تحتفل جريدة "صوت البلد" بعيد ميلادها السادس وتستمر فى تقدمها وازدهارها بسواعد أبنائها الحريصين على تألقها دائماً. 5 سنوات من العطاء الصحفى وكشف الحقائق ومحاربة الفساد.. فتحنا خلالها ملفات عديدة من سياسة واقتصاد وقضايا إعلامية ومجتمع.. وناقشناها بكل حيادية وتوسط بعيدًا عن الابتذال الصحفى الذى تشهده الساحة الاعلامية خاصة فى الآونة الاخيرة بعد التحول فى المضمون الصحفى للعديد من الصحف. وشهد العام 2011 الماضى ملفات ساخنة ؛ ففى شهر يناير تناول مقال د. خالد غازى رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير حادث تفجير كنيسة القديسين بعنوان "أمن الاقباط من أمن مصر" مستشهداً فى مقاله بأهم الاحداث التى تستهدف أمن الوطن من اعمال عنف وصولاً لقضايا التنصير والاسلمة كاشفاً عن تورط جهات خارجية فى تلك الاحداث من اجل تمزيق نسيج الشعب المصرى.. دعاياً فى مقاله كافة طوائف الشعب من تيارات سياسية ودينية ومدنية التكاتف وبذل الغالى والنفيس للحفاظ على أمن مصر.. مطالباً المصريين بالحفاظ على امن الاقباط لانهم شركاء فى هذا الوطن. وفى تحقيق آخر يتناول نفس القضية بعنوان "القوى السياسية تعلن يناير شهر الوحدة الوطنية" والذى يؤكد أن كافة التيارات السياسية فى مصر ترفض هذا العمل التخريبى وتدعو للتكاتف والوحدة الوطنية. وواصلت جريدة "صوت البلد" تواصلها مع المواطن المصرى من خلال إلقاء الضوء على اهم القضايا وجاءت عناوين الجريدة على النحو التالى "مسلمون واقباط فى مظاهرة الغضب النبيل التى تجتاح مصر من جراء الحوادث الارهابية" فى اشارة الى تكاتف ابناء مصر ضد التخريب. وعنوان اخر"مذبحة الاسكندرية هدية الاقباط فى عيد الميلاد"، "حادث الاسكندرية يعصف بآمال الاقباط فى عام 2011 " وكلها ذات هدف واحد لا للتخريب والفتنة الطائفية. هذا بجانب العديد من القضايا المهمة على الساحة الدولية ومنها قضية انفصال السودان كاشفة عن نقاط ساخنة وسيناريوهات الولاياتالمتحدة فى تفتيت القارة السمراء الى دويلات تصل الى 200 دولة وبالفعل نجحت اول محاولة فى ولادة جنوب أفريقيا. وجاءت عناوين العدد رقم 192 لشهر يناير بدءًا من مقال د. خالد غازى تحت عنوان" ثورة الياسمين ونهاية بن على" والذى اهدي من خلاله سلامًا الى روح محمد بو عزيزى مفجر ثورة تونس الذى وضع حياته فى كفة وحرية تونس فى كفة ورجحت كفة بو عزيزى لينال شعب تونس حريته ويفر زين الدين بن على تاركاً عرشه. وفى متابعة مستمرة للاحداث تتناول "صوت البلد" فى تحقيق يحمل عنوان الكنيسة تسيطر على غضب الشباب. وعنوان اخر: "الكنيسة تحذر المسيحيين من اعمال الشغب رداً على اى اعمال شر". وتفاعلاً مع الاحداث لم تركب جريدة صوت البلد الموجة كما فعلت بعض الصحف الاخرى فمنذ نشأتها فى عالم الصحافة المصرية تدافع عن حقوق المواطنين وتكشف قضايا الفساد ودافعت عن حرية المواطن ومن حقه التعبير عن رأيه دون قيود وذلك ظهر جلياً من خلال مقال رئيس النحرير بعنوان "حرية الفرد .. لهيب الثورات" ومن وجهة نظرى أرى ان رئيس التحرير كان يقرأ المستقبل بمقاله وأن مصر على وشك انفجار ثورة تغير من مسار الحياة والانظمة السياسية بمصر وكان المقال بتاريخ 27 يناير، وقد كتبه قبل هذا التاريخ ووضع كلماته ورسم خريطة الوضع الراهن وكأنه يتوقع الاطاحة بالنظام الحاكم وصدقت الرؤية برحيل مبارك على يد أبناء مصر بثورة 25 يناير ورحيل الطاغية بعد مرور 18 يوما من اشتعال الاحداث. وجاء تحقيق اخر ليكشف عن اهم مشاريع القوانين مازالت فى ثلاجة مجلس الشعب وهى مشروعات طالب بها حقوقيون وبرلمانيون للخروج من الاحداث التى شهدها عام 2011 . واستمرت "صوت البلد" فى مناصرة المواطن الفقير من خلال التحقيقات والتقارير وظهر ذلك تحت عنوان "المطالبة بتشريعات تضمن الاستقرار للاسعار فى مواجهة الغلاء" واخر "الحكومة باعت الفقراء واهدت الدعم للاغنياء"، و"مصاريف الوزراء تخطت المليار وسوء الانفاق يضرب مختلف القطاعات". فبراير.. شهر الحدث العظيم الذى غير مجرى الامور فى مصر بدأت "صوت البلد" فى رصد الاحداث لحظة بلحظة من محافظة لأخرى، كاشفة من خلال مقالات رئيس التحرير انقضاض الاحزاب على الثورة تحت عنوان "احزاب كرتونية تسرق ثورة شباب 25 يناير" . وجاءت اللحظة الحاسمة برحيل 30 عامًا من الكبت للحرية بتنحى