احتفالات في سوريا بعد إلغاء "النواب" الأمريكي قانون قيصر ورفع العقوبات    أمريكا تطلق تأشيرة "ترامب الذهبية" بقيمة مليون دولار    قافلة طبية لجامعة بنها بمدرسة برقطا توقع الكشف على 237 حالة    "الوطنية للانتخابات" تعتمد نتيجة 19 دائرة ملغاة بانتخابات مجلس النواب    رئيس الوزراء يفتتح الجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات    11 سبتمبر 2025.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    سعر الذهب يتراجع 5 جنيهات اليوم الخميس 11 ديسمبر.. وعيار 21 يسجل 5630 جنيها    الآن.. سعر الجنيه الذهب اليوم الخميس 11-12-2025 في محافظة قنا    إعتماد تعديل المخطط التفصيلي ل 6 مدن بمحافظتي الشرقية والقليوبية    تداول 81 ألف طن و830 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر    ارتفاع مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة نهاية الأسبوع    انتظام فتح اللجان ثاني أيام التصويت بانتخابات النواب في البحيرة    التحقيق مع بائع أنتيكا متهم بالتحرش بفتاتين في الجمالية    مقتل 4 جنود وإصابة آخرين إثر استهداف معسكر للجيش السوداني بولاية النيل الأبيض    وفاة رضيعة في خانيونس جنوب غزة بسبب البرد القارس    تايلاند تعلن عن أول قتلى مدنيين عقب تجدد الصراع الحدودي مع كمبوديا    روسيا: هجوم أوكراني واسع النطاق.. وإسقاط 287 طائرة درون    إيقاف الرحلات الجوية فى مطارى بغداد والبصرة بسبب الأحوال الجوية    جوارديولا: لسنا جاهزين لحصد دوري الأبطال الآن.. والتأهل ضمن أول 8 مراكز بأيدينا    اليوم.. وادي دجلة يواجه بتروجت في كأس عاصمة مصر    مورينيو: تصريحات كونتي مجرد أعذار.. وهدية مكتوميناي بسبب ما فعلته مع في مانشستر يونايتد    مادويكي: سعيد بالتسجيل مع أرسنال.. ويمكننا الفوز بالدوري وأبطال أوروبا    الأهلي ينهي صفقة يزن النعيمات لتدعيم هجومه في يناير    اصطياد تمساح الشرقية    النشرة المرورية.. كثافات متوسطة للسيارات بمحاور القاهرة والجيزة    فيلم الست لمنى زكي يتخطى 2 مليون جنيه في أول أيام عرضه بالسينمات    نجيب محفوظ أيقونة الأدب.. 11 ديسمبر ميلاد أسطورة أدبية صنعت تاريخ الرواية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11-12-2025 في محافظة الأقصر    «الوطنية للانتخابات» تعلن تخصيص الخط الساخن 19826 لتلقي الشكاوى    هيئة الرعاية الصحية تعلن استمرار حملة انتخب واطمّن لتأمين الناخبين طبيًا بالأقصر وأسوان    بتكلفة 68 مليون جنيه، رئيس جامعة القاهرة يفتتح مشروعات تطوير قصر العيني    تحريات لكشف تفاصيل مصرع طفلة وإصابة والدتها وشقيقها بعد تناول بسكويت بأكتوبر    أحمد بنداري يدعو المواطنين للمشاركة ويحدد رقمًا لتلقي شكاوى الانتخابات    كأس العرب| طموحات فلسطين تصطدم برغبة السعودية في ربع النهائي    وكيله: بابلو الصباغ لم يتلقى عروض من الأهلي.. واللاعب بدأ إجراءات استخراج جواز سفره الفلسطيني    مصدران: أمريكا تدرس فرض عقوبات متعلقة بالإرهاب على الأونروا    سعر الدولار الأمريكي اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025    طرق الوقاية من الحوداث أثناء سقوط الأمطار    حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025    DC تطرح أول بوستر رسمي لفيلم Supergirl    إسلام الكتاتني يكتب: الحضارة المصرية القديمة لم تكن وثنية    دعاء الفجر| (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين)    سلوى عثمان: