بدأت الاستعدادات للاحتفال بمرور عام على ثورة 25 ينايرفى ظل أجواء ملبده بالغيوم بين مؤيد ومعارض ,البعض يرى ان اسقاط نظام مبارك بطريقة سلمية , وتقديمه للمحاكمة فى سابقة لم تحدث من قبل فى عالمنا العربى بالشىء العظيم الذى يستحق الزهو والاحتفال ,على الجانب الأخر نرى من يعتبر ماحدث ماهو الاثورة منقوصة ويتساءلون عن ثلاثة أشياء محددة : أولا؛هل اسقاط الرئيس السابق مبارك الذى أعلن فى الأول من فبراير الماضى على شاشة التليفزيون المصرى أنه لن يترشح لولاية رئاسية جديدة وأنة سيعمل خلال الستة أشهر الباقية فى ولايته على الانتقال السلمى للسلطة . ثانيا؛ حل جهاز أمن الدولة الذى تم بناء على رغبة المتظاهرين , بعد اهانة الكثيرمن العاملين فيه والتشهير بهم على مرآى ومسمع من جميع طوائف الشعب . ثالثا؛انتخابات القرن كما يسميها البعض وتبديل أحمد عز ورفاقه من رجال الأعمال الذين وصلوا الى أعلى المناصب السيادية والوزارية بجماعة الاخوان المسلمين التى حصلت على أكبر نسبة مقاعد فى البرلمان فى تاريخنا المعاصر اذا افترضنا أن هذه الايجابيات تكفى لعمل احتفال.فهل هذه كانت كل أهداف وطموحات ثوار 25 يناير.؟ وبنظرة سريعة على مجريات الأمور نلاحظ أن هناك تراجعا كبيرا فى حجم الاحتياطى النقدى الأجنبى بمصر ,فضلا على نقص الاستثمارات الأجنبية المباشرة ,ناهيك عن قطاع السياحة ثانى أهم مصدر للدخل القومى المصرى بعد قناة السويس , واللأوضاع الصعبة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة والانخفاض فى معدل النمو جراء حالة من عدم الاستقرار والظروف المتردية التى نمربها الأن. أظن أنه يجب علينا أن نواجه أنفسنا بأننا أمام ثورة غير منجزة حتى الأن فكثرة المليونيات أدى الى ارتفاع نسبة البطالة , أننا لم نصل بعد الى توفير حد أدنى وأقصى للرواتب , أنه لم يتم حتى الأن انجاز ملف تعويضات الشهداء والمصابين بايجاز شديد وبعد توالى ثلاث حكومات على ادارة شئون البلاد خلال تلك الفترة الانتقالية وبعد مئات الشهداء من ابناء الوطن وعشرات المصابين معظمهم فى أمس الحاجة الى رعاية خاصة , الى الملاييين من أولياء الامور (وأنا منهم )يخافون ويعيشون فى حالة من الرعب والفزع على ابنائهم وبناتهم من حوادث الطرق والاختطاف والسرقة بالاكراه وغيرها. حقيقة نحن نعيش فى حالة قصوى من الهلع منذ بدأت حالة الانفلات الأمنى التى لم نتعود عليها فى الشارع المصرى من قبل (احقاقا للحق وزيرالداخلية الحالى اللواء محمد ابراهيم بدأ فى تحقيق بعض من الانجازات ليته يستمر فجميعنا يلحظ تواجده المستمر فى أماكن كثيرةهذه الأيام. وأظن أنه واحد من الوزراء القلائل فى الحكومة الحالية الذين يتفق عليهم الجميع حتى الأن). وأخيرا أتساءل عم اذا كانت أم شهيد الثورة ستشارك فى تلك الاحتفالات ودم ابنها لازال ينزف فى الميدان فبالتأكيد هى لم تحصل بعد على حقه معنويا على الأقل ,؟هل مصاب الثورة الذى فقد نور عينية سيسعد بتلك الاحتفالات الغنائية,؟ هل شباب الثورة الذين لم يحصل أى منهم على أى منصب وزارى ,ولم نجد أى منهم عضوا فى البرلمان الجديد ,هل سيتم تكريهم فى تلك الاحتفالات؟,أليس من الافضل أن نتمهل قليلا بصراحة ليتنا نعيد النظر فنحن فى أمس الحاجة الى العمل بجدية متناهية لمحاولة اصلاح ماتم افساده,الى السرعة فى تحقيق كل متطلبات ذلك الشعب فى الوصول الى حياة أفضل يسعى اليها الجميع.عندما يتحقق ذلك أظن أن جميعنا سيسعد وسيسعى الى احتفالات تمدت الى كل مكان فى بر مصر .