الشعر الحقيقي هو الذي تفرزه تلقائيا حيوية الحياة، وطزاجة اللحظات المعيشة، وبراءة التفاصيل، دون أن تقولبه الآليات في أطر الذهنيات الجاهزة والأفكار المسبقة والمعلّبة. انطلاقا من مثل هذه التوجهات، التي تنتصر لعفوية الشعر وقدرته على مخاطبة العاديين والبسطاء، جاءت الدورة الثالثة لمهرجان طنطا الدولي للشعر، التي افتتحت مساء الجمعة 27 من أكتوبر وتستمر حتى يوم 30 من الشهر ذاته، رافعة شعار “القصائد في الهواء الطلق بجميع لغات العالم”، حيث التقى عشرات الشعراء من سائر القارّات في مدينة “السيد البدوي” طنطا، عاصمة محافظة الغربية (شمال القاهرة)، دفاعا عن فن اللغة العربية الأول، ومعشوق الشعوب: “الشعر”. حضور متنوع 35 شاعرا من 17 دولة هم ضيوف 21 لقاء وأمسية شعرية بلغات العالم المختلفة، مع ترجمة القصائد إلى العربية في أمكنة مفتوحة، وساحات عامة، وأندية رياضية، ومراكز شباب، وقرى ريفية صغيرة، وأفنية مدارس وجامعات، إثباتا لدور الكلمة الإبداعية في الوصول إلى المتلقي أينما كان، وتأكيدا على أن الشعر إذا اتسم بالصدق والبراءة والبساطة، لم يحل بينه وبين الجمهور حائل. رقص الشعراء الأجانب في حفل الافتتاح الرسمي على أنغام الموسيقى الشعبية الفلكلورية والأغنيات الوطنية المصرية “حلوة بلادي السمرا بلادي..” في المجلس الشعبي المحلي بمحافظة الغربية. وعلى الرغم من أن “مهرجان طنطا الدولي للشعر”، تنظمه مؤسسة أهلية هي “جمعية شعر للأدباء والفنانين”، فإن جهات رسمية قد مدت يد المساندة له، كما يوضح الشاعر محمود شرف رئيس المهرجان. ويشير شرف في حديثه ل”العرب” إلى أن نجاح المهرجان وبلوغه هذا التطور الكمي والنوعي في دورته الثالثة يعودان إلى تضافر الجهود الأهلية والدعم الرسمي. تمحورت كلمات المتحدثين من رعاة المهرجان الرسميين وإدارة المهرجان في حفل الافتتاح حول قدرة الشعر الفذة على احتواء المشترك الإنساني، وتحقيق التواصل بين متذوقي الكلمة من شعوب مختلفة، كما تناولوا دور الآداب والفنون الرفيعة، وأبجديات الثقافة والمعرفة عموما، في تكوين حائط صد منيع أمام الأفكار الهدامة والتيارات المتطرفة، التي لن يُسقطها سوى التنوير. جاء برنامج “مهرجان طنطا الدولي للشعر” حافلا بحضور زاخم للشعراء في 21 لقاء وأمسية شعرية في أمكنة مختلفة خلال أيام المهرجان الأربعة، فضلا عن حفلي افتتاح وختام كبيرين لتكريم المشاركين من الشعراء، وعروض واحتفالات فنية وموسيقية لفرق متعددة. من شعراء الدورة الثالثة للمهرجان الدولي، من غير المصريين: توماس مولمان (هولندا)، محمد خير الحلبي (سوريا)، مارني باركر (الولاياتالمتحدة)، ماوريثيو مولينا (كوستاريكا)، هلال كراهان (تركيا)، سيارا نونيو (المكسيك)، ماريا باليتاتشي (الدومينيكان)، علي ذرب (العراق)، هاني الصلوي (اليمن). ومن غير المصريين أيضا: أدريان جريما (مالطا)، منعم الفقير (العراق)، جانوس تيري (المجر)، خوان مانويل أوريا (إسبانيا)، مامتا ساجار (الهند)، محمد بنطلحة (المغرب)، جان ريميه جاندون (فرنسا)، ليندا نصار (لبنان). أما شعراء المهرجان المصريون من أجيال مختلفة فمن بينهم: فارس خضر، هدى