أخذت من والدتي التضحية ومن والدي فنيًا الالتزام    وزارة الصحة تطمئن المواطنين: لا وجود لفيروس «ماربورج» في مصر    توقيت أذان الفجر اليوم الخميس 11ديسمبر 2025.. ودعاء مأثور يُقال بعد الانتهاء من الصلاة    التحضير لجزء ثانٍ من مسلسل «ورد وشوكولاتة»    سلمان خان وإدريس إلبا وريز أحمد فى حفل جولدن جلوب بمهرجان البحر الأحمر    بانا مشتاق: إبراهيم عبد المجيد كاتب مثقف ومشتبك مع قضايا الناس    القبض على شخص اقتحم مدرسة بالإسماعيلية واعتدى على معلم ب "مقص"    انتبهي إلى طعامك خلال الأشهر الأولى من الحمل.. إليك قائمة بالمحاذير    ضبط شاب ينتحل صفة أخصائى علاج طبيعى ويدير مركزا غير مرخص فى سوهاج    ترامب: الفساد في أوكرانيا متفشٍ وغياب الانتخابات يثير تساؤلات حول الديمقراطية    البابا تواضروس يهنئ الكنيسة ببدء شهر كيهك    مستشار وزير الثقافة: إدارج "الكشري" في قائمة تراث اليونسكو يمثل اعترافًا دوليًا بهويتنا وثقافتنا    التعادل السلبي يحسم موقعة باريس سان جيرمان وأتلتيك بلباو    الزوامل والتماسيح: العبث البيئي وثمن الأمن المجتمعي المفقود    الأوقاف تختتم فعاليات المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن من مسجد مصر الكبير بالعاصمة    حاسوب القرآن.. طالب بكلية الطب يذهل لجنة التحكيم في مسابقة بورسعيد الدولية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبير يرد على الدراسة البريطانية:هذه حقيقة أصول المصريين
نشر في صوت البلد يوم 03 - 06 - 2017

بعد أن أعلنت نتائج أول تحليل كامل لجينوم سكان مصر القدماء، وأكد أن جذورهم من بلادالشام وتركيا بالشرق الأوسط، وليسوا أفارقة الأصل من وسط القارة السمراء كسكان مصر الحاليين، وفقا لدراسة نشرتها دورية Nature Communications الصادرة عن مجلة Nature العلمية البريطانية الشهيرة، أكد خبير مصري أن كافة المعلومات الواردة في الدراسة غير صحيحة وأن المصريين أصولهم مصرية قديمة وليست شامية أو إفريقية.
وقال خبير الآثار المصري عبد الرحيم ريحان : إن أصول المصريين مصرية قديمة وليست شامية أو تركية أو إفريقية مؤكداً أن دراسة مجلة nature العلمية البريطانية التي قامت كما تزعم على تحليل كامل لجينوم سكان مصر القدماء اعتمدت على تحليل الحمض النووي لتسعين مومياء عاش أصحابها من 1400 قبل الميلاد وحتى عام 400 بعد الميلاد، وهي مومياوات ناتجة من أعمال حفائر في منطقة واحدة تسمى أبو صير الملق تابعة لمركز الواسطي في بني سويف.
وأشار الخبير الأثري إلى "أنها مجرد محاولة التفاف، تحاول فيها الدراسة إثبات أن قدماء المصريين جاءوا من شعوب سكنت موقع سوريا و الأردن و فلسطين و لبنان المعروفة ببلاد الشام والتي سكنها العبرانيون وبني إسرائيل قبل قدومهم إلى مصر آمنين مع نبي الله يعقوب عليه السلام خلال توجههم لمقابلة نبي الله يوسف في مصر، وذلك لتأكيد مشاركتهم في بناء الحضارة المصرية وأنهم أصحاب هذه الحضارة.
وذكر أن هذه الدراسات مشكوك في صحتها لأنها اعتمدت على نماذج من منطقة واحدة فقط وتنتمي لفترة تاريخية محددة، فضلاً على أنه لا يحق لدراسة علمية مبنية على آثار مصرية أن تخرج بطرق غير شرعية ودون مشاركة علماء مصريين في هذه الدراسة، وهذا حق إنساني وأخلاقي قبل أن يكون حقا قانونياً.
وأرجع الدكتور ريحان ذلك إلى عدم وجود حقوق ملكية فكرية للآثار شأنها شأن حقوق التأليف والموسيقى والأغاني وغيرها ولا يوجد تعريف دولي للآثار لوضعه ضمن اتفاقية الملكية الفكرية "الويبو".
