سيطرت ثورة 25 يناير علي جميع المجالات والانشطة بالمجتمع المصري وقد كان لتبعات هذه الثورة أثر ملموس لدي جموع الشعب المصري من خلال اسقاط النظام والتأكيد علي قيام حياة ديمقراطية سليمة وعدالة اجتماعية ومحاربة الفساد وهو ما فتح المجال لاحداث تغييرات في المجال الرياضي المصري الذي يبدو ان الثورة ستطوله بل بدأت بالفعل من خلال لجنة الحكام التابعة لاتحاد الكرة المصري الذي يطلق عليه البعض اتحاد زاهر ورفاقه وكأنها عزبة يتصرف فيها الاعضاء كيفما يشاءون دون اي حساب. فقد اكد الكابتن محمد حسام رئيس لجنة الحكام انه تقدم باستقالته مند نهاية مباريات الدور الاول ونتيجة لاصراري عليها تم ابلاغي رسميا بقبولها مطلع هذا الاسبوع واضاف حسام انه تقدم بالاستقالة اربع مرات ولم تقبل لكنه اصر عليها في الوقت الحالي وذلك بعد ايام من الاحتجاجات التي قام بها حكام موقوفون عن ادارة المباريات. وهناك مصادر باتحاد الكرة المصري تؤكد علي وجود سيناريو مخطط للاطاحة بمحمد حسام من رئاسة اللجنة تحت رعاية عضوين من المجلس كانت لهما خلافات شديدة مع حسام وهو الامر الذي انتهي بموافقة سمير زاهر رئيس الاتحاد علي الاستقالة وتشكيل لجنة مؤقتة للحكام. وكانت مجموعة من الحكام قد استثمرت نجاح ثورة شباب 25 يناير في انهاء المعاناة لقضاة الملاعب وتحقيق المطالب التي يتجاهلها المسئولون بالجبلاية منذ سنوات عديدة حيث اكد الكابتن فهيم عمر الحكم الدولي ان هناك مطالب متكررة للحكام لا يتم تنفيذها وذلك رغم تأكيد الكابتن محمد حسام رئيس اللجنة علي الإصرار بتلبية تلك المطالب من اتحاد الكرة المصري.. مضيفا ان اتحاد الكرة هو المتسبب في تلك التوترات وعلي مسئوليه ان يوضحوا للحكام مدي حرص الكابتن حسام علي مصلحة التحكيم المصري واذا لم يكن قادرا علي تحقيق مصالح الحكام فعليه بالاستقالة مع كل التقدير والاحترام له كرمز من رموز التحكيم المصري. ويسانده في الرأي محمد فاروق ومحمود عاشور ومجموعة اخري من حكام الدرجة الاولي. من ناحية اخري وجد حمدي شعبان وسمير عثمان وناصر صادق الفرصة لاقالة محمد حسام بدعم من بعض قيادات التحكيم السابقة بالاضافة الي عضوين من مجلس ادارة الاتحاد حيث اكد حمدي شعبان الحكم الدولي ان هناك ظلما واضحا لبعض الحكام حيث يوجد تمييز في اسناد المباريات فليس من المعقول ان يدير حكم مبارتين في الاسبوع وحكام آخرون لا تسند اليهم اي مباريات هذا بالاضافة الي عدم تحقيق مطالب الحكام والحرص علي مصالحهم بما يحقق تقدم التحكيم المصري الذي تدهور في السنوات الاخيرة نتيجة لسياسة اللجنة واتحاد الكرة وبالتالي غاب الحكام المصريون عن المونديال الاخير بجنوب افريقيا 2010 . وفي ظل هذا التوتر فكر زاهر في تعيين شخصية عسكرية لادارة لجنة الحكام وهو ما لم يتحقق وفي الوقت نفسه رفض زاهر تعيين جمال الغندور او محمود عثمان لرئاسة اللجنة خوفا من اشتعال الصراعات داخل اسرة التحكيم ولانهاء تلك الصراعات هناك اتجاه بان تكون لجنة الحكام بالانتخاب وليس بالتعيين وتم الاتفاق علي تكليف الكابتن عصام صيام الحكم الدولي السابق برئاسة لجنة الحكام مؤقتا لمدة خمسة اشهر يتم خلالها وضع تصور للنهوض بالتحكيم وتضم اللجنة في عضويتها كلا من احمد عودة وهشام صلاح عن القاهرة وقدري عبد العظيم عن اسكندرية وصلاح البري عن القناة وحسن علي عن بحري ونشأت توفيق عن قبلي. واعرب اللواء عصام صيام رئيس لجنة الحكام عن تقديره واحترامه الكامل لرؤساء اللجنة السبقين.. مؤكدا انهم رموز التحكم المصري وعبر عن امله في لم شمل اسرة التحكيم والقضاء علي الصراعات والعمل علي استعادة التحكيم المصري لهيبته ومستواه العالمي. واضاف صيام ان لجنة الحكام تفتح ذراعيها لجميع الحكام وذلك للنهوض بالتحكيم وان هناك ضوابط سيتم وضعها لاختبار الحكام والمراقبين دون تمييز وبالتالي عدم الشعور بالظلم لاي حكم مصري. وفي اول رد فعل له اكد محمد حسام الدين رئيس اللجنة السابق انه يتصدي للفساد علي مدار العامين الذين قضاهما باتحاد الكرة وان هناك لوبي باتحاد الكرة يختار حكاما محددين لاندية معينة وهو ما رفضه تماما وجعله يغير الحكام في اوقات متأخرة ليلة المباراة واعرب حسام عن حزنه ودهشته للتقلبات في موقف مسئولي الجبلاية. واكد عصام عبد الفتاح الحكم الدولي السابق ان الفساد منتشر في اتحاد كرة القدم وعاشه بنفسه حيث تمت مؤامرة لاختيار الاعضاء الجدد للجنة الحكام بوجود معايير بعيدة عن النزاهة والكفاءة واضاف انه وافق علي العمل في اللجنة بعد اتصال من اللواء صفي الدين بسيوني عضو مجلس الادارة ثم اتصال آخر من عصام صيام رئيس اللجنة الذي اخطره بتعيينه عضوا في لجنة الحكام وطالبه بناء علي رغبة سمير زاهر رئيس الاتحاد بترك العمل في قناة الحياة وهو ما وافقت عليه من اجل مصلحة التحكيم المصري رغم المبلغ الكبير الذي كنت اتقاضيه من القناة. واشار عبد الفتاح الي ان صيام اخطره بأن رواتب اعضاء لجنة الحكام تتراوح بين 1000 و 1500 جنيه فأخبره بانه يعمل متطوعا بدون اجر وفوجئ في اليوم التالي باتصال من عصام صيام يخبره باستبعاده من لجنة الحكام وهذا لأن عبد الفتاح اعلن انه سيكون ضد الفساد وسيعمل علي تطهير التحكيم والنهوض به ليرقي الي العالمية.