على الرغم من افتقاد التليفزيون المصرى الثقة والمصداقية فى النشرات الإخبارية التى تذاع من خلاله فى الفترة الأخيرة، لكن بعض النشرات ما زالت تمثل محور اهتمام شريحة عريضة من الجمهور وعلى رأسها نشرة الساعة التاسعة، مما أدى إلى توظيف التليفزيون المصرى لها إعلانيًا على نحو جديد مغاير لما تعود عليه الجمهور على مدار السنوات الماضية حيث بدأت تذيع إعلانات خفيفة لسلع مثل الشيكولاتة بين فواصل النشرة مما أدى إلى طرح تساؤلات حول تأثير هذه السياسة على الإقبال الإعلانى بالتليفزيون الحكومى ومدى ملاءمة الإعلان الخفيف لجو النشرة الجاد، وأهم القطاعات التى يمكن توظيف النشرة بنجاح للإعلان عنها. فيؤكد خبراء الدعاية والإعلان أن سياسة عرض إعلانات بين فواصل النشرة الإخبارية هى الأفضل فى الوقت الحالى، بعد المشكلات التى واجهت الدورى العام لكرة القدم وانخفاض الإقبال الإعلانى على البرامج والدراما فى التليفزيون المصرى بشكل عام، حيث إن النشرة الإخبارية باتت هى المادة الأكثر مشاهدة على تليفزيون الدولة وتوظيفها إعلانيًا يعد أمرًا متطورًا يتواكب مع سياسة النشرات الإخبارية فى الشبكات الإعلامية الشهيرة مثل "mbc" و"الجزيرة". ومن جهة أخرى انتقد الخبراء عرض يتسم بالطابع الخفيف في أثناء عرض النشرة الإخبارية، محذرين من تفاقم الأمور بزيادة بث هذه الإعلانات التى لا تتلاءم مع جو النشرة الجاد، لذا من الضرورى معالجة هذه النقاط من البداية قبل أن تتسبب فى حدوث نتيجة عكسية تبعد المشاهدين عن النشرة للبحث عن الأخبار على الإنترنت، مشيرين إلى أن إعلانات النشرة لا بد أن تكون جادة ولا تنحرف عن مضمون النشرة الإخبارية الجاد لذا فأفضل القطاعات التى يمكن الإعلان عنها خلالها هى البترول والعقارات والبنوك والاتصالات وشركات الوساطة المالية. قال محمد العشرى، رئيس قسم التعاون الدولى والإعلام بجامعة 6 أكتوبر، إن النشرة الإخبارية فى التليفزيون المصرى مضمون إعلامى له طابع خاص نظرًا إلى حرص الجمهور للإقبال عليها ومتابعتها على مدار أعوام كثيرة مضت خصوصًا نشرة الساعة التاسعة. وأشار العشرى إلى أنها لا تعد المرة الأولى التى يتم بث إعلان خلال نشرة أخبار التليفزيون الحكومى بشكل عام، حيث كانت تتخللها إعلانات تتسم بالطابع شديد الجدية معظمها إعلانات عن البنوك وشركات الوساطة المالية أو أى مضمون إعلانى خاص بخدمة استثمارية قبل أو بعد النشرة الاقتصادية. أما الآن فيرى رئيس قسم التعاون الدولى والإعلام بجامعة 6 أكتوبر، أنه بعد المشكلات التى واجهت الدورى المصرى وأدت إلى توقفه بدأ التليفزيون المصرى تقديم تنازلات بعدم التقيد بالطبيعة الجادة التى تتخلل إعلانات النشرة وفتح الباب أمام عرض إعلانات المنتجات الخفيفية مثل الشيكولاتة. وأوضح الشعرى أنه بالرغم من أن السياسة الجدية قد تنشط حركة الإعلان على التيلفزيون الحكومى إلا أن الطابع الإعلانى الجاد يعطى جوًا من الوقار والأهمية على النشرة فى حين أن الإعلانات الحفيفة– فى رأيه– تضر بالمضمون الإخبارى، ضاربًا مثالاً بنشرة قناة الجزيرة التى تحرص على عرض إعلانات جادة فقط ترتبط بقطاعات مثل البترول والعقارات والبنوك. وأشار محمد عراقى، مدير التسويق بوكالة إيجى ديزاينر للدعاية والإعلان، إلى أن هذه الطريقة الإعلانية التى اتبعها التليفزيون المصرى خلال عرض النشرة الإخبارية تعبر عن انعكاس لفكر جديد من أفكار شركات الدعاية والتسويق على المعلنين حيث إن الجمهور فى الوقت الحالى أصبح يكتفى بالاستماع إلى النشرات الإخبارية أكثر من متابعة برامج الرأى– التوك شو– والأفلام الروائية مما يجعل فترة النشرة هى الأكثر تميزًا لبث إعلان والأعلى سعرًا عند المعلنين. وفى الوقت نفسه يرى عراقى أنه رغم امتياز هذه الطريقة ولكنها "مستفزة" بعض الشىء للجمهور لأن الإعلانات الخفيفة غير ملائمة لجو النشرة بما تحمله من أخبار جادة، حيث قد تكون إعلانات عن شيكولاتة أو لبان، لأن هذه الإعلانات ستجعل بعض شرائح الجمهور تبتعد عن نشرات الأخبار على التلفزيون المصرى وتتجه إلى الحصول عليها عن طريق الإنترنت، لذا فهى تعتبر طريقة ذكية لفرض الإعلان على الجمهور، لكن لن نلقى ثمارها إذا شعر الجمهور أنه يستخف بعقله. لذا أوضح مدير التسويق بوكالة إيجى ديزاينر للدعاية والإعلان، إنه من الأفضل ألا تخرج إعلانات النشرة الإخبارية عن التسويق للسلع والخدمات الأساسية للجمهور وأيضًا ذات العلاقة بالبنية التحيتية مثل العقارات وتسويق الأراضى ومحل الأثاث والبنوك والسيراميك وأى إعلانات أخرى تتسم بالطابع الخفيف ومن الأفضل أيضًا أن توضع فى الفترة الملائمة لها بعيدًا عن نشرات الأخبار. ويرى د.جمال مختار، رئيس مجلس إدارة وكالة aspect للدعاية والإعلان، أنه طالما كانت هذه الاستراتيجية التى اتبعها التليفزيون المصرى تؤتى ثمارها بجلب مزيد من الإعلانات، بما يساعد على زيادة الإيرادات الإعلانية للتليفزيون الحكومى فلا مشكلة من تشجيعها فى بدايتها، خصوصًا بعد الكبوة التى عانى منها خلال الفترة الأخيرة بعد ثورة 25 يناير. ولفت مختار إلى أن الإعلان بين فقرات النشرة الإخبارية ليس بالاختراع الجديد حيث تتبعه النشرات الإخبارية على الشبكات الإعلامية الكبيرة مثل "mbc" والجزيرة عن طريق أن كل فقرة فى النشرة يكون لها راعٍ إعلانى sponer ملائم لها، مشيرًا إلى أن الإعلان خلال نشرة التليفزيون المصرى ما زال فى طور التجربة بغرض جس نبض المعلنين، لذا جاء غير مناسب للجو الجاد للنشرة– إعلان عن شيكولاتة– وبالتالى لا بد من الاستفادة من ثغرات التجربة بإنشاء إدارة تسويقية على كفاءة وخبرة عاليتين بالتليفزيون المصرى كى تعمل "بشياكة" ولا تتخلل النشرة الإعلانات الملائمة لحنة الشعر.