الغضب لم يسيطر علي المسلمين أو العرب فقط بل تضافرت جميع الديانات والجنسيات ضد تلك الدعوة الشاذة وكانت الطائفة الانجيلية في مصر أول من استنكر الفكر الهدام للقس الأمريكي لتطاوله علي الإسلام، وأشار نائب رئيسها القس د. اندريه زكي، الي أن الكنائس الانجيلية في مصر تلقت هذا الخبر بانزعاج شديد وهي تأسف لهذا الفكر الهدام وتعلن رفضها الكامل لأي تطاول علي الأديان والمعتقدات، الامر الذي يتنافي تماما مع تعاليم السيد المسيح التي تحض علي محبة واحترام الاخر. اما الأزهر الشريف فقد كانت له وقفة تجاه تلك القضية ،فقد وجه تحذيراً شديد اللهجة من أن المسلمين لا يمكن أن يقبلوا الإساءة للقرآن الكريم.. داعيا عقلاء دول العالم والمستنيرين منهم وذوي الضمائر الحية الي أن يبادروا بالرد علي هذه الدعاوي الخرقاء كما فعلت الكنائس الانجيلية بمصر داعيا سائر الكنائس المسيحية في العالم إلي إعلان استنكارها وإدانتها لهذه الدعوات القبيحة. وأكد المجلس الأعلي للشئون الإسلامية أن مثل هذه الدعاوي المشبوهة لن تضر الإسلام شيئا، وأن القرآن الكريم بقي محفوظا علي مدي القرون وسيظل محفوظا إلي يوم القيامة مصداقا لقول الله تعالي: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). وقال د. محمد رفاعة الطهطاوي المتحدث باسم الأزهر: أن دعوة حرق المصحف انما تحض علي الكراهية وازدراء الأديان وهي محاولة للإساءة للمسلمين وتمييز بين مسلمي أمريكا. أما د. سالم عبدالجليل وكيل أول وزارة الأوقاف فقد طالب بمحاكمة القس الأمريكي تيري جونزحتي بعد تراجعه، مؤكدا ان دعوته بمثابة دعوة إلي التطرف، الذي يشمل الإرهاب الفكري، وهو أخطر أنواع الإرهاب. وقال محسن عوض الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان: إن أكبر دليل علي عنصرية الغرب هو قضية مروة الشربيني فالمشكلة لا تكمن في وجود مجرمين أو عنصريين ولكن الأهم هو البحث عن عقاب رادع لهم، مستنكرا مجرد الشجب الذي اعلنه الرئيس الامريكي باراك أوباما لهذه الوقائع المشينة والتي تتناقض مع خطابه الذي ألقاه بجامعة القاهرة منذ توليه الرئاسة ووعوده بفتح صفحة جديدة مع العالم العربي والإسلامي وإعطاء الحرية لجميع الأديا. ووصف محمد فايق عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان الحادث بالعنصرية إلا أنه حذر من أي ردود أفعال قد تؤدي إلي اشعال فتيل الفتن الطائفية بين المسلمين والأقباط.. رافضا القيام بأي أعمال عنيفة للرد خاصة بعد تراجع القس الامريكي عن دعوته. ويحدد أحمد سميح مدير مركز أندلس لدراسات التسامح ونبذ العنف محورين أساسيين لمعالجة مثل هذه الأحداث، أولهما فضح هذه الممارسات والتشهير بها. ويكمن الثاني في توضيح أن العنصرية في كل مكان والطريق الوحيد لمواجهتها هو إدانتها طوال الوقت.. مشيرا إلي خطورة أن تقوم فئة قليلة إسلامية متعصبة برد فعل مشابه بحرق الإنجيل. ويصف سميح القس تيري جونز بالمتخلف في أفكاره.. مستطردا أنه استطاع أن ينجح في نشر دعوته المتعصبة من كثرة تخلفه وجهله مما جعل الإعلام ينتبه له حتي تشكلت الاراء العالمية بإدانته من قبل جميع الجهات والمؤسسات الدولية. ومن جانبه، قال صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني: إن هيئة مكتب الحزب تدين بقوة الدعوات التي أطلقها قلة من المتطرفين في الولاياتالمتحدةالأمريكية بشأن حرق المصحف.. مؤكداً أن هذه الدعوة تحاول النيل من الدين الإسلامي، وتمثل عدواناً علي المعتقدات والمشاعر الدينية للمسلمين.. مشيراً إلي أن هذه الأفكار المتعصبة تهدف إلي إثارة الفتنة والوقيعة بين الأديان وحذر الشريف من الدعوات المتطرفة لحرق المصحف الشريف والأحداث المرفوضة سياسياً وأخلاقياً ومن تداعياتها وآثارها السلبية وما تشيعه من مشاعر الغضب والشك وعدم الثقة بين أبناء الديانات المختلفة.