في ذات ليلةٍ من ليالي الصيف، سافر إلى مدينة الإسكندرية ليهرب من زحام العاصمة وأضواء الشهرة ليختلي بأفكاره متعمقًا في جمال الطبيعة ومياه البحر الساحرة ليجد نفسه أمام تصور فني يحمل معاني اجتماعية متنوعة، فكان الظهور الناجح لمسلسل "ليالي الحلمية" أحد أشهر الأعمال الدرامية للكاتب أسامة أنور عكاشة الذي تحل اليوم ذكرى رحيله. يعد "عكاشة" من أهم كتاب الدراما المصرية، حيث برع في كتابة سيناريو وحوار العديد من المسلسلات الناجحة مثل "الراية البيضا"، "زيزينيا"، "أرابيسك"، "أنا وأنت وبابا في المشمش"، "رحلة أبو العلا البشري"، "ضمير أبلة حكمت"، "أميرة في عابدين"، "المصراوية". ولد أسامة أنور عكاشة في السابع والعشرين من يوليو عام 1941 بمدينة طنطا في محافظة الغربية. تلقى تعليمه الأساسي في كفر الشيخ، وحصل على ليسانس الآداب من قسم الدارسات النفسية والاجتماعية بجامعة عين شمس عام 1962، وعمل في عدد من مؤسسات وزارة التربية والتعليم ثم بالعلاقات العامة في ديوان عام محافظة كفر الشيخ، ثم التحق بالعمل كإخصائي اجتماعي بجامعة الأزهر، واستقال في نهاية السبعينيات ليتفرغ للكتابة. مر عكاشة في بداياته الأدبية في الطريق نفسه الذي مر منه كبار الكتاب، حيث تعطش إلى كتابة نصوص تقوم على مراجعة الأفكار الناصرية ومساءلتها عقب انهيار حلم عبد الناصر الكبير، فهو لم يكن بعيدًا عن الأثر الذي أحدثته الطليعة الأدبية في أبناء جيله، لكنه فضل أن يمضي في طريق آخر بسبب رغبته في الانفتاح على مساحة أوسع وهو الأمر الذي وجده في الدراما التليفزيونية. عجز عدد كبير من النقاد عن تصنيف "عكاشة" أيديولوجيًا، فالبعض قد رآه ناصريًا والبعض صنفه وفديًا، بينما الواقع أنه كان مثقفًا مستقلاً في أفكاره، دون أن يقع في فخ التعميم أو السطحية، وكانت أعماله ومواقفه تؤكد انحيازه للديمقراطية، وربما هذا كان السبب الذي جعله قادرًا على انتقاد الناصرية دون أن يحسب معاديًا، وانتقد الوفد دون أن يحسب على تيار اليسار ليعطي لكل تيار حقه من الإنصاف والنقد، لهذا فقد كانت أعماله تنظر للحركة الوطنية كما هي وليس من وجهة نظر إيديولوجية ضيقة. كما تطرقت بعض الأعمال السينمائية التي كتبها "عكاشة" إلى مواقفه تجاه عصر السادات، ومن أمثلة هذه الأعمال أفلام "الهجامة"، "كتيبة الإعدام"، "تحت الصفر"، وقد واجه أسامة أنور عكاشة الكثير من الانتقادات، والتي كان من أشهرها الحملة القوية التي شنتها عليه صحيفة "أخبار اليوم"، حيث زعمت الحملة قدرة "عكاشة" على تزييف الحقائق والتلاعب بوعي الناس من خلال بعض أعماله السينمائية، وهي التهمة التي سقطت عنه بالتقادم بعد أن انحازت له الجماهير عقب نجاحه في تقديم العديد من الأعمال الفنية الناجحة. كتب أسامة أنور عكاشة سيناريو وحوار عدد كبير من المسلسلات الدرامية من أشهرها: "ليالي الحلمية"، "أرابيسك"، "زيزينيا"، "ضمير أبلة حكمت"، "المصراوية"، "عفاريت السيالة"، "أميرة في عابدين"، "امرأة من زمن الحب"، "على أبواب المدينة"، "المشربية"، "الحب وأشياء أخرى"، "أنا وأنت