حسين، محمد القليني، أحمد عيد، عمر فتحي، محمود قرني، ماهر نصر، إبراهيم البجلاتي، سعيد عاشور، عمرو الشيخ، جمال القصاص، محمد عقدة، علي طواقي، وغيرهم. انبنت فلسفة المهرجان على إقامة الأمسيات واللقاءات الشعرية في أمكنة وساحات وحدائق مفتوحة، وأندية ومراكز شباب وقصور ثقافة ومنابر تعليمية. الشعر هو صوت القلب، وهذا المهرجان محاولة لإعادة العلاقة الطيبة بين المتلقي، وصوت قلبه، الذي يمتلئ بالحياة، وبحب الشعر. صوت القلب قال رئيس المهرجان : إن التيارات الحديثة في الشعر، وقصيدة النثر، خرجتا من عباءة المجازات والالتواءات، ومن ثم يمكن للشعراء انتقاء نماذج مكثفة من إبداعاتهم للقراءة شفاهيا على الجمهور، وتحقيق قدر كبير من التواصل والتفاعل. وأوضح أن الأمكنة المفتوحة وأحضان الطبيعة والفضاء اللامحدود هي الأجدر باحتواء اللقاءات الدافئة بين الشعراء والجمهور، كالمهرجانات العالمية الناجحة. وسعى مهرجان طنطا الدولي للشعر إلى المضي في هذا الإطار، لكسر الصورة النمطية لأمسيات الصالونات والقاعات المغلقة، التي لا يحضرها سوى العشرات من النخبة، فالشعر قادر على أن يصل إلى الناس حيثما يكونون. وأسفرت الجهود الأهلية عن نشوء مؤتمرات ومهرجانات مستقلة في مصر، منها “مهرجان الأقصر السينمائي”، و”مهرجان القاهرة الأدبي”، و”مؤتمر قصيدة النثر”. وأشار شرف إلى أن تعاون مهرجان طنطا الدولي للشعر مع وزارة الثقافة وبعض الجهات الرسمية لم يكن ضد استقلالية المهرجان، فهذه الجهات “اقتصر دورها على توفير بعض الدعم والخدمات لإنجاح المهرجان، لكنها لم تتدخل من قريب ولا من بعيد في الجوانب التنظيمية والفنية”. من الأهداف التي سعى المهرجان إلى تحقيقها، الإسهام في اكتشاف وتقديم شعراء جدد من جيل الشباب، وأجرت إدارة المهرجان مسابقة شعرية لطلاب الجامعات، وشهد انطلاق المهرجان إعلان نتائجها، وفوز كل من وليد الأشقر، عمرو عاشور، فايز صابر، مصطفى إسماعيل، أبوالقاسم، حسن المؤذن، خالد عماد، مصطفى زيادة، محمد خفاجة، عارف مصطفى، مروة مجدي، وسام دراز. ويرى شرف أن إبراز هذه الأسماء واجب من واجبات المهرجان، الذي يعنى بالروح الشعرية لدى كل الأجيال، وهؤلاء هم شعراء المستقبل. ويذكر أن الشعراء الشباب الفائزين هم جميعا ضيوف في أمسية شعرية مفتوحة من أمسيات المهرجان بقاعة المجلس الشعبي المحلي، جنبا إلى جنب مع كبار شعراء مصر والعالم، تشجيعا وتحفيزا لهم. التواصل الفعّال بين الشاعر والمتلقي العادي، هو رهان المهرجان الحقيقي، وجاءت الدورة الثالثة استكمالا لما حققته الدورتان السابقتان في هذا المسير، والآن يمكن القول إنه لم يعد غريبا على زوار ساحة مسجد السيد البدوي أن يقفوا أو يجلسوا قليلا للاستماع لقصائد شاعر فرنسي أو أميركي قبل مواصلة رحلتهم. وشارك شعراء من دول مختلفة في مهرجان طنطا الدولي للشعر خلال دورتيه السابقتين، منهم: المكسيكية بيلار رودريجيث، والدانماركي نيلس هاو، والتونسية لمياء المقدم، والعراقيون محسن الرملي وصلاح فائق ودنيا ميخائيل، والإيطالي كلاوديو بوتساني، والسعوديان أحمد الملا وعلي الحازمي، والمغربية علية الإدريسي البوزيدي. الشعر