الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنفي وقوع ضرر بمواقع نووية إيرانية    طائرات الاحتلال تشن غارتين على شمال قطاع غزة    الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد عدم وقوع ضرر بمواقع نووية إيرانية    أفلام من كان وتورنتو وكليرمون فيران في مهرجان الإسكندرية للفيلم القصيرة 10    موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد الأوقاف.. تعرف عليه    سعر الدولار بالبنوك أمام الجنيه اليوم الجمعة 19-4-2024 في مصر    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 19-4-2024 بالصاغة    رضا عبد العال: إخفاء الكرات بمباراة القمة كان في صالح الأهلي    الأهلي يختتم استعداداته اليوم لمواجهة مازيمبي الكونغولي    أخبار الأهلي : موقف مفاجئ من كولر مع موديست قبل مباراة الأهلي ومازيمبي    تشكيل يوفنتوس أمام كالياري في الدوري الإيطالي    أحمد شوبير يوجه رسالة غامضة عبر فيسبوك.. ما هي    الاستعلام عن الحالة الصحية ل9 أشخاص أصيبوا في انقلاب سيارة بالطريق الصحراوي    تشريح جثمان فتاه لقيت مصرعها إثر تناولها مادة سامة بأوسيم    تفاصيل الحالة المرورية في محافظات القاهرة الكبري.. الجمعة 19 أبريل    ضبط محاولة تهريب كمية من «الحشيش والماريجوانا» بحوزة بلجيكي بمطار الغردقة    أسعار البيض والفراخ في الأقصر اليوم الجمعة 19 أبريل 2024    "ستاندرد آند بورز" ‬تخفض تصنيف إسرائيل طويل الأجل إلى A+ على خلفية المخاطر الجيوسياسية    أحمد كريمة: مفيش حاجة اسمها دار إسلام وكفر.. البشرية جمعاء تأمن بأمن الله    صندوق النقد الدولي يزف بشرى سارة عن اقتصاد الدول منخفضة الدخل (فيديو)    رغم الإنذارين.. سبب مثير وراء عدم طرد ايميليانو مارتينيز امام ليل    بعد عبور عقبة وست هام.. ليفركوزن يُسجل اسمه في سجلات التاريخ برقم قياسي    مخرج «العتاولة»: الجزء الثاني من المسلسل سيكون أقوى بكتير    بعد تعليمات الوزير.. ما مواصفات امتحانات الثانوية العامة 2024؟    شريحة منع الحمل: الوسيلة الفعالة للتنظيم الأسري وصحة المرأة    طلب إحاطة في البرلمان لإجبار أصحاب المخابز على خفض أسعار "الخبز السياحي"    سوزان نجم الدين تتصدر تريند إكس بعد ظهورها مع «مساء dmc»    تقارير أمريكية تكشف موعد اجتياح رفح الفلسطينية    فاروق جويدة يحذر من «فوضى الفتاوى» وينتقد توزيع الجنة والنار: ليست اختصاص البشر    حظك اليوم برج العذراء الجمعة 19-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هدي الإتربي: أحمد السقا وشه حلو على كل اللى بيشتغل معاه    مسؤول أمريكي: إسرائيل شنت ضربات جوية داخل إيران | فيديو    وعد وهنوفي بيه، الحكومة تحدد موعد إنهاء تخفيف أحمال الكهرباء (فيديو)    منهم شم النسيم وعيد العمال.. 13 يوم إجازة مدفوعة الأجر في مايو 2024 للموظفين (تفاصيل)    البابا تواضروس خلال إطلاق وثيقة «مخاطر زواج الأقارب»: 10 آلاف مرض يسببه زواج الأقارب    متحدث الحكومة: دعم إضافي للصناعات ذات المكون المحلي.. ونستهدف زيادة الصادرات 17% سنويا    محمود عاشور يفتح النار على رئيس لجنة الحكام.. ويكشف كواليس إيقافه    انهيار منزل من طابقين بالطوب اللبن بقنا    تعديل ترتيب الأب.. محامية بالنقض تكشف مقترحات تعديلات قانون الرؤية الجديد    #شاطئ_غزة يتصدر على (اكس) .. ومغردون: فرحة فلسطينية بدير البلح وحسرة صهيونية في "زيكيم"    والد شاب يعاني من ضمور عضلات يناشد وزير الصحة علاج نجله (فيديو)    انطلاق برنامج لقاء الجمعة للأطفال بالمساجد الكبرى الجمعة    الإفتاء تحسم الجدل بشأن الاحتفال ب شم النسيم    الجامعة العربية توصي مجلس الأمن بالاعتراف بمجلس الأمن وضمها لعضوية المنظمة الدولية    خبير عسكري: هجوم