جوزي من أوّل ليلة الدخلة مش بيشبّعني، ومن كتر الإهمال والألم اللي بيسبّبوا لي في العلاقة أنا باكرهه جدا، وكرهت العلاقة معاه، وراح الحب بينا، وراحت العشرة الحلوة. بقى بيضربني، وحتى ممكن يرفع عليّ سكينة، وطول الوقت عند أمه، ومش مهتم بيّ، ومابقاش حنيّن ومش بيحبّني ومش ملهوف عليّ، وأنا محتاجة علاقة حب وعلاقة عاطفية بس مش منّه. مش ناسية قسوته عليّ وضربه ليّ، وخلاص كل شيء من جوايا ناحيته انتهى.. أنا عندي 31 سنة وعندي ولد، وأوّل ما قلت لأهلي أتطلّق مارضيوش أبدا علشان الولد, طب وأنا ليه أتدفن وأدفن شبابي وأنوثتي مع راجل مابيحسش بيّ؟ ومش حاسة بوجوده أبدا جنبي؟! نِفسي حد يقول لي حل حقيقي يريّحني لأني قرّبت أزني، وباتخيّل نفسي مع أي حد عنده مشاعر حلوة، ومش قادرة أعيش أكتر من كده من غير راجل, مش قادرة لأني إنسانة وباحس، مش لأني خاينة بالفطرة زي ما القرّاء بيكتبوا. أنا باحس ومحتاجة، ومش قادرة لا أخونه ولا قادرة أعيش معاه، طب أعمل إيه؟ هو السبب.. هو اللي خد بنت ناس، ونسي إنها واحدة ست، ونسي احتياجاتها الأساسية اللي كل سِت بتتجوّز علشانها, وأي راجل بيتجوّز علشانها. إيه الحل؟ أرجو من القرّاء إنهم يحسّوا بيّ، بدل ما يطالبونا نبقى ملايكة, إحنا مش ملايكة زي ما إنتم مش ملايكة، حسّوا بيّ واوجدوا لي حل حقيقي، علشان إنتم مش عايشين تعاستي، وحيرتي بين خراب البيت وبين الحرام.. أرجو الرد. wael_3
السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته.. صديقة "بص وطل" العزيزة، أمّا بعدُ.. الحمد لله صديقتي أننا على دين الإسلام الذي جعل الطلاق حلا لمثل مشكلتك، ومشكلة كل مَن استحالت حياتها الزوجية؛ بسبب قلة الاستمتاع الحميمي بين الرجل والمرأة الذي هو الرباط المقدّس الذي يربط الرجل بالمرأة في علاقة حميمة، تترجم الحب والمشاعر من مشاعر عاطفية إلى مشاعر جسدية، ينتج عنها إفرازات تعبّر عن تفاعلهما الحميمي من ناحية، وينتج عنها أولاد من ناحية ثانية. والعلاقة الجسدية صديقتي بين الزوج والزوجة، يلزمها قبل الاتصال الجسدي اتصال عاطفي، وتقبّل من الطرفين للطرف الآخر، لقوله عز وجل: {نِسَاؤُكُمْ حَرْث لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ}. {وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ} صديقتي هي قصدي من الآية الكريمة؛ فالتقديم للنفس ليس فقط الاستعداد لملاقاة الزوج جنسيا بالنظافة والرائحة الطيبة والغزل اللطيف، ثمّ المداعبة قبل المقابلة، إنما يكون التقديم بالمودة والرحمة بين الزوجين؛ فلا تشاجر، ولا تناحر باللفظ، أو اليد... إلخ ما نسمع عنه من بيوت قامت في الأساس على حب غرامي ملتهب، انتهى مع الزواج بالبرود أولا، ثمّ التجمّد ثانيا. فالعلاقة صديقتي التي تتكلّمين عنها وتتمنّينها مِن زوجك، لن تكون مع زوج لا تفاهم أصلا بينك وبينه، وبينكما أسباب مستمرّة للشجار والسباب تصل لرفع السكين كما تقولين؛ فهل أناس هذا حالهم ممكن يكون بينهما علاقة حميمة؟! وكلامي معناه صديقتي أنه قبل أن نتكلّم عن العلاقة الحميمة وفسادها، لا بد أن نتكلّم عن المشكلات بينك وبين زوجك التي أوصلتكِ لكرهه كشخص ولكرهه كعلاقة حميمة بالتالي؛ فإذا وجدتِ حلا للمشكلات التي بينك وبين زوجك سيكون بينكما علاقة إشباع للطرفين له ولك، وإذ ظلّت الخلافات دون حل؛ فلا حميمية حيث لا احترام ولا حب. وحل المشكلة صديقتي ليس في التفكير في الإشباع الجنسي عن طريق آخر غير الزواج (الزنا كما تقولين)، إنما الحل في إصلاح المشكلات إذا كانت قابلة للإصلاح، وإذا كانت مستحيلة الإصلاح؛ فالطلاق هو الحل الأمثل لك ولمن لها مشكلتك. لكن السؤال المهم: لماذا يرفض أهلك الطلاق من رجل يرفع عليك السكين؟! هل لأنهم يرغبون أن يقتلك زوجك؟ أم يتصوّرون أن مشكلاتك هيّنة، وأن زوجك يربّي ابنه في بيته أفضل من طلاقك؛ حيث لن تجدي زواجا جديدا ومعكِ طفل قد يكون أبوه حنينا ويصرف عليه، أو يكون قاسيا ويتركه لكِ، تعلّمينه وتصرفين عليه، وتِبقي لا طولتِ الزواج الجديد والعلاقة الجنسية الممتعة، ولا طولت الزواج والعلاقة الجنسية لا الممتعة، ولا المشبعة!! ربما تكون هذه وجهة نظر أهلك في رفض الطلاق، وربما يكون هناك أسباب أخرى لخوفهم من الطلاق، فلا بد من مناقشتها جيّدا معهم ومع نفسك؛ فإذا اقتنعتِ بأسبابك في ضرورة فراق هذا الرجل؛ فكوني شجاعة، واطلبي من زوجك الطلاق، وأنتِ مستعدّة لتحمّل نتائجه، وثقي في أن ربّ الحلال الذي خشيتِ منه في ارتكاب الحرام سيُساعدك وسيسهّل لك الطلاق وسيرزقك زوجا خيرا منه ألف مرة.