انطلاق القافلة الدعوية لأئمة مديرية أوقاف الإسكندرية    الروص يواصل الارتفاع، أسعار الكتاكيت والبط اليوم الجمعة في بورصة الدواجن    جيش الاحتلال يعلن اعتراض مسيرة أطلقت من اليمن في منطقة غلاف غزة    عمر مرموش يتغنى ب صلاح.. ويؤكد جوارديولا المدرب الأفضل في العالم    الداخلية تكشف ملابسات رمي سيارة نقل ثقيل بالحجارة في البحيرة    الأونروا: يجب تغيير سياسة المنع الكامل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة    تشكيل بايرن ميونيخ ضد لايبزيج في الدوري الألماني    استطلاعات وأحداث يومية تكشف: العالم يواجه إسرائيل بتعاطف مع غزة وغضب من المجازر    مبيعات روكي الغلابة تصل إلى 261 ألف تذكرة منذ طرحه    مؤتمر إيدي هاو: موقف إيزاك خاسر للجميع.. ومن المؤسف أننا في هذا الوضع    «الاستراتيجي للفكر والحوار»: اللقاء بين الرئيس السيسي وبن سلمان يعكس عمق التنسيق بين البلدين    حملات مكثفة.. ضبط 162 سائقًا بسبب تعاطي المخدرات أثناء القيادة    بالأرقام.. الأمن الاقتصادي يضبط آلاف القضايا خلال 24 ساعة    إصابة 6 أشخاص في انقلاب سيارة على الطريق الغربي بالفيوم    من واشنطن إلى آسيا| تداعيات الرسوم الأمريكية على الاستثمار العالمي    إقبال جماهيري على معرض السويس الثالث للكتاب    بالصور.. نقل القطع الأثرية المكتشفة تحت مياه أبو قير إلى المسرح اليوناني الروماني بالإسكندرية    نائب وزير الصحة يتفقد منشآت طبية بدمياط ويشيد بأداء مستشفى الحميات    تسجيل مركز قصر العيني للأبحاث السريرية رسميا بالمجلس الأعلى لمراجعة أخلاقيات البحوث الطبية الإكلينيكية    حلاوة المولد، طريقة عمل "الشكلمة" فى البيت بمكونات بسيطة    نائب محافظ الفيوم يُكرم المشاركين في البرنامج التدريبي "العمليات التصميمية وإعداد مستندات الطرح"    بنسبة تخفيض تصل 30%.. افتتاح سوق اليوم الواحد فى مدينة دهب    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    العين مرآة العقل.. وهذه العلامة قد تكشف مرضًا عقليًا أو اضطراب نفسي    من أوائل الثانوية بمحافظة شمال سيناء.. وفاة الطالبة شروق المسلمانى    وزير الري: التكنولوجيا تلعب دورا محوريا في إدارة المياه والتنبؤ بمخاطر المناخ    محافظ مطروح يستقبل رئيس جامعة الازهر لافتتاح مقر لكلية البنات الأزهرية    مصلحة الضرائب تنفي وجود خلاف بين الحكومة وشركات البترول حول ضريبة القيمة المضافة    غدير ماتت من سوء التغذية..التجويع الإسرائيلي لغزة يقتل رضيع عمرها 5 شهور    عائلات المحتجزين: ندعو لوقفة احتجاجية قبالة مقر نتنياهو    رئيس مدينة طهطا يتفقد مصابي حادث انهيار منزل بقرية الشيخ مسعود بسوهاج    القبض على عاطل يدير ورشة لتصنيع الأسلحة البيضاء    وزارة التخطيط ووكالة جايكا تطلقان تقريرا مشتركا حول 70 عاما من الصداقة والثقة المصرية اليابانية    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    *لليوم الثاني.. خدمة Premium الجديدة بقطارات السكة الحديد "كاملة العدد"    مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يعلن قوام لجنة تحكيم الدورة ال32    ثائرٌ يكتُب    وزير الثقافة يستقبل وفد الموهوبين