وزير الخارجية يلتقي بالجالية المصرية في مستهل زيارته لنيويورك    وزير البترول يستعرض فى مقال ب"معلومات الوزراء" استراتيجيات التحول الطاقى    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات فى باكستان إلى 279 قتيلا و676 مصابا    البنك الأهلي يبدأ استعداداته الخميس المقبل لمواجهة غزل المحلة فى الدوري    المصري: ما حدث خلال المباراة الودية يسيء للترجي    مراسل "القاهرة الإخبارية" من معبر رفح: كل عبوة مساعدات بها احتياجات 10 أيام    لبنان يودع عبقرى الموسيقى والسياسة.. جنازة زياد الرحبانى اليوم فى بكفيا    الصحة تنصح المواطنين بالإكثار من شرب الماء لتجنب المخاطر الصحية لارتفاع الحرارة    تنسيق الثانوية العامة 2025.. مؤشرات كلية الآثار 2024 المرحلة الأولي بالنسبة المئوية    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم 28 يوليو    مواعيد مباريات المقاولون العرب في الدوري الممتاز موسم 2025-2026    أخبار مصر: حقيقة وفاة الدكتور مجدي يعقوب، حريق يلتهم فيلا رجل أعمال شهير، عودة التيار الكهربائي للجيزة، حسين الشحات: لن أرحل عن الأهلي    طلاب الأزهر يؤدون امتحانات الدور الثاني في مواد الفرنساوي والجغرافيا والتاريخ    الهلال الأحمر المصرى يعلن انطلاق قافلة زاد العزة لليوم الثانى إلى غزة.. فيديو    أخبار متوقعة لليوم الإثنين 28 يوليو 2025    ستارمر يعتزم إثارة وقف إطلاق النار في غزة والرسوم على الصلب مع ترامب    الإطار التنسيقي الشيعي يدين هجوم الحشد الشعبي على مبنى حكومي ببغداد    حادث قطار في ألمانيا: 3 قتلى و34 مصابا إثر خروج عربات عن المسار وسط عاصفة    محافظة الجيزة تعلن الانتهاء من أعمال إصلاح كابل الجهد العالي (66 ك.ف) بجزيرة الذهب    الخريطة الزمنية للعام الدراسي الجديد 2025 - 2026 «أيام الدراسة والإجازات»    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري الإثنين 28-7-2025 بعد ارتفاعه الأخير في 5 بنوك    الاتحاد الأوروبي يقر تيسيرات جديدة على صادرات البطاطس المصرية    تعرف على مواعيد مباريات المصري بالدوري خلال الموسم الكروي الجديد    تجاوزات في ودية المصري والترجي.. ومحمد موسى: البعثة بخير    «اقعد على الدكة احتياطي؟».. رد حاسم من حسين الشحات    وزير خارجية أمريكا: سنسهل محادثات السلام بين كمبوديا وتايلاند    "حماة الوطن" يحشد لدعم مرشحيه في "الشيوخ" بسوهاج (فيديو وصور)    استمرار الموجة شديدة الحرارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الإثنين 28 يوليو    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    بالصور.. اصطدام قطار بجرار أثناء عبوره شريط السكة الحديد بالبحيرة    طعنة غدر.. حبس عاطلين بتهمة الاعتداء على صديقهما بالقليوبية    وزير التعليم: مناهج اللغة العربية الجديدة تدمج القيم الأخلاقية وتراعي الفروق الفردية    محافظ القليوبية يجري جولة مفاجئة بمدينة الخانكة ويوجّه بتطوير شارع الجمهورية    "لو عايز تغير مسارك المهني".. تفاصيل دراسة التمريض المكثف بتنسيق الجامعات 2025    هدي المفتي تكشف علاقتها ب ويجز لأول مرة: "مش مقربين"    هدى المفتي تحسم الجدل وترد على أنباء ارتباطها ب أحمد مالك    فرنسا: إسرائيل تسعى لاستعادة الأسرى لكن حماس تقتل مزيدًا من جنودها    بعد تهشم إصبعه.. جراحة معقدة تنقذ يد مصاب بمستشفى ههيا في الشرقية    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 28 يوليو    تنسيق الثانوية العامة 2025 بالقاهرة.. درجة القبول والشروط لطلاب الانتظام والخدمات    «مكنتش بتاعتها».. بسمة بوسيل تفجر مفاجأة بشأن أغنية «مشاعر» ل شيرين عبدالوهاب.. ما القصة؟    منها «الاتجار في المخدرات».. ما هي اتهامات «أيمن صبري» بعد وفاته داخل محبسه ب بلقاس في الدقهلية؟    عودة التيار الكهربائي للجيزة بعد انقطاع 26 ساعة.. والوزير يطلق خطة طوارئ لفحص الشبكة    كريم رمزي: جلسة مرتقبة بين محمد يوسف ونجم الأهلي لمناقشة تجديد عقده    جامعة العريش تنظم حفلا لتكريم أوائل الخريجين    السيطرة على حريق أعلى سطح منزل في البلينا دون إصابات    وزير السياحة: ترخيص 56 وحدة فندقية جديدة و60 طلبًا قيد الدراسة    الاحتلال يقصف حَيَّيْ التفاح والشجاعية في مدينة غزة    إدريس يشيد بالبداية المبهرة.. ثلاث ميداليات للبعثة المصرية فى أول أيام دورة الألعاب الإفريقية للمدارس    أم وابنها يهزمان الزمن ويصنعان معجزة فى الثانوية العامة.. الأم تحصل على 89% والابن 86%.. محمد: ليست فقط أمى بل زميلتي بالدراسة.. والأم: التعليم لا يعرف عمرا وحلمنا ندرس صيدلة.. ونائب محافظ سوهاج يكرمهما.. فيديو    الباذنجان مهم لمرضى السكر والكوليسترول ويحمي من الزهايمر    بعد توقف 11 عاما.. رئيس حقوق الإنسان بالنواب يُشارك في تشغيل مستشفي دار السلام    رغم ارتفاع درجات الحرارة.. قوافل "100 يوم صحة" تواصل عملها بالوادى الجديد    رفضت عرسانًا «أزهريين» وطلبت من زوجها التعدد.. 19 معلومة عن الدكتورة سعاد صالح    في الحر الشديد.. هل تجوز الصلاة ب"الفانلة الحمالات"؟.. أمين الفتوى يوضح    بتوجيهات شيخ الأزهر.. قافلة إغاثية عاجلة من «بيت الزكاة والصدقات» في طريقها إلى غزة    هل الحر الشديد غضبًا إلهيًا؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"العودة إلى مونتوك" نوستالجيا عاطفية
نشر في صوت البلد يوم 19 - 03 - 2017

انتظرنا بلهفة مشاهدة فيلم “العودة إلى مونتوك” في مسابقة مهرجان برلين السينمائي، فهو الفيلم الجديد للمخرج الألماني الكبير فولكر شلوندورف صاحب الفيلم الشهير “الطبلة الصفيح” الحائز على “السعفة الذهبية” في مهرجان “كان” العام 1979.
كان الفيلم السابق لشلوندورف “دبلوماسية” الحصان الأسود لدورة عام 2014 من المهرجان نفسه رغم عرضه خارج المسابقة. أما الفيلم الجديد فكان أحد الأفلام المتسابقة على الدب الذهبي في المهرجان، ولكنه خرج من السباق دون الحصول على أيّ جائزة.
كان فيلم “دبلوماسية” يتمحور حول ذلك الجدال المثير بين العسكري والدبلوماسي، أي عن دور الدبلوماسية في زمن الحرب، عن قدرتها على الإنجاز، عن قيمة التاريخ والفن والعمارة والتراث الإنساني، أكثر من كونه فيلما عن الحرب والاحتلال والتحرير والانتقام.
إنه عن ذلك المأزق الفكري، بين ما يتسق مع القناعات الشخصية، وبين ما يمليه علي المرء التزامه كعسكري. لم يكن هناك منتصر ومهزوم، بل رجلان أمام لحظة تاريخية فارقة.
أما فيلم “العودة إلى مونتوك” فيبدو من النظرة الأولى كفيلم يرتبط عند مخرجه بنزعة من الحنين الرومانسي إلى الماضي، وبفكرة إمكانية استعادة “الفرصة الضائعة” في الحب. فهل هذا ممكن خاصة بعد أن يكون المرء قد أوشك على إكمال العقد السابع من عمره؟ أم إن الماضي الذي ولّى، ليس من الممكن استعادته بعد أن أفلتت الفرصة الأولى؟
تدور أحداث الفيلم الناطق بالإنكليزية في نيويورك، وهو مقتبس بتصرف من رواية تحوي اعترافات ذاتية للكاتب السويسري ماكس فريش الذي كان يرتبط معه شلوندورف بصداقة طويلة.
والفيلم يدور حول شخصية كاتب تجاوز الستين من عمره “ماكس زورن” (يقوم بدوره الممثل السويدي ستيلان سكارسغارد)، وهو كاتب سويسري يقيم في برلين جاء إلى نيويورك لتدشين الطبعة الأميركية من روايته الجديدة “الصياد والصيد” التي يروي فيها من تجربته الشخصية العاطفية.
وفي أول مشاهد الفيلم يواجه الكاتب جمهورا من النخبة المثقفة، ليتحدّث عن تأثير والده الفيلسوف عليه، ويستعيد ما قاله له من أن هناك أمرين يظل تأثيرهما منعكسا بقوة على حياة الإنسان: الأول هو ما فعله وشعر بالأسف أنه فعله، والثاني ما لم يفعله ولكنه يشعر بالأسف لأنه لم يفعله.