الحقيقي هو الذي تفرزه تلقائيا حيوية الحياة، وطزاجة اللحظات المعيشة، وبراءة التفاصيل، دون أن تقولبه الآليات في أطر الذهنيات الجاهزة والأفكار المسبقة والمعلّبة. انطلاقا من مثل هذه التوجهات، التي تنتصر لعفوية الشعر وقدرته على مخاطبة العاديين والبسطاء، جاءت الدورة الثالثة لمهرجان طنطا الدولي للشعر، التي افتتحت مساء الجمعة 27 من أكتوبر وتستمر حتى يوم 30 من الشهر ذاته، رافعة شعار “القصائد في الهواء الطلق بجميع لغات العالم”، حيث التقى عشرات الشعراء من سائر القارّات في مدينة “السيد البدوي” طنطا، عاصمة محافظة الغربية (شمال القاهرة)، دفاعا عن فن اللغة العربية الأول، ومعشوق الشعوب: “الشعر”. حضور متنوع 35 شاعرا من 17 دولة هم ضيوف 21 لقاء وأمسية شعرية بلغات العالم المختلفة، مع ترجمة القصائد إلى العربية في أمكنة مفتوحة، وساحات عامة، وأندية رياضية، ومراكز شباب، وقرى ريفية صغيرة، وأفنية مدارس وجامعات، إثباتا لدور الكلمة الإبداعية في الوصول إلى المتلقي أينما كان، وتأكيدا على أن الشعر إذا اتسم بالصدق والبراءة والبساطة، لم يحل بينه وبين الجمهور حائل. رقص الشعراء الأجانب في حفل الافتتاح الرسمي على أنغام الموسيقى الشعبية الفلكلورية والأغنيات الوطنية المصرية “حلوة بلادي السمرا بلادي..” في المجلس الشعبي المحلي بمحافظة الغربية. وعلى الرغم من أن “مهرجان طنطا الدولي للشعر”، تنظمه مؤسسة أهلية هي “جمعية شعر للأدباء والفنانين”، فإن جهات رسمية قد مدت يد المساندة له، كما يوضح الشاعر محمود شرف رئيس المهرجان. ويشير شرف في حديثه ل”العرب” إلى أن نجاح المهرجان وبلوغه هذا التطور الكمي والنوعي في دورته الثالثة يعودان إلى تضافر الجهود الأهلية والدعم الرسمي. تمحورت كلمات المتحدثين من رعاة المهرجان الرسميين وإدارة المهرجان في حفل الافتتاح حول قدرة الشعر الفذة على احتواء المشترك الإنساني، وتحقيق التواصل بين متذوقي الكلمة من شعوب مختلفة، كما تناولوا دور الآداب والفنون الرفيعة، وأبجديات الثقافة والمعرفة عموما، في تكوين حائط صد منيع أمام الأفكار الهدامة والتيارات المتطرفة، التي لن يُسقطها سوى التنوير. جاء برنامج “مهرجان طنطا الدولي للشعر” حافلا بحضور زاخم للشعراء في 21 لقاء وأمسية شعرية في أمكنة مختلفة خلال أيام المهرجان الأربعة، فضلا عن حفلي افتتاح وختام كبيرين لتكريم المشاركين من الشعراء، وعروض واحتفالات فنية وموسيقية لفرق متعددة. من شعراء الدورة الثالثة للمهرجان الدولي، من غير المصريين: توماس مولمان (هولندا)، محمد خير الحلبي (سوريا)، مارني باركر (الولاياتالمتحدة)، ماوريثيو مولينا (كوستاريكا)، هلال كراهان (تركيا)، سيارا نونيو (المكسيك)، ماريا باليتاتشي (الدومينيكان)، علي ذرب (العراق)، هاني الصلوي (اليمن). ومن غير المصريين أيضا: أدريان جريما (مالطا)، منعم الفقير (العراق)، جانوس تيري (المجر)، خوان مانويل أوريا (إسبانيا)، مامتا ساجار (الهند)، محمد بنطلحة (المغرب)، جان ريميه جاندون (فرنسا)، ليندا نصار (لبنان). أما شعراء المهرجان المصريون من أجيال مختلفة فمن بينهم: فارس خضر، هدى