام لوجود أسلحة في داخلها، إلا أن أنصار مرسي هددوا بهدم الدولة المصرية وحرق البلاد، ولم يكن أمام المصريين سوى دعم الدولة في حربها ضد الإرهاب أو انتظار أن تتحول مصر إلى سوريا أخرى". وردا على سؤال طرحه الكاتب الفرنسي المصري الأصل جيلبار سينويه حول إمكانية وصول الفريق أول عبد الفتاح السيسي -وزير الدفاع والإنتاج الحربي" إلى الحكم إذا ما ترك الجيش، شدد الأسواني على أن الفريق السيسي شخصية قوية ووطنية وله حضور ويحظى بحب واحترام الشعب المصري، مؤكدا أن مصر بحاجة إلى رئيس قوي، وعلى الشعب أن يختار وله مطلق الحرية في ذلك. وأردف الأسواني: "أيا كان الشخص الذي يقع عليه الاختيار في الانتخابات الرئاسية القادمة، من المهم أن يضمن الشعب أن فترة الرئاسة لن تكون سوى لأربع سنوات يليها إجراء انتخابات أخرى". واختتم: "الشعب المصري قوي، وصانع للمعجزات، واستطاع إسقاط رئيسين في ثلاث سنوات".