فكرة مستحيلة
من هذه الفكرة، تتدفق الذكريات لدى بطلنا خاصة بعد أن يلتقي بمن كان له بمثابة أستاذ ومعلّم عندما كان يقيم من قبل في نيويورك، فيتذكر “ربيكا” المرأة التي ارتبط معها بعلاقة عاطفية قبل سبع عشرة سنة، لكنه هجرها فجأة وعاد إلى ألمانيا دون سبب واضح، وأضاع بالتالي فرصة اكتمال علاقتهما، وهو الآن متزوج من امرأة تصغره في العمر هي “كلارا” التي تساعده في عمله، لكنه لا يشعر معها بنشوة الحب كما كان يشعر مع ربيكا.
يبحث ماكس عن ربيكا، ويطلب من مديرة حملته الدعائية أن تدعوها لحضور المحاضرة التي سيلقيها في مكتبة المدينة، ثم يقوم بزيارة مفاجئة إليها في مكتبها لكنها تقابله ببرود، بل بجفاء، لكن محاولاته لا تتوقف، فهو مدفوع بشعور داخلي جارف بالرغبة في استعادة الفرصة التي أفلتت في الماضي.
إنه يذهب إليها دون سابق إنذار في منتصف الليل ليطرق باب شقتها الفخمة في مانهاتن، ليعرف أنها أصبحت الآن من مشاهير المحامين في نيويورك، غير أن ربيكا (تقوم بدورها نينا هوس في دور غير مناسب لها كممثلة) تبدو امرأة جافة باردة، عملية، وجدت نفسها في حياة الترف، لا تحمل شيئا من الذكريات الرومانسية عن علاقتها القديمة بماكس بقدر ما تشعر بنوع من المرارة بسبب تركه لها دون سابق إنذار. وهي تقيم حاليا مع ثلاث قطط.
ورغم المسافة التي تفرضها منذ أول لقاء بينهما إلا أنها ستدعوه -ربما تحت ضغط إلحاحه- للذهاب معها إلى منتجع مونتوك الواقع في جزيرة نيوجيرسي، لتفقّد شقة تريد شراءها، وهناك سيضطران لقضاء ليلة يمارسان خلالها الحب دون أدنى إقناع، خاصة وأن المرأة ستفاجئه بعد ذلك بأنها كانت مرتبطة بعلاقة حب قوية مع رجل توفي ولكنه لايزال يعيش معها لم يغادر خيالها قط. تقول هذا بينما تنهمر الدموع من عينيها.
بناء تقليدي
فيلم شلوندورف تقليدي في بنائه ومسار أحداثه ومشاهده، شخصياته الرئيسية باهتة غامضة لا يمكنك التعاطف معها أو فهم أزمتها، وشخصياته الجانبية نمطية (مساعدة ماكس التي تحاول أن تبدو متمردة، أستاذه السابق الذي يبدو حضوره في الفيلم هامشيا عابرا، والشاب المثلي الذي يشاغب ماكس ويبدو نقيضا له، زوجة ماكس التي تبدو أقرب إلى البلاهة فهي تفغر فاهها طول الوقت، كاشفة عن أسنان كبيرة وراء ابتسامة لا معنى لها، وحتى بعد أن تعرف بمغامراته الجنسية، تخبره أنه يستطيع مضاجعة من يشاء من الفتيات ثم تتركه يرحل لتبقى هي في نيويورك كما كانت منذ سنوات).
يبدو الفيلم بموضوعه وحبكته بل وبطريقة الأداء الباهت خاصة من جانب بطله الممثل السويدي سكارسغارد الذي يعاني للتماثل مع شخصية الكاتب، فيلما ينتمي إلى الماضي، يذكرنا بما سبق أن شاهدناه حتى في أفلام مصرية قديمة من الخمسينات والستينات من القرن العشرين، حول قصة الحب الذي أصبح من المستحيل استعادته، والفرصة التي أفلتت ولن تعود، وإن كانت تلك الأفلام المشار إليها تتميز على فيلمنا هذا برومانسيتها الجميلة والكيمياء المشتركة بين بطليها.
ولعل من أسوأ عناصر الفيلم نجد الحوار الذي إضافة إلى طوله المفرط واستطرادته ودورانه حول الفكرة ووصوله أحيانا إلى أسلوب المحاضرة المباشرة، فإنه مشوب بالغلظة وسقم الحس. فربيكا مثلا تقول لماكس عندما تراه لأول مرة “لقد ازداد وزنك، وكنت قد أخبرت قططي بأنك أنحف من ذلك”.
وعندما يطري ماكس العطر الذي تستخدمه، تقول إنه ليس عطرا بل نوع من الصابون الذي يصنع لها خصيصا، تصنعه فتاتان من المثليات جنسيا، يمكنهن “أن ينظرن إليك ويعرفن على الفور أيّ نوع من الصابون أنت!”.