إسرائيل على إيران في لبنان أو العراق لا يعتبر ردًا على طهران    أحمد الطاهري يروي كواليس لقاءه مع عبد الله كمال في مؤسسة روز اليوسف    سكرتير المنيا يشارك في مراسم تجليس الأنبا توماس أسقفا لدير البهنسا ببني مزار    وزير الخارجية الأسبق يكشف عن نقاط مهمة لحل القضية الفلسطينية    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    دعاء للمريض في ساعة استجابة يوم الجمعة.. من أفضل الأوقات    بسبب معاكسة شقيقته.. المشدد 10 سنوات لمتهم شرع في قتل آخر بالمرج    إصابة 4 أشخاص فى انقلاب سيارة على الطريق الإقليمى بالمنوفية    طريقة عمل الدجاج سويت اند ساور    نبيل فهمي يكشف كيف تتعامل مصر مع دول الجوار    شعبة الخضر والفاكهة: إتاحة المنتجات بالأسواق ساهمت في تخفيض الأسعار    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    أخبار 24 ساعة.. مساعد وزير التموين: الفترة القادمة ستشهد استقرارا فى الأسعار    فحص 1332 مواطنا في قافلة طبية بقرية أبو سعادة الكبرى بدمياط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مناقشات ظاهرة التوريث في الفن والمسرح العربي
نشر في صوت البلد يوم 20 - 03 - 2018

تشكل بعض العائلات في مختلف الأقطار العربية حضورا بارزا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والدينية والثقافية والإبداعية والفنية، حتى لتعتبر ظاهرة ممتدة على مدار التاريخ العربي والإسلامي، بل إنها لتشكل ظاهرة عالمية، فكم من عائلات في أوروبا وأميركا وروسيا والصين كما في عالمنا العربي والإسلامي حققت حضورا كبيرا في السياسة والحكم والاقتصاد وغيره من المجالات.
وقد دخلت هذه الظاهرة إلى المجال الفني الحديث منذ منتصف القرن التاسع وأوائل القرن العشرين عشر لتؤسس وتبني مقدمات مسيرة الفن العربي في المسرح والسينما والغناء والفن التشكيلي والدراما وغيرها من الفنون.
وفي الندوة التي أقيمت ضمن فعاليات أيام الشارقة المسرحية تحت عنوان "الفن يورث.. عرض تاريخي حول عائلات المسرح العربية" كانت هناك إشارات مهمة للعلائلات المسرحية التي تستحق التأريخ والتوثيق لما قدمته من تجليات كان لها أثرها على المسرح، فضلا عن التطرق لتساؤلات مهمة حول نجاح وتفوق أو فشل الأبناء والآثار السلبية للظاهرة اليوم.
بداية أكد مدير الندوة الناقد المسرحي الجزائري خلاف عبدالناقد أن ظاهرة توريث الفن تتجلى في الوسط الفني العربي خلال السنوات الأخيرة بل حتى قبل ذلك إذا تعلق الأمر بالدراما المصرية، بعدما تكرست هذه الظاهرة طيلة عقود من الزمن في الوسط الفني الغربي بخاصة في مجالي السينما والغناء.
ولفت إلى أن هناك دوافع تقف وراء هاته الممارسة الآن وفي مقدمتها العمل على الحفاظ على موروث العائلة فنيا وماديا ومعنويا بخاصة تلك العائلات التي تمتلك استثمارات كبيرة في هذا المجال على غرار شركات الإنتاج والاستوديوهات وغيرها، ويعود ذلك إلى طبيعة التنشئة التي يتلقاها أبناء الفنانين في مناخ فني حيوي ديناميكي يزخر بالحضور الاعلامي الكثيف فينشأون تحت بؤرة الأضواء وبرحابة المال ورغد العيش.
لكن هل تغني هذه التنشئة بأجوائها وتميزها عن الموهبة والممارسة والخبرة والابداع؟ وهل بالفعل يمكن اكتساب الممارسة الفنية دون موهبة؟
وقال خلاف "قبل مجيئي للشارقة تواصلت مع بعض المسرحيين الجزائريين، ومارست عليهم شبه عملية سبر آراء وتوصلت إلى النتيجة الصادمة هذه: إن غالبية الأسماء المسرحية ترفض أن يتبع أبناؤها طريقها وتؤثر ألا يحذوا حذوها لما كابدوه من معاناة معنوية ومادية من جهة، ومن جهة أخرى نتيجة النظرة الدونية للفنان وممارسة المسرحية من قبل المجتمع باعتبارها غير منتجة، وهذا ما جعلهم يخشون على مستقبل أبنائهم وبخاصة إذا فشلوا في حمل هذا الميراث الفني.
