متحف غيمي للفنون الآسيوية هو متحف فرنسي مرموق يقع في حي إستراتيجي أرستقراطي متفرع عن جادة شانزيليزيه الباريسية، وهو حي «ألمامورسو». نادراً ما نستحضر نشاطه وعروضه الفنية، على رغم أهميتها واحتكارها لعظمة تقاليد الصينواليابانوالهند. أما سبب غياب شمسها النقدية عن قلب الأحداث الفنية فهو بسبب نجوميّة وديناميكية متحف «برونلي- شيراك» المنافس الذي صُمّمَ في الأساس ليستقطب اهتمام المهتمين بالحضارات السالفة غير المعروفة في شكل كافٍ بسبب الاستشراق الاستعماري ما بين حضارات الآنكا وأفريقيا وجزر المحيط الهادئ. فالمتفرّج يعرف الكثير عن الحضارات الكبرى. لذلك حرص متحف غيمي في معرضه الراهن هذه المرة على جذب الزوار، وذلك باكتشاف الموهبة الخارقة لفنان ياباني- فرنسي غير معروف في تاريخ الرومانسية. وهكذا عرض أعماله التصويرية (بعضها توثيقي وبعضها من المحفورات الورقية) وهي ترسم مشاهد رحلته إلى آسيا وبخاصة بلده الأصلي اليابان. يحضر في المعرض بقوة اسم إميل غيمي الصناعي- الاستثماري الفرنسي والمكتشف وصاحب المجموعات المختص. هو الذي سمي المتحف باسمه اعترافاً بجميل جهوده بعد تحقيقه مغامرة الرحلة الاكتشافية للتقاليد الروحية في آسيا عام 1876 وخلال عشرة أشهر كاملة انتهت بتأسيس هذا المتحف بعد انتهاء الرحلة مباشرة. عرضت رسوم فيلكس ريغامي (1844-1907) مسار هذه الجولة المثيرة. هو الياباني المقيم في باريس، اكتشف موهبته اميل غيمي وعرض عليه مرافقته في بعثته البحثية، ورحب فناننا بالفكرة بخاصة لأن نصيب اليابان (بلده الأصلي) سيكون وفيراً من برنامجها الحافل، لذلك فإن معرض اليوم يتمحور حول ميراث هذا الفنان المعلم الاستثنائي وغير المعروف كما يجب ويعرض في متحف باريسي. عرضت المجموعة لأول مرة ضمن المعرض الشمولي العام مباشرة بعد العودة عام 1877 بعام، ينفذ الفنان اعتماداً على دفاتر رسومه السريعة أربعين لوحة عملاقة ، ثم كان العرض النهائي للمجموعة كاملة مع افتتاح متحف غيمي عام 1889. وذلك إلى جانب الثروات الروحية الفنية والطقوسية التي اقتناها اميل غيمي ميدانياً على غرار شراء ستمئة تمثال وثلاثمئة لوحة تصوير من اليابان وأكثر من ألف عمل فني من الهند بما فيه التماثيل الطقوسية ، نعثر على رسمها ورسم طقوسها الدينية في لوحات فيلكس المعروضة. تمتع الرسام فيلكس بثقافة متوازنة في ازدواجيتها ما بين اليابانوفرنسا لذا يعتبره البعض فرنسياً من أصل ياباني وهذا نادر. كان مثلاً شغوفا بالأدب الفرنسي. وهو صديق حميم لرامبو وفيرلين وللفن الفرنسي، فصديق طفولته الذي ظل أميناً على علاقته به هو الرسام الفرنسي المعروف هنري فانتان لاتور، و بالعكس فإن المعرض يعانق أعمال لفنانين يابان رواد يصورون فيه فيلكس وهو يرسم أثناء زيارته لكيوتو مؤرخة 1876 العاصمة الإمبراطورية العريقة في عمارتها ومعابدها. ذلك أن الرحلة في اليابان كانت تقع ما بين طوكيو وكوبي مروراً بكيوتو، أما مشارف الصين فقد اشتملت على زيارة شنغهاي وكانتون وانتهت بهونغ كونغ، ثم سيلان والهند ما بين مدراس وبومبي. الرحلة الثنائية ابتدأت من مدن الولاياتالمتحدة: نيويورك وشيكاغو وبوسطن ثم العبور من سان فرانسيسكو إلى يوكوهاما. كان اسم فيلكس