ارتفاعة 73 متراً ، حيث نقشت عليه آيات قرآنية وبعض الرسومات البارزة وينتصب على منصة مربعة ، وعلى كل جانب من جوانبه منارة دائرية ، وقد مر على بنائه ثلاثة قرون ونصف . تاج محل تعنى " قصر التاج " حيث تعود قصة بنائه إلى زواج شاه جيهان الذى كان يعرف وقتها باسم الأمير حزام ، وصار فيما بعد الإمبراطور المغولى الخامس ، واسمه شهاب الدين من تاج محل وزوجته اسمها الحقيقى " آرجمند نانو بيجام " بنت آصف خان رئيس التشريفات فى القصر الملكى التابع للملك جيهان نكير سلطان المغول المسلمين ، فى منطقة أجرا عاصمة الهند فى ذلك الوقت ، وعلى الرغم من أنه الزواج الثانى للشاه إلا إنه كان نابعاً من قصة حب قوية ، وقد كانت ممتاز رفيقة دائمة لزوجها لا تتركة فى كل رحلاته ، إلى جانب أنها كانت مستشارته وصديقته وكانت الدافع القوى لقيامه بالكثير من أعمال الخير ، وخاصة مع الفقراء وقد أنجبت له 14 ولداً حيث توفيت على فراش الولادة عام 1631م ، وعندما قرر أن يخلد ذكرى زوجتة قام ببناء هذا التاج وسمى باسم " تاج محل " أو ممتاز محل . تاج محل شيد على مدى اثنين وعشرين عاماً وتم الانتهاء منه فى 1648م تحت إشراف المهندس المعمارى أستاذ عيسى ، أما محمد خان من شيراز وعبد الغفار من مولتان فكانا خطاطى المشروع ، بينما كان المسئول عن النواحى الفنية والتصميم الداخلى هو قادر زمان خان من الجزيرة العربية ، إلى جانب وجود مجموعة من الخبراء من دلهى ولاهور وملتان وبغداد وشيراز وبخارى . يقف التاج على منصة مساحتها 186 قدماً مع أربع زوايا مبتورة ويستخدم فى التصميم المعمارى مفهوم أرابيسك المتشابكة ، كما أن القبة المركزية يصل ارتفاعها 213 قدماً ويحيط بها أربع غرف فرعية ، أما المدخل الرئيسى فهو مشيد من الحجر الرملى الأحمر وتظهر القباب ذات الطابع المعمارى الهندوسى والآيات القرآنية المنقوشة على الضريح ، وتحيط بحدائق تاج محل جدران عالية كل منها مقسم إلى أربعة أجزاء ، وهى تعتبر رمزاً لحدائق الجنة فى الإسلام وتوجد نوافير وقنوات للمياه تنساب عبر الحدائق والضريح مشيد على منطقة عالية وبه أربع مآذن تحيط بجوانبه الأربع . يقع التاج خارج مدينة أغرا وله أرصفة مبلطة بحجارة المرمر تظهر فيها قنوات مائية تجلب لها المياه من النهر بواسطة شبكة من الخزانات والأنابيب الموجودة تحت الأرض ، وجدران هذا الصرح المعمارى مرصعة بصفائح من الأحجار الكريمة ، وقد اعتبره الفنيون نمطاً من حدائق جنة عدن نظراً لجماله المبهر ، ولحب شاه جيهان للأحجار الكريمة فقام بتزيين واجهات البناء بها إلى جانب الرسومات والأزهار ووجود الآيات القرآنية على الجدارن مما يعكس تقليد الحضارة الإسلامية . ويجذب تاج محل الآلاف من السياح فلا يستطيع أحد أن يزور الهند دون المرور بتاج محل ، فهو تحفة فنية تعكس الفن المعمارى الإسلامى ، حيث إنه يجمع بين الحضارة الإسلامية والهندية ، ومن عجائب هذا المبنى أنه بنى على خاصية النظير التام فكل جزء مكون من قبة ومآذنها وبها نقش يوجد على اليسار ، والضريح ينعكس كلياً على جدول الماء الأمامى . الجديربالذكر أن منظمة اليونسكو قامت بإدراج هذا المعلم فى قائمة التراث الثقافى العالمى فى استفتاء جرى عام 2007 ، ولكن نتيجة لآثار التلوث والأضرار التى لحقت بتاج محل وكما يسميه الهنود " قصدة المرمر " جعلت العالم يحذر من أن الموقع " تاج محل " مهدد بالخطر كما اكد الصندوق العالمى للمواقع الأثرية عام 1996 ، لذا يبحث الهنود فى كيفية الحفاظ على هذا الصرح المعمارى الذى يجمع بين الحضارةالإسلامية والحضارة الهندية .