ومبدئيا يحاولون إبعادهم قبل حدوث الكارثة، ويفرضون على أبنائهم شروطا شبه مستحيلة على غرار التفوق العلمي والحصول على شهادات عالية، وعادة ما تكون في تخصصات علمية كالطب والهندسة والزراعة وغيرها. وقد يفرضون عليهم الذهاب إلى القاعات المسرحية ويلزمونهم بالتركيز على الدراسة ثم الدراسة، فقط لأنهم لا يريدون أن يعاني أبناؤهم وبناتهم مما عانوا منه هم، ولهذا يحاولون قدر الإمكان تجنيبهم الفن وتنفيرهم منه لا توريثه لهم، لأن الواقع المسرحي يرزخ تحت عاصفة من المعاناة التراجيدية، وإذا تعلق الأمر ببنات وأبناء بعض الأسماء الفنية الجزائرية التي كانت ضحية رصاص الظلاميين، فإن البعض منها سارت بطريق فقيدها وكلها إصرار على التحدي والمواجهة لمواصلة المشوار الفني المسرحي الذي اغتيل عنوة، معبرين عن رفضهم للاستسلام والخنوع والرضوخ لرغبات رجعية بائدة".
نشوء الظاهرة المسرحية
وأرخ الناقد والباحث المسرحي المغربي فهد الكغاط للظاهرة مشيرا إلى أن نشأتها جاء مع نشوء الظاهرة المسرحية نفسها في بلاد اليونان، إذ يؤكد بعض الدارسين أن عائلات رواد التراجيديا الإغريق: إيسخيلوسوسوفوكليسويوربيديس، قد مارست المسرح في اليونان، بعض أفرادها مارسه في حياة الرواد الثلاثة، وبعضها الآخر بعد رحيلهم، هكذا يشير أمين سلامة إلى أننا نجد سلسلة كاملة من شعراء التراجيديا في أسرة أيسخولوس إيسخيلوس مثل ابنه يوفوريون وابن أخيه فيلوكليس الأكبر، وفي الجيل التالي لهذين مورسيموسوميلانثنوس، وقد أحرز يوفون ابن سوفوكليس بعض النجاح في حوالي نهاية حياة والده.
ورأى أن المسرح العربي على امتداد تاريخه من البداية إلى الآن قدم عددا مهما من التجارب المسرحية التي بلورها وقدمها إلى الجمهور أفراد ممارسون للمسرح ينتمون للعائلة ذاتها، وقال "إذا كان عدد من هذه التجارب التي تبرز فيها، بدرجة أو بأخرى، مشاركة العائلة المسرحية الواحدة في الصياغة والإنجاز، فإن عددا آخر منها أخفق في ذلك سواء أكانت ناجحة أو فاشلة، يأخذ مظاهر متنوعة بحسب الوظائف التي يضطلع بها الممارسون الذين هم من نفس العائلة. وإذا كان الأمر يتعلق في تجارب كثيرة بوظيفة واحدة هي التمثيل (الزوجان، أو الأخوان، أو الأب والابن، معا بوصفهما ممثلين)، فإن الوظائف المسرحية التي يشغلها ممارسون ذوو انتماء عائلي واحد، تتنوع في تجارب مسرحية أخرى، وإن قلت، ما بين التأليف والإخراج والتمثيل والسينوجرافيا وتصميم الملابس والإدارة والانتاج.
ووضع الكغاط جدولا يخص فروع شجرة الأنساب الواحد في الممارسة المسرحية العربية المغربية، فمن جيل الرواد والجيل التالي له وانطلق من العائلات ذات فردين: الزوجان: عبدالله شقرون وأمينة رشيد (التأليف والتمثيل)، عبدالواحد عزوري وثريا جبران (التأليف والإخراج والتمثيل وإدارة فرقة مسرحية)، نبيل لحلو وصوفيا هادي (التأليف والإخراج والتمثيل وإدارة فرقة مسرحية)، عزيز سعد الله وخديجة أسد (التأليف والإخراج والتمثيل وإدارة فرقة مسرحية).
ثانيا الاب والابن والابنة: عائلة الكغاط: محمد الكغاط (التأليف والاخراج والتمثيل والنقد والبحث المسرحي وإدارة الفرقة)، وفهد الكغاط (التأليف والنقد والبحث المسرحي). عائلة برشيد: عبدالكريم برشيد (التأليف والاخراج والتنظير المسرحي)، نادية برشيد (التمثيل والكوريغرافيا). ثم انتقل إلى جيل نهاية القرن العشرين وبداية الألفية الثالثة مثل عائلة أحرار: لطيفة أحرار وفاطمة الزهراء أحرار. وعائلة الوالي: الأخوان رشيد وهشام الوالي. والزوجان: رشيد برومي وأسماء هوري، ومحمد الحر وهاجر الحامدي وغيرهم.