معروفاً قبل سفره كرسام بارز في الصحافة الفرنسية، بخاصة في «شاريفاري» حيث كان يرسم الكاريكاتور السياسي ثم رسوم توضيحية في مجلة «إيلستراسيون». وعندما اختاره غيمي لمصاحبته في سفرته البحثية كان يدرك عبقريته وموهبته في إلتقاط المرئيات وتحقيق شهادة فنية بمستوى تقني تسجل سياق رحلة هذا المشروع، فغلبت صفة رسام توثيقي أو توضيحي على ممارسته هذه. هي صفة مجحفة بحق موهبته في التصوير الاستشراقي الآسيوي وفق التقاليد اليابانية الفرنسية بمستوى رومانسية أوجين دولاكروا و جيريكو. لكن الجميع يعترفون بتفوقه الظاهر في «فن بورتريه» الوجوه، هو الذي وصلت فيه شهرته اليابان. يوسم اليوم بمجنون الرسم والمسافر المشرّد. ازدادت شهرته في فرنسا من خلال حيويته التواصلية والسياسية، فهو عضو مؤسس منذ 1870 لجمعية أصدقاء فرنسا الفرانكوفونية. وازداد إعجابه بالإستامب الياباني عندما تهيأ له رؤية أصول إستامب العبقري هوكوساي و موجته المشهورة عالمياً. لذلك تتالت بعد ذلك مشاريعه (كمحترف متنقل أو مسافر) باتجاه اليابان، فكانت مجموعة هائلة من رسوم الروايات اليابانية لكتّاب معروفين عام 1883. ثم يسافر من جديد ببعثة فرنسية عام 1899 لتعميق اكتشافه «لإمبراطورية الشمس» اليابان. يعيش في أواخر حياته في منزل ياباني متواضع بالقرب من العاصمة الفرنسية مزدان بدرر مجموعته الفنية الخاصة حصاد أسفاره البوذية والهندوسية وسواها. وكأنه استرجع بلده الأصلي في هذه الرحلة الفنية من دون التخلي عن انتمائه لفرنسا، إلى أن توفي فيها عام 1907 كما مر سابقاً. يستمرّ المعرض حتى الربيع. متحف غيمي للفنون الآسيوية هو متحف فرنسي مرموق يقع في حي إستراتيجي أرستقراطي متفرع عن جادة شانزيليزيه الباريسية، وهو حي «ألمامورسو». نادراً ما نستحضر نشاطه وعروضه الفنية، على رغم أهميتها واحتكارها لعظمة تقاليد الصينواليابانوالهند. أما سبب غياب شمسها النقدية عن قلب الأحداث الفنية فهو بسبب نجوميّة وديناميكية متحف «برونلي- شيراك» المنافس الذي صُمّمَ في الأساس ليستقطب اهتمام المهتمين بالحضارات السالفة غير المعروفة في شكل كافٍ بسبب الاستشراق الاستعماري ما بين حضارات الآنكا وأفريقيا وجزر المحيط الهادئ. فالمتفرّج يعرف الكثير عن الحضارات الكبرى. لذلك حرص متحف غيمي في معرضه الراهن هذه المرة على جذب الزوار، وذلك باكتشاف الموهبة الخارقة لفنان ياباني- فرنسي غير معروف في تاريخ الرومانسية. وهكذا عرض أعماله التصويرية (بعضها توثيقي وبعضها من المحفورات الورقية) وهي ترسم مشاهد رحلته إلى آسيا وبخاصة بلده الأصلي اليابان. يحضر في المعرض بقوة اسم إميل غيمي الصناعي- الاستثماري الفرنسي والمكتشف وصاحب المجموعات المختص. هو الذي سمي المتحف باسمه اعترافاً بجميل جهوده بعد تحقيقه مغامرة الرحلة الاكتشافية للتقاليد الروحية في آسيا عام 1876 وخلال عشرة أشهر كاملة انتهت بتأسيس هذا المتحف بعد انتهاء الرحلة مباشرة. عرضت رسوم فيلكس ريغامي (1844-1907) مسار هذه الجولة المثيرة. هو الياباني المقيم في باريس، اكتشف موهبته اميل غيمي وعرض عليه مرافقته في بعثته البحثية، ورحب فناننا بالفكرة بخاصة لأن نصيب اليابان (بلده الأصلي) سيكون وفيراً من برنامجها