حسين، محمد القليني، أحمد عيد، عمر فتحي، محمود قرني، ماهر نصر، إبراهيم البجلاتي، سعيد عاشور، عمرو الشيخ، جمال القصاص، محمد عقدة، علي طواقي، وغيرهم. انبنت فلسفة المهرجان على إقامة الأمسيات واللقاءات الشعرية في أمكنة وساحات وحدائق مفتوحة، وأندية ومراكز شباب وقصور ثقافة ومنابر تعليمية. الشعر هو صوت القلب، وهذا المهرجان محاولة لإعادة العلاقة الطيبة بين المتلقي، وصوت قلبه، الذي يمتلئ بالحياة، وبحب الشعر. صوت القلب قال رئيس المهرجان : إن التيارات الحديثة في الشعر، وقصيدة النثر، خرجتا من عباءة المجازات والالتواءات، ومن ثم يمكن للشعراء انتقاء نماذج مكثفة من إبداعاتهم للقراءة شفاهيا على الجمهور، وتحقيق قدر كبير من التواصل والتفاعل. وأوضح أن الأمكنة المفتوحة وأحضان الطبيعة والفضاء اللامحدود هي الأجدر باحتواء اللقاءات الدافئة بين الشعراء والجمهور، كالمهرجانات العالمية الناجحة. وسعى مهرجان طنطا الدولي للشعر إلى المضي في هذا الإطار، لكسر الصورة النمطية لأمسيات الصالونات والقاعات المغلقة، التي لا يحضرها سوى العشرات من النخبة، فالشعر قادر على أن يصل إلى الناس حيثما يكونون. وأسفرت الجهود الأهلية عن نشوء مؤتمرات ومهرجانات مستقلة في مصر، منها “مهرجان الأقصر السينمائي”، و”مهرجان القاهرة الأدبي”، و”مؤتمر قصيدة النثر”. وأشار شرف إلى أن تعاون مهرجان طنطا الدولي للشعر مع وزارة الثقافة وبعض الجهات الرسمية لم يكن ضد استقلالية المهرجان، فهذه الجهات “اقتصر دورها على توفير بعض الدعم والخدمات لإنجاح المهرجان، لكنها لم تتدخل من قريب ولا من بعيد في الجوانب التنظيمية والفنية”. من الأهداف التي سعى المهرجان إلى تحقيقها، الإسهام في اكتشاف وتقديم شعراء جدد من جيل الشباب، وأجرت إدارة المهرجان مسابقة شعرية لطلاب الجامعات، وشهد انطلاق المهرجان إعلان نتائجها، وفوز كل من وليد الأشقر، عمرو عاشور، فايز صابر، مصطفى إسماعيل، أبوالقاسم، حسن المؤذن، خالد عماد، مصطفى زيادة، محمد خفاجة، عارف مصطفى، مروة مجدي، وسام دراز. ويرى شرف أن إبراز هذه الأسماء واجب من واجبات المهرجان، الذي يعنى بالروح الشعرية لدى كل الأجيال، وهؤلاء هم شعراء المستقبل. ويذكر أن الشعراء الشباب الفائزين هم جميعا ضيوف في أمسية شعرية مفتوحة من أمسيات المهرجان بقاعة المجلس الشعبي المحلي، جنبا إلى جنب مع كبار شعراء مصر والعالم، تشجيعا وتحفيزا لهم. التواصل الفعّال بين الشاعر والمتلقي العادي، هو رهان المهرجان الحقيقي، وجاءت الدورة الثالثة استكمالا لما حققته الدورتان السابقتان في هذا المسير، والآن يمكن القول إنه لم يعد غريبا على زوار ساحة مسجد السيد البدوي أن يقفوا أو يجلسوا قليلا للاستماع لقصائد شاعر فرنسي أو أميركي قبل مواصلة رحلتهم. وشارك شعراء من دول مختلفة في مهرجان طنطا الدولي للشعر خلال دورتيه السابقتين، منهم: المكسيكية بيلار رودريجيث، والدانماركي نيلس هاو، والتونسية لمياء المقدم، والعراقيون محسن الرملي وصلاح فائق ودنيا ميخائيل، والإيطالي كلاوديو بوتساني، والسعوديان أحمد الملا وعلي الحازمي، والمغربية علية الإدريسي البوزيدي.