منذ أربع سنوات اختفت السفينة بدر-1 التي خرجت من ميناء السويس متجهة إلي بورسودان وعلي متنها تسعة بحارة مصريين، ومنذ هذا التاريخ انقطع الحديث عن السفينة التي فقدت في ظروف غامضة ولا أحد يعلم حتي الآن مصير هذه السفينة والطاقم الذي كان علي متنها. أهالي البحارة أكدوا أنهم واجهوا ضغوطاً في عهد النظام السابق للرئيس حسنى مبارك، حتي لا يفتحوا هذا الملف، لكن والدة أحد البحارة كشفت عن شبهات تورط إسرائيل في خطف السفينة بزعم أنها كانت تحمل أسلحة لدعم المتمردين في تشاد وهذا الرأي هو ما طرحته معنا السيدة نعمة إبراهيم مدكور والدة البحار المختفي نزيه السيد. وتقول السيدة نعمة: لم أكن أقوي علي الحديث مع وسائل الإعلام قبل الثورة، حيث تلقيت بعض التهديدات المباشرة بعدم الحديث عن أي تفاصيل تخص هذا الموضوع. وقدمت العديد من البلاغات لكن لم تجد استجابة حتي إن النيابة حفظت البلاغات المقدمة لها قبل الثورة فلجأت لبعض أعضاء مجلس الشعب لعمل استجواب يخص هذا الأمر وعندها نصحوني بعدم فتح هذا الموضوع إطلاقا، موضحين أن بعض الجهات المختصة شددت علي عدم ذكر أي تفاصيل حول السفينة خاصة لوسائل الإعلام وإلا سوف يؤذي أفراد الطاقم والتزمنا الصمت مجبرين خوفا علي أفراد الطاقم. وأضافت: التحق ابني بشركة افرسكو آسيا ليعمل بحاراً في هذه الشركة قبل اختفائه بثلاثة أشهر ولم يتقاضي أي أجر عن عمله والغريب أن طاقم السفينة بأكمله كان حديث الالتحاق بالشركة وهذا ما علمناه عندما جلسنا مع أسرهم فيما بعد وقبل خروج السفينة بيوم أخبرني ولدي أنه سوف يسافر وبالفعل أخذ يرتب حقائبه وقام بالاتصال بنا قبل صعوده للسفينة وبعدها لم أعرف عنه أي شيء حتي وقتنا هذا. وأوضحت أنها بدأت عملية البحث عن سر اختفاء السفينة بالتنسيق مع إسلام البطوطي ابن كبير ضباط السفين بعدها بدأ الاتصال بصاحب السفينة ا لمهندس أشرف فرج الذي تلقي العديد من التهديدات هو الآخر عندما بدأ البحث عن السفينة المفقودة. وتقول السيدة نعمة: أبلغنا صاحب السفينة أنه توصل لبعض المعلومات المهمة عن السفينة، وبأن هناك فرقاطة إسرائيلية اعترضت السفينة، وأوقفتها تحت التهديد عند منطقة رأس الشجرة الواقعة بين خط طول 37.5 وخط عرض 22.5 وهي منتصف المسافة الواقع بين منطقة المسطبة السعودية ومنطقة دولكوناب السودانية، حيث تم القبض علي أفراد طاقم السفينة وتوجيههم إلي قوات حلف الناتو حيث إن الفرقاطة الإسرائيلية التي اعترضت السفينة تلقت توجيها بهذا من مركز "أبوالا" الإسرائيلي والذي تلقي طلبا بذلك من فرنسا بدعوي أنها تنقل أسلحة وذخاذر للسودان لدعم متمردي تشاد، وعلمنا أيضا بأن الطاقم قد سلم إلي السلطات المصرية التي اعتقلتهم حتي الآن في مكان مجهول وزعمت عدم معرفتها بمصير السفينة والطاقم خشية أن يؤدي الإفراج عنهم إلي كشف دورها في التستر علي سفينة حربية. وقد قما بتقديم بلاغ للنائب العام برقم 6454 وبلغ لمجلس الوزراء في 2011/3/15 ووزارة الخارجية 3/39 بتاريخ 2011/3/16 والمجلس الأعلي للقوات المسلحة 39 بتاريخ 2011/4/11 ولم تستجب أي جهة حتي وقتنا الحالية ولم تحرك ساكنا في فتح باب التحقيقات حول سر اختفاء السفينة ومعرفة مصير من عليها من مصريين. وبعد أن طرقنا كل الأبواب الحكومية الممكنة والتي أغلقت في وجهنا وعلي رأسها بلاغتنا إلي النائب العام قمنا بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مكتب النائب العام لينظر إلي القضية بعين الاعتبار، لكنه قابلنا وقال لنا إنه ليس جهة اختصاص وأن الجهة المختصة بذلك هي وزارة الخارجية فهي المسئولة والمعنية بهذا الشأن. يذكر أن وزارة الخارجية أصدرت بياناً حرر في 5 مايو 2011 يفيد بأن وزارة الخارجية قامت بجهود مع كل من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية والتي توجد قواتها في جنوب البحر الأحمر لمعرفة مصير السفينة إلا أن هذه الدول نفت وجود أي معلومات في هذا الشأن. في النهاية تقول السيدة نعمة: تعبت من الانتظار فلا أحد يطمئني علي حال ابني فأنا أريد أن أعرف هل مازال حيا أم أصابه مكروه فلا يعلم أحد كم هو شعور أم فقدت ابنها منذ أربع سنوات ولا تعلم عنه شيئاً.