هكذا يفشل شلوندورف في محاولته الصعبة لتحويل نص أدبي إلى لغة السينما، رغم استعانته بالكاتب الأيرلندي الموهوب كولم تويبن مؤلف رواية “بروكلين” التي اقتبس عنها فيلم بديع بالعنوان نفسه.
جاء شلوندورف إلى عالم السينما من مشاهدة الأفلام داخل مقر السينماتيك الفرنسية في عصرها الذهبي، أي في الخمسينات من القرن الماضي، عندما كان نقاد مجلة “كراسات السينما” أمثال غودار وتريفو ولوي مال، يتوافدون ويجلسون كالتلاميذ لمشاهدة الأفلام في الظلام.
وكان شلوندورف، الذي ذهب إلى باريس لدراسة علم الاجتماع والعلوم السياسية في السوربون، مفتونا بالسينما، وقد ارتبط بصداقة مع عامل العرض السينمائي في السينماتيك، فكان يسمح له بمشاهدة العروض من كوة غرفة العرض، ثم أصبح يجالس شباب النقاد ويتناقش معهم حول الأفلام، ثم تعرّف في أحد نوادي السينما على المخرج الفرنسي الكبير جون بيير ميلفيل الذي نصحه بألا يلقي بالا إلى ما يبديه نقاد “كراسات السينما” من اهتمام مبالغ فيه بأفلام المخرج الأميركي نيكولاس راي، وأن يهتم أكثر بأعمال وليم وايلر وروبرت وايز.
وقد عمل شلوندورف مساعدا للإخراج مع لوي مال في “زازي في المترو” (1960)، ثم مع آلان رينيه في “العام الماضي في مارينباد” (1961) ثم مع ميلفيل نفسه في “ليون مورين، القس″ (1961) من بطولة جون بول بلموندو وإيمانويل ريفا.
انتقل شلوندورف فيما بعد ليخرج أفلامه بنفسه، فبعد فيلمين قصيرين جاء أول أفلامه الطويلة “تورليس الشاب” من الإنتاج الفرنسي-الألماني المشترك، عن رواية الكاتب النمساوي روبرت موسيل، التي تروي سيرته الذاتية.
واستمر شلوندورف في الإخراج للسينما والتلفزيون لكنه أصبح في دائرة الأضواء مع بروز حركة السينما الألمانية الجديدة في سبعينات القرن العشرين مع فاسبندر وهيرتزوغ وفون تروتا وفيندرز.
وكان أول فيلم يلفت إليه الأنظار بقوة هو “شرف كاتارينا بلوم المفقود” (1975) -عن رواية هاينريش بول الحائز على جائزة نوبل في الأدب- وهو الفيلم الذي كشف للعالم الموهبة الكبيرة التي تتمتع بها الممثلة الألمانية أنجيلا فنكلر التي ستعود لتقوم بالدور الرئيسي في فيلم شلوندورف الشهير “الطبلة الصفيح” عن رواية غونتر غراس، الذي سيحصل بالإضافة إلى سعفة كان الذهبية على أوسكار أحسن فيلم أجنبي في العام 1980.
في “شرف كاتارينا بلوم المفقود” يتشارك شلوندورف مع زوجته السابقة “فون تروتا” -الممثلة التي أصبحت مخرجة- في كتابة السيناريو والإخراج، وإذا كان الفيلم يبدأ برجل، لص، سرعان ما يتضح أنه إرهابي، إلا أنه يتركز بعد ذلك على فتاة بسيطة، التقت الرجل في حفل فأقامت معه علاقة جسدية في ليلة واحدة وبعد أن غادرها اتضح أنه إرهابي وجاءت الشرطة للقبض عليه، فقبضت على الفتاة اعتقادا بأنها شريكة له، وبدأت معها التحقيق باستخدام شتى الوسائل العنيفة.
العنف السياسي
ظهر الفيلم وقت بروز ظاهرة العنف الراديكالي والإرهاب السياسي في أعقاب فشل انتفاضة 1968 الشبابية مما أفرز بفعل الإحباط، جماعات العنف السياسي مثل “الألوية الحمراء”، ومن ثم لجأت السلطات إلى إجراءات تجاوزت كل الخطوط الحمراء في محاولة للقضاء على الظاهرة ولو على حساب الأبرياء.
ويصوّر هذا الفيلم أن هذه الفتاة البريئة تعرضت لكل ما تعرضت له لكونها فتاة ضعيفة بسيطة لا تنتمي لجهة أو لطبقة يمكن أن تساندها. إنها تصبح بعد إخلاء سبيلها، هدفا مباحا ومستباحا للصحافيين والإعلاميين الذين ينهشون لحمها، يستبيحون خصوصيتها، ينبشون في حياتها، يتهجّمون على أمها المريضة لمعرفة أيّ شيء يمكنها الإدلاء به إليهم، ينسجون القصص الخيالية عن لهوها ومغامراتها الجنسية المفترضة، عن ضلوعها المتخيل في العنف وسفك الدماء. إنه بيان احتجاجي على انتهاك خصوصية المرأة وكرامتها في مجتمع ذكوري تحت غطاء “حرية الصحافة”.