ببرنامج «اكتشاف الأبطال» من قرى «حياة كريمة»    محمود ناجي يدير مباراة السنغال وأوغندا في ربع نهائي أمم افريقيا للمحليين    الحبس عامين ل تارك صلاة الجمعة بماليزيا.. أحمد كريمة يوضح الرأي الشرعي    «التسامح والرضا».. وصفة للسعادة تدوم مدى الحياة    ناشئو وناشئات الطائرة يتوجهون إلى تونس بحثًا عن التتويج الإفريقي    ناقد رياضي: بن رمضان اللاعب الأكثر ثباتًا في الأهلي.. ومواجهة المحلة صعبة    دعمًا للأجيال الواعدة.. حماة الوطن يكرم أبطال «UC Math» في دمياط    الاقتصاد المصرى يتعافى    تهيئة نفسية وروتين منظم.. نصائح هامة للأطفال قبل العودة إلى المدارس    أستاذ بالأزهر: مبدأ "ضل رجل ولا ضل حيطة" ضيّع حياة كثير من البنات    غدًا.. إعلان نتيجة التقديم لرياض أطفال والصف الأول الابتدائي بالأزهر| الرابط هنا    الأمن أولًا.. إدارة ترامب تعتزم مراجعة شاملة لتأشيرات 55 مليون أجنبي    محافظ أسيوط يسلم جهاز عروسة لابنة إحدى المستفيدات من مشروعات تمكين المرأة    النصر يستعيد نجمه قبل نهائي السوبر    «خير يوم طلعت عليه الشمس».. تعرف على فضل يوم الجمعة والأعمال المستحبة فيه    صفات برج الأسد الخفية .. يجمع بين القوه والدراما    سعر طن الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025    ضبط المتهمين بالتسول واستغلال الأطفال أسفل كوبري بالجيزة    أزمة وتعدى.. صابر الرباعى يوجه رسالة لأنغام عبر تليفزيون اليوم السابع    ما الذي يمنع ظهور حزب معارض قادر على المنافسة بالبرلمان؟ وزير الشؤون النيابية يجيب    نجم الأهلي السابق: أفضل تواجد عبد الله السعيد على مقاعد البدلاء ومشاركته في آخر نصف ساعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"صوت البلد" تحاور كمال عبيد "وزير الإعلام السوداني"

- انتصرنا بعد خمسة عقود حروب بين ابناء الوطن الواحد .
- ثورة يناير غيرت وجه العلاقات المصرية – السودانية .
- رجال في نظام " مبارك " كانوا يفضلون مصلحتهم الخاصة علي المصالح العام .
أكد كمال عبيد وزير الإعلام السوداني، أن السودان يمضي قُدُمًا في تحقيق سياسات حسن الجوار للحفاظ علي الأمن والاستقرار ليعود سلة لغذاء العالم، وأن "الإنقاذ" قدَّمت نموذجا للتعايش السلمي والانصهار بين الشعوب الإفريقية، وان القدرة علي العودة بالمشاريع الصناعية والزراعية ، واننا لن نعود للنزاعات والخلافات بعد التاسع من يوليو، ولن نعيد عجلة التاريخ ولن نسبح في النهر مرتين، والسودان سيكون أرضاً للفرص والاستثمار .
وقال " ان السودان لن يدخل في حروب أو نزاعات وأن انفصال الجنوب واقامة دولته المستقلة لن يؤثر علي السودان سياسيا او اقتصاديا الا بشكل ايجابي "
ورأي " عبيد " ان اندلاع الثورات في المنطقة، كان نتيجة حتمة لحالات الكبت والصراع السلطوي الذي سيطر علي الاوضاع في الكثير من الدول العربية، فضلاً عن الفساد الذي نهش في الاجهزة الحكومية المختلفة.. مؤكدا ان العلاقات المصرية - السودانية، أثر عليها التعامل الامني الي حد كبيرا.. مشيراً إلي ضرورة تغيير تلك السياسات وتحولها لملف مصالح بين البلدين، وأن الارادة السياسية هي المحرك الاساسي للاتفاق بين الحاكم والشعوب.
