ومن المفترض أن الفنان يعي ويفهم أهمية ذلك ويجب ألا ينخرط في قضايا وسلوكيات من شأنها أن توجد نماذج عديدة للفساد وعدم الوفاء خاصة للوطن الغالي الذي نحيا علي أرضه وعلي رأس قائمة تلك السلوكيات التهرب الضريبي وعدم الوفاء بالالتزامات المقررة علي أنشطة وأعمال الفنانين ورغبتهم في إخفاء المقابل المادي الحقيقي الذي يحصلون عليه نتيجة لمشاركتهم في الحفلات والأعمال الفنية المتعددة. كانت "صوت البلد" قد فتحت ملف تهرب المطرب هشام عباس - ضريبيا - حتي أصدرت محكمة جنح مستأنف التهرب الضريبي حكمها بتأييد حبس هشام سنة مع الشغل وكفالة ألفا جنيه لاتهامه بالتهرب من سداد 290 ألف جنيه مستحقة عليه من مزاولة نشاطه الفني.. المثير في الأمر أن قائمة الاتهامات والشائعات حول تهرب كثير من الفنانين من سداد قيمة الضرائب علي صفحات الصحف والمجلات عديدة بما يؤكد أنها مسألة وقت ليس إلا، ومؤكد لدينا أن مصلحة الضرائب العامة قد أعلنت كثيراً من الفنانين منذ شهر تقريبا بضرورة تسوية موقفهم الضريبي عن السنوات 2005 وحتي العام الحالي، المثير الأكثر أن المطرب هشام عباس أصبح يعاني من مرض انفصام الشخصية بشكل واضح، فالمرض في تحليله العلمي يؤكد انتهاج الشخص لسلوكيات متناقضة في وقت واحد وهو ما حدث مع المطرب هشام عباس حيث إنه أصبح بحكم المحكمة متهربا ضريبيا في الوقت نفسه الذي أخذت الوطنية تدب بقوة في عروقه وصوته الذي اتخذ منه منبراً للدفاع عن الوطن وسلاحاً قوياً باختياره كلمات صديقه الشاعر عزيز الشافعي واستعانته بالموزع الموسيقي محمد عادل لتخرج لنا أغنية هشام الوطنية جدا بعنوان " اللي يغلط في البلد دي.. واللي مش عارف قيمتها يبقي مش عارف تاريخه".. فرضت الأغنية نفسها علي المحطات الفضائية في مصر خاصة بعد شعور هشام عباس بضرورة تقديمه شيئاً مميزاً لوطنه بعد خيبة الأمل التي سيطرت علينا بعدم صعودنا للمونديال وعقب مباراتنا مع الجزائر في السودان والأحداث التي جرت بها واقشعر لها وجدان هشام وهطلت الدموع من عينه نظرا لما تعرض له الجمهور المصري في السودان ولأنه مليء بالوطنية وزاخر بالعطاء الفياض لبلده لم يهدأ إلا بانتهاء الأغنية وخروجها بالشكل الذي يراه هشام - مناسباً -للنضال الوطني الذي لا يقف عند حدود استخدام السلاح فقط بل بالفن والكلمة وصوت هشام الذي لم يلق إجماعا من الجمهور كاملا علي موهبته وجمال صوته منذ ظهوره في عالم الغناء. الأغنية التي قدمها هشام بعنوان "ما تزعليش يا مصر" تؤكد رحابة وسعة صدر الأم مصر الغالية التي لم تشمئز يومياً ولم تغلق بابها في وجه الجاحدين من أبنائها بل تمنحهم الشهرة والنجاح فيها، تبني لهم قدراً وقيمة وهم يبلخون عليها بأقل حقوقها، وليس هشام الفنان الوحيد في مصر المتهرب ضريبياً، فالقائمة طويلة وتضم أسماء من المفترض أنها كبيرة ونجوم لهم ثقلهم في الفن العربي كله.. الغريب أنه مع إثارة القضية عام 2007 خرج د. أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، مشهراً سيفه في وجه الإعلام ومصلحة الضرائب متهما إياها بتشويه صورة الفنان المصري والتشهير به بدلا من مطالبتها إياه بطريقة ودية وهو الآن نقيب للممثلين فهل سيتخذ الموقف نفسه حاليا؟ كما طالبت مصلحة الضرائب الفنان شعبان عبد الرحيم بتسديد مبلغ 432 ألف جنيه مستحقة عليه ومتهرب من دفعها في عام 2009، ويذكر أن وزير المالية سبق وأن أعلن منذ عامين قائمة طويلة تضمن نجوما في الوسط الفني منهم صلاح السعدني وأحمد حلمي ومحمود عبد العزيز و إسعاد يونس والكاتب وحيد حامد وآخرين.