مراوغ.. محامى الجواسيس والبهائيين.. صادم للرأى العام.. دائمًا يتصدى للقضايا المستفزة للمصريين.. لاعب على كل الحبال.. عاشق للشو الإعلامى.. إنه فريد الديب، وكيل النيابة السابق والمحامى الحر الآن، أو لنقل محامى الشيطان. اختارته إسرائيل للدفاع عن جاسوسها المعروم عزام عزام، الذى أدين بتهمة لا يتعاطف معها مطلقًا أى محام ينتمى لبلد أضير من أى عمل جاسوسى أو مخابراتى، لكن الديب كان المحامى المصرى الوحيد الذى وقف أمام محكمة أمن الدولة العليا ليدافع عن شخص جاء للبلاد من حكومة تعادى مصر والعرب.. وعزام الذى خرج فى صفقة سياسية؛ بعد قضاء ثمانى سنوات فى سجون مصر، صديق صدوق لقادة إسرائيل الذين أصدروا أوامرهم بقتل الفلسطينيين والمصريين. ولم يأبه فريد الديب مطلقًا بتحذيرات جموع المحامين المصريين من مغبة الانسياق خلف إغراءات السفارة الإسرائيلية له والدفاع عن عزام. الديب كذلك كان هو المحامى الأول فى قضية البهائيين المعروفة، وظل يطالب لهم بالهوية الدينية، رغم رفض الرأى العام، سواء من المسلمين أو المسيحيين. الديب دافع عن سعد الدين إبراهيم فى قضية مركز ابن خلدون، كما تولى الدفاع عن الكثير من المشاهير، مثل هشام طلعت مصطفى، المتهم فى قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم.. وترافع أيضًا فى قضايا لنجيب محفوظ والراحل محمود السعدنى وبعض الفنانين. لكن تظل مرافعته فى قضية د. أيمن نور هى الأشهر فى عالم المحاماة، ليس لكونه فصيحًا. لكن لأن هناك ارتباطًا وثيق الصلة بين دفوعة فى هذه القضية ودفاعه عن الرئيس المخلوع حسنى مبارك. وهناك تناقض واضح بين مواقفه فى كلتا القضيتين، ففى مرافعته عن أيمن نور قال فريد الديب عام 2005 فى شهر ديسمبر: إن القضية (يقصد اتهام أيمن نور) تفوح منها رائحة الانتقام السياسى، فى إشارة لقيام أيمن نور بالتجرؤ على الأعراف السياسية للنظام فى ذلك الوقت. أما الآن ففريد الديب يلهب مشاعر المؤيدين لحسنى مبارك، ويلفت الأنظار إلى ضلوع الجيش فى مؤامرة قتل المتظاهرين إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير، نافيًا تلك التهمة عن موكله المدان صوتًا وصورة وقناعة. فريد الديب خسر الشعب المصرى، وخسر تعاطف الثوار معه، لدرجة أن مسيرة من نشطاء الثورة انطلقت من ميدان التحرير متوجهة لمنزله تنديدًا بالمرافعة التى ألقاها أمام القاضى أحمد رفعت، وركز فيها على ملاحظتان: الأولى أن مبارك ليس بقاتل ولم يأمر بقتل المتظاهرين، والثانية تحويل الأنظار عن مبارك.