أ ش أ ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن أكبر جماعة إسلامية في العالم ذات نفوذ قوي، وهي جماعة الإخوان المسلمين، باتت اليوم على شفا الانهيار في البلد الذي ولدت فيه. واستهلت الصحيفة -تقريرها الذي بثته على موقعها الإلكتروني حول مستجدات المشهد في مصر اليوم (الأربعاء)- بذكر أن هذا الانهيار تجلى في عدة أمور أبرزها اعتقال قادة الجماعة وعدد من نشطائها ووصفهم بالإرهابيين، في أسوأ أزمة تواجه الجماعة التي تشكلت في مصر قبل 85 عاما، على حد وصفها. وأضافت:"عقب أسبوع من فض سلطات الأمن اعتصامي أنصار الإخوان الذين كانوا يطالبون بعودة محمد مرسي إلى منصبه كرئيس للجمهورية، أصبحت الجماعة الآن في خضم فوضى، وذلك بعد أن استخدمت قوتها التنظيمية خلال العامين الماضيين؛ للفوز بأول انتخابات ديمقراطية جرت في مصر. وأعرب عدد من المحللين السياسيين -حسبما نقلت الصحيفة- عن تخوفاتهم من إمكانية تخلي أعضاء الجماعة -والذين يشعرون بالغضب والمرارة لمقتل المئات من زملائهم خلال اشتباكات مع قوات الأمن- عن الالتزام بعدم اللجوء إلى العنف، خاصة بعدما فقدت القيادات البارزة فيها السيطرة على الأمور، مستشهدين بالقبض على بعض أنصار مرسي وفي حوزتهم أسلحة بجانب الهجمات التي تتعرض لها قوات الأمن في سيناء. وفي غضون ذلك، كشفت الصحيفة أن الجماعة تواجه موجة عدائية شعبية هي الأعنف في تاريخها، مضيفة:"استراتيجية الجماعة الرامية إلى مواجهة الحكومة بالاعتصامات والمسيرات بدت وكأنها تشعل الرأي العام ضدها بشكل كبير". وأشارت الصحيفة إلى إلقاء القبض على محمد بديع -المرشد العام للجماعة- واتهامه بعدة قضايا من بينها التحريض على قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية في شهر يونيو الماضي، وحيازة أسلحة، وإهانة القوات المسلحة، وغيرها، ومن المقرر تقديمه لمحاكمة مع اثنين آخرين من قادة الجماعة هذا الشهر. واعتبرت الصحيفة أن إلقاء القبض على المرشد يبدو وكأنه استكمال لسلسلة إجراءات تهدف إلى إهانة قيادات هذه الجماعة، لافتة إلى أن الاعتقال الجماعي واستهداف أعضاء الجماعة، ترك الجماعة منشقة وعاجزة عن اتخاذ إجراءات تنسيقية، حسب قول عدة محللين. وتعليقا على الوضع، نقلت "واشنطن بوست" عن ضياء رشوان -الخبير في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية- قوله إن جماعة الإخوان المسلمين تعيش حاليا لحظات فارقة قد تهدد باندثارها، مشيرا إلى أن البدائل الأخرى تتواجد بالفعل داخل الشارع المصري. وبدوره، قال شادي حامد -الخبير في شئون الشرق الأوسط بمركز "بروكنجز" الدوحة- إن جماعة الإخوان المسلمين لا تعد مجرد جماعة دينية أو سياسية، فقد كانت أشبه بدولة ظلت في مصر الحديثة، وهو ما ظهر في نجاحها في كسب المؤيدين على مدار العقود السابقة من خلال شبكتها الخاصة بالأعمال الخيرية، واصفا إياها ب"أم الجماعات الإسلامية". يذكر أن جماعة الإخوان المسلمين نجحت في الوصول للحكم بعد نجاح مرشحها محمد مرسي في انتخابات الرئاسة نهاية عام 2011- 2012، وقد تم عزله في عام 2013 عقب إعلان الفريق أول عبد الفتاح السيسي -وزير الدفاع والإنتاج الحربي- عن خارطة طريق تتضمن تكليف رئيس المحكمة الدستورية إدارة شئون البلاد، وتعطيل الدستور بشكل مؤقت، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وذلك في استجابة لتظاهرات 30 يونيو التي شارك فيها الملايين من الشعب المصري؛ مما دفع مؤيدي الرئيس المعزول لتنظيم اعتصامي ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، اللذان فضتهما قوات الداخلية؛ مما أسفر عن سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى.