استطاع سعر صرف اليورو أن يحقق ارتفاعاً مقابل الدولار الأمريكي خلال جلسات الأسبوع الأربع الماضية دون توقّف، فقد انخفض التشاؤم في الأسواق المالية بعد أن نجحت العديد من الدول من أن تنفذ للأسواق و تطرح سندات بشكل ممتاز شمل انخفاضاً في التكاليف و ارتفاعاً في الطلب. رغم إهمال العديد من الأخبار و البيانات السلبية هذا الأسبوع المختصّة في أوروبا و المتّصلة مباشرة في أزمة الديون السيادية ;منها تهديدات بخفض التصنيف الائتماني لدول أوروبية من قبل مؤسسات تصنيف ائتماني، إلا أن المتداولون مع اقتراب انتهاء تداولات هذا الأسبوع، فضّلوا القيام ببعض عمليات جني الأرباح دفعت الدولار الأمريكي للارتفاع مقابل سلّة العملات الأجنبية. سوف تكون اليونان مجبرة على سداد ما قيمته 14.5 مليار يورو في وقت لاحق في شهر آذار المقبل، و المحادثات ما زالت جارية بين الحكومة اليونانية و بين الدائنين لها بما يخص هذه الديون و سعر الكوبون المستحق على الديون. و يفضّل المتداولون حالياً جني الأرباح في انتظار عطلة نهاية الأسبوع، فالثقة رغم أنها شملت الأسواق المالية وسط آمال في احتواء أزمة الديون و أن تكون أزمة الديون الأوروبية ذات تأثير محدود على الاقتصاد الدولي، إلا أن الثقة ما زالت ضمن التشاؤم العام، و القلق و الحذر ما زال يعتري المتداولين. هذا و قد حذّر الريس الفرنسي اليونان من أن أي تأخر أو تأجيل في اتخاذ القرارات بخصوص المحادثات مع القطاع الخاص الدائن، قد يكون سبباً تفاقم المشاكل لأن اليونان مثقلة في الديون. بيانات ألمانيا هذا اليوم كانت تميل للسلبية، حيث انخفضت أسعار المنتجين خلال شهر كانون الأول الماضي بمقدار 0.4% مما سبب انخفاضاً حاداً في نمو الأسعار على المؤشر السنوي لعام 2012، حيث ارتفعت الأسعار بما لا يزيد عن 4.0% فيما كانت التوقعات تظهر احتمال ارتفاع و نمو الأسعار بمقدار 4.6%، فيما القيمة السابقة لشهر تشرين الثاني 2011 كانت 5.2%. يسعى الاتحاد الأوروبي لحل الخلاف مع بريطانيا، حيث أن مفوّض الاتحاد الأوروبي المسئول عن تنظيم التمويلات المالية مع وزير المالية في المملكة المتحدّة يوم الاثنين القادم و ذلك من أجل حل خلاف يرتكز على تنظيم قطاع البنوك و التمويل و مخاوف بريطانيا من أن تفقد استقلالها المالي من خلال فقد الإشراف على مركزها المالي. فبعد رفض بريطانيا قامت الدول الأوروبية الأخرى في الاتحاد تمضي قدماً في معاهدة تستثني بريطانيا، و بتحديد أكثر، سوف تكون المناقشات حول قواعد الاتحاد الأوروبي التي تحدد نسبة رأس المال التي يتعيّن على الجهات المصرفية الاحتفاظ بها. اليورو مقابل الدولار الأمريكي بعد أن ارتفع سعر صرف اليورو هذا اليوم ليلامس الأعلى له عند مستوى 1.2985، عاد و انخفض بشكل حاد ليلامس الأدنى عند سعر 1.2888 دولار لليورو الواحد، و الانخفاض الذي حصل يعتبره التحليل الفني طبيعي و تصحيح، حيث أن أي تداول فوق مستوى 1.2875 يبقي على الاتجاه الصاعد وراداً لحظياً، و قد يكون التداول فوق ذلك المستوى دلالة على أن التصحيح محدود في المستويات التي تحققت اليوم. في الحقيقة، إن الأوضاع الأوروبية ما زالت على ما هي عليه، لكن مقدرة الدول الأوروبية على النفاذ إلى الأسواق الأولية لطرح السندات، و بعض البيانات الاقتصادية من العالم التي أظهرت بأن الاقتصاد الدولي يتباطأ لكن ليس بشكل حاد كما كان يخشى الكثيرون، قد يبقي على الميل الصاعد العام على اليورو إلا إذا شهدنا مستجدات سلبية من اليونان. لكن بما يخص الاتجاه العام، فما لم نرى تحسّناً حقيقياً في أوضاع الاقتصاد الأوروبي و تطورات من خلالها يتم احتواء أزمة الديون السيادية، فقد يبقى الضغط السلبي العام على اليورو مقابل الدولار الأمريكي الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني أيضاً مقابل الدولار الأمريكي، لكن الانخفاض الذي شهده الجنيه الإسترليني محدود، حيث أن الجنيه الإسترليني ارتفع اليوم ليلامس الأعلى عند سعر 1.5500 لكنه عاد لينخفض ملامساً الأدنى عند سعر 1.5448 دولار للجنيه الإسترليني الواحد. إن ثبات تداول زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي ما دون سعر 1.5555 يبقي على احتمال الاتجاه الهابط، حيث أن ذلك المستوى يعتبر مقاومة هامة للاتجاه، و أي موجة صاعدة للجنيه يجب أن تثبت بأنها قادرة على تأكيد ثبات الزوج فوق ذلك المستوى، و إلا بقيت الضغوط السلبية. تجدر الإشارة إلى أن أنصار التحليل الفني يشيرون إلى أن كسر مستوى 1.5370 قد يكون دافعاً لحصول موجة هابطة على الزوج. ما قلل أيضاً هذا اليوم من تأثير ارتفاع سعر صرف الدولار أمام سلة العملات الأجنبية على سعر صرف الجنيه هو بعض البيانات الاقتصادية الإيجابية التي صدرت، و البيانات الاقتصادية التي صدرت اليوم أشارت إلى ارتفاع في مبيعات التجزئة البريطانية و نمو مقداره 0.6% خلال شهر كانون الأول الماضي ليغطّي الانكماش الذي حصل خلال شهر تشرين الثاني الذي قدّر بحوالي 0.5%، هذا و قد أظهرت بيانات مبيعات التجزئة السنوية لشهر كانون الأول الماضي التي تظهر عام 2011 كاملاً، نمواً مقداره 0.6%، و هذا ما يخرج القطاع من الانكماش. الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني استطاع الدولار الأمريكي الارتفاع هذا اليوم مقابل الين الياباني، لكن الارتفاع الذي تحقق اليوم يعتبر محدود جداً، حيث ارتفع الدولار من مستواه الأدنى 77.03 ليلامس الأعلى عند سعر 77.30 ين للدولار الأمريكي الواحد. لكن التداولات الحالية ما زالت تقع في مستويات تميل بشكل متواضع لصالح الدولار الأمريكي، و مع اقتراب سعر صرف الين الياباني نحو مستويات 76.50 خلال هذا الأسبوع، أصبح المتداولون أكثر قلقاً من تدخل من بنك اليابان لخفض سعر الين الياباني، فيما ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الأجنبية هذا اليوم بفعل عمليات جني الأرباح دفع به أيضاً لبعض الارتفاع مقابل الين الياباني.