تجري على ألسنتنا في كثير من الأحيان كلمات وعبارات كثيرة لا نعرف معناها الحرفي الدقيق، أو أصلها سواء كان عربيا فصيحا، أو منقولا عن لغة أخرى وتحوّر بمرور الزمن. فنجد أننا نرددها أو تمر على أسماعنا من قِبل أشخاص آخرين دون أن نفهمها، لذلك فكرنا أن نلقي الضوء على بعض هذه الكلمات والمصطلحات، ونتعرف على أصلها معا. "أشتاتا أشتوت" تعني كلمة "أشتاتًا" متفرقين على حسب أحوالهم، وقد وردت هذه الكلمة في سورة الزلزلة حيث قال الله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ}، ويُقال أن كلمة "أشتوت" كلمة مشتقة من كلمة "أشتاتًا" أو أنها تم تحريفها فنتجت هذه الكلمة. ويستخدم الناس هذه العبارة في كلامهم اليومي حينما يستشعرون وجود الشياطين والعفاريت حولهم، فيقوموا بترديدها عدة مرات للتعوذ من شرها، واعتقادا منهم أنها تصرف العفاريت وتطرد الأرواح الشريرة وتفرقها بعيدا عنهم حتى لا تؤذيهم. ويُقال أيضا أن أصل هذه العبارة فارسي، وأن كلمة "أشتاتًا" أصلها كلمة "أشتاد" الفارسية، وهو اسم الملاك الذي يسهر على مصالح الناس في اليوم السادس والعشرين من كل شهر شمسي، أما كلمة "أشتوت" فهي اسم اليوم الثاني من الأيام الخمسة التي تعتبر عيدا لدى الزرادشتين حسب معتقداتهم، وأن العبارة بالفارسية تعني أنهم يستنجدون بهذا الملاك ليحرسهم من كل سوء أو شر قد يصيبهم في أيام العيد. فهل كنت تعلم عزيزي القارئ سر هذه العبارة؟ وهل استخدمتها من قبل في كلامك اليومي؟