كانت الأحداث تظهر من وجهة نظر الفتاة وليس من خلال ملفات الشرطة وشهادات الشهود الذين كانوا على صلة أو أخرى بها، وكان هذا اختيار فون تروتا الذي يعكس توجهاتها النسائية (الفيمينست) وهو ما سبق أن اتضح في التعاون بين فون تروتا وشلوندورف في فيلم “امرأة حرة” (1971) الذي أخرجه شلوندورف.
هنا تقوم فون تروتا نفسها بدور امرأة مطلقة تكافح ضد المؤسسة الاجتماعية الذكورية من أجل الحصول على حق حضانة طفلها، لكنها لا تستسلم للوحدة أو للتهميش الاجتماعي بل تهجر دورها كربة منزل، تدرس وتبحث عن عمل، وتنتقل بين أعمال عدة صغيرة، تمارس الرقص والغناء، تسعى للتحقق وإلى أن تملك إرادتها بنفسها.
الطبلة الصفيح
رغم أن شلوندورف اعتمد في كثير من أفلامه على أصول أدبية، إلا أنه لم يحقق نجاحا كما في “الطبلة الصفيح”. ويكمن سحر الفيلم في قدرة شلوندورف ككاتب سيناريو ومخرج، على رواية الأحداث في سياق يجمع بين المجاز والواقع والتاريخ، وبين المتعة والتسلية، وبين الخيال الذي يصل إلى أقصى حدود السريالية أحيانا، والإخلاص الحرفي للمذهب الطبيعي.
بطل الفيلم، الطفل الصغير “أوسكار”، يقرر أن يوقف نموه الجسماني بنفسه عندما يبلغ الثالثة احتجاجا على ما يراه: أولا من خيانة أمّه لأبيه، ثم ما يحل ببلدته “دانزغ” من تمزقات مع صعود النازية ثم الحرب، فبعد أن كانت تمتزج فيها القوميات والعقائد والأديان، تأتي الحرب لكي تفرّق بين أبنائها وتجعلهم يتقاتلون. أوسكار يمتلك القدرة على الاحتجاج الصامت العنيف باستخدام “الطبلة” التي أهديت له في عيد ميلاده الثالث.
إنه يفسد العرض العسكري النازي بواسطة الطبلة، ويحطم الزجاج في المدينة في محاكاة عكسية لليلة تحطيم الزجاج التي تم خلالها تدمير المعابد والمتاجر اليهودية، وأخيرا يلتحق بمجموعة من الأقزام للعمل في السيرك ثم يجد نفسه مرغما للعمل في تسلية جنود الجيش من أجل البقاء، دون أن يتخلّى عن بحثه الشخصي عن التحقق من خلال الحب.
إنه عمل بديع، مكتوب ببراعة، يصل في جرأته إلى درجة غير مسبوقة في التعبير عن تلك الفترة المليئة بالقلق والتوتر، والتي منها تشكل عالمنا.. ربما حتى اليوم.
.....
ناقد سينمائي من مصر
انتظرنا بلهفة مشاهدة فيلم “العودة إلى مونتوك” في مسابقة مهرجان برلين السينمائي، فهو الفيلم الجديد للمخرج الألماني الكبير فولكر شلوندورف صاحب الفيلم الشهير “الطبلة الصفيح” الحائز على “السعفة الذهبية” في مهرجان “كان” العام 1979.
كان الفيلم السابق لشلوندورف “دبلوماسية” الحصان الأسود لدورة عام 2014 من المهرجان نفسه رغم عرضه خارج المسابقة. أما الفيلم الجديد فكان أحد الأفلام المتسابقة على الدب الذهبي في المهرجان، ولكنه خرج من السباق دون الحصول على أيّ جائزة.
كان فيلم “دبلوماسية” يتمحور حول ذلك الجدال المثير بين العسكري والدبلوماسي، أي عن دور الدبلوماسية في زمن الحرب، عن قدرتها على الإنجاز، عن قيمة التاريخ والفن والعمارة والتراث الإنساني، أكثر من كونه فيلما عن الحرب والاحتلال والتحرير والانتقام.
إنه عن ذلك المأزق الفكري، بين ما يتسق مع القناعات الشخصية، وبين ما يمليه علي المرء التزامه كعسكري. لم يكن هناك منتصر ومهزوم، بل رجلان أمام لحظة تاريخية فارقة.