وبابا في المشمش"، "الراية البيضا"، "لما التعلب فات"، "عصفور النار"، "رحلة أبو العلا البشري"، "الشهد والدموع"، كما قام أسامة أنور عكاشة بتأليف ثلاث روايات هي "منخفض الهند الموسمي"، و"وهج الصيف"، و"سوناتا لتشرين"، وقام بكتابة ثلاث مجموعات قصصية هي "خارج المدينة"، و"أحلام في برج بابل"، و"مقاطع من أغنية قديمة"، وقدم للسينما خمسة أفلام هي "كتيبة الإعدام"، "تحت الصفر"، "الهجامة"، "دماء على الأسفلت"، "الطعم والسنارة"، كما تم تجسيد أعماله في عدد من المسرحيات مثل "القانون وسيادته" و"البحر بيضحك ليه" و"الناس اللي في التالت". كان أسامة أنور عكاشة من أكثر الكتاب الذين تمت مهاجمتهم بسبب أفكارهم وآرائهم، وهو ما حدث عقب كتابته لمجموعة من المقالات الصحفية التي تنتقد "عمرو بن العاص" ليدخل في معارك واسعة النطاق، وكان له أيضًا رأي يطالب بحل جامعة الدول العربية وإنشاء منظمة "كومنولث" للدول الناطقة بالعربية، كما قامت جهات عديدة بفتح سيلاً من الاتهامات على "عكاشة" بسبب سخريته من الفنانات المعتزلات اللواتي روجن لمقولات وممارسات تدعوا إلى تحريم الفن، كما كان له موقفًا خاصًا من الدعاة الجدد في حقبة التسعينيات، حيث وصفهم بالمبشرين الى الوهابية في مصر وأعتبرهم من الأضلع الأساسية التي تتصارع على وراثة دور مصر في العالم الإسلامي، وبعد مسيرة حافلة بالعديد من النجاحات توفي أسامة أنور عكاشة في الثامن والعشرين من مايو عام 2010 عن عمر ناهز 69 عامًا تاركًا إرثًا فنيًا كبيرًا. في ذات ليلةٍ من ليالي الصيف، سافر إلى مدينة الإسكندرية ليهرب من زحام العاصمة وأضواء الشهرة ليختلي بأفكاره متعمقًا في جمال الطبيعة ومياه البحر الساحرة ليجد نفسه أمام تصور فني يحمل معاني اجتماعية متنوعة، فكان الظهور الناجح لمسلسل "ليالي الحلمية" أحد أشهر الأعمال الدرامية للكاتب أسامة أنور عكاشة الذي تحل اليوم ذكرى رحيله. يعد "عكاشة" من أهم كتاب الدراما المصرية، حيث برع في كتابة سيناريو وحوار العديد من المسلسلات الناجحة مثل "الراية البيضا"، "زيزينيا"، "أرابيسك"، "أنا وأنت وبابا في المشمش"، "رحلة أبو العلا البشري"، "ضمير أبلة حكمت"، "أميرة في عابدين"، "المصراوية". ولد أسامة أنور عكاشة في السابع والعشرين من يوليو عام 1941 بمدينة طنطا في محافظة الغربية. تلقى تعليمه الأساسي في كفر الشيخ، وحصل على ليسانس الآداب من قسم الدارسات النفسية والاجتماعية بجامعة عين شمس عام 1962، وعمل في عدد من مؤسسات وزارة التربية والتعليم ثم بالعلاقات العامة في ديوان عام محافظة كفر الشيخ، ثم التحق بالعمل كإخصائي اجتماعي بجامعة الأزهر، واستقال في نهاية السبعينيات ليتفرغ للكتابة. مر عكاشة في بداياته الأدبية في الطريق نفسه الذي مر منه كبار الكتاب، حيث تعطش إلى كتابة نصوص تقوم على مراجعة الأفكار الناصرية ومساءلتها عقب انهيار حلم عبد الناصر الكبير، فهو لم يكن بعيدًا عن الأثر الذي أحدثته الطليعة الأدبية في أبناء جيله، لكنه فضل أن يمضي في طريق آخر بسبب رغبته في الانفتاح على مساحة