وكالات انقسم قادة مجموعة العشرين الدولية المجتمعين اليوم (الجمعة) في مدينة سان بطرسبرج الروسية بشأن سوريا، وفشلوا في الاتفاق بشأن تدخل عسكري محتمل ضد دمشق، وذلك لتباين موقفيْ الرئيسين الأمريكي والروسي من الأزمة. فقد شهد اليوم الأول من قمة دول مجموعة العشرين انقساما بين قادة هذه الدول حيال الأزمة السورية، في الوقت الذي أعربت فيه سامنثا باور -مندوبة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة- عن إحباطها من موقف روسيا، واتهمت المندوبة الأمريكيةبالأممالمتحدةروسيا بأخذ مجلس الأمن رهينة بعرقلتها المتكررة لقراراته، وفقًا لشبكة BBC الإخبارية. ونقلت قناة الجزيرة عن ديفد كاميرون -رئيس الوزراء البريطاني- تأكيده خلال القمة أن بلاده لديها دليل "متنام" على أن نظام بشار الأسد استخدم أسلحة كيميائية في الغوطة، وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن قادة العالم أجمع "يتفقون على أن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا ليس مأساة فحسب، بل هو انتهاك للقانون الدولي ينبغي تسويته". لكن مؤيدي التدخل العسكري لا يزالون يواجهون رفض الصين وكذلك روسيا حليفة بشار الأسد القوية، فقد أعلن الناطق باسم الوفد الصيني في القمة كين جانغ أن "الوضع الحالي يظهر أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد" الممكن لحل الأزمة. وأضاف جانغ أن "الصين تعارض استخدام أسلحة كيميائية من أي جهة كان"، وأن "نتائج تحقيق" الأممالمتحدة حول استخدام هذه الأسلحة الكيميائية "ستشكل الأساس للخطوة المقبلة" في هذا الملف. كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية -في بيان أصدرته- أن روسيا "لا تزال مقتنعة بأن من الضروري وضع حد لأعمال العنف ومعاناة المدنيين في سوريا بأسرع وقت، من دون محاولات للتدخل العسكري الخارجي بالالتفاف على مجلس الأمن الدولي". وفي تعزيز لموقف الرافضين للتدخل العسكري، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل -التي حذرت سابقا من المبالغة في الآمال المعلقة على قمة العشرين بالنسبة لإيجاد حل لأزمة سوريا- إن "هذه الحرب يجب أن تنتهي، وهذا لن يحدث إلا من خلال العمل السياسي"، مؤكدة أن "ألمانيا لن تشارك في هذا العمل العسكري بأي حال". وأضافت ميركل أن المحادثات بشأن سوريا في ضوء المواقف المتباينة لكل من الولاياتالمتحدةوروسيا صعبة، مستبعدة التوصل إلى موقف مشترك في مجلس الأمن. وعلى الصعيد الأوروبي، قال رئيس المجلس الأوروبي فان رومبوي إنه بالرغم من احترامه للدعوات الأخيرة من أجل التحرك العسكري ضد سوريا فإنه يشدد على الحاجة لمعالجة الأزمة عبر الأممالمتحدة. ووصف رومبوي الهجوم الكيميائي بالغوطة الشهر الماضي بأنه "بغيض" وجريمة ضد الإنسانية لا يمكن تجاهلها، لكنه أضاف أن الدبلوماسية لا تزال هي أفضل السبل لحل الصراع. جدير بالذكر أنه من المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم وغدا في فيلنيوس لتوحيد مواقفهم، وقد ينضم إليهم نظيرهم الأمريكي جون كيري. وتنتظر الأممالمتحدة تحليل العينات التي حصل عليها مفتشوها من مواقع يشتبه بتعرضها لهجوم كيماوي في سوريا، إلا أن عددا من الدول أكدت وقوع الهجوم وأشارت إلى أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو منفّذه؛ مستندين في ذلك إلى معلومات وتقارير استخباراتية.