أما فيلم “العودة إلى مونتوك” فيبدو من النظرة الأولى كفيلم يرتبط عند مخرجه بنزعة من الحنين الرومانسي إلى الماضي، وبفكرة إمكانية استعادة “الفرصة الضائعة” في الحب. فهل هذا ممكن خاصة بعد أن يكون المرء قد أوشك على إكمال العقد السابع من عمره؟ أم إن الماضي الذي ولّى، ليس من الممكن استعادته بعد أن أفلتت الفرصة الأولى؟
تدور أحداث الفيلم الناطق بالإنكليزية في نيويورك، وهو مقتبس بتصرف من رواية تحوي اعترافات ذاتية للكاتب السويسري ماكس فريش الذي كان يرتبط معه شلوندورف بصداقة طويلة.
والفيلم يدور حول شخصية كاتب تجاوز الستين من عمره “ماكس زورن” (يقوم بدوره الممثل السويدي ستيلان سكارسغارد)، وهو كاتب سويسري يقيم في برلين جاء إلى نيويورك لتدشين الطبعة الأميركية من روايته الجديدة “الصياد والصيد” التي يروي فيها من تجربته الشخصية العاطفية.
وفي أول مشاهد الفيلم يواجه الكاتب جمهورا من النخبة المثقفة، ليتحدّث عن تأثير والده الفيلسوف عليه، ويستعيد ما قاله له من أن هناك أمرين يظل تأثيرهما منعكسا بقوة على حياة الإنسان: الأول هو ما فعله وشعر بالأسف أنه فعله، والثاني ما لم يفعله ولكنه يشعر بالأسف لأنه لم يفعله.
فكرة مستحيلة
من هذه الفكرة، تتدفق الذكريات لدى بطلنا خاصة بعد أن يلتقي بمن كان له بمثابة أستاذ ومعلّم عندما كان يقيم من قبل في نيويورك، فيتذكر “ربيكا” المرأة التي ارتبط معها بعلاقة عاطفية قبل سبع عشرة سنة، لكنه هجرها فجأة وعاد إلى ألمانيا دون سبب واضح، وأضاع بالتالي فرصة اكتمال علاقتهما، وهو الآن متزوج من امرأة تصغره في العمر هي “كلارا” التي تساعده في عمله، لكنه لا يشعر معها بنشوة الحب كما كان يشعر مع ربيكا.
يبحث ماكس عن ربيكا، ويطلب من مديرة حملته الدعائية أن تدعوها لحضور المحاضرة التي سيلقيها في مكتبة المدينة، ثم يقوم بزيارة مفاجئة إليها في مكتبها لكنها تقابله ببرود، بل بجفاء، لكن محاولاته لا تتوقف، فهو مدفوع بشعور داخلي جارف بالرغبة في استعادة الفرصة التي أفلتت في الماضي.
إنه يذهب إليها دون سابق إنذار في منتصف الليل ليطرق باب شقتها الفخمة في مانهاتن، ليعرف أنها أصبحت الآن من مشاهير المحامين في نيويورك، غير أن ربيكا (تقوم بدورها نينا هوس في دور غير مناسب لها كممثلة) تبدو امرأة جافة باردة، عملية، وجدت نفسها في حياة الترف، لا تحمل شيئا من الذكريات الرومانسية عن علاقتها القديمة بماكس بقدر ما تشعر بنوع من المرارة بسبب تركه لها دون سابق إنذار. وهي تقيم حاليا مع ثلاث قطط.
ورغم المسافة التي تفرضها منذ أول لقاء بينهما إلا أنها ستدعوه -ربما تحت ضغط إلحاحه- للذهاب معها إلى منتجع مونتوك الواقع في جزيرة نيوجيرسي، لتفقّد شقة تريد شراءها، وهناك سيضطران لقضاء ليلة يمارسان خلالها الحب دون أدنى إقناع، خاصة وأن المرأة ستفاجئه بعد ذلك بأنها كانت مرتبطة بعلاقة حب قوية مع رجل توفي ولكنه لايزال يعيش معها لم يغادر خيالها قط. تقول هذا بينما تنهمر الدموع من عينيها.
بناء تقليدي
فيلم شلوندورف تقليدي في بنائه ومسار أحداثه ومشاهده، شخصياته الرئيسية باهتة غامضة لا يمكنك التعاطف معها أو فهم أزمتها، وشخصياته الجانبية نمطية (مساعدة ماكس التي تحاول أن تبدو متمردة، أستاذه السابق الذي يبدو حضوره في الفيلم هامشيا عابرا، والشاب المثلي الذي يشاغب ماكس ويبدو نقيضا له، زوجة ماكس التي تبدو أقرب إلى البلاهة فهي تفغر فاهها طول الوقت، كاشفة عن أسنان كبيرة وراء ابتسامة لا معنى لها، وحتى بعد أن تعرف بمغامراته الجنسية، تخبره أنه يستطيع مضاجعة من يشاء من الفتيات ثم تتركه يرحل لتبقى هي في نيويورك كما كانت منذ سنوات).