"الهجرات الشامية" وغزو الهيكسوس
أما عن الهجرات الشامية كما زعمت الدراسة، فقال إن المؤرخ اليهودي جوزيفوس الذي ولد عام 37 ميلادية ادّعى أن اليهود هم الهكسوس الذين دخلوا مصر وخرجوا منها معتمداً على حوادث وقعت في تاريخ مصر حسب ما رواها مانيتون الكاهن المصري الذى عاش تحت حكم بطليموس فيلادلفوس 285- 246 ق.م في كتابه "مصريات" لتساعده على إثبات حجته وقد أفاض فيها في موضوع غزو الهكسوس لمصر وطردهم منها.
وأشار ريحان إلى أن هذه مغالطة تاريخية فالهكسوس هم ملوك الرعاة ففي اللغة المقدسة "هيك" تعني ملك، وفي اللغة العامية "سوس" تعني راعي، وقد جاءت من المصطلح المصري "حقا خاسوت" بمعنى حكام البلاد الأجنبية، وأن اللقب يقصد به الحكام وليس الجنس كله كما قصد مانيتون، فالهكسوس هم خليط من عدة شعوب وقبائل مهاجرة تشمل أيضاً عناصر مثل الكاسي والحوري وكلا الجنسين من أصل هندو أوروبي، وصلوا إلى أواسط آسيا وأطلق عليهم المصري القديم مرة "عامو" ومرة "ستيو" أي الآسيويين، وكانت عاصمتهم فى أفاريس جنوب تانيس "صان الحجر" بالشرقية وعدد ملوكهم 81 ملكا وحكموا من الأسرة 15 إلى 17 من 1674 إلى 1567 ق.م. وطردوا من مصر تماماً في عهد الملك أحمس، ولا علاقة لهم بأي أصول مصرية فهي دولة حكمت فترة من الزمان وطردت، وقد جاءت بعد الفترة العظيمة لبناة الأهرام وتأسيس أصول الحضارة المصرية الخالدة وبناء أعظم آثار العالم.
وأضاف أن بني إسرائيل وكلمة إسرائيل تعني عبدالله وذكرت في القرآن الكريم، "أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا"، (مريم 58).
كما ذكروا في القرآن باسم بني إسرائيل نسبة إلى جدهم الأول نبي الله يعقوب وقد جاءوا إلى مصر في فترة الهكسوس وعاشوا بمصر في أرض جوشن أو جاسان المعروفة الآن بوادي الطميلات وهو الوادي الزراعي الذي يمتد من شرق الزقازيق إلى غرب #الإسماعيلية حتى خروجهم من مصر عبر سيناء في عهد أحد ملوك مصر، وكانت فترة إقامتهم في مصر حتى خروجهم مرحلة شد وجذب بينهم وبين ملك مصر ولم يشاركوا في بناء حجر واحد في الحضارة المصرية بل قاموا بسرقة ذهب مصر الذي استعرنه نساء بني إسرائيل من المصريات على سبيل الرهن وأثناء خروجهن أخذن كل هذا الذهب معهن، وهو بالإضافة لقيمته المادية فهو قيمة أثرية لا تقدر بثمن ولو أن هناك فرصة للمطالبة بتعويضات فلا تكفي ميزانية دول العالم مجتمعة على الوفاء بقيمته الأثرية والمادية.
البعد الإفريقي
إلى ذلك، أكد ريحان البعد الإفريقي لمصر القديمة المتمثل فى رحلات قدماء المصريين وهم أكثر من استخدم البحر الأحمر حيث كانت لهم صلات تجارية مع بلاد بونت "وهي في رأي الكثير من الباحثين تشمل المناطق الإفريقية والآسيوية المحيطة بباب المندب" للحصول على البخور والعطور والأخشاب اللازمة للمعابد، وأهم تلك البعثات هي التي أرسلتها الملكة حتشبسوت لبلاد بونت في الأسرة 18 (1580 – 1322 ق.م) .
