أصبح الغش التجاري بجميع أنواعه ظاهرة عالمية واسعة الانتشار تستحق الاهتمام، وبات لزاماً أن تتضافر الجهود المشتركة سواء من الجهات الحكومية أو مؤسسات المجتمع المدني للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة من اجل حماية المجتمعات ومحافظة علي الاقتصاد الوطني للدول خاصة في ظل مواصلة تجار السلع الفاسدة غزوهم للأسواق وفرض بضاعتهم علي المستهلك.. هذه الحقيقة كشفتها مئات القضايا التي تم ضبطها مؤخرا، فقد ارتفع عدد قضايا ومحاضر الغش التجاري في مصر ليصل إلي 43 ألف قضية ومحضر في ثلاثة أشهر. ومن المؤكد أن الحالة الاقتصادية تعد سببًا وراء هذه الظاهرة حيث يلجأ المواطن محدود الدخل إلي شراء السلع مجهولة المصدر نظرًا لانخفاض أسعارها متجاهلًا ما قد تؤدي إليه من أضرار فادحة علي صحته وأنها قد تهدد بالموت.. هذا بالإضافة إلي تعرض المنشآت القانونية والمصانع المرخصة لخطر الإفلاس والإغلاق لعدم قدرتها علي منافسة سلع بئر السلم الأرخص سعرًا. يقول د. حمدي عبد العظيم رئيس أكاديمية السادات للعلوم الإدارية سابقًا: إن شركات ومصانع بير السلم تضع علامات وبيانات مزورة علي منتجاتها مما يضر بالشركات الأخري الملتزمة بدفع ضرائب وتكاليف عمالة وإن لم تحقق العائد المطلوب فسيتم إغلاقها نتيجة لعدم قدرتها علي البقاء في ظل وجود منتجات أرخص بكثير وتملأ السوق، مضيفاً إن هناك مصانع كثيرة مملوكة للدولة تأثرت بشكل كبير نتيجة لوجود هذه المصانع التي أصبحت خطرًا يهدد التنمية والاستثمار في مصر لأنها لا تقدم شيئًا للدولة بل تضر بالمواطنين وتكلف الدولة مبالغ طائلة لعلاج الأمراض التي تسببت فيها وكذلك لا توجد جهات رقابية عليها وتتيح بدون مواصفات وبدون أن تتدفع ضرائب للدولة . وطالب عبد العظيم بتكثيف الرقابة الفعالة علي هذه المصانع وأن يكون هناك تفتيش مستمر من قبل مباحث التموين لكشف أماكن وجود هذه الأوكار، ولابد أن يكون للمستهلك دور إيجابي في القضاء علي هذه الظاهرة عن طريق إبلاغ المسئولين عن وجود هذه المصانع وأماكنها وكذلك يشترك مع المواطن جمعيات حماية المستهلك التي لابد أن تقوم بدور أكبر وفعال في حماية المستهلك من خطر هذه المواد والعمل علي إغلاق مصانع بير السلم. تقول د. وفاء منيسي رئيس جمعية رواد البيئة: إن كل شيء أصبح يصنع في مصانع "بير السلم" ويباع بأسعار أرخص للمواطنين علي حساب حياتهم.. مشيرة إلي المواد البلاستيكية المصنعة تحت بئر السلم وتحتوي علي مواد مسرطنة تؤدي إلي الإصابة بأمراض خطيرة وكذلك يحدث مع تصنيع الغذاء.