وأكد وزير الإعلام السوداني في حوار ل"وكالة الصحافة العربية" ب"الخرطوم"، ان النظام السابق للرئيس حسني مبارك لم يفتعل ازمات مع السودان بقدر ان مسئولين بعينهم كانوا يفضلون مصلحتهم الخاصة علي المصالح العام، موضحاً ان مصر فرضت عليها الكثير من الاسباب والعوامل ان تكون ظهير لكل الازمات العربية، لكنها بعد كامب ديفيد تغيرت سياستها لان الاخيرة صممت لاقتطاعها عربياً، مشيراً الي ان اسرئيل من الضروري ان تتوخي الحذر في تعاملاتها المقبلة، وأن التيار الاسلامي لا يتعارض مع بناء دولة مدنية لاسيما انه اصبح تيارًا صاعدًا.. وفيما يلي نص الحوار :
- ما هي الآليات التي من المقرر القيام بها بعد انفصال جنوب السودان وقيام دولته المستقلة ؟
السودان يمضي قُدُمًا في تحقيق سياسات حسن الجوار للحفاظ علي الأمن والاستقرار ليعود سلة لغذاء العالم، إن "الإنقاذ" قدَّمت نموذجاً يُحتذي به في مجال فضّ النزاعات، وضربت مثلاً للتعايش السلمي والانصهار بين الشعوب الإفريقية، وان القدرة علي العودة بالمشاريع الصناعية والزراعية ، واننا لن نعود للنزاعات والخلافات بعد التاسع من يوليو، ولن نعيد عجلة التاريخ ولن نسبح في النهر مرتين، والسودان سيكون أرضاً للفرص وسيسير بعزيمة كبيرة تسندها قدرة الله وتوكُّل شعبه عليه، إن السودانيين عقب الانفصال سيستكملون بناء دولتهم الجديدة علي هدي القرآن والسنة، والسودان فقد الانفصال "25%" من مساحته التي كانت "2.256.000" وتقلصت إلي "1.881.000" كيلو متر، وكذلك سيفقد حدوده مع أوغندا وكينيا والكنغو، وستتقلص حدوده مع إثيوبيا من "1605" إلي "725" كيلو مترًا، ومع إفريقيا الوسطي من "1070" إلي "380" كيلو مترًا، وسيتقلص إجمالي حدوده مع الجيران السبعة إلي "8600" كيلو متر.
- وماذا بعد انفصال الجنوب؟
لقد شاركنا في الاحتفال بقيام دولة الجنوب وكان هذا ضروريا وقامت وزارة الاعلام من واقع مسئولياتها بإصدار كتاب "السودان أرض الفرص.. حقائق وأرقام"، للتعريف بالدولة السودانية بعد التاسع من يوليو عقب الانفصال، معززاً بالخرائط والمعلومات الجغرافية، كما اننا نسعي إلي أن يكون الكتاب إصداره سنوية، وطالما ان الجنوبيين اختاروا طريقاً آخر فإن ما كان يثقل كاهلنا سيكون أخف، خاصة ان السودانيين انتصرت حكمتهم بعد قضاء خمسة عقود في الحروب بين ابناء الوطن الواحد وعدم الاستقرار، وجلسوا الي طاولة التفاوض التي افضت الي اختيار الانفصال واقامة دولة بالجنوب والتي تحتاج الي دعم من المجتمع الدولي ليقوي عودها وتمشي علي قدمها وتكون لفائدة الانسانية ومن هنا كان تجديد القيادة السياسية للشمال الاستعداد دائما لتقديم كل عون لهم لاجتياز مرحلة الميلاد الي دولة مستقرة، فعملوا علي تمليك وسائل الإعلام مختلف المعلومات الأساسية عن سودان ما بعد التاسع من يوليو، واستقاء هذه المعلومات من مصادرها المسئولة حتي تسهم في نشر السلام وثقافة التعايش السلمي بين الجارتين ودعم خطوات الاستقرار في المنطقة والالتفات للبناء والتطور لمصلحة البلدين الشقيقين.
- العلاقات بين الدول.. هل تخضع لمجرد رغبات الشعوب ام للقرار السياسي؟
تقصد النموذج المصري ؛ مع التحول الذي حدث الآن في مصر، استطيع القول بأن إرادة النخبة الحاكمة لم تتحول مستجيبه لرأي الشعب، لاسيما ان الرغبة الشغبية لم تتحول الي قرار سياسي ؛ ولعل هذا يقودنا الي نقطة مباشرة، وهي الي اي مدي استجابت النخبة الحاكمة الان في مصر للتحول الذي حدث في الرأي العام، والملف السوداني - المصري ليس ملفًا أمنيا فحسب بل ملف مصالح بين الشعبين، ولكن النظام السابق صبغ صفة الامنية علي العلاقات بين البلدين.