مبارك ورضوخه لمطالب الشعب بالرحيل، وحملت عناوين "صوت البلد" تحقيقات ومقالات تحليلة، لقراءت المستقبل ووضع سيناريوهات ما بعد الرحيل والتوقعات التى ستواجها مصر فى ظل خلو كرسى الرئاسة. ومن أجمل هذه المقالات، مقال د. خالد غازى " الخلطة السحرية لنجاح ثورة 25 يناير"، وفيها يوضح رئيس التحرير كيف نحج ابناء مصر فى الصعود الى قطار الحرية الذى انطلق فى الوطن العربى وكانت اول محطة له تونس والثانية مصر والخلطة السحرية من وجهة الكاتب هى كيفية تفعيل شعار "الشعب والجيش ايد واحدة" لنجاح ثورتهم وتمكن الثوار من انضمام الجيش الى غضبهم لتكون النصرة من عند الله ويرحل الطاغية. وفى تحقيق أجرته صوت البلد لتكشف من خلاله الغيبوبة التى كان يعيش فيها الاعلام الحكومى بعنوان"الاعلام الحكومى فى غرفة الانعاش" الاعلام الذى ظل طوال فترة الغضب يزيف الحقائق وينقل صورة مغايرة للواقع ظناً منه انها سحابة عابرة وستستقر الامور، ولكن لم يتوقع ان السحابة ستمطر قطرات الحرية على أرض مصر. وتنبأت صوت البلد بمصير وزراء حكومة الفساد السابق ان نهايتهم داخل السجون وبالفعل صدقت التوقعات وهم الان يحاكمون على ما اقترفت ايدهم من فساد وظلم لشعب مصر. كما توقعت محاكمة مبارك على قتل المتظاهرين وظهر ذلك من خلال العنوان الرئيسى للجريدة فى العدد 196 لشهر فبراير يقول "الجيش لا يستبعد محاكمة مبارك" كما توقعت بإطاحة حكومة شفيق بعنوان "إقالة حكومة شفيق بعد تعديل الدستور" وبالفعل تم إقالة حكومة شفيق حتي قبل التعديل المرتقب. وبالمستندات تنفرد صوت البلد بالكشف عن الفساد فى هيئة النقل العام الذى حولها رئيس الهيئة لعزبة خاصة له ولحاشيته. كما لم تغب الثورة التكنولوجية عن صفحات "صوت البلد" خاصة أن ثورة 25 يناير نتجت عن استخدام التقنيات الحديثة فى التواصل بين الشباب عن طريق الفيس بوك وتويتر اسرع وسيلة للحديث وقدمها لنا رئيس التحرير بعنوان "ثورة شباب الفيس بوك وتويتر". وتنفرد ايضاً بالمستندات عن كشف الفساد داخل احدى القطاعات المهمة بوزارة الزرعة وهى شركة "ريجوا" وضياع المليارات من خلال رئيس الشركة وآلاف الافدنة التى نهبت ومنحت لكبار رجال الدولة وقد حصلت الجريدة على نسخة من المستندات التى تكشف عن اسماء لها ثقلها فى مصر وعهد مبارك. ومن التحقيقات التى انفردت صوت البلد بها كان بعنوان "حزب الحرية والعادلة المحطة الاهم فى تاريخ الجماعة"، والتحقيق يؤكد ان الاخوان المسلمون سيكون لهم شأن فى المرحلة المقبلة وانهم الحصان الرابح، وهذا ماحدث خلال الانتخابات التى اجريت فى نهاية عام 2011 واكتسح حزب الحرية والعادلة اغلب الاصوات وكانت فوق كل التوقعات حيث جاءت النتائج النهائية للانتخابات التشريعية التي استمرت 55 يومًا شهدت مشاركةً متميزةً للشعب المصري تحدَّى فيها كل الصعاب التي أرادت عرقلة مسيرته واختياره للخيار الديمقراطي باعتباره بداية الطريق للتحول السلمي للسلطة في مصر.. فقد حصل حزب الحرية والعدالة ومعه التحالف الديمقراطي على 235 مقعدًا من إجمالي 498 مقعدًا، محققًا نسبة 47.2% من إجمالي مقاعد البرلمان، وهي موزعة كالآتي 127 في القوائم، و108 على المقاعد الفردية. ومن جهة اخرى لم تغفل "صوت البلد" عن طرح اهم القضايا الدولية وعلى رأسها قضية انفصال الجنوب؛ حيث اجرت الجريدة حوارًا مع المستشار الاقتصادى والمفكر السودانى وصاحب كتاب "انفصال جنوب السودان ليس صناعة سودانية انما صناعة اسرائيلية"، كاشفاً خلال الحوار عن اسرار مهمة فى دور اسرائيل لحدوث الانفصال وزرع الفتنة فى حوض النيل. وتستمر "صوت البلد" فى خوض المعارك الصحفية وإلقاء الضوء على الاحداث لحظة بلحظة من خلال المقالات والتحقيقات والتقارير المهمة ومزيد من النجاح يوماً بعد يوم بفضل الله وسواعد ابناء صوت البلد، وكانت اكثر المعارك الخاصة التى خاضتها الجريدة اخرها عملية السطو على اسم "صوت البلد" من قبل رجل الاعمال محمد ابوالعينين عندما انشأ قناته الفضائية تحت اسم "صوت البلد" والتى تعد سرقة ملكية فكرية ونحجت حملة ابناء "صوت البلد" فى ردع ابو العينين وتغيير اسم قناته الفضائية. واستمرت صوت البلد خلال العام في محاربة الفساد وفتح الملفات المسكوت عنها في الصحافة المصرية وها نحن نحتفل معها بعيد ميلادها السادس ونقول كل سنة وقراؤنا بخير.