يا بلح زغلول يا حليوة يا بلح "يا بلح زغلول يا حليوة يا بلح". "قوم يا مصري مصر دايماً بتناديك". "خلي السلاح صاحي". لطالما وعت الشخصية المصرية بطريقة فطرية أكثر منها أكاديمية ما ينطوي عليه فن (الأغنية) من فضائل، وما يمكن لهذا الفن أن ينقله من محمولات شتى بمرونته وقدرته على التشكل والظهور في قوالب شتى (اجتماعية، وسياسية، وإقتصادية، ودينية، ووطنية، وتراثية، وتعليمية .... الخ) فضلاً عن وظيفته الترفيهية، والترويحية، والعلاجية. فكانت (الأغنية المسموعة) وعلى مر العصور أخف وأرشق الفنون تنقلاً بين القارات، وأخصر المسافات لتحقيق التواصل الثقافي بين البشر كافة، والأكثر قدرة على لم شمل مختلف الإنتماءات، ربما لاعتمادها وبصفة أساسية على أكثر الحواس الإنسانية اتساعاً، ألا وهي حاسة (السمع)، ويزيد هذا التأثير ويتضاعف إذا ما اقترن السمع بالبصر في (الأغنية المرئية). والباحث في قوائم التأريخ لهذا الفن في العصر الحديث لن يجد مرجعاً واحدا استطاع أن يجمع بين طياته كل تلك العناصر التي نجحت الأديبة المصرية بسنت حسين في حصرها بكتاب "الأغاني" الصادر عن دار نشر "روافد" 2018، والذي يُعرّف، ويصنف، ويشرح، ويؤرخ في فصوله السبعة للأغنية من عام 1901 إلى عام 2017. سارت الكاتبة بسنت حسين في دربها البحثي على ضوء ثلاثة من أهم النقاد الذين أثروا بمؤلفاتهم وأبحاثهم الرصيد النقدي عن فن الأغنية في العصر الحديث وهم: (كمال الدين نجمي، د. نبيل حنفي محمود، د. ياسمين فرّاج). وإن كان كل من الباحثين والنقاد السالف ذكرهم قد تناول جزءاً معيناً من هذا الفن بالشرح والتفصيل، إلا أن الكاتبة قد آثرت أن تجعل من مؤلفها مرجعاً شاملاً يستطيع القارئ أن يلجأ إليه في التمفصلات الموضوعية الخاصة به. "لم أكن أعلم أن استماعي للأغاني سيجعلني في يوم ما أُقدم على كتابة دراسة عن الأغنية المصرية خلال القرن العشرين إلى بدايات القرن الواحد والعشرين. جاءت الفكرة من اللاوعي الذي أصر على رفض تشويه الأغاني في قالب (المهرجانات)، فبدأت الاستماع بشكل يومي لحفلة الست أم كلثوم كنوعٍ من المقاومة. بدأت ألاحظ الجمهور والموسيقى وتعمقت في الكلمات والأداء، فأدركت عظمة الأغنية المصرية وبدأت أُنقب عن رموز الأغنية و التراث المهدور. استمعت في البداية لكل أشكال الغناء على مختلف الفترات والعصور، لكنني اهتديت أن أُقدم دراستي هذه بداية من القرن العشرين وهو بداية عصر التوثيق بداية من (الكوبايات) وصولا لل (أسطوانات)، ومن ثَمّ رصد التطور الذي شهدته الأغنية إلى يومنا هذا. حتى يتسنى للأجيال الحالية وما يليها معرفة مدى عظمة تراثنا الغنائي ومحاربة التشوه الذي حال بالأغنية المصرية. وكان الاختيار للأغنية المصرية، لأن اللهجة المصرية هي الأشهر بين اللهجات العربية خلال القرن العشرين، وكنوع من توثيق ثقافتنا الموسيقية. أرجو أن يجد القارئ ردًا مناسبًا لكل ما يجول