ثم العائلة ذات الثلاثة أفراد مثل عائلة محمد التسولي: محمد التسولي والابن سعد التسولي وزوجة الابن فاطمة خير، والعائلة ذات الخمسة أفراد كعائلة محمد حسن الجندي الأب والزوجة والابن والابنة والابن الأصغر، والعائلة ذات الأفراد السبعة كعائلة البدوي، والعائلة ذات العشرة أفراد مثل عائلة الطيب الصديقي".
وتناول الكغاط ظاهرة العائلة الممارسة للمسرح والفرقة المسرحية العائلية مؤكدا أن عددا من الفرق المسرحية العائلية أسس لتجارب مهمة في الحركة المسرحية العربية، ولعل أبرز النماذج على ذلك فيما يخص المغرب عائلة الطيب الصديقي وعائلة عبدالقادر وعبدالرزاق البدوي وعائلة عبدالواحد عوزري وثريا جبران، وعائلة نبيل لحلو وصوفيا هادي وغيرها من العائلات التي مارست المسرح وبشكل أساسي في إطار الفرقة الواحدة ذاتها، على أن عائلتي الصديقي والبدوي تمثلان النموذج على مشاركة أكثر من فردين من العائلة في الفرقة الواحدة، وعائلتي عوزري / جبران ولحلو/ صوفيا تمثلان النموذج على مشاركة فردين فقط من العائلة هما الزوجان.
وتوقف الكغاط مع عائلة الصديقي ليرى ضرورة إعادة كتابة تاريخ الفرق المسرحية العائلية وإبراز قيمة الحضور العائلي في الصياغة الفنية لتجاربها.
مستوى الابداع أو الشهرة؟
وطرح الناقد المسرحي المصري د. عمرو دوارة عدة تساؤلات مهمة منها: هل الفن يمكن أن يورث عن طريق الجينات الوراثية؟ أم عن طريق المناخ الثقافي؟ هل معنى التوريث أب وأبناء أم يمكن أيضا أخوة معا؟ لماذا انتشرت الظاهرة بكثافة في النصف الثاني من القرن العشرين؟ هل معنى الجينات الوراثية أنها لا بد وأن تكون بنفس التخصص؟ إذا كانت في نفس المجال هل دائما يتفوق الأب أم أحيانا يحقق الابن وثبات وقفزات سواء على مستوى الابداع أو الشهرة؟
وتناول لمحات من البدايات التأسيسية للمسرح في بعض الدول العربية، لبنان مارون النقاش ونقولا النقاش وسليم النقاش الذي يرد إليه الفضل في استمرارية المسرح العربي منذ انتقاله إلى مصر عام 1876، وفي مصر فاطمة رشدي وشقيقاتها رتيبة وأنصاف، وحمدي وعبدالله غيث وميمي وزوزو شكيب وأمين ولولا صدقي وشفيق نور الدين ونبيل نور الدين، وآمال زايد ومعالي زايد، وآمال سالم وسوسن بدر، وكرم مطاوع وزوجته سهير المرشدي وابنته حنان مطاوع، عائلة الجزايرلي وعائلة الابياري وعائلة راضي. وفي العراق طه سالم والد سهى وشذى سالم. وفي الكويت فؤاد الشطى وأبنائه الثلاثة وعبدالعزيز السريع وشقيقه وابنه، وهكذا رصد أشهر العائلات التي عملت في المجال المسرحي في مختلف الدول العربية.
ولم يكتف دوارة بالمسرح حيث تطرق إلى التوريث في مختلف الفنون الغناء والسينما والتأليف المسرحي والثقافة، مؤكدا أن التوريث قائم في مختلف الفنون، وأنه لا يقتصر على مرحلة زمنية بعينها، كأدهم وسيف وانلى في الفن التشكيلي، وسيد درويش وأبنائه محمد البحر وحسن درويش وحفيده إيمان البحر درويش في الغناء، وزكي مراد وليلى ومنير مراد في الغناء والتمثيل والتلحين، وفي التأليف العائلة التيمورية والعائلة الأباظية وعائلات النقاش ودوارة وخشبة.
ورأى دوارة أن أسباب انتشار ظاهر التوريث بنهاية القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين يرجع إلى أسباب اقتصادية والشهرة والأضواء، وهذا واضح في مجال التمثيل باعتبار أنه الأكثر ربحية، وبالطبع هناك ظواهر سلبية نتيجة هذا التوريث أنهم يأخذورن فرص آخرين أكثر موهبة، لذا فإن دور أكاديميات الفنون والمعاهد اكتشاف الموهوبين الذين يعتمدون على مواهبهم والعصاميين.