- وكيف تري الوضع السياسي بين البلدين بعد ثورة يناير؟
الآن القيادة الجديدة في مصر راعت هذا الجانب، وتحولت من التعامل مع الملف السوداني من ملف امني الي ملف يتضمن مصالح الشعوب، فالحراك الذي شاهدناه خلال الشهور الماضية كان يؤكد ان القيادة السياسية في مصر استجابت الي رأي الشارع وحولت الرأي العام في الشارع المصري إلي قرار سياسي، وتوافرت مع هذا القرار السياسي مصالح أخري، فالآن المواطن السوداني داخل الحدود السودانية والمواطن المصري داخل الحدود المصرية، لذلك فهذا ما كنا نرتجيه .. كانت هنالك ادارة سياسية مشتركة فيما عبر عنه بالحريات الاربع، نحن من جانبنا وفّينا بما هو مطلوب منا من ناحية الاجراءات، ولكن لاحظنا ان هذه الارادة لم تكن مكتملة تماماً علي الصعيد المصري، ولكن ربما الان الوضع افضل مما كان عليه في السابق ونتوقع ان يكون المستقبل افضل.
موقف ايجابي
- الحريات الاربع.. مازال تفعيلها دون المستوي المطلوب، فهل العراقيل التي تعوق التنفيذ علي أرض الواقع؛ سياسية أم مساءلة إعادة بناء ثقة؟
توجد عراقيل لكنها ذات بعدين؛ عراقيل في توفر الارادة السياسية، وعراقيل متعلقة بسرعة الاجراءات المتعلقة بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ونحن بالنسبة لنا كانت لدين الارادة السياسية، بل حتي الحديث عن الحريات الاربع هذه كانت مبادرة سودانية، فالارداة السياسية بالنسبة لنا كانت محل تركيز قوي جداً من كل العناصر المشاركة فيها، ونلحظ ان القيادة المصرية في ذلك الحين كانت مشكلة في توفر الارادة السياسية، رغم ان هناك موقفًا ايجابيا من كثير جداً من القيادات السياسية؛ وهذا للتاريخ حتي لا نظلم احدًا، الجانب الثاني متعلق بالإجراءات حتي الارادة السياسية اذا صدرت في قانون او اتفاقيات او قرار او كذا؛ فإنها لا تكون علي قدر عالٍ من الايجابية اذا لم تصحبها اجراءات تفصيلية في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه كإرادة سياسية، وهذا في كثير من الاحيان يتعلق إما اطراف تحتاج الي اعادة تدريب للتعامل مع هذه الملفات بالذات، او جهات محتاجة الي النتائج الايجابية المترتبة علي هذه الإرادة السياسية، وهؤلاء كانوا اصحاب المصالح في المرحلة السابقة الذين ترتبت مصالحهم علي الاوضاع السابقة•• ونحن نحتاج لطملأنة وأن نعيد التفكير ونعيد ترتيب الاوضاع من جديد.
- نظام مبارك لم يسعَ الي التواجد في العمق الاستراتيجي السوداني سياسيا واقتصاديا وحتي ثقافيا واهمل هذا الجانب وتعامل مع هذا الملف ليس بالندية لكن بنوع من التهميش والحذر نتيجة الضغوط الدولية.. فما تعليقك؟
حتي نكون منصفين لابد ان ننظر الي هذه القضية نظرة المحلل السياسي؛ فمصر بعد كامب ديفيد والاتفاقيات التي وقعتها وجدت نفسها في وضع مغاير تماماً للوضع الذي كانت عليه قبلها، موقع مصر الجيوسياسي قيادة مصر في العالم العربي والاسلامي، حضارة مصر القديمة الضاربة في التاريخ، كانت ترتب عليها التزامات كثيرة جداً وكانت مصر تفي بها القرون الماضية.. وحتي تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد صممت اصلاً حتي تقطع مصر عن العالم العربي، ومن اصول وظيفتها الجيوسياسية في المنطقة الحديث عن السودان، وهذا مجرد نموذج حول انعكاس آثار كامب ديفيد علي علاقة مصر مع محيطها الحيوي، وهذا واضح جداً في علاقات مصر مع القضية الفلسطينية، ومع علاقتها بالنظام العربي الرسمي بالجامعة العربية، ومع علاقاتها بالقضايا التي كانت كانت تشغل الموقف العربي القومي، كما في قضية العراق، فأين الدور الاقليمي والدور التاريخي الذي كانت تلعبه مصر؟ لذلك نحن في السودان الحال أشبه بالدول العربية رغم أن خصوصية العلاقة مع السودان كانت في كثير من الاحيان تستطيع ان تفلت من هذا القيد وربما كانت حصافة القيادة السودانية في التعامل مع هذا الملف هي ذات الاثر الاكبر.