بذهنه من خلال الفصول السبعة للكتاب والتي حاولت تبسيطها وجعلها في صورة تسمح لغير المتخصص فهمها جيدًا." هذه هي تقدمة بسنت حسين لمؤلفها الذي حاولت أن تتموضع فيه بموضع المتلقي؛ ففكرت فيما يفكر فيه وفيما يمكن أن يدور بذهنه من تساؤلات، ثم أجابت عليها تباعاً وبصورة تفصيلية شاملة للتواريخ والبيانات والأمثلة. أهدت بسنت حسين مؤلفها "للأغنية التي بقيت وقت أن ضللنا الطريق، ولكل صناع الأغنية". لماذا الأغنية؟ هو عنوان الفصل الأول من كتاب "الأغاني"، والسؤال الرئيس الذي أجابت عليه الكاتبة من خلال استعراضها للتأثيرات المختلفة للأغنية، كتأثير الأغنية على الحالة النفسية، ثم تناولت الأغنية بأنواعها من المنظور الاجتماعي، ودورها في دفع عجلة الإقتصاد، وإشعال الجذوة الوطنية، والاحتفال بالشعائر الدينية كأغاني شهر رمضان الكريم، والأعياد، والدور التعليمي للأغنية. أما عن التعريف ب "قوالب الأغنية" فقد جاء بالفصل الثاني وضم شرحاً مكثفاً وسلساً لكل من: الموشح، الدور، الطقطوقة، المونولوج (الغنائي والفكاهي)، الموال، القصيدة، الديالوج. وتناولت بسنت حسين مراحل تطور الأغنية العربية وتداخلها مع الفنون الأخرى في الفصل الثالث من كتابها "الأغاني"، أما عن الفصل الرابع فكان لمحور "الفرق الغنائية" وشمل:الفرق الاستعراضية. الفرق الموسيقية. الفرق الغنائية. فرق ال underground. كما تناولت في الفصل الخامس "برامج اختيار الأصوات الغنائية" مستعرضة كلاً من المحاسن، والمآخذ على تلك البرامج بصفة عامة: كالعرقية، وسياسة احتكار تلك البرامج للمواهب بعد فوزها. وجاء دور الجهات المختصة في الرقابة على المصنفات الفنية ودعم المواهب في الفصل السادس من الكتاب متضمناً: مفاهيم ومصطلحات. دور الجهات الحكومية. أما عن الفصل السابع والأخير المعنون: "ومضات في تاريخ الأغنية المصرية" فقد صيغ في أربعة أقسام كانت تتمحور حول: نقاد الأغنية. كُتاب الأغنية. ملحنون وموزعون. مطربون لهم إسهامات في الحياة المصرية. عززت الكاتبة مرجعها بالهوامش التعريفية الثرية، وكانت لغة الكتاب سلسة، وأسلوبه شيقاً ممتلئاً بالتساؤلات التي تجذب انتباه القارئ الذي كانت تجري معه نقاشا من حين لآخر. تناوب السرد المعرفي والنظري، وساقت الكاتبة مجموعة من الأمثلة التطبيقية والشخوص الفنية المؤثرة كحجج منطقية دعمت وجهات نظرها. كما أن فصول الكتاب كانت متسلسلة تسلسلاً منطقياً، حاولت بسنت حسين وبجهد ملحوظ أن تغطي أكبر عدد من محاور ومقومات فن "الأغنية" لتسد الهوة النقدية في الفترة ما بين عام 1901 إلى عام 2017، مما يؤهل كتاب "الأغاني" ليكون مرجعاً أكاديمياً جيداً إذا عملت الكاتبة على وضع فهرس بالمراجع التي استعانت بها في صياغته. وعن غايتها من تأليف كتاب كهذا قالت: إنها ستحارب الإرهاب بالأغاني، فلطالما كانت الأغنية هي السلاح الأمثل والأسرع والأكبر تأثيراً على مر العصور. يا