إنشاء وزارة لمصابى الثورة فى حكومة الانقاذ هو قرار سياسى يحمل من الإهانة للشباب الذين ضحوا بحياتهم حتى يكتب النجاح للثورة، أكثر مما يحمل لهم الأمل في الشفاء والتعافى من الآلام، والواجب على الدكتور الجنزورى قبل أن تؤدى حكومته اليمين الدستورية خلال الساعات القادمة أن يحذف هذه الوزارة من برنامجه، ويبحث عن آلية جديدة تقدم الخدمات الحقيقية التى يحتاجها المصابون لعلاج جراحهم العضوية والمعنوية. إن شهداء ومصابى ثورة 25 يناير مكانهم،فى المقل وشغاف القلوب لكل مصرى استنشق عبير الحرية وشعر بقيمته أمام لجان الانتخابات لأول مرة بعد إسقاط النظام الفاسد، إن الشباب الورد الذى ملأ جناين مصر، وسالت دماؤه فى الميادين فمنهم من نال الشهادة ومنهم الذى فقد أحد أعضائه ومازال على قيد الحياة نرفض أن يتحول الى قضبان يسير عليها قطار حكومة الجنزورى من مدينة نصر المقر المؤقت للوزارة إلى المقر الدائم بشارع قصر العينى. إن الطلب العاجل للمصابين من الدكتور الجنزرى هو إصدار قرارسريع وليكن أول قرار يتخذه فى أول عمل رسمى له وهو علاج جميع المصابين فى أحداث الثورة على نفقة الدولة فى الداخل أو الخارج حسب حاجة المصاب، وفى أرقى المستشفيات وبدن تحديد سقف مالى، وتعيين المصابين من غير العاملين فى وظائف حكومية، وصرف معاشات شهرية لأبناء وأسر الشهداء، وتشغيل أحد أبنائهم أو أحد من أسرهم، ومنح جميع المصابين والشهداء أرفع الأوسمة فى الدولة للاعتراف بدورهم الوطنى، وانشاء ناد باسم المصابين والشهداء تشرف عليه القوات المسلحة ويتم الاحتفال فيه سنوياً بذكرى «25 يناير» ويفتح أبوابه طوال العام لأسر المصابين والشهداء. وإن أى تقصير من الدولة تجاه مصابى وشهداء الثورة هو إهانة للثورة نفسها، وأن الضحك على الأبطال بوزارة يعتبر إساءة لاستخدام السلطة وإهداراً للمال العام!! وإن تحويل مطالب المصابين وأسر الشهداء الى مطية تركبها الحكومة الجديدة للحوار مع ثوار التحرير خطأ سياسى يزيد من اشتعال المواجهة. وإذا كان الدكتور الجنزورى مصراً على وزارة مصابى الثورة فعليه أن يجيبنا عن هذه التساؤلات أين سيكون مقر هذه الوزارة وكم تبلغ ميزانيتها من الدولة وكم تكلفة تجهيزها ومجموع مرتبات الجهاز الإدارى الذى سيعمل بها، وماعلاقتها بوزارة الصحة وهل ستكون وزارة دائمة أم يتم إلغاؤها بعد شفاء المصابين وما هى مسئوليتها نحو المصابين وأسر الشهداء، وما هو نوع الخدمات التى ستقدمها لهم،وهل سيكون دورها تحويل المصابين الى المستشفيات أم انها ستعالجهم فى مقرها، وما هو مضمون التقرير الذى سيقدمه وزير المصابين الى مجلس الوزراء خلال اجتماعه الأسبوعى عن نشاط وزارته وكيف ستكون علاقة معالى وزير المصابين مع وسائل الإعلام هل ستسأله كل يوم: عاملين إيه المصابين فيرد الحمد لله حالهم فى تحسن مستمر، وكيف ستكون علاقة معاليه مع المصابين أصحاب الوزاة هل سيكون فى استقبالهم إذا احتاجوه أم سترد السكرتارية عليهم الوزير مسافر! د. جنزورى، مصابو الثورة يريدون عطفاً وحناناً وأكثر احتراماً من ذلك.