ينتقل الفنان التشكيلي جورج فكري من معرضه السابق «ضحك ولعب وجد وحب» إلى معرضه المقام حالياً في قاعة الفن بزمالك القاهرة «بهجة السرد»، وكأنه يسترجي الفرحة، تلك التي يجدها في معرضه هذا، في «الفتاة المصرية»، الموجودة في كامل شرائح المجتمع، موضحاً أن لوحات معرضه الحالي ال 30، تختلف عن معرضه السابق «ضحك ولعب وجد وحب»، وأنه يرسم بالدفء الذي يجده بداخله. ويقول فكري إن فكرة أعمال هذا المعرض تستند إلى الانطباعات الفلسفية والتأملية المعنية بمظاهر الصورة المورفولوجية، وهي مظاهر تهتم بدراسة الشكل في صوره المتعددة، وتكون الصورة بمثابة بحث جديد عن رسائل سردية تقوم بالأثر المرئي في تكوين المشهد مثل الرموز والعلامات، والأشياء التي لها أثر للذكريات أو مرتبطة بسرد حياتي أو يومي، حيث يمكن للسارد أن يقوم بعرض الأحداث وتحريكها أو التعليق عليها، ويكون على اتصال بالمتلقي، موضحاً أنه في الفنون البصرية يأخذ شكل السرد أسلوب التحاور البصري والتعبيري في عرض المشهد وتقديمه من خلال الصورة ووسائط التعبير المتعددة، وتحويل الجوانب الروحية والوجدانية والرمزية إلى جوانب مادية ملموسة. ويضيف فكري أن التعبير عن «البهجة» يأتي كفعل إنساني واجتماعي وثقافي مواكب لمكونات الشخصية المصرية، ومحور ركيزي في الأداء العام لمكونات السلوك الاجتماعي، ومن ثم كان لاستدعاء «مظاهر البهجة» إلى المساحات ووسائط بناء وتكوين المشهد، وفي إطار التبادل والتحاور السردي الذي يأخذ أشكالاً متعددة بين الحسي والواقعي والهندسي المجرد، وبين الظاهري والباطني، ومن خلال مستويات التركيب المختلفة في بنائية وتكوين المشهد. ويوضح أنه كان لاختيار تفصيلة داخل المشهد الواحد أثره في وضع سمات التجريد الرمزي والمعنوي لطريقة التعبير، وذلك من خلال استدعاء الحاضر بمتغيراته الجديدة مثل العلاقات الإنسانية والاجتماعية أو الطقوس والعادات والنوادر والأمثال الشعبية وغير ذلك.