وشخصيات عامة التصريحات بأنها بداية مرحلة جديدة، ومباركة "حكومية" لترشيح جمال مبارك. وقال رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع المعارض "إن تصريحات نظيف إشارة خفية تهدف إلى تهيئة الرأي العام لقبول جمال كمرشح للرئاسة في حالة عدم ترشح الرئيس، وإن تصريحات قيادات الحزب الوطني، الحاكم، بشكل عام تخرج متوازنة بشكل كبير، فهي من ناحية تؤكد أن الرئيس مبارك هو المرشح المقبل، وتحافظ في الوقت نفسه على فرص جمال، لأنه لا أحد منهم يعلم من هو المرشح المقبل". وقال المستشار محمود الخضيري، نائب رئيس محكمة النقض السابق "إن الإعداد لتولي جمال مبارك الحكم في مصر بدأ منذ فترة طويلة، لكنه يزداد حاليا بشكل تنظيمي ومخطط". وأضاف "الحكومة في مصر ستبارك ذلك المشروع لأنها حكومة الرئيس وليس الشعب"، ودلل على كلامه بحديث نظيف عن إمكانية ترشيح جمال مبارك للحكم، وعلق على تصريحاته قائلا "إذا كان يقول رأيه كمواطن فهو لا يعبر إلا عن نفسه.. لكنه كرئيس حكومة مصر يجب عليه ألا يبارك ترشيح أحد". واعتبر د. أسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة، تصريحات نظيف "تحولا فى الحديث عن التوريث إلى احتمالات تحققه، خاصة أنها مناقضة لبعض التصريحات السابقة لقيادات الحزب الوطني التي نفت تبني الحزب فكرة التوريث". وأضاف الغزالي "رغم أن مثل هذا التصريح يأتي مبكرا ويطرح تساؤلا حول أسبابه وهل هو مصادفة أم بالتنسيق مع الحزب الوطني، فإنه يعبر عن الحقيقة التي يحاولون إخفاءها". وقال مصطفى الطويل، الرئيس الشرفي لحزب الوفد، إن تصريحات نظيف تحصيل حاصل، لأنها تعبر عن واقع يعلمه الجميع، ففي انتخابات الرئاسة المقبلة إما أن يرشح الرئيس نفسه أو يتقدم بديله وهو جمال مبارك. وشن جورج إسحاق، القيادي في حركة كفاية المعارضة، هجوما عنيفا على رئيس مجلس الوزراء ورموز الحزب الوطني، وقال "الحزب الوطني بدأ اللعب على المكشوف، والفرق بين تصريحات الرئيس مبارك ونجله حول التوريث وتصريحات رئيس الوزراء، أن الأخير لم يحتمل ما نقوم به من طرح أسماء ورموز للترشح في انتخابات رئاسة الجمهورية". ولفت سيد عبدالعال، أمين عام حزب التجمع، إلى أن تصريحات أحمد نظيف تعبر عن "حالة من التخبط بين قيادات الحزب الوطني"، بسبب عدم معرفتهم بالمرشح المقبل، وما يزيد من حيرتهم هو دور جمال مبارك المتزايد داخل الدولة، فهو يقوم بدور "رئيس وزراء" وأحيانا يقوم بدور "نائب رئيس جمهورية". ووصف السيناريست أسامة أنور عكاشة، تحركات جمال مبارك بأنها بداية لحملة التمهيد الحقيقية لتوريثه الحكم، موضحا أن حرص أمين السياسات على لقاء الشباب هو محاولة لاستقطابهم كفئة كبيرة ومؤثرة في المجتمع، وقال "الحزب الوطني يسوّق جمال ويبيعه للناس، خصوصا الشباب الذي يعتمد عليه في حملته". وأضاف عكاشة "الحكومة تبارك التوريث بشكل مباشر ودون مداراة، والتفكير في سيناريوهات مختلفة عنه مضيعة للوقت، لأن التوريث هو الاحتمال الوحيد المطروح". وكانت وكالة "رويترز" قالت إن هناك مخاوف بشأن انتقال السلطة في مصر، وان جمال مبارك ليس المنافس الوحيد على السلطة. واشارت الوكالة في تحليل لها الى ان الرئيس المصري حسني مبارك لم يقل حتى الآن اذا كان سيرشح نفسه لانتخابات الرئاسة التي ستجرى في عام 2011. وتسبب الغموض الناتج عن ذلك في إثارة مخاوف بشأن ما إذا كان بإمكانه تأمين انتقال سلس للسلطة في حياته. ويعتقد على نطاق واسع أن رجل السياسة جمال مبارك ابن الرئيس المصري هو المرشح الأرجح لقيادة مصر الحليفة للولايات المتحدة إذا ترك والده الحكم. لكنه على أي حال ليس الوحيد الذي ينافس على المنصب. وأهم المرشحين المحتملين هم جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم وأمين السياسات في الحزب، والوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة، وعمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الاسبق، ومحمد البرادعي مدير الوكالة الدولة للطاقة الذرية والتي تنتهي ولايته الشهر القادم.