أنا عندي مشكلة بجد في حياتي كلها، ونفسي حد يفهم ويحس.. أنا عندي 22 سنة من طبقة راقية، وأسرتي كلها شهادات كليات قمة. من 4 سنين اتعرفت على شاب 23 سنة، من طبقة فقيرة معدمة، وأهله ماعهمش حتى بكالوريوس، وهو دبلوم، هو كان عايز يكمل تعليمه بس ظروفه مش بتسمح، بس هو مثقف وعقله وفكره كويسين أوي. أكيد كان فيه خناقات كتيرة، بس كانت كل مرة الخناقة راقية جدا، ولو سبنا بعض بنرجع تاني، أنا مش قادرة أعيش من غيره. أهلي طيبين، ولو حطيتهم تحت ضعط هيوافقوا، لكن اعتراضي على البرستيج، وهاتعامل مع أهله إزاي، مع إن أهله طيبين ودافيين أوي. أنا مقتنعة تماما إني لا يمكن هحب في الدنيا أده، ومش متصورة يوم لو حصل لي حاجة مالقيهوش، هو كل آمالي وراحتي النفسية، ليه أضحي بيه؟! علشان إيه؟! هل كده أنا مش بافكّر في أهلي وعيالي؟ أنا مش عايزة فلوس، ولا عايزة مستوى اجنماعي، أنا عايزاه ولا يمكن عشرته تهون عليّ. لما سبنا بعض فترة حاولت أعرف غيره، من اللي هما بيقولوا عليهم صفوة المجتمع، بس بجد منتهى التخلف وعدم تشغيل العقل والسطحية، وإيه الصعب إننا نتعامل مع ناس من طبقة أقل كأنهم عيلتنا؟ أنا عمري ما هتجوز غيره، وفي نفس الوقت ماقدرش أتجوزه علشان لو مثلا تعبت مش هيعرف يصرف عليّ، مع إن أهلي أكيد مش هايسبوني، بس الوضع هيبقى غلط، وتاني حاجة ماينفعش أجيب عيال منه، مع إني طبعا هاموت على كده، بس هابقى خايفة عليهم علشان مافيش أمان، ومافيش حد باحكي له بيوافقني في الرأي، بس ده برضه مش معناه إني أرضي الناس وأنسى نفسي. أنا حاسة نفسي صح، والناس مش فاهمة حاجة، وأنا عايزة أكمّل مشواري وأعيش تجربتي، بجد أنا محتاجة حد يفهم ويرد عليّ من فضلكم. cherry
عزيزتي.. التكافؤ الاجتماعي ليس مسألة تافهة ولكنها مسألة يمكن أن تكون ثانوية في حالات وأساسية في حالات أخرى, أي أنها مسألة نسبية, ولو كانت تافهة ما كان الشرع ليجعل من عدم التكافؤ سبيلا للطلاق. المشكلة ليست في وجود شرط التكافؤ الطبقي, المشكلة في كيفية التعامل معه, ففي بعض الحالات التي تكون الفوارق الطبقية فيها أصعب مما يمكن التغاضي عنه, يجب التفكير في الفارق الطبقي, أما في الحالات التي لا تتعلق فيها الفوارق بأمور حيوية فمن الممكن التغاضي عنها. ولاحظي هنا أن تحديد عمق الفارق لا يتم بالتعامل المبدئي والنظرة السطحية المباشرة, بل يجب على المخطط لحياة مع شخص يختلف عنه اجتماعيا أن يفكر في حياته على المدى البعيد مع ذلك الشخص, ويضع كل الفروض الممكنة موضع تفكير ومراجعة من أكثر من زاوية, وينحّي مشاعره جانبا ويجعل عقله وخبراته هما المقياس, ويستعين بآراء ذوي الخبرة ممن يثق بهم، فلو بعد كل هذا وجد أن الفوارق الطبقية لن تشكل مشكلة له, فليتوكل على الله ويرتبط بمن يحب. إذن فهي ليست مسألة سطحية تافهة, ففي حين تشعرين أنها كذلك يوجد عدد لا بأس به من الفتيات اللاتي يندمن على ارتباطهن بشباب أقل منهن من ناحية المستوى الاجتماعي، إذن فالتخلي عن عنادك وقرارك المسبق السريع بالتغاضي عن الفارق الطبقي خطوة مهمة لتدرسي الأمر. ويستحسن أن تدرسيه بعيدا عن أي ضغوط عاطفية من فتاكِ, أو أسرية من أهلك, حبذا لو استطعتِ السفر لمكان هادئ أو البقاء بضعة أيام مع صديقة أو أحد أقاربك, حتى يتوفر لكِ الجو المحايد للتفكير. والحقيقة أني لا أفيدك بشأن علاقتك بهذا الشاب بالذات؛ أحتاج مزيدا من المعلومات عن خططه المستقبلية, مدى ثقافته, ثقافة أسرته, هل الفارق مادي فحسب أم اجتماعي أيضا؟ ما مدى تقبلهم لارتباط ابنهم بكِ؟ ما تخيلك لحياتك معه؟ أرجو أن تفيديني بكل هذا لأتمكن من التفكير معكِ بشكل أكثر عمقا بإذن الله تعالى.. فلا تتأخري عليّ بالرد. تحياتي..