بهذه العبارات بدأت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرها المطول الذي وصفت المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه الأمل الوحيد لمصر خلال الفترة القادمة. وأضافت الجارديان: لم يستطع الأمن - الذي حذر المتظاهرين بالبقاء بعيدا- أن يمنع هتافاتهم بالنشيد الوطني، أو يكمم أفواههم في كل مقولة تأييد ومبايعة، مشيرة إلي أن الحقبة السياسية القادمة تعد الفصل الأخير في قصة رائعة لرجل وطني يرغب في خدمة بلاده بعد 12 عاماً قضاها مع الوكالة؛ فهو علي مقربة من التحول إلي زعيم معارضة يسعي إلي توحيد العلمانيين والإسلاميين والليبراليين واليساريين وراءه. وانتقدت الصحيفة أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام في مقالاته الافتتاحية التي وصفت مبايعة المصريين ل"البرادعي" بأنها شيء يخالف القانون لأنه يعد انقلابا دستوريا، كما وصف سرايا الذين تجمهروا لاستقباله ب"السذج والخونة" علي حد تعبيره. وتابعت الصحيفة تقريرها مشيرة إلي قول البرادعي: إن مصر اليوم هي السلطة والمال وعدم المعرفة الحقيقية للدستورية والديمقراطية الحقيقية، وسوف أخوض الانتخابات المقبلة شريطة توحد الشعب والطوائف المختلفة علي كلمة "التغيير نحو الأصلح". وتمضي الصحيفة موضحة العديد من الشكوك التي تدور حول إحداث تغيير حقيقي في البلاد علي يد البرادعي نتيجة وقوف النظام المدعوم من أمريكا الذي سوف يسعي جاهداًً لإيقاف أي منافس لمبارك خاصة البرادعي، وذلك تخوفاً من خبرته الكبيرة في المجال النووي واستخدامها لتطوير مصادر الطاقة النووية في مصر، وأضافت الصحيفة: إن البرادعي يحظي بشعبية مقارنة مع مبارك، وذلك كان يسير في الطريق ذاته الذي أمضي فيه أوباما مقارنة مع بوش، لكن ما يختلف مع البرادعي أنه يحظي بقدر كبير من تأييد كبار مفكري وساسة الدولة. جدير بالذكر أن الجارديان اختتمت تقريرها بإجراء مقارنة بين مبارك والبرادعي تحت عنوان "وجهاً لوجه" ذكرت فيها البيانات الشخصية والوظيفية والعمر لكل منهما وأيضاً الجوائز التي منحت لهما فكان البرادعي حاصل علي جائزة نوبل للسلام عام 2005م.