مفاتن المرأة وكأننا أصبحنا في سوق النخاسة. هذا ما خلصت إليه دراستان أكاديميتان لباحثتيين أثارهما ما يحدث من فوضي أخلاقية وفنية في ساحة الغناء العربي.. الدراسة الأولي للباحثة حنان حامد حنفي التي قدمتها لنيل درجة الماجستير في الإعلام من جامعة القاهرة حول تأثير أغاني التليفزيون المصورة في منظومة القيم لدي الشباب المصري. وكشفت من خلالها ان الافكار والسلوكيات السلبية التي تعكسها اغاني الفيديو كليب تفوقت علي القيم الايجابية بنسبة 34.9% للاولي و 14.1% للثانية من اجمالي القيم التي تعكسها اغاني الفيديو كليب وان اهم الموضوعات التي عكستها اغاني الفيديو كليب الحب بنسبة 13.9% ثم الحرمان بنسة 8.8% تلي ذلك الموضة والعصرية بنسبة 6.9% ثم كل من العري وتقليد الغرب بنسب متقاربة بلغت 6.3% للاولي 6.1% للثانية والجنس بنسبة 4.9% والشذوذ بنسبة 0.3% اما عن ملابس الفتيات اللاتي يظهرن في اغاني الفيديو كليب فاوضحت الدراسة ان 27.9% من تلك الملابس كانت فساتين تكشف الصدر والاكتاف ثم البنطلون الضيق بنسبة 22.4% تلته بلوزة تكشف البطن بنسبة 20.2% ثم جونلة قصيرة بنسبة 14.6% والشورتات بنسبة 9.5% والمايوهات بنسبة 3.8% واخيرا بدل الرقص بنسبة 1.6%. وحول المضمون الجنسي المقدم باغاني الفيديو كليب فاظهرت نتائج الدراسة ان التلميحات بالوجه او الصوت جاءت في مقدمة تلك الاشكال الجنسية بينما جاء في المرتبة الثانية كل من العناق والملامسات ذات الايحاء الجنسي بنسبة 19.2% لكل منهما علي حدة تلي ذلك حركات بالجسم بنسبة 14.7% واخيرا القبلات بنسبة 6.3%. وفيما يتعلق بشكل الاداء الحركي باغاني الفيديو كليب اتضح ان 17.5% من الاداء تم في صورة اهتزاز الصدور والارداف ثم الرقص المثير بنسبة 17% والايحاءات الجنسية بنسبة 16.6%. وعن صورة المرأة المقدمة بتلك الاغاني كشفت نتائج الدراسة ان المرأة التي تحب الحرية والانطلاق جاءت في المرتبة الاولي بنسبة 28.9% ثم المرأة المخلصة والوفية بنبة 14.1% ثم التي تستغل انوثتها وجمالها لتحقيق ما تريد بنسبة 12.7% والمرأة الغادرة والمنتقمة بنسبة 11.1% واخيرا المرأة الملتزمة والمحافظة بنسبة 4.8%. أما الدراسة الأخري فقامت بها الباحثة ناهد عامر احمد بمعهد الدراسات العليا للطفولة قسم الاعلام وثقافة الطفل عن علاقة الصور الاعلامية في الاغاني المصورة بالقنوات الفضائية في اشباعات المراهقين من خلال تحليل مضمون الاغاني المصورة "الفيديو كليب" في قناة دريم "1" وتمثل القنوات الفضائية الخاصة ذات المضمون العام وقناة روتانا موسيقي وتمثل القنوات الفضائية الخاصة ذات المضمون الغنائي توصلت الدراسة الي ان المرأة ظهرت بصورة نمطية لم تخرج عن نطاق كونها مادة للاثارة والجنس وتمثل ذلك في الملابس التي ظهرت بها في الاغاني "ملابس عارية" بنسبة 37.1% وملابس ضيقة بنسبة 25.4% وملابس قصيرة 25% وملابس شفافة بنسبة 12.5%. وعن السلوك الذي قامت به في الاغاني تمثل في الرقص بنسبة 39.4% والتلامس 30% والعناق والغمز 13.3% والتقبيل 4% والتركيز علي اجزاء من جسدها وتمثل في الوجه 20.1% والعين 16.6% ومنطقة البطن 12.2% والشعر 3.2%. واشارت الدراسة الي التقليد الغربي في الاغاني بنسبة 39.9% ان المرأة ظهرت كمؤدية بملامح غربية بعيدة عن بيئتنا وملامحنا العربية بنسبة 70.2% مقابل الملامح الشرقية بنسبة 29.8% من الاغاني العربية المصورة الخاضعة للتحليل كما ظهر الرجل كمؤد بملامح غربية بنسبة 34.6% مقابل الملامح الشرقية بنسبة 65.4% وهو ما يعمل علي تعزيز وتأكيد النموذج الغربي البعيد عن عاداتنا وتقاليدنا المصرية والعربية. واوضحت الدراسة ان الصورة المقدمة في الاغاني المصورة لا تحتوي علي فكرة او مضمون بنسبة بلغت 31% كما ان نسبة 42.2% من الاغاني الخاضعة للتحليل لا تحتوي علي فكرة بل تقدم في اطار راقص من خلال حركات وايحاءات مثيرة بدون التركيز علي فكرة او موضوع تدور في اطاره الاغنية. وتري الدراسة ان مشاهدة الاغاني المصورة يمكن ان تؤثر بصورة سلبية في العادات والتقاليد المصرية بنسبة 47.8% حيث وجدت الدراسة ان النسبة الاكبر من الاغاني الخاضعة للتحليل تركز علي المضمون العاطفي والعلاقة بين المرأة والرجل في اطار غير شرعي هذا الي جانب الملابس التي تظهر في الاغاني فهي بعيدة كل البعد عن عاداتنا وتقاليدنا المصرية بما لا يدع مجالا للشك ان هذا كله سيترك تأثيرا سلبيا فيمن سيشاهد هذه النوعية من الاغاني علي المدي البعيد مع الاصرار علي تقديم وتكرار هذا المضمون ، حيث وجدت ان الغالبية العظمي من الاغاني الخاضعة للتحليل تركز علي وجود علاقة تربط بين المرأة والرجل في الاغاني المصورة وان كانت هذه العلاقة تتمثل في كون المرأة "حبيبة" بنسبة 39.9% ومحبة بنسبة 25.8% لتتراجع معها العلاقات الاجتماعية الاخري كالابنة بنسبة 1.7% وزميلة دراسة بنسبة 2.2% ومرءوسة بنسبة 1.1% مما قد يؤثر في مفهوم المراهقين لصورة العلاقة بين الجنسين خاصة ان المراهق في هذه المرحلة العمرية يتطلع لمعرفة كل شيء عن الطرف الآخر مما قد يأتي بمردود ونتائج عكسية. وتوضح الدراسة ان المضمون العاطفي هو اكثر المضامين التي يعبر عنها كاتبو اغاني الفيديو كليب من خلال اغانيهم، ربما لان القطاع العريض من جمهور مشاهديها هم "الشباب" الذي يجد متعته في التعرض لمثل هذه النوعية من الاغاني مقارنة بالمضامين الاخري.