السلام عليكم ورحمة الله لما قرأت مشكلات أصدقائي هنا، ولقيت الردود مريحة جدا.. أرجو مساعدتي؛ لأني تقريبا مش عارفة أعيش حياتي كويس، والسبب بسيط جدا بس أرجوكم ساعدوني بكلامكم الطيب. أنا اشتغلت في شركة من سنتين، وحبيت زميل ليّ بعد سنة من شغلي بس دلوقتي هو كل حاجة ليّ فى الدنيا، لو فات يوم من غير ما أكلمه وأطمّن عليه أبقى هاتجنن، ولما ييجي له بس برد أفضل أعيط وأدعي ربنا إن أنا اللي أتعب مش هو.. هو كمان بيحبني وإحنا الاتنين عارفين ربنا كويس، وبنصلي الحمد لله. المشكلة إني اتقدم لي حد أكتر من مرة، ولما قلت له قال لي إنه مش هيقدر يتكلم مع حد دلوقتي؛ لأنه شايف إنه عشان يتقدم لي لازم يجيب لي أحسن حاجة في الدنيا، وفعلا كنا خلاص هناخد خطوة جدية بس للأسف حصلت عنده ظروف منعته من إنه يتقدم لي دلوقتي، ولما اتقدم لي حد تاني وقلت له قال لي إني لازم أشوف مستقبلي، وهو حاسس إنه معطّلني.
بس أنا شايفة إن لو بعد عني أنا مش هالاقي راحتي مع حد تاني.. أنا جربت ده بس لقيت سبحان الله كأن قلبي أغلق عليه هو، وعلى فكرة هو مش مأثر عليّ بأي شيء عشان يشدني ليه، بس حاجة من عند ربنا. أنا قلت له إني مش هاسيبه مهما حصل لحد ما أموت بس هو مش قادر يقتنع قولوا لي أعمل إيه، نفسي إنه يكون متفائل أكتر من كده، خصوصا إن الحمد لله شغلنا كويس أنا وهو.. أرجوكم ساعدوني أتصرف ازاي؟ وهو أخليه ازاي يشيل التشاؤم ده؟ magda
ما رأيك صديقتي في شخص له عينان ولا يرى نور الشمس الساطع الذي يراه كل الناس، وما رأيك وحرارة الشمس تلسع بحرارتها جلود الناس، وهذا الشخص يشكو من برودة الجو؟!! هل تتصورين صديقتي أن هذا الشخص طبيعي أم يعاني من غيبوبة جعلته لا يرى نور الشمس ولا يشعر بحرارتها؟!! وإذا قلت لك إنك أنت التي تعانين من هذه الغيبوبة، فهل لديك سبب يبرر عدم رؤيتك للحقيقة، وعدم إحساسك بالواقع؟!
وماذا نسمي هذه الغيبوبة؟ حب من طرف واحد؟ أم خوف من أنك لن ترتاحي مع أحد مثل ما ارتحت مع هذا الشخص زميلك الذي يرفض الارتباط بك بكل وسيلة، ولو كانت وهمية ولا يصدقها عقل؟!! واسمحي لي أن أوضح لك وجهة نظري من كلامك أنت: أولاً: لا معنى لعدم ارتباطه بك؛ لأنه يود أن يأتيك بأحسن حاجة، وأنت يكفيك وجوده في حياتك؟ ولو كان يحبك بصدق ما تعلل بمثل هذا القول الذي لا يقال حتى للأطفال، ولو كان يحبك كان يكفيه أن تكوني أنت في حياته؟ ثانياً: كيف تتمسكين بحب شخص لا يهمه إلا بعدك عنه بحجة مستقبلك، وما شأنه بمستقبلك إذا لم يكن هو مستقبلك؟!! ثالثاً: كيف تخدعين نفسك بما يسمى التشاؤم والتفاؤل والرجل لا يتشاءم بل يعرف طريقه الذي هو ليس طريقك، ويعرف كيف يصرفك عن طريقه بحجج كان لا بد أن تفهميها وتفهمي أنها ليست إلا طريقة لتبتعدي عنه وتنسي اللي كان. ونصيحتي لك صديقتي تتلخص في الآتي: أولا: تقبّلي الشاب المتقدم للارتباط بك؛ لأنه يريد الارتباط بك؛ وربما عندما تقبلين ويشعر زميلك أنك ستكونين لغيره يغير رأيه وتكونين أنت مستقبله، ويكون هو مستقبلك. فإذا عرف مقدار حبك له وحرصك على البقاء بجواره والتضحية من أجله، وغيّر رأيه فبها ونعمت، وإن أصر على رأيه فخسارة فيه مجرد الاهتمام وليس الحب. ثانياً: لا بد وأن تستخيري الله وتسأليه في صلاتك ودعائك أن يلهمك من أمرك رشداً، وأن تعود لك حكمتك وقدرتك على الحكم على الأمور؛ لتتبيني أن زميلك هذا لا يبادلك الحب، ولا يتمنى أن تكوني شريكة حياته، وكل ما يتمناه أن تبتعدي عنه، وتهتمي بمستقبلك. يقول مطلع الأغنية: بيعهم يشتروك، وبالغالي يساووك، فجربي أن تبيعيه بحجة مستقبلك يمكن يفوق ويشتريك.