- لكن هل كانت هناك ازمات افتعلها نظام مبارك مع السودان كموضوع حلايب؟
نعم ؛ لأن بعض المسئولين في النظام كان قربهم من الملفات التي تخدم الاخرين اكبر من قربهم من الملفات التي تخدم مصر، لا حاجة بنا الي التسمية لان هذه نتركها لدارسي التاريخ لتحديد موقف هذه المؤسسة او الشخص من هذه او تلك من هذه القضية، لكن اكبر خلل في القضية كلها كان النظر الي قضية السودان باعتبارها ملفا امنيا في العلاقات مع مصر وهذا اضعف القضية.
- إذن فهل أدي هذا التخاذل إلي كثير من المشكلات التي كان من الممكن ان تتدخل فيها مصر سياسياً وتجنب السودان كثيرًا من المتاعب؟
لا نتكلم عن التدخل؛ لانها عند التدخل تدخلت بالاجندة الاخري، فتدخلت مصر في قضية الجنوب في وقت مبكر، وحين من تدخلت في قضية دارفور كانت نظرتها للقضية فيها غرابة شديدة جداً؛ حيث تدخلت في مواقف السودان في عدم القبول بقوي دولية في التدخل في العراق حملت حتي الدول العربية الاخري التي كان موقفها من السودان موقف سلبي•• تدخلت عندما هاجمت دول الجوار علي السودان واحتلت جزءًا من الاراضي السودانية واستنصر السودان بظهيره العربي• ولم تكن هناك قوي اقليمية تدخلت في الشأن السوداني•• وأشتطيع القول بأن الملف المصري كان في تعامله مع قضايا السودان وقضية الدول العربية الاخري سواء كانت القضية الفلسطينية او القضية العراقية علي السواء، في العالم العربي كانت القيادة المصرية وقتها اعتبارًا لقدسية رعايتها لاتفاقية كامب ديفيد لا تراعي القضايا التي تحقق مصلحة المواطن المصري ولا التي تظهر مصر في موقف مغاير.
إسرائيل
- وهل تعتقد ان اسرائيل منزعجة لما حدث في مصر؟ وأنها تتخوف من مسألة ان تكون هناك اعادة نظر في موضوع كامب ديفيد؟
التحول الذي حدث في مصر لا اتوقع ان الامور ستكون بعده طبيعية؛ بمعني ان الرأي العام المصري باستمرار خلافه مع النظام كانت له محطات مختلفة، والمحطة الرئيسية كانت تحول مصر من قيادتها للعالم العربي الي ان وقعت الاتفاقية كانت تتكلم، ورغم ان الاتفاقية كانت تتكلم عن التطبيع الا انه لم يتم التطبيع علي ارض الواقع وليس من المحتمل ان يتم، لذلك فإذا كان في ظل رؤية النظام المؤمن باتفاقية كامب ديفيد هذا حدث الذي كان قائمًا يؤمن نظام القوي المحركة للتحول الذي حدث غير مؤمنة بهذه الاتفاقية.
- لكن هل تتوقع انهيارًا لهذه الاتفاقية؟
لا ادري ما هو الجدار الذي بنيت عليه الاتفاقية حتي اقول إنها ستنهار او لا تنهار، لكن انا اقول قواعد اللعبة في المنطقة بعد التحول الذي حدث في مصر تغير، وعلي اسرائيل ان تنظر لهذا التغيير بجدية لان هذا التغيير اجتهدت ان تطيل في امده علي الا يحدث.