ويرجح أن هذه البعثة وصلت جزيرة #سومطرة وسعى البطالمة في مصر إلى التعرف على البحار الشرقية والسيطرة على طرقها التجارية ومحاولة تركيز طرق التجارة الوافدة من إفريقيا وبلاد العرب والهند في البحر الأحمر ومصر، وكانت تجارة مصر في عصر البطالمة تشتمل على منتجات الصين والهند وبلاد العرب وشرق إفريقيا ووارداتها من الأقاليم الشمالية المعادن، الأصباغ والنبيذ لحساب الأقاليم الجنوبية والشرقية. ومن بعدهم استغل الرومان البحر الأحمر لأغراض الغزو والسيطرة على طرق التجارة ورأى فيه المصريون والبيزنطيون واليمنيون وسيلة اقتصادية لتشجيع التجارة، وجاء العرب المسلمون ففطنوا لأهميته لأغراض التجارة ونقل الحجاج.
وتابع قائلاً: "وجه الرومان عدة حملات عسكرية للسيطرة على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر على اعتبار أن هذه المنطقة يمكن أن تنتهي عندها طرق التجارة البحرية وتتحول لطرق التجارة البرية التي تسيطر عليها الدولة الفارسية المنافسة مما يهدد دور اليابس المصري ومن هذا المنطلق كانت العلاقات التجارية والمصالح المشتركة سبباً في التواصل الحضاري المصري الإفريقي.
كما أكد أن البعد الإفريقي لمصر تجسد منذ القدم في رحلات قدماء المصريين إلى بلاد بنت وهي في رأي الكثير من الباحثين تشمل المناطق الإفريقية والآسيوية المحيطة بباب المندب وعلى محور الصحراء الكبرى وجدت أدلة على المؤثرات الحضارية المادية والثقافية بين بعض قبائل نيجيريا وغرب إفريقيا وبين القبائل النيلوتية في أعالي النيل وفي محور شمال إفريقيا دخلت مصر مع الليبيين في احتكاك بعيد المدى وامتد النفوذ السياسي المصري إلى برقة أيام البطالسة والعرب وكانت مصر بوابة التعريب بالنسبة للمغرب العربي.
أما البعد الخاص لمصر بالبحر المتوسط، فتمثل بحسب الخبير، في علاقات مصر القديمة الحضارية والتجارية بكريت المينوية ثم باليونان وروما وفي العصر الإسلامي أصبح للبحر المتوسط دور حيوي في كيان النشاط التجاري بمصر وارتبطت مدن كالإسكندرية ودمياط مع البندقية وجنوة وبيزا بعلاقات تجارية وربط بينهم جسر بحري.
وتابع ريحان أن مصر في العصر المملوكي مثلت فيها الإسكندرية والقاهرة موطناً دائماً لتجار نشيطين من تجار المدن الإيطالية، وبالمثل كانت علاقات مصر مع بلاد الشام عن طريق البحر المتوسط وفي العصر العثماني انتقل كثير من مهاجري سواحل البلقان واليونان وألبانيا إلى مصر وأقاموا فيها ومنهم الإنكشارية والألبان وبقيت أسماؤهم المعرّبة تكشف عن أصلهم أحياناً مثل الدرملي من مدينة دراما والجريتلي من كريت والأزميرلي من أزمير والمرعشلي (مرعش) والخربوطلي (خربوط) ثم جاءت قناة السويس فأعادت تأكيد البعد المتوسطي في كيان مصر.
بعد أن أعلنت نتائج أول تحليل كامل لجينوم سكان مصر القدماء، وأكد أن جذورهم من بلادالشام وتركيا بالشرق الأوسط، وليسوا أفارقة الأصل من وسط القارة السمراء كسكان مصر الحاليين، وفقا لدراسة نشرتها دورية Nature Communications الصادرة عن مجلة Nature العلمية البريطانية الشهيرة، أكد خبير مصري أن كافة المعلومات الواردة في الدراسة غير صحيحة وأن المصريين أصولهم مصرية قديمة وليست شامية أو إفريقية.
وقال خبير الآثار المصري عبد الرحيم ريحان : إن أصول المصريين مصرية قديمة وليست شامية أو تركية أو إفريقية مؤكداً أن دراسة مجلة nature العلمية البريطانية التي قامت كما تزعم على تحليل كامل لجينوم سكان مصر القدماء اعتمدت على تحليل الحمض النووي لتسعين مومياء عاش أصحابها من 1400 قبل الميلاد وحتى عام 400 بعد الميلاد، وهي مومياوات ناتجة من أعمال حفائر في منطقة واحدة تسمى أبو صير الملق تابعة لمركز الواسطي في بني سويف.
