علي الرغم من صغر سنه، كان للفنان الراحل أحمد كمال المدرس بكلية التربية الفنية بالزمالك، أثرا ملحوظا في الحركة التشكيلية المصرية المعاصرة، قضاها متعلما ومعلما لأجيال من الفنانين التشكيليين، قدوة لهم بعلاقاته الطيبة، قبل أن ينبش المرض في جسده، يقعده لفترات، ويقاومه لفترات أخري، حتي وافته المنية مؤخرا، ليقيم له أساتذته وزملاؤه وتلاميذه معرضا تذكاريا بقاعة حورس بكلية التربية الفنية، المكان الذي نشأ وترعرع فيه. ضم المعرض مجموعات مختلفة ذات مراحل متعددة، وصلت إلي أكثر من أربعين عملا فنيا، تنوعت بين الرسم والتصوير، ظهر فيها عشقه لتناول المناظر الطبيعية والنخيل برؤية معاصرة، معتمدا علي تجريد الكتل بضربات عريضة، زاوج فيها بين الألوان المختلفة، مؤكدا علي التباين بين الألوان الساخنة والباردة، مستغلا لفكرة الكشط وضربات السكينة المختلة والمتعددة الاتجاهات، كما ضم المعرض أعمالا من فنون الاسكتش والرسوم السريعة في تناوله للجسد الآدمي بالفرشاة والأحبار. الفنان الراحل من مواليد مصر القديمة في 30 مارس 1965، حصل علي بكالوريوس كلية التربية الفنية عام 1988، وتدرج في سلك التدريس بالكلية وصولا إلي مرحلة مدرس بالكلية، وشارك في العديد من المعارض الجماعية منها مشاركته في صالون الشباب الأول، الثالث والرابع، ومشاركته في المعرض القومي أعوام 1993 و1995 و2003، وغيرها من المعارض، كما شارك في عدد من المعارض العالمية مثل بينالي جنوب إفريقيا الأول بجوهانسبرج، ومعرض الفن المصري المعاصر بباكستان، معرض الفن المصري المعاصر بالبوسنة والهرسك 2007، وحصل علي عدة جوائز منها الجائزة الثانية رسم في صالون الشباب الخامس، وجائزة تصوير في صالون الشباب السابع والعاشر. يقول عنه أستاذه الفنان مصطفي الرزاز: "بالرغم من غيابه المبكر عن عالمنا، وصدمتنا الكبيرة في رحيله فان بصمات أحمد كمال الإنسانية قد انطبعت بقوة علي أساتذته وزملائه وطلابه وشباب الحركة الفنية في مصر، فقد كان إنسانًا نبيلا يتمتع بالشهامة والإخلاص والوفاء، ولذلك أحبه واحترمه الجميع وكفنان فهو رسام ومصور متمكن صاحب خيال ورؤية ولولا مرضه لفترات متقطعة وطويلة لحقق مكانة استثنائية في الوسط التشكيلي، وهو رسام تشخيصي يعني بقيم التجريد في صورة لعناصر لوحاته بأسلوبه المتميز سواء باستخدامه الحفر بسنون حادة علي مساحات سوداء وتأثيرات من الشبكات الخطية الدينامية والعنيفة في قوة تعبيرها وحيويتها المتدفقة، أو باستخدام ألوان الزيت والاكريليك مع الصبغات علي ورق خشن أو مضلع أو أبيض مستخدما مجموعات بالغة الخصوصية من الألوان، وأحيانا ما كان يجمع بين التلوين واللصق علي دوائر كبيرة من ورق الكرافت درس علي يد الفنان الراحل عبد الرحمن النشار.