يبدو أن الحذر الغربي من المد الإسلامي في تنامٍ مستمر فسيصوّت المواطنون السويسريون يوم 29 نوفمبر 2009 على اقتراح مثير للجدل لحظر دستوري على مآذن المساجد. وحظرت السلطات السويسرية -وفقا لموقع اليوم السابع- "بوستر" عرضه حزب الشعب السويسري لامرأة محجبة تقف أمام العلم السويسري الذي تتناثر فوقه مجموعة من المآذن، في حملة يقودها الحزب ضد المآذن في سويسرا. معتبرا أن هذا البناء لا يرتدي طابعا دينيا فحسب، بل هو الرمز الظاهر لمطالبة سياسية دينية بالسلطة مما يعيد النظر بالحقوق الأساسية للسويسريين. يذكر أن تحالفا برلمانيا بين حزبي الشعب -أقوى حزب على الساحة السياسية- والاتحاد الديمقراطي الرأي العام السويسري دعا لإجراء استفتاء على قانون جديد يحظر بناء المآذن في سويسرا، بدعوى أنها تهدد الأمن والسلم الاجتماعي ولا تتناسب مع القيم الديمقراطية والليبرالية التي تتمتع بها سويسرا، وذلك بجمع مائة ألف توقيع على عريضة لرفعها إلى الحكومة الفدرالية فى نوفمبر 2008 والموافقة عليه. يذكر أن حزب الشعب السويسري هو حزب سياسي يميني سويسري. يعرف عن الحزب مواقفه اليمينية المتطرفة والمكاسب الكبيرة التي حققها في الانتخابات العامة في سويسرا بعد تغييره لخطابه السياسي والاتجاه نحو التشدّد. في التسعينيات اتجه الحزب نحو تبنّي خطاب يميني متشدّد لاستمالة أصوات الناخبين، واستطاع أن يحقق تقدما قياسيا في كل المحطات الانتخابية اللاحقة.