بلح زغلول يا حليوة يا بلح "يا بلح زغلول يا حليوة يا بلح". "قوم يا مصري مصر دايماً بتناديك". "خلي السلاح صاحي". لطالما وعت الشخصية المصرية بطريقة فطرية أكثر منها أكاديمية ما ينطوي عليه فن (الأغنية) من فضائل، وما يمكن لهذا الفن أن ينقله من محمولات شتى بمرونته وقدرته على التشكل والظهور في قوالب شتى (اجتماعية، وسياسية، وإقتصادية، ودينية، ووطنية، وتراثية، وتعليمية .... الخ) فضلاً عن وظيفته الترفيهية، والترويحية، والعلاجية. فكانت (الأغنية المسموعة) وعلى مر العصور أخف وأرشق الفنون تنقلاً بين القارات، وأخصر المسافات لتحقيق التواصل الثقافي بين البشر كافة، والأكثر قدرة على لم شمل مختلف الإنتماءات، ربما لاعتمادها وبصفة أساسية على أكثر الحواس الإنسانية اتساعاً، ألا وهي حاسة (السمع)، ويزيد هذا التأثير ويتضاعف إذا ما اقترن السمع بالبصر في (الأغنية المرئية). والباحث في قوائم التأريخ لهذا الفن في العصر الحديث لن يجد مرجعاً واحدا استطاع أن يجمع بين طياته كل تلك العناصر التي نجحت الأديبة المصرية بسنت حسين في حصرها بكتاب "الأغاني" الصادر عن دار نشر "روافد" 2018، والذي يُعرّف، ويصنف، ويشرح، ويؤرخ في فصوله السبعة للأغنية من عام 1901 إلى عام 2017. سارت الكاتبة بسنت حسين في دربها البحثي على ضوء ثلاثة من أهم النقاد الذين أثروا بمؤلفاتهم وأبحاثهم الرصيد النقدي عن فن الأغنية في العصر الحديث وهم: (كمال الدين نجمي، د. نبيل حنفي محمود، د. ياسمين فرّاج). وإن كان كل من الباحثين والنقاد السالف ذكرهم قد تناول جزءاً معيناً من هذا الفن بالشرح والتفصيل، إلا أن الكاتبة قد آثرت أن تجعل من مؤلفها مرجعاً شاملاً يستطيع القارئ أن يلجأ إليه في التمفصلات الموضوعية الخاصة به. "لم أكن أعلم أن استماعي للأغاني سيجعلني في يوم ما أُقدم على كتابة دراسة عن الأغنية المصرية خلال القرن العشرين إلى بدايات القرن الواحد والعشرين. جاءت الفكرة من اللاوعي الذي أصر على رفض تشويه الأغاني في قالب (المهرجانات)، فبدأت الاستماع بشكل يومي لحفلة الست أم كلثوم كنوعٍ من المقاومة. بدأت ألاحظ الجمهور والموسيقى وتعمقت في الكلمات والأداء، فأدركت عظمة الأغنية المصرية وبدأت أُنقب عن رموز الأغنية و التراث المهدور. استمعت في البداية لكل أشكال الغناء على مختلف الفترات والعصور، لكنني اهتديت أن أُقدم دراستي هذه بداية من القرن العشرين وهو بداية عصر التوثيق بداية من (الكوبايات) وصولا لل (أسطوانات)، ومن ثَمّ رصد التطور الذي شهدته الأغنية إلى يومنا هذا. حتى يتسنى للأجيال الحالية وما يليها معرفة مدى عظمة تراثنا الغنائي ومحاربة التشوه الذي حال بالأغنية المصرية. وكان الاختيار للأغنية المصرية، لأن اللهجة المصرية هي الأشهر بين اللهجات العربية خلال القرن العشرين، وكنوع من توثيق ثقافتنا الموسيقية. أرجو أن يجد القارئ ردًا مناسبًا لكل ما يجول