معروف ان المؤامرات الاسرائيلية ليست وليدة اليوم ولكنها بدأت منذ عقود كما ان الدور الإسرائيلي الخفي في ازمة مياه النيل لها أبعاد تاريخية قديمة وظهرت في مطلع القرن الحالي عندما تقدم مؤسسو الحركة الإسرائيلية (تيودورهرتزل) عام 1903 الي الحكومة البريطانية بفكرة توطين اليهود في سيناء واستغلال مياهها الجوفية والاستفادة من بعض مياه النيل وقد وافق البريطانيون مبدئيا علي هذه الفكرة علي ان يتم تنفيذها في سرية تامة. ثم رفضت الحكومتان المصرية والبريطانية مشروع هرتزل الخاص بتوطين اليهود في سيناء ومدهم بمياه النيل لاسباب سياسية تتعلق بالظروف الدولية والاقتصادية في ذلك الوقت. اما الآن فهناك 4 مشاريع اسرائيلية لاستغلال مياه النيل وهي مشروع استغلال الآبار الجوفية حيث قامت اسرائيل بحفر آبار جوفية بالقرب من الحدود المصرية بسيناء وتري ان بامكانها استغلال انحدار الطبقة التي يوجد فيها المخزون المائي باتجاه صحراء النقب، وقد كشفت ندوة لمهندسين مصريين ان اسرائيل تقوم بسرقة مياه سيناء بعمق 800 متر من سطح الارض كما كشف تقرير للجنة الشئون العربية بمجلس الشعب في عام 1991 ان اسرائيل تقوم بسرقة المياه الجوفية في سيناء عن طريق حفر آبار قادرة علي سحب المياه المصرية هذا بالاضافة الي مشروع اليشع كالي عام 1974 وهو مهندس اسرائيلي طرح تخطيطا تحت عنوان مياه السلام مشروع لنقل مياه النيل الي اسرائيل عن طريق توسيع ترعة الاسماعيلية لزيادة تدفق المياه فيها ونقلها عن طريق سحارة اسفل قناة السويس. كذلك قدم الخبير الإسرائيلي شاؤول أولوزوروف النائب السابق لمدير هيئة المياه الاسرائيلية مشروعا للرئيس الراحل انور السادات خلال مباحثات كامب ديفيد يهدف الي نقل مياه النيل الي (اسرائيل) عن طريق شق ست قنوات تحت قناة السويس لنقل 1 مليار مكعب لري صحراء النقب منها 150 مليون مكعب لقطاع غزة ويري الخبراء اليهود ان وصول المياه الي غزة يبقي اهلها رهينة المشروع الذي تستفيد منه اسرائيل. وهنا يتضح ان اسرائيل تطمع في ان تكون لها اليد الطولي في التأثير علي حصة مياه النيل الواردة لمصر وبدرجة اقل السودان كورقة ضغط علي مصر واثبات ان اسرائيل قادرة علي ترويض مجري النيل وتوجيهه وفقا لمصالحها بتقديم التقنية التي تملكها لدول افريقيا. تتلخص سياسة إسرائيل في خطة مد الجسور مع الاقليات وجذبها خارج الاطار الوطني ثم تشجيعها علي الانفصال لاضعاف العالم العربي وتفتيته وتهديد مصالحه فقامت عناصر الموساد في خطوط اتصال مع تلك الاقليات ومنهم متمردو جنوب السودان من زاوية نظرا لأن الجنوب السوداني يمثل عمقا استراتيجيا لمصر التي هي اكبر دولة عربية والعدو الاخطر في المنطقة. بدأ الانتشار الاسرائيلي في قلب افريقيا في الفترة من عام 56 الي 77 عن طريق اقامة حاجزات مع 32 دولة افريقية تحيط بالسودان للضغط علي مصر كذلك فعندما سعت مصر والسودان لزيادة حصتها من مياه النيل بحفر قناة جونجلي السودانية التي كانت ستوفر قرابة 15 مليار متر مكعب من مياه النيل التي تضيع في احراش ومستنقعات جنوب السودان، تحرك الإسرائيليون ودعموا حركة التمرد بجنوب السودان وافشلت هذا المشروع بعدما هاجم المتمردون المهندسين المصريين والسودانيين واحرقوا حفار المشروع.