وأشار الخبير الأثري إلى "أنها مجرد محاولة التفاف، تحاول فيها الدراسة إثبات أن قدماء المصريين جاءوا من شعوب سكنت موقع سوريا و الأردن و فلسطين و لبنان المعروفة ببلاد الشام والتي سكنها العبرانيون وبني إسرائيل قبل قدومهم إلى مصر آمنين مع نبي الله يعقوب عليه السلام خلال توجههم لمقابلة نبي الله يوسف في مصر، وذلك لتأكيد مشاركتهم في بناء الحضارة المصرية وأنهم أصحاب هذه الحضارة.
وذكر أن هذه الدراسات مشكوك في صحتها لأنها اعتمدت على نماذج من منطقة واحدة فقط وتنتمي لفترة تاريخية محددة، فضلاً على أنه لا يحق لدراسة علمية مبنية على آثار مصرية أن تخرج بطرق غير شرعية ودون مشاركة علماء مصريين في هذه الدراسة، وهذا حق إنساني وأخلاقي قبل أن يكون حقا قانونياً.
وأرجع الدكتور ريحان ذلك إلى عدم وجود حقوق ملكية فكرية للآثار شأنها شأن حقوق التأليف والموسيقى والأغاني وغيرها ولا يوجد تعريف دولي للآثار لوضعه ضمن اتفاقية الملكية الفكرية "الويبو".
"الهجرات الشامية" وغزو الهيكسوس
أما عن الهجرات الشامية كما زعمت الدراسة، فقال إن المؤرخ اليهودي جوزيفوس الذي ولد عام 37 ميلادية ادّعى أن اليهود هم الهكسوس الذين دخلوا مصر وخرجوا منها معتمداً على حوادث وقعت في تاريخ مصر حسب ما رواها مانيتون الكاهن المصري الذى عاش تحت حكم بطليموس فيلادلفوس 285- 246 ق.م في كتابه "مصريات" لتساعده على إثبات حجته وقد أفاض فيها في موضوع غزو الهكسوس لمصر وطردهم منها.
وأشار ريحان إلى أن هذه مغالطة تاريخية فالهكسوس هم ملوك الرعاة ففي اللغة المقدسة "هيك" تعني ملك، وفي اللغة العامية "سوس" تعني راعي، وقد جاءت من المصطلح المصري "حقا خاسوت" بمعنى حكام البلاد الأجنبية، وأن اللقب يقصد به الحكام وليس الجنس كله كما قصد مانيتون، فالهكسوس هم خليط من عدة شعوب وقبائل مهاجرة تشمل أيضاً عناصر مثل الكاسي والحوري وكلا الجنسين من أصل هندو أوروبي، وصلوا إلى أواسط آسيا وأطلق عليهم المصري القديم مرة "عامو" ومرة "ستيو" أي الآسيويين، وكانت عاصمتهم فى أفاريس جنوب تانيس "صان الحجر" بالشرقية وعدد ملوكهم 81 ملكا وحكموا من الأسرة 15 إلى 17 من 1674 إلى 1567 ق.م. وطردوا من مصر تماماً في عهد الملك أحمس، ولا علاقة لهم بأي أصول مصرية فهي دولة حكمت فترة من الزمان وطردت، وقد جاءت بعد الفترة العظيمة لبناة الأهرام وتأسيس أصول الحضارة المصرية الخالدة وبناء أعظم آثار العالم.
وأضاف أن بني إسرائيل وكلمة إسرائيل تعني عبدالله وذكرت في القرآن الكريم، "أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا"، (مريم 58).
كما ذكروا في القرآن باسم بني إسرائيل نسبة إلى جدهم الأول نبي الله يعقوب وقد جاءوا إلى مصر في فترة الهكسوس وعاشوا بمصر في أرض جوشن أو جاسان المعروفة الآن بوادي الطميلات وهو الوادي الزراعي الذي يمتد من شرق الزقازيق إلى غرب #الإسماعيلية حتى خروجهم من مصر عبر سيناء في عهد أحد ملوك مصر، وكانت فترة إقامتهم في مصر حتى خروجهم مرحلة شد وجذب بينهم وبين ملك مصر ولم يشاركوا في بناء حجر واحد في الحضارة المصرية بل قاموا بسرقة ذهب مصر الذي استعرنه نساء بني إسرائيل من المصريات على سبيل الرهن وأثناء خروجهن أخذن كل هذا الذهب معهن، وهو بالإضافة لقيمته المادية فهو قيمة أثرية لا تقدر بثمن ولو أن هناك فرصة للمطالبة بتعويضات فلا تكفي ميزانية دول العالم مجتمعة على الوفاء بقيمته الأثرية والمادية.