وضرب أمثلة لمن فشلوا في إرث الآباء مثل إبراهيم ابن سلامة حجازي الذي حاول أن يغني ويمثل حتى أعاد أغاني والده وحاول تأسيس فرقة مسرحية لكنه لم ينجح، وهناك نادية ذو الفقار التي اهتمت بها شركات الانتاج فهي ابنة فاتن حمامة وعز الدين ذو الفقار، وأخذت بطولة فيلم وهي فتاة جميلة لكنها لم تنجح فاتجهت إلى أن تكون مدير أعمال عمر الشريف زوج والدتها، فالتوريث ليس "بالعافية".
الفنان الإماراتي عبدالله صالح تحدث عن مسيرته الفنية التي بدأت من خلال المسرح مسرح دبي الشعبي عام 1978 وما قدمه منذ ذلك الوقت حتى الآن من أعمال تلفزيونية ومسرحية. وتحدث مطولا عن ابنه مروان عبدالله ممثلا ومخرجا مسرحيا، مؤكدا أنه على الرغم من أن ابنه عايشه خلال مختلف مراحل مسيرته الفنية وصحبه إلى المسرح والاستديو، إلا أن ما دفعه إلى عالم التمثيل والإخراج هي موهبته وحبه لهذا المجال، وهو الأمر الذي تجلى في عمر 8 سنوات، وقال "لقد تفوق ابني علي".
ولفت إلى أن أبناءه جميعا لديهم هوس بالفنون فقد نشأوا جميعا وسط هذا المجال فعشقوا جمالياته، فابنته "ميزة" تخرجت في تخصص مسرح وهي عاشقة للكاميرا وأنجزت فيلما.
ورأى صالح أن الموهبة هي الأساس وأن الأبوة والأمومة لا تقدم شيئا للفنان، قد تساهم في تشكيل وعيه وتنميته وتشجيعه لكن لا تستطيع أن تقدم له الموهبة، لذا الموهبة هي الأصل.
الكاتب والمسرحي العماني عبدالرازاق الربيعي رأى أن أن التوريث الفني قتل العصامية وخلق كما نرى الآن في المشهد الفني العربي هيمنة وسطوة وقتل روح الإبداع والموهبة لدى الكثير من المواهب وساهم في تدوير الأمراضة الفنية.
ومن سلطنة عمان أيضا قال المسرحي عبدالغفور أحمد البلوشي أن ظاهرة التوريث الفني في سلطنة عمان تجلى في فرق الفنون الشعبية التي كانت موجودة في كل ولاية من ولايات السلطنة، وهذه الفرق كانت مختلطة، ومكونة من أسر كاملة الأب والأم والأبناء والبنات والعمات والخالات، ومن يدخل إليها غالبا ما كان يتزوج من الفرقة. لافتا إلى أن العنصر النسائي كان متواجدا بحكم الحضور الأسري والعائلي.
ورأت الكاتبة غادة البشر أن بعض الأبناء الذين ورثوا الفن خاصة في الوقت الحالي من آبائهم قد يكونوا نجحوا ولكنهم لم يحققوا ذات النجاح والبصمة التي حققها آباؤهم ومثال ذلك الفنان القدير أحمد زكي وابنه هيثم أحمد زكي.
تشكل بعض العائلات في مختلف الأقطار العربية حضورا بارزا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والدينية والثقافية والإبداعية والفنية، حتى لتعتبر ظاهرة ممتدة على مدار التاريخ العربي والإسلامي، بل إنها لتشكل ظاهرة عالمية، فكم من عائلات في أوروبا وأميركا وروسيا والصين كما في عالمنا العربي والإسلامي حققت حضورا كبيرا في السياسة والحكم والاقتصاد وغيره من المجالات.
وقد دخلت هذه الظاهرة إلى المجال الفني الحديث منذ منتصف القرن التاسع وأوائل القرن العشرين عشر لتؤسس وتبني مقدمات مسيرة الفن العربي في المسرح والسينما والغناء والفن التشكيلي والدراما وغيرها من الفنون.
وفي الندوة التي أقيمت ضمن فعاليات أيام الشارقة المسرحية تحت عنوان "الفن يورث.. عرض تاريخي حول عائلات المسرح العربية" كانت هناك إشارات مهمة للعلائلات المسرحية التي تستحق التأريخ والتوثيق لما قدمته من تجليات كان لها أثرها على المسرح، فضلا عن التطرق لتساؤلات مهمة حول نجاح وتفوق أو فشل الأبناء والآثار السلبية للظاهرة اليوم.
بداية أكد مدير الندوة الناقد المسرحي الجزائري خلاف عبدالناقد أن ظاهرة توريث الفن تتجلى في الوسط الفني العربي خلال السنوات الأخيرة بل حتى قبل ذلك إذا تعلق الأمر بالدراما المصرية، بعدما تكرست هذه الظاهرة طيلة عقود من الزمن في الوسط الفني الغربي بخاصة في مجالي السينما والغناء.
