السلفيون والإخوان وجهان لعملة واحدة، وأسهموا بتصرفاتهم في ازدياد أعداد الملحدين في مصر، هكذا قال د.أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، دون مواربة أو تسويف للأمر، كما وصف تأويلات السلفيين عليه بالافتراء، مؤكدأ أنهم سعوا لتشويهه عندما عجزوا عن مناظرته، ولم يخف كريمة إحباطه من المصير الغامض لاقتراحاته بتطوير الأزهر والتعليم الأزهري بشكل عام، والتي قدمها للإمام الأكبر د.أحمد الطيب ولم يتلق رداً، أيضاً جدد تحفظه على قانون دور العبادة الموحد وعلى وجود وزارة الأوقاف التي يرى أن مصر ليست بحاجة لها. - لماذا اتهمت السلفيين بالإرهاب وطالبت بمعاملتهم كالإخوان؟ لأنهم فئة متسلقة، الإخوان والسلفيون وجهان لعملة واحدة، الإخوان استخدموا الدين منذ نشأتهم لأغراض سياسية وجنحوا للعنف الفكري والمسلح في الماضي والحاضر وهذه حقائق موثوقة، العنف الفكري هو تفكير ما سوى المتسلقة مثل الأشاعرة والصوفية وسائر الاتجاهات الإسلامية في العقيدة، وبطلان في الاعتقاد، ولم يسلم منهم الأزهر الشريف، ومن عباءة المتسلقة بمراحلها، الدعوية والحركة الجهادية خرجت ميليشيات استخدام السلام وأوصلهم تفكيرهم للتدمير والنماذج كثيرة مثل تنظيم القادة، السلفية الجهادية في مالي والجزائر، جماعة بوكوحرام في الصومال، وما يحدث من عدة فصائل أخرى سلفية جهادية في العراق والشام، وبما أن الدولة أدرجت الإخوان جماعة إرهابية ولأن المتسلقة ليسوا أقل منهم فكان لابد من معاملتهم بنفس الطريقة. - لكن السلفيين يرفضون أفعال الإرهاب ويعترفون بأستاذية الأزهر عليهم؟ إذا كانوا يعترفون بأستاذية الأزهر يجب عليهم التوقيع على بيان صريح بأن عقيدة الأزهر صحيحة ويؤمنون بها، لكنهم لن يفعلوا ذلك لأن التمويل سيتوقف من قطر والكويت والسعودية، فليخرج محمد حسان وأبو إسحاق الحويني ومحمد يعقوب بهذا البيان. - ما سبب الحرب الكلامية بينك وبينهم؟ عندما عجزوا عن مناظرتي بشكل علمي بدأوا في إشاعة الافتراءات عني، فمرة أنني شيعي وأخرى أنني محامي الفنانات، وثالثة أنني خادم الجيش. - وما ردك على هذه الاتهامات؟ لست شيعياً ولم يثبت في تاريخ الأزهر على مدار 1100 سنة أن خرج أحد منا عن ثقافته السنية، ومثل هذا الزعم لا يضيرني إنما يضر الأزهر ويساهم في الدعاية للشيعة والإضرار بالمؤسسة الدينية، أما دفاعي عن الفنانة إلهام شاهين من تهمة أحد المتسلقة لها بالزنا ؛ فأنا لا علاقة لي بها أو بفنها بل دافعت عن مواطنة مصرية اتهمت جهراً بالفاحشة على رؤوس الأشهاد، والقرآن يقول "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول"، أما بخصوص شائعة أنني خادم الجيش فهذا شرف، فأنا خادم المؤسسة العسكرية بالتوعية والثقافة والوطنية، وسيدنا أبو بكر الصديق كان خادماً لجيش أسامة بن زيد الشاب في سبيل الله. - برأيك لماذا تخشى الدولة انتشار المذهب الشيعي؟ من يخاف غلبة المذهب المخالف (ضعيف) لا يقف على أرض صلبة، وهذا غير موجود لدى علماء الأزهر لامتلاكهم مخزون تراثي وثقافي، والشعب أيضاً متدين بطبيعته ولن يتزحزح أحد عن المذهب السني. - لكنك تطالب بالتقريب بين السنة والشيعة؟ نعم، طالبت بالتقريب بين مذهب الشيعة الزيدية والجعفرية فقط، لأنهم أقرب في الفكر الديني إلى أهل السنة، أما الأفرع الشيعية الأخرى فالتقرب إليهم خطر على الإسلام. - ما سبب زيادة نسبة الإلحاد في مصر؟ نعم، الأزهر تراجع دوره كثيراً رغم أنه كان يواجه الأفكار الشاذة بالتوعية الدينية المستمرة، ولكن ما حدث أن الإلحاد وصل إلى نسبة مرتفعة في مصر بسبب سوء فهم الدين وسوء عرضه من قوى التطرف سواء الإخوان المسلمين أو المتسلقة والشيعة، وأيضاً بسبب وجود ممارسات مزدوجة لهذه الفئات ومتاجرتهم بالدين من أجل السلطة. - كيف تفسر ظهور السلفيين في الإعلام؟ تُسأل عن ذلك وزارة الإعلام والأجهزة الأمنية، ومن سمح لهم بالظهور على مدار 40 عاماً في الفضائيات يبثوا سمومهم للناس، ولكن أعتقد أنه بعد تجربة الإخوان الفاشلة في الحكم انصرف الجمهور عنهم، لأنه كشف زيفهم وتلاعبهم بالدين، وأيضاً بسبب تحريف الكلم عن مواضعه والمغالاة في النصح. - ولكن بعض دعاة الأزهر يغالون في الدين، ما تعليقك؟ الأزهر مخترق من أربعين عاماً لعوامل متشابكة من قوى التطرف والفكر المتشدد، وذلك لسوء اختيار قادته، بالإضافة لضعف خطط التعليم الأزهري، وتذبذب المناهج في الجامعة. - ما حقيقة الدراسات التي تقدمت بها لتطوير الأزهر؟ بالفعل تقدمت بعدد من المقترحات، أبرزها إنشاء معاهد متخصصة، في الحديث الشريف والسنة النبوية، وأخرى عن إنشاء قناة إسلامية تخصصية(منبر الإسلام) بالإضافة إلى خطة تطوير التعليم الديني والدعوي، ولا أعلم ماذا تم في هذه المقترحات. - لماذا تطالب بإلغاء وزارة الأوقاف؟ لأنه من المفترض أن يكون لدينا وزارة للشئون الدينية تمثل الديانات الثلاث الموجودة في مصر، وتتولى هذه الهيئة شئونها التنفيذية، كما يحدث في الإمارات وإندونسيا، وفيما يخص أموال الأوقاف تؤول مباشرة إلى وزارة المالية. - وما رأيك في قانون دور العبادة الموحّد؟ لسنا بحاجة إلى مزيد من الكنائس أو المساجد، هذا تدين مغشوش، والمطلوب إنشاء مؤسسات ومصانع إنتاجية لإنقاذ الاقتصاد وتشغيل الشباب. - وماذا عن المساجد التي تسيطر عليها التيارات الدينية المتطرفة؟ أعتقد أنه بعد إسقاط الإخوان المسلمين عملت وزارة الأوقاف على ضم جميع الزوايا والمساجد إلى الأوقاف من مواجهة ظاهرة الدعاة المتطرفين. - هل توافق على المصالحة مع الإخوان؟ نعم، لأننا في النهاية مصريون وكلنا أخوة في الله، لكن جرائم الدم فمردها لأولي الأمر والقضاء. - وما رأيك في ترشح السيسي للرئاسة؟ أفضل من يقود الدولة خلال المرحلة القادمة، بسبب رؤيته الشاملة وقدرته على اتخاذ القرار، فضلاً عن إنه اختيار شعبي، وليس مفروضاً على المصريين كما حدث في انتخابات الرئاسة السابقة، حيث كان المصريون بين عودة نظام الحزب الوطني المنحل، أو الإخوان المسلمين، ولذلك أعتبر أن السيسي سيكون رئيساً بالالتفاف الشعبي. - لكن الإخوان توعدت بخرق الدولة في حال تنصيبه رئيساً؟ مجرد أوهام، لأنهم هددوا أيضاً سابقاً في حال فوز أحمد شفيق بالرئاسة سيتم إحراق الدولة، وأعتقد أن الجماعة وقتها كانت جادة في تهديدها، لأنها كانت قوية وتمتلك التفافا شعبيا قويا، أما الآن فإن الجماعة خسرت الكثير من شعبيتها، وأصبحت في نظر الدولة جماعة إرهابية، ومن المتوقع أن تذهب الإخوان إلى المصالحة خلال الفترة القادمة والحوار مع السيسي، حفاظاً على الجماعة من الانهيار.