أوسع وهو الأمر الذي وجده في الدراما التليفزيونية. عجز عدد كبير من النقاد عن تصنيف "عكاشة" أيديولوجيًا، فالبعض قد رآه ناصريًا والبعض صنفه وفديًا، بينما الواقع أنه كان مثقفًا مستقلاً في أفكاره، دون أن يقع في فخ التعميم أو السطحية، وكانت أعماله ومواقفه تؤكد انحيازه للديمقراطية، وربما هذا كان السبب الذي جعله قادرًا على انتقاد الناصرية دون أن يحسب معاديًا، وانتقد الوفد دون أن يحسب على تيار اليسار ليعطي لكل تيار حقه من الإنصاف والنقد، لهذا فقد كانت أعماله تنظر للحركة الوطنية كما هي وليس من وجهة نظر إيديولوجية ضيقة. كما تطرقت بعض الأعمال السينمائية التي كتبها "عكاشة" إلى مواقفه تجاه عصر السادات، ومن أمثلة هذه الأعمال أفلام "الهجامة"، "كتيبة الإعدام"، "تحت الصفر"، وقد واجه أسامة أنور عكاشة الكثير من الانتقادات، والتي كان من أشهرها الحملة القوية التي شنتها عليه صحيفة "أخبار اليوم"، حيث زعمت الحملة قدرة "عكاشة" على تزييف الحقائق والتلاعب بوعي الناس من خلال بعض أعماله السينمائية، وهي التهمة التي سقطت عنه بالتقادم بعد أن انحازت له الجماهير عقب نجاحه في تقديم العديد من الأعمال الفنية الناجحة. كتب أسامة أنور عكاشة سيناريو وحوار عدد كبير من المسلسلات الدرامية من أشهرها: "ليالي الحلمية"، "أرابيسك"، "زيزينيا"، "ضمير أبلة حكمت"، "المصراوية"، "عفاريت السيالة"، "أميرة في عابدين"، "امرأة من زمن الحب"، "على أبواب المدينة"، "المشربية"، "الحب وأشياء أخرى"، "أنا وأنت وبابا في المشمش"، "الراية البيضا"، "لما التعلب فات"، "عصفور النار"، "رحلة أبو العلا البشري"، "الشهد والدموع"، كما قام أسامة أنور عكاشة بتأليف ثلاث روايات هي "منخفض الهند الموسمي"، و"وهج الصيف"، و"سوناتا لتشرين"، وقام بكتابة ثلاث مجموعات قصصية هي "خارج المدينة"، و"أحلام في برج بابل"، و"مقاطع من أغنية قديمة"، وقدم للسينما خمسة أفلام هي "كتيبة الإعدام"، "تحت الصفر"، "الهجامة"، "دماء على الأسفلت"، "الطعم والسنارة"، كما تم تجسيد أعماله في عدد من المسرحيات مثل "القانون وسيادته" و"البحر بيضحك ليه" و"الناس اللي في التالت". كان أسامة أنور عكاشة من أكثر الكتاب الذين تمت مهاجمتهم بسبب أفكارهم وآرائهم، وهو ما حدث عقب كتابته لمجموعة من المقالات الصحفية التي تنتقد "عمرو بن العاص" ليدخل في معارك واسعة النطاق، وكان له أيضًا رأي يطالب بحل جامعة الدول العربية وإنشاء منظمة "كومنولث" للدول الناطقة بالعربية، كما قامت جهات عديدة بفتح سيلاً من الاتهامات على "عكاشة" بسبب سخريته من الفنانات المعتزلات اللواتي روجن لمقولات وممارسات تدعوا إلى تحريم الفن، كما كان له موقفًا خاصًا من الدعاة الجدد في حقبة التسعينيات، حيث وصفهم بالمبشرين الى الوهابية في مصر وأعتبرهم من الأضلع الأساسية التي تتصارع على وراثة دور مصر في العالم الإسلامي، وبعد مسيرة حافلة بالعديد من النجاحات توفي أسامة أنور عكاشة في الثامن والعشرين من مايو عام 2010 عن عمر ناهز 69 عامًا تاركًا إرثًا فنيًا كبيرًا.