المغامرة والتجديد في التجربة وتحرر المبدع وكسره للقوالب التقليدية هي الرهان الأساسى على نجاحه واستمراره. وهو ما حرص علية الفنان التشكيلي الدكتور أحمد نوار في معرضه الذي بجاليرى سفرخان بالزمالك، والذي سجل فيه انطباعاته عن بعض الأماكن التي زارها في الصين عام 2013. عن فكرة المعرض قال "نوار ": تلفيت دعوة من الحكومة الصينية تحت شعار "فنانون من مشاهير العرب" عام 2013 لزيارة الصين مع 30 فنانًا. وبالفعل قمت بزيارة العديد من الأماكن السياحية والفنية، ركزت على المدن التي بها مواطنون يدينون بالدين الإسلامي نظراً لتميزها بالعمارة الإسلامية. وكذلك شاهدت الجبال وعلاقتها ببعضها، تلك الخضراء أو القاتمة والجبال التي تتوسطها البحيرات، فحدث نوع من المعايشة مع الطبيعة الصينية بأماكن مختلفة. وتابع: سجلت هذه المواقع بانطباعات سريعة بخامتي "الأبيض والأسود" وعندما كثرت اللوحات قررت عرضها للشباب و الفنانين والمتذوفين. ويؤكد: ذكرت الشباب في البداية لأنه لابد أن يعرف شباب الفنانين أن فن الرسم هو أساس الفنون، و لا يمكن أن يتوقف مع تطور مراحل الفنان، بل على العكس من حين لآخر عندما يُقدم الفنان على تناول بعض الرسوم السريعة تنطبع على هذه الأعمال تراكم خبرته السابقة. فيحدث هنا نوع من التفاعل لاستخلاص فيم جمالية وتشكيلية جديدة، وهو ما يتجلى هنا في الأبيض و الأسود، علاقة الضوء بالظلال، و الكتل الجبالية بمساحات الضوء والمنازل والبشر. وفي تعليقه على المعرض قال دكتور عصام درويش: بغض النظر عن اللوحات المعروضة حالياً، أرى أن "نوار" رسام قدير وصاحب تجربة فنية هامة، لديه القدرة على التعامل مع الأبيض والأسود. يتدخل في اللون بشكل رياضى. كما تتجلى مهارته في "التكنيك"، لافتاً إلى أننا نتعرف على قدرة الرسام من خلال جرأته في رسم الخط من بداية اللوحة. وفي السياق ذاته رأى الدكتور والناقد ياسر منجي أن أهم عنصر جوهري في تجربة "نوار" بمعرضه الحالي هو عامل يكسر مفهومًا جامدًا موجودًا في الحركة التشكيلية المصرية، وهو المفهوم الخاص بأسلوب الفنان الذي لا يتغير. وأوضح: من يتأمل أعمال هذا المعرض سيجدها مجموعة من أعمال المنظر المدروسة بطريقة خاصة بالأحبار على الورق، وبمقارنة هذه التقنية بالأسلوب الذي اعتدنا على مشاهدة "نوار" ينفذ أعماله بواسطته، سواء من خلال الجرافيك أو التصوير والأعمال المرسومة، سنجد اختلافًا على مستوى الموضوع والتقنية والتناول. واستطرد: هنا بجرأة شديدة يضرب "نوار" عرض الحائط بمفهوم ثبات الفنان على أسلوب معين، يغير في الأسلوب والموضوع. كما يعود بنوع من الحنين لسنوات الدراسة الأولى التي يتناول فيها المنظر بشكل به نوع من الدراسة الرصينة والتناول الذي يحمل نوعًا من الأكاديمية الناضجة يدخل فيها أسلوب به مزيج من خبرته الشخصية وكذلك الفنون الآسيوية التقليدية. من جانبها قالت الناقدة والدكتورة هبة الهواري، مشيرة إلى تجربته الجديدة : على الرغم من خبرة "نوار" الأكاديمية نجده يمتلك روح المغامرة والشباب والتجديد والجرأة على طرق طريق جديد في الفن. وأضافت: نشعر هنا بروح فطرية أقرب لنوع الفنون التي تعتمد على نتيجة الحبر الحر والقلم الفلوماستر الذي يعطي نتيجة فورية. و على الرغم من قدرته العالية في التنفيذ وإنتاج عمل ضخم، فإنه أيضاً يتميز بقدرته على إنتاج لوحات "منمنمة" جدا ودفيقة تشبه فنون الشرق الأقصى.