البعد الإفريقي
إلى ذلك، أكد ريحان البعد الإفريقي لمصر القديمة المتمثل فى رحلات قدماء المصريين وهم أكثر من استخدم البحر الأحمر حيث كانت لهم صلات تجارية مع بلاد بونت "وهي في رأي الكثير من الباحثين تشمل المناطق الإفريقية والآسيوية المحيطة بباب المندب" للحصول على البخور والعطور والأخشاب اللازمة للمعابد، وأهم تلك البعثات هي التي أرسلتها الملكة حتشبسوت لبلاد بونت في الأسرة 18 (1580 – 1322 ق.م) .
ويرجح أن هذه البعثة وصلت جزيرة #سومطرة وسعى البطالمة في مصر إلى التعرف على البحار الشرقية والسيطرة على طرقها التجارية ومحاولة تركيز طرق التجارة الوافدة من إفريقيا وبلاد العرب والهند في البحر الأحمر ومصر، وكانت تجارة مصر في عصر البطالمة تشتمل على منتجات الصين والهند وبلاد العرب وشرق إفريقيا ووارداتها من الأقاليم الشمالية المعادن، الأصباغ والنبيذ لحساب الأقاليم الجنوبية والشرقية. ومن بعدهم استغل الرومان البحر الأحمر لأغراض الغزو والسيطرة على طرق التجارة ورأى فيه المصريون والبيزنطيون واليمنيون وسيلة اقتصادية لتشجيع التجارة، وجاء العرب المسلمون ففطنوا لأهميته لأغراض التجارة ونقل الحجاج.
وتابع قائلاً: "وجه الرومان عدة حملات عسكرية للسيطرة على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر على اعتبار أن هذه المنطقة يمكن أن تنتهي عندها طرق التجارة البحرية وتتحول لطرق التجارة البرية التي تسيطر عليها الدولة الفارسية المنافسة مما يهدد دور اليابس المصري ومن هذا المنطلق كانت العلاقات التجارية والمصالح المشتركة سبباً في التواصل الحضاري المصري الإفريقي.
كما أكد أن البعد الإفريقي لمصر تجسد منذ القدم في رحلات قدماء المصريين إلى بلاد بنت وهي في رأي الكثير من الباحثين تشمل المناطق الإفريقية والآسيوية المحيطة بباب المندب وعلى محور الصحراء الكبرى وجدت أدلة على المؤثرات الحضارية المادية والثقافية بين بعض قبائل نيجيريا وغرب إفريقيا وبين القبائل النيلوتية في أعالي النيل وفي محور شمال إفريقيا دخلت مصر مع الليبيين في احتكاك بعيد المدى وامتد النفوذ السياسي المصري إلى برقة أيام البطالسة والعرب وكانت مصر بوابة التعريب بالنسبة للمغرب العربي.
أما البعد الخاص لمصر بالبحر المتوسط، فتمثل بحسب الخبير، في علاقات مصر القديمة الحضارية والتجارية بكريت المينوية ثم باليونان وروما وفي العصر الإسلامي أصبح للبحر المتوسط دور حيوي في كيان النشاط التجاري بمصر وارتبطت مدن كالإسكندرية ودمياط مع البندقية وجنوة وبيزا بعلاقات تجارية وربط بينهم جسر بحري.
وتابع ريحان أن مصر في العصر المملوكي مثلت فيها الإسكندرية والقاهرة موطناً دائماً لتجار نشيطين من تجار المدن الإيطالية، وبالمثل كانت علاقات مصر مع بلاد الشام عن طريق البحر المتوسط وفي العصر العثماني انتقل كثير من مهاجري سواحل البلقان واليونان وألبانيا إلى مصر وأقاموا فيها ومنهم الإنكشارية والألبان وبقيت أسماؤهم المعرّبة تكشف عن أصلهم أحياناً مثل الدرملي من مدينة دراما والجريتلي من كريت والأزميرلي من أزمير والمرعشلي (مرعش) والخربوطلي (خربوط) ثم جاءت قناة السويس فأعادت تأكيد البعد المتوسطي في كيان مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.