يبدو الفيلم بموضوعه وحبكته بل وبطريقة الأداء الباهت خاصة من جانب بطله الممثل السويدي سكارسغارد الذي يعاني للتماثل مع شخصية الكاتب، فيلما ينتمي إلى الماضي، يذكرنا بما سبق أن شاهدناه حتى في أفلام مصرية قديمة من الخمسينات والستينات من القرن العشرين، حول قصة الحب الذي أصبح من المستحيل استعادته، والفرصة التي أفلتت ولن تعود، وإن كانت تلك الأفلام المشار إليها تتميز على فيلمنا هذا برومانسيتها الجميلة والكيمياء المشتركة بين بطليها.
ولعل من أسوأ عناصر الفيلم نجد الحوار الذي إضافة إلى طوله المفرط واستطرادته ودورانه حول الفكرة ووصوله أحيانا إلى أسلوب المحاضرة المباشرة، فإنه مشوب بالغلظة وسقم الحس. فربيكا مثلا تقول لماكس عندما تراه لأول مرة “لقد ازداد وزنك، وكنت قد أخبرت قططي بأنك أنحف من ذلك”.
وعندما يطري ماكس العطر الذي تستخدمه، تقول إنه ليس عطرا بل نوع من الصابون الذي يصنع لها خصيصا، تصنعه فتاتان من المثليات جنسيا، يمكنهن “أن ينظرن إليك ويعرفن على الفور أيّ نوع من الصابون أنت!”.
هكذا يفشل شلوندورف في محاولته الصعبة لتحويل نص أدبي إلى لغة السينما، رغم استعانته بالكاتب الأيرلندي الموهوب كولم تويبن مؤلف رواية “بروكلين” التي اقتبس عنها فيلم بديع بالعنوان نفسه.
جاء شلوندورف إلى عالم السينما من مشاهدة الأفلام داخل مقر السينماتيك الفرنسية في عصرها الذهبي، أي في الخمسينات من القرن الماضي، عندما كان نقاد مجلة “كراسات السينما” أمثال غودار وتريفو ولوي مال، يتوافدون ويجلسون كالتلاميذ لمشاهدة الأفلام في الظلام.
وكان شلوندورف، الذي ذهب إلى باريس لدراسة علم الاجتماع والعلوم السياسية في السوربون، مفتونا بالسينما، وقد ارتبط بصداقة مع عامل العرض السينمائي في السينماتيك، فكان يسمح له بمشاهدة العروض من كوة غرفة العرض، ثم أصبح يجالس شباب النقاد ويتناقش معهم حول الأفلام، ثم تعرّف في أحد نوادي السينما على المخرج الفرنسي الكبير جون بيير ميلفيل الذي نصحه بألا يلقي بالا إلى ما يبديه نقاد “كراسات السينما” من اهتمام مبالغ فيه بأفلام المخرج الأميركي نيكولاس راي، وأن يهتم أكثر بأعمال وليم وايلر وروبرت وايز.
وقد عمل شلوندورف مساعدا للإخراج مع لوي مال في “زازي في المترو” (1960)، ثم مع آلان رينيه في “العام الماضي في مارينباد” (1961) ثم مع ميلفيل نفسه في “ليون مورين، القس″ (1961) من بطولة جون بول بلموندو وإيمانويل ريفا.
انتقل شلوندورف فيما بعد ليخرج أفلامه بنفسه، فبعد فيلمين قصيرين جاء أول أفلامه الطويلة “تورليس الشاب” من الإنتاج الفرنسي-الألماني المشترك، عن رواية الكاتب النمساوي روبرت موسيل، التي تروي سيرته الذاتية.
واستمر شلوندورف في الإخراج للسينما والتلفزيون لكنه أصبح في دائرة الأضواء مع بروز حركة السينما الألمانية الجديدة في سبعينات القرن العشرين مع فاسبندر وهيرتزوغ وفون تروتا وفيندرز.
وكان أول فيلم يلفت إليه الأنظار بقوة هو “شرف كاتارينا بلوم المفقود” (1975) -عن رواية هاينريش بول الحائز على جائزة نوبل في الأدب- وهو الفيلم الذي كشف للعالم الموهبة الكبيرة التي تتمتع بها الممثلة الألمانية أنجيلا فنكلر التي ستعود لتقوم بالدور الرئيسي في فيلم شلوندورف الشهير “الطبلة الصفيح” عن رواية غونتر غراس، الذي سيحصل بالإضافة إلى سعفة كان الذهبية على أوسكار أحسن فيلم أجنبي في العام 1980.