بذهنه من خلال الفصول السبعة للكتاب والتي حاولت تبسيطها وجعلها في صورة تسمح لغير المتخصص فهمها جيدًا." هذه هي تقدمة بسنت حسين لمؤلفها الذي حاولت أن تتموضع فيه بموضع المتلقي؛ ففكرت فيما يفكر فيه وفيما يمكن أن يدور بذهنه من تساؤلات، ثم أجابت عليها تباعاً وبصورة تفصيلية شاملة للتواريخ والبيانات والأمثلة. أهدت بسنت حسين مؤلفها "للأغنية التي بقيت وقت أن ضللنا الطريق، ولكل صناع الأغنية". لماذا الأغنية؟ هو عنوان الفصل الأول من كتاب "الأغاني"، والسؤال الرئيس الذي أجابت عليه الكاتبة من خلال استعراضها للتأثيرات المختلفة للأغنية، كتأثير الأغنية على الحالة النفسية، ثم تناولت الأغنية بأنواعها من المنظور الاجتماعي، ودورها في دفع عجلة الإقتصاد، وإشعال الجذوة الوطنية، والاحتفال بالشعائر الدينية كأغاني شهر رمضان الكريم، والأعياد، والدور التعليمي للأغنية. أما عن التعريف ب "قوالب الأغنية" فقد جاء بالفصل الثاني وضم شرحاً مكثفاً وسلساً لكل من: الموشح، الدور، الطقطوقة، المونولوج (الغنائي والفكاهي)، الموال، القصيدة، الديالوج. وتناولت بسنت حسين مراحل تطور الأغنية العربية وتداخلها مع الفنون الأخرى في الفصل الثالث من كتابها "الأغاني"، أما عن الفصل الرابع فكان لمحور "الفرق الغنائية" وشمل:الفرق الاستعراضية. الفرق الموسيقية. الفرق الغنائية. فرق ال underground. كما تناولت في الفصل الخامس "برامج اختيار الأصوات الغنائية" مستعرضة كلاً من المحاسن، والمآخذ على تلك البرامج بصفة عامة: كالعرقية، وسياسة احتكار تلك البرامج للمواهب بعد فوزها. وجاء دور الجهات المختصة في الرقابة على المصنفات الفنية ودعم المواهب في الفصل السادس من الكتاب متضمناً: مفاهيم ومصطلحات. دور الجهات الحكومية. أما عن الفصل السابع والأخير المعنون: "ومضات في تاريخ الأغنية المصرية" فقد صيغ في أربعة أقسام كانت تتمحور حول: نقاد الأغنية. كُتاب الأغنية. ملحنون وموزعون. مطربون لهم إسهامات في الحياة المصرية. عززت الكاتبة مرجعها بالهوامش التعريفية الثرية، وكانت لغة الكتاب سلسة، وأسلوبه شيقاً ممتلئاً بالتساؤلات التي تجذب انتباه القارئ الذي كانت تجري معه نقاشا من حين لآخر. تناوب السرد المعرفي والنظري، وساقت الكاتبة مجموعة من الأمثلة التطبيقية والشخوص الفنية المؤثرة كحجج منطقية دعمت وجهات نظرها. كما أن فصول الكتاب كانت متسلسلة تسلسلاً منطقياً، حاولت بسنت حسين وبجهد ملحوظ أن تغطي أكبر عدد من محاور ومقومات فن "الأغنية" لتسد الهوة النقدية في الفترة ما بين عام 1901 إلى عام 2017، مما يؤهل كتاب "الأغاني" ليكون مرجعاً أكاديمياً جيداً إذا عملت الكاتبة على وضع فهرس بالمراجع التي استعانت بها في صياغته. وعن غايتها من تأليف كتاب كهذا قالت: إنها ستحارب الإرهاب بالأغاني، فلطالما كانت الأغنية هي السلاح الأمثل والأسرع والأكبر تأثيراً على مر العصور.