الثورات العربية
- ما حدث في تونس كان فاتحة لما حدث في مصر، وما يحدث في اليمن وليبيا، والبقية تأتي.. في اعتقادك ما السبب؟
التحليل السياسي لهذه النقطة واضح جداً، فهناك حالة من الاختناق حصلت في هذه البلدان كان من الطبيعي جداً ان تصل الي مرحلة الانفجار لو لم تعالج، ففي تونس ومنذ وقت مبكر جداً حاولت تونس ان تنقطع من الاصول العربية الاسلامية منذ ايام بورقيبه، والنظام كان باستمرار يرفض القبول بالرأي العام او رأي الشارع في التحول الي الاصول الثقافية العربية والاسلامية، لذلك هذه التراكمات أفرزت مواقف سياسية منها عزل لعناصر عندها رؤية تتطابق مع رؤية الشارع العام ولكنها عزلت وطوردت وحوربت وهجرت؛ فهذه التفاعلات كانت تنتظر اي شرارة لتلتهب وقد حدثت في ليبيا.. الحديث عن نظام قام لانهاء الملكية، ينتقل الي جماهيرية ثم يعود الي ملكية تقليدية بإلغاء التطور الطبيعي للمجتمعات من الناحية السياسية، والتعامل في اطار تعددي وتداول سلمي للسلطة وهذا ما ادي الي احتقان، لابد من ان ينفجر في مصر نفس الشيء، بمعني ان يعود تنظيم الاخوان المسلمين بعد 65 سنة ان يكون له مبني معترف به في شوارع القاهرة ويصل مجموعه، قد يكون وجوده خصما ومتعارضا مع النظام الذي وكل اليه النظام نفسه، لابد ان تمشي في طريقها الصحيح والثورة المصرية في بدايتها للقضاء علي الملكية عندما قامت واحدة من اسباب قيامها، كانت النكبة في فلسطين؛ لذلك زخم الثورة المصرية كان تبنيه للحق العربي في المنطقة وقيادته للعالم العربي في تلك الحقبة؛ لذلك وجد الدعم من كل التيارات والتحول الذي حدث بعد ذلك في الصراع الداخلي في منظومة النخبة في مصر؛ فتحول من مجرد صراع علي السلطة الي صراع أيديولوجي استخدمت فيه قوة السلطة ومنع هذا التفاعل الطبيعي الذي حدث في المجتمعات الاخري.. وهذا الاحتقان ادي الي الفشل الثاني في نكسة 67، وحتي الانتصار الذي تحقق لم تحميه اتفاقية تحقق النجاحات التي كان من الممكن ان تكسب من المعركة العسكرية، لذلك فهذا الاشتباك بين السلطة والايديولوجية كان الرأي العام ودوره في تشكيل الواقع السياسي في المنطقة، والذي اخر التطور السياسي الطبيعي في مصر؛ لذلك لم يكن في يوم ان تنقطع هذه السلسلة، هذا بالتحليل بصرف النظر عن الاسباب التي ادت الي هذا والوسائل الي ادت الي نجاحها.
- هل تؤيد قيام دولة مدنية ام علي فكر ديني؟
لا تعارض بين الدين والدولة، لان الدولة المدنية هي الدولة التي تتيح المواطنة، فالدولة التي أنشأها الرسول الكريم هي دولة مدنية ذات مرجعية دينية، دينية بمعني ان مواطني هذه الدولة بمكوناتهم المختلفة لديهم حق المواطنة ويتمتعون بنفس الحقوق والواجبات، مع اختلاف الواجبات.
- وما رأيك في خروج مسميات كثرة للتيار الاسلامي؛ مثل: جماعة الخوان المسلمين، وجماعة الحق، والجماعة الاسلامية، والسلفيون•• ما رأيك في هذا؟ أليس هذا ظاهرة غير صحية؟
هذا يمثل واقع التعدد.
- لكن لها فتاوي وأحكام متناقضة والتشدد ما زال موجودًا؟
التشدد الذي حدث في فترة من الفترات كان رد فعل لحالة الكبت الشديدة، واي مجتمع فيه كبت تجد فيه تشددًا حتي الفترات التي جاءت فيها انقلابات عسكرية وصارت درجة من الحرية السياسية والحرية الفكرية لم يفرز هذا تشددًا، وقس علي ذلك يعني البلدان التي قامت فيها الديمقراطية لم تفرز حتي الحركات الاسلامية التي خرجت من العالم العربي، ووجدت لها مجالًا للعمل في بعض الول الاوروبية في اطار تعددي، وسمح لها بذلك وتغيرت المراجعات في فكرها من النقيض الي النقيض.