ولفت إلى أن هناك دوافع تقف وراء هاته الممارسة الآن وفي مقدمتها العمل على الحفاظ على موروث العائلة فنيا وماديا ومعنويا بخاصة تلك العائلات التي تمتلك استثمارات كبيرة في هذا المجال على غرار شركات الإنتاج والاستوديوهات وغيرها، ويعود ذلك إلى طبيعة التنشئة التي يتلقاها أبناء الفنانين في مناخ فني حيوي ديناميكي يزخر بالحضور الاعلامي الكثيف فينشأون تحت بؤرة الأضواء وبرحابة المال ورغد العيش.
لكن هل تغني هذه التنشئة بأجوائها وتميزها عن الموهبة والممارسة والخبرة والابداع؟ وهل بالفعل يمكن اكتساب الممارسة الفنية دون موهبة؟
وقال خلاف "قبل مجيئي للشارقة تواصلت مع بعض المسرحيين الجزائريين، ومارست عليهم شبه عملية سبر آراء وتوصلت إلى النتيجة الصادمة هذه: إن غالبية الأسماء المسرحية ترفض أن يتبع أبناؤها طريقها وتؤثر ألا يحذوا حذوها لما كابدوه من معاناة معنوية ومادية من جهة، ومن جهة أخرى نتيجة النظرة الدونية للفنان وممارسة المسرحية من قبل المجتمع باعتبارها غير منتجة، وهذا ما جعلهم يخشون على مستقبل أبنائهم وبخاصة إذا فشلوا في حمل هذا الميراث الفني.
ومبدئيا يحاولون إبعادهم قبل حدوث الكارثة، ويفرضون على أبنائهم شروطا شبه مستحيلة على غرار التفوق العلمي والحصول على شهادات عالية، وعادة ما تكون في تخصصات علمية كالطب والهندسة والزراعة وغيرها. وقد يفرضون عليهم الذهاب إلى القاعات المسرحية ويلزمونهم بالتركيز على الدراسة ثم الدراسة، فقط لأنهم لا يريدون أن يعاني أبناؤهم وبناتهم مما عانوا منه هم، ولهذا يحاولون قدر الإمكان تجنيبهم الفن وتنفيرهم منه لا توريثه لهم، لأن الواقع المسرحي يرزخ تحت عاصفة من المعاناة التراجيدية، وإذا تعلق الأمر ببنات وأبناء بعض الأسماء الفنية الجزائرية التي كانت ضحية رصاص الظلاميين، فإن البعض منها سارت بطريق فقيدها وكلها إصرار على التحدي والمواجهة لمواصلة المشوار الفني المسرحي الذي اغتيل عنوة، معبرين عن رفضهم للاستسلام والخنوع والرضوخ لرغبات رجعية بائدة".
نشوء الظاهرة المسرحية
وأرخ الناقد والباحث المسرحي المغربي فهد الكغاط للظاهرة مشيرا إلى أن نشأتها جاء مع نشوء الظاهرة المسرحية نفسها في بلاد اليونان، إذ يؤكد بعض الدارسين أن عائلات رواد التراجيديا الإغريق: إيسخيلوسوسوفوكليسويوربيديس، قد مارست المسرح في اليونان، بعض أفرادها مارسه في حياة الرواد الثلاثة، وبعضها الآخر بعد رحيلهم، هكذا يشير أمين سلامة إلى أننا نجد سلسلة كاملة من شعراء التراجيديا في أسرة أيسخولوس إيسخيلوس مثل ابنه يوفوريون وابن أخيه فيلوكليس الأكبر، وفي الجيل التالي لهذين مورسيموسوميلانثنوس، وقد أحرز يوفون ابن سوفوكليس بعض النجاح في حوالي نهاية حياة والده.
ورأى أن المسرح العربي على امتداد تاريخه من البداية إلى الآن قدم عددا مهما من التجارب المسرحية التي بلورها وقدمها إلى الجمهور أفراد ممارسون للمسرح ينتمون للعائلة ذاتها، وقال "إذا كان عدد من هذه التجارب التي تبرز فيها، بدرجة أو بأخرى، مشاركة العائلة المسرحية الواحدة في الصياغة والإنجاز، فإن عددا آخر منها أخفق في ذلك سواء أكانت ناجحة أو فاشلة، يأخذ مظاهر متنوعة بحسب الوظائف التي يضطلع بها الممارسون الذين هم من نفس العائلة. وإذا كان الأمر يتعلق في تجارب كثيرة بوظيفة واحدة هي التمثيل (الزوجان، أو الأخوان، أو الأب والابن، معا بوصفهما ممثلين)، فإن الوظائف المسرحية التي يشغلها ممارسون ذوو انتماء عائلي واحد، تتنوع في تجارب مسرحية أخرى، وإن قلت، ما بين التأليف والإخراج والتمثيل والسينوجرافيا وتصميم الملابس والإدارة والانتاج.
