أكد الفرنسي روبير سوليه في كتابه «قضايا متفرقة» حبه وولعه الشديد بمصر..وقال إن ظروف الشعب المصري تمنع اندلاع الصراع بين السلطات الحاكمة والإسلاميين، كما حدث في الجزائر خلال التسعينيات. وقالت وكالة رويترز إن روبير سوليه يركز في الكتاب علي اتجاه واحد، هو الروح المصرية أو الشخصية المصرية التي يقول عنه إن ماء النيل هو الذي يجري في شرايينها وليس الدم.. وهذا يعني أن مستقبلها في أمان من المنازعات الدينية. ويسجل روبير سوليه ما كتبه المؤرخ جوانفيل، الذي صاحب حملة لويس التاسع الصليبية في 1245 علي مصر أن النيل يختلف عن باقي أنهار العالم، لأن فيضانه جالب للخير، ولا يمكن أن يأتي إلا بإرادة الرب، وأن نهر النيل كان من أهم أسباب توحيد المصريين منذ فجر التاريخ. ولد روبير سوليه من أسرة لبنانية في مصر عام 1946 وغادرها عام 1962 وله كتب عديد مثل «مصر ولع فرنسي» و«قاموس عاشق لمصر» الذي نشره المركز القومي للترجمة في القاهرة هذا الشهر. وكتاب قاموس عاشق لمصر يضم 144 مقالا تستعرض مصر تارخييا وجغرافيا وأساطير. ويتناول أيضا شخصيات بارزة ومعالم دينية، ويسجل فيه روبير سوليه ولعه بمصر الفرعونية وحضارتها، وأن الرومان اعتنقوا بعض المعتقدات المصرية لدرجة أنهم نقلوا بعض المسلات المصرية إلي روما، وكذلك الفرنسيون الذين كتبوا العديد من الكتب عن مصر، كما نقلوا إحدي المسلات إلي باريس. وفي كتاب آخر بعنوان «الأصوليون الإسلاميون» يقول روبير سوليه إن مصر يمكن اعتبارها مهد الأصولية الإسلامية الحديثة لأنها شهدت تأسيس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 لكن الإخوان الذين يظهرون الآن في صورة الفرع المعتدل من الأصولية الإسلامية يرون أن الحركات التي ولدت من حركتهم تجاوزتهم، ومنها حركة الجهاد الإسلامي. وكتاب الأصوليون الإسلاميون كتب روبير سوليه فصوله في ذروة صعود المد الأصولي غير الرسمي قبل سقوط نظام مبارك، حيث يسجل الكاتب أن مصر كلها تتجه إلي الرب، بما يعني أن المصريين كلهم شديدو التدين، وإن كان الأصوليون عاجزين حتي الآن عن اقتراح مشروع برنامج صالح للتطبيق في كل المجالات علي جميع الأفراد في المجتمع المصري خاصة في المجال الاقصتادي الذي يراه المؤلف نقطة ضعف ما يطلق عليه المشروع الأصولي. ومع ذلك لا يخشي روبير سوليه علي مستقبل مصر من الإسلاميين، حيث يري أن مصر ليست الجزائر التي شهدت خلال التسعينيات صراعا بين السلطات والإسلاميين، والذي تحول إلي شبه حرب أهلية، فمصر ذات وضع مختلف، حيث كانت الجزائر منذ استقلالها تبحث عن هويتها، وهل هي عربية إسلامية؟ أم أمازيجية صحراوية؟ أم عربية فرنسية؟ بينما مصر الفرعونية عريقة جدا منذ توحيدها سياسيا في إطار دولة مركزية منذ أكثر من 5100 عام. ويتمتع المجتمع المصري - كما يراه سوليه - ببنية اقتصادية قوية، حيث تقوم لادولة المدنية فيه علي أساس مدني مع اتساع نفوذ السلطات الدينية المقربة من السلطات المدنية. ومجتمع مصر أيضا مستقر جدا علي قواعد ثابتة تسمح بتجانس ثقافي تندمج فيه الأقلية المسيحية التي تبلغ نحو 10% من سكان مصر، وإن كان الإخوان المسلمون موجودين بقوة في النقابات المهنية، لدرجة أنه يبدو أن الجيش هو الجهاز المصري الوحيد تقريبا، الذي يخلو منهم كما يقول روبير سوليه.