الحافل، لذلك فإن معرض اليوم يتمحور حول ميراث هذا الفنان المعلم الاستثنائي وغير المعروف كما يجب ويعرض في متحف باريسي. عرضت المجموعة لأول مرة ضمن المعرض الشمولي العام مباشرة بعد العودة عام 1877 بعام، ينفذ الفنان اعتماداً على دفاتر رسومه السريعة أربعين لوحة عملاقة ، ثم كان العرض النهائي للمجموعة كاملة مع افتتاح متحف غيمي عام 1889. وذلك إلى جانب الثروات الروحية الفنية والطقوسية التي اقتناها اميل غيمي ميدانياً على غرار شراء ستمئة تمثال وثلاثمئة لوحة تصوير من اليابان وأكثر من ألف عمل فني من الهند بما فيه التماثيل الطقوسية ، نعثر على رسمها ورسم طقوسها الدينية في لوحات فيلكس المعروضة. تمتع الرسام فيلكس بثقافة متوازنة في ازدواجيتها ما بين اليابانوفرنسا لذا يعتبره البعض فرنسياً من أصل ياباني وهذا نادر. كان مثلاً شغوفا بالأدب الفرنسي. وهو صديق حميم لرامبو وفيرلين وللفن الفرنسي، فصديق طفولته الذي ظل أميناً على علاقته به هو الرسام الفرنسي المعروف هنري فانتان لاتور، و بالعكس فإن المعرض يعانق أعمال لفنانين يابان رواد يصورون فيه فيلكس وهو يرسم أثناء زيارته لكيوتو مؤرخة 1876 العاصمة الإمبراطورية العريقة في عمارتها ومعابدها. ذلك أن الرحلة في اليابان كانت تقع ما بين طوكيو وكوبي مروراً بكيوتو، أما مشارف الصين فقد اشتملت على زيارة شنغهاي وكانتون وانتهت بهونغ كونغ، ثم سيلان والهند ما بين مدراس وبومبي. الرحلة الثنائية ابتدأت من مدن الولاياتالمتحدة: نيويورك وشيكاغو وبوسطن ثم العبور من سان فرانسيسكو إلى يوكوهاما. كان اسم فيلكس معروفاً قبل سفره كرسام بارز في الصحافة الفرنسية، بخاصة في «شاريفاري» حيث كان يرسم الكاريكاتور السياسي ثم رسوم توضيحية في مجلة «إيلستراسيون». وعندما اختاره غيمي لمصاحبته في سفرته البحثية كان يدرك عبقريته وموهبته في إلتقاط المرئيات وتحقيق شهادة فنية بمستوى تقني تسجل سياق رحلة هذا المشروع، فغلبت صفة رسام توثيقي أو توضيحي على ممارسته هذه. هي صفة مجحفة بحق موهبته في التصوير الاستشراقي الآسيوي وفق التقاليد اليابانية الفرنسية بمستوى رومانسية أوجين دولاكروا و جيريكو. لكن الجميع يعترفون بتفوقه الظاهر في «فن بورتريه» الوجوه، هو الذي وصلت فيه شهرته اليابان. يوسم اليوم بمجنون الرسم والمسافر المشرّد. ازدادت شهرته في فرنسا من خلال حيويته التواصلية والسياسية، فهو عضو مؤسس منذ 1870 لجمعية أصدقاء فرنسا الفرانكوفونية. وازداد إعجابه بالإستامب الياباني عندما تهيأ له رؤية أصول إستامب العبقري هوكوساي و موجته المشهورة عالمياً. لذلك تتالت بعد ذلك مشاريعه (كمحترف متنقل أو مسافر) باتجاه اليابان، فكانت مجموعة هائلة من رسوم الروايات اليابانية لكتّاب معروفين عام 1883. ثم يسافر من جديد ببعثة فرنسية عام 1899 لتعميق اكتشافه «لإمبراطورية الشمس» اليابان. يعيش في أواخر حياته في منزل ياباني متواضع بالقرب من العاصمة الفرنسية مزدان بدرر مجموعته الفنية الخاصة حصاد أسفاره البوذية والهندوسية وسواها. وكأنه استرجع بلده الأصلي في هذه الرحلة الفنية من دون التخلي عن انتمائه لفرنسا، إلى أن توفي فيها عام 1907 كما مر سابقاً. يستمرّ المعرض حتى الربيع.