في “شرف كاتارينا بلوم المفقود” يتشارك شلوندورف مع زوجته السابقة “فون تروتا” -الممثلة التي أصبحت مخرجة- في كتابة السيناريو والإخراج، وإذا كان الفيلم يبدأ برجل، لص، سرعان ما يتضح أنه إرهابي، إلا أنه يتركز بعد ذلك على فتاة بسيطة، التقت الرجل في حفل فأقامت معه علاقة جسدية في ليلة واحدة وبعد أن غادرها اتضح أنه إرهابي وجاءت الشرطة للقبض عليه، فقبضت على الفتاة اعتقادا بأنها شريكة له، وبدأت معها التحقيق باستخدام شتى الوسائل العنيفة.
العنف السياسي
ظهر الفيلم وقت بروز ظاهرة العنف الراديكالي والإرهاب السياسي في أعقاب فشل انتفاضة 1968 الشبابية مما أفرز بفعل الإحباط، جماعات العنف السياسي مثل “الألوية الحمراء”، ومن ثم لجأت السلطات إلى إجراءات تجاوزت كل الخطوط الحمراء في محاولة للقضاء على الظاهرة ولو على حساب الأبرياء.
ويصوّر هذا الفيلم أن هذه الفتاة البريئة تعرضت لكل ما تعرضت له لكونها فتاة ضعيفة بسيطة لا تنتمي لجهة أو لطبقة يمكن أن تساندها. إنها تصبح بعد إخلاء سبيلها، هدفا مباحا ومستباحا للصحافيين والإعلاميين الذين ينهشون لحمها، يستبيحون خصوصيتها، ينبشون في حياتها، يتهجّمون على أمها المريضة لمعرفة أيّ شيء يمكنها الإدلاء به إليهم، ينسجون القصص الخيالية عن لهوها ومغامراتها الجنسية المفترضة، عن ضلوعها المتخيل في العنف وسفك الدماء. إنه بيان احتجاجي على انتهاك خصوصية المرأة وكرامتها في مجتمع ذكوري تحت غطاء “حرية الصحافة”.
كانت الأحداث تظهر من وجهة نظر الفتاة وليس من خلال ملفات الشرطة وشهادات الشهود الذين كانوا على صلة أو أخرى بها، وكان هذا اختيار فون تروتا الذي يعكس توجهاتها النسائية (الفيمينست) وهو ما سبق أن اتضح في التعاون بين فون تروتا وشلوندورف في فيلم “امرأة حرة” (1971) الذي أخرجه شلوندورف.
هنا تقوم فون تروتا نفسها بدور امرأة مطلقة تكافح ضد المؤسسة الاجتماعية الذكورية من أجل الحصول على حق حضانة طفلها، لكنها لا تستسلم للوحدة أو للتهميش الاجتماعي بل تهجر دورها كربة منزل، تدرس وتبحث عن عمل، وتنتقل بين أعمال عدة صغيرة، تمارس الرقص والغناء، تسعى للتحقق وإلى أن تملك إرادتها بنفسها.
الطبلة الصفيح
رغم أن شلوندورف اعتمد في كثير من أفلامه على أصول أدبية، إلا أنه لم يحقق نجاحا كما في “الطبلة الصفيح”. ويكمن سحر الفيلم في قدرة شلوندورف ككاتب سيناريو ومخرج، على رواية الأحداث في سياق يجمع بين المجاز والواقع والتاريخ، وبين المتعة والتسلية، وبين الخيال الذي يصل إلى أقصى حدود السريالية أحيانا، والإخلاص الحرفي للمذهب الطبيعي.
بطل الفيلم، الطفل الصغير “أوسكار”، يقرر أن يوقف نموه الجسماني بنفسه عندما يبلغ الثالثة احتجاجا على ما يراه: أولا من خيانة أمّه لأبيه، ثم ما يحل ببلدته “دانزغ” من تمزقات مع صعود النازية ثم الحرب، فبعد أن كانت تمتزج فيها القوميات والعقائد والأديان، تأتي الحرب لكي تفرّق بين أبنائها وتجعلهم يتقاتلون. أوسكار يمتلك القدرة على الاحتجاج الصامت العنيف باستخدام “الطبلة” التي أهديت له في عيد ميلاده الثالث.
إنه يفسد العرض العسكري النازي بواسطة الطبلة، ويحطم الزجاج في المدينة في محاكاة عكسية لليلة تحطيم الزجاج التي تم خلالها تدمير المعابد والمتاجر اليهودية، وأخيرا يلتحق بمجموعة من الأقزام للعمل في السيرك ثم يجد نفسه مرغما للعمل في تسلية جنود الجيش من أجل البقاء، دون أن يتخلّى عن بحثه الشخصي عن التحقق من خلال الحب.
إنه عمل بديع، مكتوب ببراعة، يصل في جرأته إلى درجة غير مسبوقة في التعبير عن تلك الفترة المليئة بالقلق والتوتر، والتي منها تشكل عالمنا.. ربما حتى اليوم.
.....
ناقد سينمائي من مصر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.