أكثر من مرة علي مدي نحو 51 سنة أو يزيد، وكان الإرجاء يتزامن مع التغيرات الصحفية لرؤساء مجالس الإدارات علي أمل إنقاذ ما يمكن إنقاذه•• لكن تطور الأحداث وما أسفر عنه من وقائع مؤسفة دعتنا لنتناول هذه القضية بعين حيادية لأن ليس لنا فيها ناقة ولا جمل، ولكن لأن الصحافة هي خادمة في بلاط صاحبة الجلالة أي الرأي العام• لقد استاء صحفيو دار التعاون ودار الشعب من ردود أفعال بعض الزملاء في أكبر صحيفتين الأهرام والأخبار وما حدث من تظاهرات وسباب ورفض للقرار واتهامات لا تصدر عن صحفيين لهم مثل هذه القامة بين الصحف• كما وصلت الاتهامات إلي النقابة وبعض مجلسها بعدم الحيادية وكان النقيب حكيما فقد أكد مكرم محمد أحمد علي مسئوليته لحل مشاكل جميع الصحفيين في الأهرام والأخبار والتعاون والشعب وغيرها من المؤسسات الصحفية المعنونة بالدمج وقال إنهم في عنق النقابة، مضيفا أننا لن نرضي بأي إهانة لصحفيي المؤسسات وقياداتهم لأنهم جميعا مهنيون وعظماء، ولن نفرض أي حل إلا بعد إرضاء جميع الأطراف وقال لأحد الصحفيين الذي صرخ وقال احنا اتبهدلنا يا ريس فرد مكرم هات راسك أبوسها•• ثم أكد أن النقابة طرف أساسي في المشكلة رغم أنف المجلس الأعلي للصحافة ومجلس الشوري• الكلام جميل ولكن هناك مآخذ الإداريون في دار التعاون ودار الشعب تم دمجهم في الشركة القومية للتوزيع• صحفيو التعاون ينضمون إلي مؤسسة الأهرام ويتم إصدار مجلة التعاون والمجلة الزراعية تحت مسمي الأهرام الزراعي والأهرام التعاوني• أما الشعب فتم إرجاء النظر في شأنها رغم أنها غير مدينة للأفراد أو البنوك وقد شهدت صراعا حاداً من قبل أدي إلي إغلاق جريدة الشعب بعد التنازع علي حزب العمل وسيطرة التيار الإخواني عليها• وقد قام مجلس الشوري والمجلس الأعلي للصحافة بإعادتها للحياة مرة أخري تحت مسمي الرأي وحققت طفرات وخرجت من كبوتها ولها أصول جيدة ممثلة في أربعة فروع بشارع القصر العيني والملك الصالح والسيدة زينب وبولاق• أما مؤسسة دار التعاون فحكايتها حكاية فبعد الراحل ممدوح رضا رئيس مجلس إدارتها وكانت تصدر نحو 01 إصدارات منها السياسي المصري والتعاون والطلبة وحماية المستهلك والتعاون الاقتصادي والتعاون الرياضي غير المجلات الزراعية المتخصصة بالإضافة لكتاب التعاون•• ولها مطابع جيدة في دار السلام، كما أن أرض جاردن سيتي وصل سعرها إلي 2 مليار جنيه وعرضت السفارة الأمريكية مؤخرا هذا المبلغ لشرائها• فإن الإدارات هي التي فشلت وتسببت في هذا الفشل الذريع وليس الصحفيين•• اللهم إدارة أحمد مصيلحي الذي استطاع أن يرشد الإنفاق والاستهلاك وتمكن من سداد مديونيات المؤسسة، كما انتظم في سداد التأمينات الاجتماعية وصندوق المعاشات• أما بالنسبة لسلامة أبوزيد فالرجل لم يمكث طويلا وآثر السلامة وتركها بإرادته دون إقالة أو تغيير ودار التعاون تمتلك أيضا أصولا أخري فالإدارة في دار السلام مساحتها أكثر من ألفي متر وفي قليوب 5 آلاف متر والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم نسمع عن محاسبة رئيس مجلس إدارة للصحف القومية في مصر؟ لقد فاحت رائحة الفساد في أكثر من مؤسسة وسنكتفي بما تردد عن أن رئيس تحرير جريدة الشعب أرسل خطابا إلي الرئيس حسني مبارك أفاد فيه أن ما جاء في تقرير مجلس الشوري يتطابق مع السياسة التي اتبعها المجلس بعد ذلك عندما تم في عام 6002 التغييرات الصحفية القسرية نتيجة الفوضي في عدد من المؤسسات وما جري من عمليات إطاحة وإقالة -لرؤساء المجالس السابقة - توطئة للدمج والهيكلة والتخلص من المؤسسات القومية التي تري الحكومة ضرورة الاستغناء عنها• وحصرها في الأهرام والأخبار والجمهورية•• وهو المخطط الذي قام علي أساسه د• عهدي فضلي رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم بتنفيذه وكذلك حسن الرشيدي رئيس مجلس إدارة التعاون السابق ورئيس تحرير المسائية الحالي• وذلك للاستيلاء علي أصول الشعب والتعاون ولا يبقي أمام صحفيي الشعب العاملين بها أي موارد ويرضون بالضم أو بالتسريح• وتردد أيضا أن عهدي والرشيدي اتفقا علي هذا السيناريو وتمرير قرار الدمج مقابل إعفاء الثاني من المساءلة القانونية في ملف أرض دار السلام التي تم بيعها بنحو 43 ميون جنيه وهناك ملايين أهدرت ولا توجد لها مستندات تبين أوجه التصرف فيها مقابل أن يسكت الرشيدي ومعاونوه عن صفقات البيع التي ستتم لأصول دار التعاون• كما تردد في الدارين أن عهدي سيبيع الأصول لأحد أصدقائه من كبار المستثمرين وهو الأمر الذي جعل صفوت الشريف يوافق علي عملية البيع فلم يصل أحد حتي الآن إلي هذه الدرجة من الجرأة والشجاعة لتخليص مجلس الشوري من الأعباء الملقاة عليه تجاه مثل هذه الدور• ولأن الاتهامات مجازية بأن قرار الدمج تم بطريقة عشوائية وغير مدروسة فإن جلال دويدار الأمين العام للمجلس الأعلي للصحافة قال للصحفيين جميعا من المؤسسات الصحفية الأربعة: خلوا الأمور تمشي وبلاش تعقدوها•• احنا بنحافظ علي كرامة الصحفيين•• خليكوا انتم الكبار هذا كلام في منتهي الخطورة وأيضا في منتهي العقل لرجل داخل المطبخ السياسي وعلي الجميع أن يعوا هذا الكلام• صحيح إن صفوت الشريف أعلن أن المؤسستين التعاون والشعب بهما أكثر من ألف عامل وديونهما نحو 004 مليون جنيه، وأن القصد الوحيد هو الحفاظ علي أبناء الدارين وأيضا دعم الكيانات الكبيرة بالصغيرة والمحافظة علي الإصدارات بحيث لا يكون هناك صحفي عبئا علي أحد، ووعد الشريف بدراسة وجهات النظر لأبناء الأهرام والأخبار وليس معني هذا أنه تراجع• لكن يجب أن نعرف أن المالك لكل الصحف القومية والأب الشرعي لها هو المجلس الأعلي للصحافة ومجلس الشوري وهناك جهود مضنية لدعم هذه الكيانات الكبيرة وإقالتها من عثرتها وهذا القرار لم يكن عشوائيا فقد تم الاستعانة ببيوت خبرة أجنبية في مجال إصلاح الهياكل لهذه المؤسسات وتحملت الدولة تكاليف هذه الدراسات• كما يجب أن يكون في المعلوم أن حكومة د• نظيف تري أنه للتخلص من الأعباء المالية للشركات والمؤسسات العامة التي تعاني من خسائر مالية كبيرة لا يوجد أمامها سوي الدمج أو الخصخصة أوشركات مساهمة• ما نود أن نقوله إن الشريف يتعامل مع الأزمة بحكمة كما أن صحفيي الشعب والتعاون والمسائية ليسوا بفشلة لكن لابد من محاسبة الإدارات السابقة في جميع المؤسسات الصحفية القومية في وضوح وشفافية•