كما لا تنفرد بعض الاحزاب المقربة من السلطة وعقد الصفقات السرية بينها، ومنحها عددًا من المقاعد في المجلس، والبعض يري أن المقاطعة ورقة ضغط علي الحكومة؛ لاجراء انتخابات نزيهة وحرة بعيدًا عن التزوير، كما حدث في انتخابات الشوري السابقة. صفوت الشريف، رئيس مجلس الشوري، أكد ان حصول الحزب الوطني علي الاغلبية في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري امر طبيعي في ظل الخدمات التي يقدمها الحزب للجماهير، وانتشاره وتعمقه في القري والنجوع من أجل رفع المعاناة عن كاهل المواطن البسيط. وأوضح الشريف أن الإقبال علي انتخابات الشوري مختلف عن انتخابات مجلس الشعب، حيث إن هذا الاقبال يصل تقريبا إلي ثلث الإقبال علي انتخابات مجلس الشعب بسبب اتساع الدائرة الانتخابية لمجلس الشوري، كما أن الاقتراع في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري يجري تقريبا علي نحو 90% من المقاعد التي يجري الاقتراع عليها في مجلس الشعب. وحول تقييمه لمشاركة الاحزاب اليساسية خلال الانتخابات الحالية واختلافها عن ذي قبل، قال الشريف: إن الانتخابات السابقة كانت تشهد مشاركة حزب او اثنين علي الاكثر لكن الانتخابات الحالية يشارك فيها 12 حزباً. وأكد أحمد حسن، أمين الحزب الناصري، أن الحزب اخذ قرارًا بالمشاركة في كل الانتخابات، مهما حدث من تدخلات.. وقال حسن إن مقاطعة الحزب للانتخابات غير مقبول ولا يحق لحزب مثل الناصري متجذر في الحياة السياسية، أن ينسحب أو يتواري عن المشاركة السياسية أو يحتج علي أوضاع يراها فردية، وانما يسعي للعمل وسط الناس ودفعهم نحو تغيير الأوضاع وفتح نوافذ المستقبل. ويؤكد وحيد الاقصري، رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي، أن هناك وجهتين للاحزاب في قضية المشاركة او المقاطعة؛ الوجهة الاولي: هي المشاركة في الانتخابات ويتبناها حزب الوفد والتجمع والناصري، والوجهة الثانية: المقاطعة، ويتبناها حزب الجبهة، اما عن حزب مصر، فنحن نتبني الوجهة المؤيدة للمشاركة في الانتخابات لان المقاطعة لن تثمر عن شيء كما حدث في الثمانينيات وانفرد الحزب الوطني بالانتخابات، اما المشاركة، فتؤدي الي كشف الحزب الوطني عن حقيقته وما يمارسه من تزوير، وكشف النقاب عن عوار قانون ممارسة الحقوق السياسية الذي يعتمد علي ان يكون صندوق الانتخابات في يد الحزب الوطني، وهو ما يبعد باحزاب المعارضة عن العملية الانتخابية وندعو الشعب للمشاركة "البعيدة عن النفاق" والتي يتحقق فيها العدالة الانتخابية، وقال: "إننا سنشارك بقوة حتي نفضح الحزب الوطني، ونضيع عليه الانفراد بالانتخابات". ومن جهة اخري تمسك ائتلاف أحزاب المعارضة - الوفد والتجمع والناصري - بخوض انتخابات الشعب المقبلة، والتلاسن الذي حدث بين حزبي الوفد والجبهة الديموقراطية وتجميد الوفد لعضويته في الائتلاف بعد اتهام د. أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة، للوفد بالانتهازية السياسية، ليضع حدًا للدعوات والنداءات التي تطالب بالمقاطعة، والتي تتبناها وتدعو إليها بشدة جمعية التغيير. وعلي صعيد موازٍ، أكدت أحزاب المعارضة أن قرارات المقاطعة، هي قرارات داخلية تصدر بعد ترتيبات بين قيادات الحزب، وبالتنسيق مع ائتلاف الأحزاب التي تجنح نحو المشاركة في الانتخابات مع ممارسة ضغوط للحصول علي ضمانات من أجل نزاهتها. وأكد ممدوح قناوي، رئيس الحزب الدستوري الحر، اننا ندعو الي مقاطعة انتخابات مجلس الشعب القادمة، وهذه الدعوة ليست وليدة اللحظة بل هي من العام الماضي، وحول الانتخابات البرلمانية القادمة ووجود بعض الصفقات مع الأحزاب، قال قناوي: إن انتخابات الشوري الأخيرة نسفت الثقة التي كانت مفقودة من الأساس بين الناس والحكومة والحزب الوطني. وعن المقاطعة من جهة الإخوان المسلمين، أكد د . فريد اسماعيل، عضو مجلس الشعب، أنه لا يزال موضوع المشاركة او المقاطعة محل دراسة من جانب الاخوان ولم نتخذ قرارًا نهائيًا. وأكد أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، أن انتخابات الشوري أكدت صحة موقف الجبهة من مقاطعة الانتخابات، والتي انتهت إلي استحواذ الحزب الوطني علي كل المقاعد باستخدام البلطجة والعنف، حيث لم يترك إلا الفتات لبعض أحزاب المعارضة لجماعة الإخوان المسلمين. ويؤكد انور محروس، رئيس حزب الوفاق القومي المتنازع عليه، ان مشاركة الاحزاب في الانتخابات ضرورية للظهور في الحياة السياسية وعدم التهميش.. واكد ان حزب الوفاق سيخوض الانتخابات بثلاثة مرشحين فور الانتهاء من النزاع علي رئاسة الحزب.