ووضع الكغاط جدولا يخص فروع شجرة الأنساب الواحد في الممارسة المسرحية العربية المغربية، فمن جيل الرواد والجيل التالي له وانطلق من العائلات ذات فردين: الزوجان: عبدالله شقرون وأمينة رشيد (التأليف والتمثيل)، عبدالواحد عزوري وثريا جبران (التأليف والإخراج والتمثيل وإدارة فرقة مسرحية)، نبيل لحلو وصوفيا هادي (التأليف والإخراج والتمثيل وإدارة فرقة مسرحية)، عزيز سعد الله وخديجة أسد (التأليف والإخراج والتمثيل وإدارة فرقة مسرحية).
ثانيا الاب والابن والابنة: عائلة الكغاط: محمد الكغاط (التأليف والاخراج والتمثيل والنقد والبحث المسرحي وإدارة الفرقة)، وفهد الكغاط (التأليف والنقد والبحث المسرحي). عائلة برشيد: عبدالكريم برشيد (التأليف والاخراج والتنظير المسرحي)، نادية برشيد (التمثيل والكوريغرافيا). ثم انتقل إلى جيل نهاية القرن العشرين وبداية الألفية الثالثة مثل عائلة أحرار: لطيفة أحرار وفاطمة الزهراء أحرار. وعائلة الوالي: الأخوان رشيد وهشام الوالي. والزوجان: رشيد برومي وأسماء هوري، ومحمد الحر وهاجر الحامدي وغيرهم.
ثم العائلة ذات الثلاثة أفراد مثل عائلة محمد التسولي: محمد التسولي والابن سعد التسولي وزوجة الابن فاطمة خير، والعائلة ذات الخمسة أفراد كعائلة محمد حسن الجندي الأب والزوجة والابن والابنة والابن الأصغر، والعائلة ذات الأفراد السبعة كعائلة البدوي، والعائلة ذات العشرة أفراد مثل عائلة الطيب الصديقي".
وتناول الكغاط ظاهرة العائلة الممارسة للمسرح والفرقة المسرحية العائلية مؤكدا أن عددا من الفرق المسرحية العائلية أسس لتجارب مهمة في الحركة المسرحية العربية، ولعل أبرز النماذج على ذلك فيما يخص المغرب عائلة الطيب الصديقي وعائلة عبدالقادر وعبدالرزاق البدوي وعائلة عبدالواحد عوزري وثريا جبران، وعائلة نبيل لحلو وصوفيا هادي وغيرها من العائلات التي مارست المسرح وبشكل أساسي في إطار الفرقة الواحدة ذاتها، على أن عائلتي الصديقي والبدوي تمثلان النموذج على مشاركة أكثر من فردين من العائلة في الفرقة الواحدة، وعائلتي عوزري / جبران ولحلو/ صوفيا تمثلان النموذج على مشاركة فردين فقط من العائلة هما الزوجان.
وتوقف الكغاط مع عائلة الصديقي ليرى ضرورة إعادة كتابة تاريخ الفرق المسرحية العائلية وإبراز قيمة الحضور العائلي في الصياغة الفنية لتجاربها.
مستوى الابداع أو الشهرة؟
وطرح الناقد المسرحي المصري د. عمرو دوارة عدة تساؤلات مهمة منها: هل الفن يمكن أن يورث عن طريق الجينات الوراثية؟ أم عن طريق المناخ الثقافي؟ هل معنى التوريث أب وأبناء أم يمكن أيضا أخوة معا؟ لماذا انتشرت الظاهرة بكثافة في النصف الثاني من القرن العشرين؟ هل معنى الجينات الوراثية أنها لا بد وأن تكون بنفس التخصص؟ إذا كانت في نفس المجال هل دائما يتفوق الأب أم أحيانا يحقق الابن وثبات وقفزات سواء على مستوى الابداع أو الشهرة؟
وتناول لمحات من البدايات التأسيسية للمسرح في بعض الدول العربية، لبنان مارون النقاش ونقولا النقاش وسليم النقاش الذي يرد إليه الفضل في استمرارية المسرح العربي منذ انتقاله إلى مصر عام 1876، وفي مصر فاطمة رشدي وشقيقاتها رتيبة وأنصاف، وحمدي وعبدالله غيث وميمي وزوزو شكيب وأمين ولولا صدقي وشفيق نور الدين ونبيل نور الدين، وآمال زايد ومعالي زايد، وآمال سالم وسوسن بدر، وكرم مطاوع وزوجته سهير المرشدي وابنته حنان مطاوع، عائلة الجزايرلي وعائلة الابياري وعائلة راضي. وفي العراق طه سالم والد سهى وشذى سالم. وفي الكويت فؤاد الشطى وأبنائه الثلاثة وعبدالعزيز السريع وشقيقه وابنه، وهكذا رصد أشهر العائلات التي عملت في المجال المسرحي في مختلف الدول العربية.
