أنا اتقدمت لبنت عمي وهي في آخر سنة جامعة، وأخوها بيمشي مع الجماعات الإسلامية ومتشدد جدا، وهي منتقبة وبتحضر دروس دين كتير ومتشددة جدا، والنقاش الوحيد كان بيننا طلبت مني أقصّر الثياب وأطلق اللحية وألتزم بصلاة الفجر في جماعة، وأتابع دروس الدين مع أخوها في المساجد. وكمان في فترة الخطوبة رافضة أشوفها غير في البيت عندهم، ويكون معاها محْرم، وتكون منتقبة، وكمان الموبايل ممنوع نهائي. وأنا الحمد لله ملتزم وباصلي لكن مش متشدد، ومقتنع إن الدين أبسط من التعقيد اللي هي عايشة فيه وبتطالبني بيه. المشكلة خايف ماقدرش أتوافق معاها في المستقبل ونعيش حياتنا على خلافات، ده حلال وده حرام. أنا طبعي هادي جدا ورومانسي، وراسم لنفسي حياة معتدلة، وخايف لو ارتبطت بيها حياتي تتلخبط، علشان أنا بحب الحياة والخروج والسفر والهزار، وهي شايفة إن الحياة علشان العبادة والعبادة ثم العبادة وبس.
z.c
أخي العزيز.. السلام عليك ورحمة الله وبركاته. إن الحياة الزوجية لكي تكون ناجحة ينبغي أن تُبنى على التفاهم والثقة والاحترام والتكافؤ المتبادل بين الطرفين، فالحياة الزوجية هدفها الاستمرارية، وتكوين أسرة جديدة، وعلى الأغلب ينبغي أن تكون السعادة هي الهدف المنشود من كل هذا. ولكن في حال اختفى شرط من هذه الشروط فعلينا أن نتوقع بعض المصاعب في هذه الحياة، وبعض المشكلات، التي من الممكن أن تحوّل هذه الحياة السعيدة، إلى حياة تعيسة، وحياة يعيشها كلا الزوجين لأجل أبنائهما فقط ليس إلا. وفي هذه الحالة لن يشعر أي من الطرفين أنه تزوج من الأساس وقد يلجأ أحد الطرفين إلى طرف ثالث لكي يشعر بوجوده، وبأنه إنسان وما زال مرغوبا، ولكي يكمل الأشياء التي يفتقدها في حياته مع الطرف الذي يعيش معه، وفي هذه الحالة سوف يتأثر أيضا الأبناء، لنأتي لمأساة نحن في غنى عنها إن استخدمنا وحكّمنا عقلنا قبل قلبنا. وفي حالتك جميل أن تكون ابنة عمك إنسانة على خلق ومتدينة، ولكن ليس معنى التدين أن نكون متشددين، فالالتزام بالطاعات والعبادات شيء واجب على كل مسلم ومسلمة، ولكن الدين هو الحياة، والدين المعاملة، كيف نتعامل مع الناس بلطف وبهدوء دون غلظة، ودون أن يشعر أي شخص بالنفور منا. فالدين لا يمكن اختزاله في لحية وجلباب ولا في نقاب؛ هناك أشياء أهم بكثير، ومن الواضح أن كليكما لديه اهتمامات تختلف عن الآخر، ومن الواضح من رسالتك أيضا أنه سيكون من الصعب الالتقاء في نقطة، لأنها ستنظر لك دائما على أنك ناقص الإيمان ولن تشعر معك بالسعادة، وأنت ستبحث عن الرومانسية التي ربما لن تجدها لسبب أو لآخر أو لأنها ليست من ضمن اهتمامات زوجتك بالشكل الذي تريده أنت. ولهذا فأنصحك بأن تفسخ هذه الخطبة أو تتراجع عنها، وليغني الله كلا من سعته، فستجد أنت الإنسانة الوسطية التي تتفق مع ميولك، وتجد هي الشخص المتشدد الذي يتفق مع طباعها، ويتلاءم معها ليعش كل منكما سعيدا باختياره في المستقبل.. مع تمنياتي بالتوفيق.