- وكيف تري مستقبل هذا التيار الاسلامي ؟
التيار الاسلامي في المنطقة عموما تيار صاعد، وقابل للتطور، ولكن طالما ستبقي مرجعيته الاسلام فلن تجد تشددًا وسيتم التعامل بناء علي معطيات، لذلك اعتقد ان هذا التيار لكي يكون فاعلًا فإنه يحتاج مزيدًا من الحرية، فهو سيجرب ويخطأ، وسيتعامل معه الناس باعتباره قابلًا للنقد والقبول؛ ولكن وجوده في زاوية منحصرة ينظر الناس اليه بقداسة هو فائدة للمجتمعات الاسلامية والعربية، لأن التيار الاسلامي سيظل في موقع القداسة، وسيأتي في موقع الاخذ والعطاء مع الناس ويقومونه التقويمة الصحيحة يأخذون منه ما يرونه صائبًا، ويرفضون ما يراونه مخالفا او متشددًا.
الإعلام الدولي
- صورة السودان في الاعلام الدولي•• هل تري أنه حدث تطور خلال الاوقات الراهنة؟
نعم حدث تطور، والدليل علي ذلك ماذا كان ينظر الاعلام لتطورات احداث السودان منذ توقيع اتفاقية السلام وما تبعها حتي الانتخابات حتي الاستفتاء والاحداث الاخري التي تجري الان في أبيي مثلاً او اي منطقة من المناطق، وقس علي ذلك قضية دارفور والمحكمة الجنائية الدولية ومدعيها العام•• هل هذه الملفات تمضي في مزيد من تشويه صورة السودان، ام ان الصورة بدأت تبدو مغايرة؟ الذين جاءوا لتغطية الانتخابات في السودان ابريل من العام الماضي جاءوا يتوقعون ان هذه الانتخابات ستنفجر خلالها حرب دموية وستكون مزورة، بل وقتها كانوا يقولون لن تكون الانتخابات في السودان كالتي جرت في كينيا وزيمبابوي، والتي جرت في ايران، لكن جرت الانتخابات في السودان ولم نسمع عن أحد صفع احدًا علي خده، وانتهت الانتخابات دون اي احداث عنف، وجري بعدها الاستفتاء وجاءت ايضا اجهزة الاعلام وكانت تمني نفسها بأنها ستكون الحارقة ولكنها قبل ان تعلن النتيجة اخذوا اجهزتهم وانصرفوا وانتهت الاحداث دون اي مظاهر سالبة؛ لذلك اقول إن التوقعات التي اجتهدت اجهزة الاعلام في ترسيمها للسودان قبل وقوع الاحداث كلها تغيرت ثم جاء الكثير من اجهزة الاعلام؛ لتعيد النظر في تعاطيها مع الاحداث في السودان، لا تبالغ في تقدير الاحتمالات ولا ترسم صورًا مسبقة، حتي الاحداث التي جرت في أبيي وجرت الان هي تقريبا في ظاهرها أجمل من الاحداث التي وقعت في 2008، والتي وقتها تم تكبيرها وتضخيمها هو الخبر الاساسي في كل محطات الاعلام، ومع ما جري الحديث عنه في مجلس الامن وصدور بيان لم تحظَ بنفس الاهتمام الاعلامي الذي حظي به، وهذا دليل علي ان التعامل مع صورة السودان في الاعلام شهد تحولًا إيجابيا 100%، لكنه علي الاقل مرحلة افضل مما كان في الوقت السابق ونحن خططنا الان من اجل تطوير هذه الصورة.
- بعد إعلان الانفصال إلي أين يتجه السودان؟
السودان يتجه نحو التخلص من اعباء الماضي كلها، يعني من لا يدركون حقيقة الاوضاع في السودان، يظنون ان الجنة ستخرج من السودان وان النعيم سيزول في الانفصال الواقع فيها، وهذا تثبته الايام الماضية من خلال بلاغات الاحداث العادية والتي كان عددها قليلًا، وهو انخفاض غير عادي في نسبة الجريمة، كثيرا ما كان يصرف علي مجالات فقط درجة الرضا علي اطراف مختلفة.
- وبطبيعة الحال ستتأثر موازنة الدولة بالنفط؟
الذين يصرون علي ذلك نسألهم اين كانت إيرادات البترول في الخزانة العامة للدولة قبل 2000؟ وكيف كانت مساهمته من 2002 الي 2005 وكيف تأثرت بعد خروج 50 % من عائد البترول؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.