باعترافات الطلاب الذين قالوا إنهم يتقون شر أي شخص يحاول البطش بهم، وفي جامعة القاهرة يتواجد المسيحيون في شارع "دقة" للتشاور في أمور دينهم والتحدث "براحتهم" دون مضايقات المسلمين من الطلاب علي حد قولهم. ويقع شارع "دقة" بجامعة القاهرة خلف مبني كلية دار العلوم القديم وفي الجانب الأيسر من الشارع ينزوي عدد كبير من الطلاب المسيحيين من جميع كليات الجامعة في ركن تحيط بجدرانه رسومات لصلبان مدون بجانبها أسماء بعض الطلاب المسيحيين. هاني يوسف طالب بكلية التجارة جامعة القاهرة مسيحي الديانة وموجود بشكل دائم في شارع دقة رفض الربط بين ديانته ووجوده في الشارع وقال إنه جاء لانتظار أحد أصدقائه فقط.. مشيرا إلي أنه ضد فكرة انعزال المسيحيين في شارع بمفردهم لأننا كلنا مصريون.. مؤكداً أن هناك توعية في الكنائس تهدف إلي دعوة المسيحيين للاندماج مع المسلمين. أما وفاء عطا الطالبة بكلية تخطيط عمراني فأكدت أنها عندما التحقت بالجامعة وجدت هذا الشارع وعرفت من بعض أصدقائها أنه شارع خاص بالمسيحيين فقط. وكان ملاك عزت الطالب بكلية العلوم أكثر صراحة ووضوحا حيث أكد أن سبب عزلة الطلاب الأقباط في شارع "دقة" يرجع إلي رغبتهم في التحدث بدون قيود أو حرج وتجنبا للمشاكل التي قد تحدث من الاحتكاك مع الطلاب المسلمين نتيجة لسوء الفهم بينهم.. وقال ملاك: الأقباط لم يحصلوا علي حقوقهم سواء داخل الجامعة أو خارجها ولا توجد قوي سياسية تساندهم وكل ذلك يؤثر في علاقتهم بالمسلمين بشكل عام. الأمر لا يختلف كثيرا في كلية التربية حيث يتجمع الطلاب المسيحيون بنهاية رصيف مكتبة الكلية في زاوية تعرف ب"مربع المسيحيين" أو "C. H" اختصارا ل"كريستيان" أو مسيحي. مايكل صبري الطالب بكلية تربية قسم تاريخ أكد أن سبب تجمع الطلاب الأقباط في مكان خاص بهم يرجع إلي معرفتهم ببعضهم البعض عن طريق الكنائس قبل دخولهم إلي الجامعة ولا يري في تجمع الطلاب الأقباط بمكان واحد نوعا من العزلة.. لافتا إلي أنهم يجلسون لمناقشة بعض القضايا الخاصة بهم والتشاور في أمور دينهم وأحيانا يرددون بعض "الترانيم" لذلك فهم يتجنبون الوقوف مع المسلمين حتي لا يزعجونهم بطقوسهم الخاصة - علي حد تعبيره. أما مايكل عادل الطالب بكلية تربية قسم فلسفة فأشار إلي أن انعزال الطلاب المسيحيين في ال"C.H" مكنهم من التعرف علي أصدقاء مسيحيين جدد من مختلف المحافظات. ومن كلية التربية إلي كلية الزراعة جامعة القاهرة حيث يتجمع فيها طلاب الكلية المسيحيون بعد انتهائهم من المحاضرات في مربع خاص بهم، يقول وحيد نبيل إن سبب جلوسهم في المربع هو رغبتهم في تجنب أي مشاكل مع طلاب الإخوان المسلمين. ويقول مارجو خليل إنه لا يفضل الجلوس في المربع إلا نادرا.. لافتا إلي أن السبب وراء انعزال الطلاب الأقباط يرجع إلي التربية الخاطئة التي ترفض الآخر ويقول: عندما يجد أهله يتجنبون التعامل مع من يختلفون معهم في الدين ينشأ بنفس الطريقة والمنهج فتقتصر علاقاتهم علي الأفراد الذين ينتمون إلي دينهم دون غيرهم ويفقدون القدرة علي التعايش مع المسلمين ويخصصون شوارع لهم داخل الجامعة يشعرون فيها بالراحة والخصوصية. وتقول ماجي نجيب: سبب انعزالهم في مكان خاص بهم يرجع إلي عدم رغبتهم في سماع شيء من المسلمين يضايقهم لذلك فهي تفضل الجلوس مع من ينتمون لنفس دينها وأن تجمعهم ليس مقصورا علي هذه الشوارع بل هناك أماكن خاصة بهم داخل "السكاشن" فتجد المسيحيين أغلبهم مجتمعين بجانب بعضهم البعض. من جانبه أكد د. علي عبد الرحمن الرئيس السابق لجامعة القاهرة أنه لم يلاحظ هذه الظاهرة بشكل واضح لكنه علم من بعض الطلاب المسيحيين أنهم ينظمون رحلات خاصة بهم، وأن إدارة الجامعة وإدارة رعاية الشباب مطالبة بأن تعمل علي تشجيع الطلاب علي الاندماج مع بعضهم البعض. ويقول : "نحن نعيش في وطن واحد وللجميع نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات".. مطالبا بضرورة القضاء علي هذه الظاهرة وأن يكون للجميع دور في تحسين العلاقة بين الطلاب المسلمين والمسيحيين ونشر ثقافة قبول الآخر وتحقيق العدالة بين الطلاب. وتؤكد د. مديحة دوس الأستاذة بكلية آداب جامعة القاهرة أن الأفكار الطائفية تؤثر في الشباب داخل الجامعة والظواهر التي تحدث في المجتمع من فتن طائفية بين المسلمين والمسيحيين في مصر تنتقل للجامعة بشكل واضح جدا. وأوضحت أن سبب انعزال المسيحيين في أماكن خاصة بهم يرجع إلي شعورهم بالاضطهاد وأنهم أقلية كما أنهم يشعرون بالاطمئنان مع بعضهم البعض، وأن الإعلام والقنوات الفضائية الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية لها تأثير سلبي في الشباب لأنها تؤدي إلي إشعال الفتنة الطائفية. وطالبت د. مديحة بضرورة القضاء علي هذه الظاهرة داخل الجامعة لأن الجامعة تعتبر جزءا مصغرا من الكيان الخارجي للمجتمع لخوض المناصب الكبري كما أنه لم تتم الاستعانة بها في المواقع المختلفة مثل رئاسة مجلسي الشعب والشوري وأن تكون محافظا أو رئيسة وزراء والمناصب السابقة تؤهل أي سيدة للعمل السياسي بشكل واسع.