ولم يكتف دوارة بالمسرح حيث تطرق إلى التوريث في مختلف الفنون الغناء والسينما والتأليف المسرحي والثقافة، مؤكدا أن التوريث قائم في مختلف الفنون، وأنه لا يقتصر على مرحلة زمنية بعينها، كأدهم وسيف وانلى في الفن التشكيلي، وسيد درويش وأبنائه محمد البحر وحسن درويش وحفيده إيمان البحر درويش في الغناء، وزكي مراد وليلى ومنير مراد في الغناء والتمثيل والتلحين، وفي التأليف العائلة التيمورية والعائلة الأباظية وعائلات النقاش ودوارة وخشبة.
ورأى دوارة أن أسباب انتشار ظاهر التوريث بنهاية القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين يرجع إلى أسباب اقتصادية والشهرة والأضواء، وهذا واضح في مجال التمثيل باعتبار أنه الأكثر ربحية، وبالطبع هناك ظواهر سلبية نتيجة هذا التوريث أنهم يأخذورن فرص آخرين أكثر موهبة، لذا فإن دور أكاديميات الفنون والمعاهد اكتشاف الموهوبين الذين يعتمدون على مواهبهم والعصاميين.
وضرب أمثلة لمن فشلوا في إرث الآباء مثل إبراهيم ابن سلامة حجازي الذي حاول أن يغني ويمثل حتى أعاد أغاني والده وحاول تأسيس فرقة مسرحية لكنه لم ينجح، وهناك نادية ذو الفقار التي اهتمت بها شركات الانتاج فهي ابنة فاتن حمامة وعز الدين ذو الفقار، وأخذت بطولة فيلم وهي فتاة جميلة لكنها لم تنجح فاتجهت إلى أن تكون مدير أعمال عمر الشريف زوج والدتها، فالتوريث ليس "بالعافية".
الفنان الإماراتي عبدالله صالح تحدث عن مسيرته الفنية التي بدأت من خلال المسرح مسرح دبي الشعبي عام 1978 وما قدمه منذ ذلك الوقت حتى الآن من أعمال تلفزيونية ومسرحية. وتحدث مطولا عن ابنه مروان عبدالله ممثلا ومخرجا مسرحيا، مؤكدا أنه على الرغم من أن ابنه عايشه خلال مختلف مراحل مسيرته الفنية وصحبه إلى المسرح والاستديو، إلا أن ما دفعه إلى عالم التمثيل والإخراج هي موهبته وحبه لهذا المجال، وهو الأمر الذي تجلى في عمر 8 سنوات، وقال "لقد تفوق ابني علي".
ولفت إلى أن أبناءه جميعا لديهم هوس بالفنون فقد نشأوا جميعا وسط هذا المجال فعشقوا جمالياته، فابنته "ميزة" تخرجت في تخصص مسرح وهي عاشقة للكاميرا وأنجزت فيلما.
ورأى صالح أن الموهبة هي الأساس وأن الأبوة والأمومة لا تقدم شيئا للفنان، قد تساهم في تشكيل وعيه وتنميته وتشجيعه لكن لا تستطيع أن تقدم له الموهبة، لذا الموهبة هي الأصل.
الكاتب والمسرحي العماني عبدالرازاق الربيعي رأى أن أن التوريث الفني قتل العصامية وخلق كما نرى الآن في المشهد الفني العربي هيمنة وسطوة وقتل روح الإبداع والموهبة لدى الكثير من المواهب وساهم في تدوير الأمراضة الفنية.
ومن سلطنة عمان أيضا قال المسرحي عبدالغفور أحمد البلوشي أن ظاهرة التوريث الفني في سلطنة عمان تجلى في فرق الفنون الشعبية التي كانت موجودة في كل ولاية من ولايات السلطنة، وهذه الفرق كانت مختلطة، ومكونة من أسر كاملة الأب والأم والأبناء والبنات والعمات والخالات، ومن يدخل إليها غالبا ما كان يتزوج من الفرقة. لافتا إلى أن العنصر النسائي كان متواجدا بحكم الحضور الأسري والعائلي.
ورأت الكاتبة غادة البشر أن بعض الأبناء الذين ورثوا الفن خاصة في الوقت الحالي من آبائهم قد يكونوا نجحوا ولكنهم لم يحققوا ذات النجاح والبصمة التي حققها آباؤهم ومثال ذلك الفنان القدير أحمد زكي وابنه هيثم أحمد زكي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.