ترامب: قريبون من تحقيق السلام ويوجه الشكر لمصر وقطر والسعودية والأردن وتركيا    منتخب مصر يتأخر بهدف أمام تشيلى فى الشوط الأول بكأس العالم للشباب    أسعار الخضروات فى أسيوط اليوم السبت 4102025    اسعار الحديد فى أسيوط اليوم السبت 4102025    بعد أشمون، تحذير عاجل ل 3 قرى بمركز تلا في المنوفية بسبب ارتفاع منسوب النيل    اليوم، الهيئة الوطنية تعلن الجدول الزمني لانتخابات مجلس النواب    عاجل - حماس: توافق وطني على إدارة غزة عبر مستقلين بمرجعية السلطة الفلسطينية    تتقاطع مع مشهد دولي يجمع حماس وترامب لأول مرة.. ماذا تعني تصريحات قائد فيلق القدس الإيراني الأخيرة؟    موافقة حماس على خطة ترامب... خطوة استباقية قد تفتح أفق إنهاء الحرب    اسعار الذهب فى أسيوط اليوم السبت 4102025    نجم نيوكاسل يكتسح منصات التواصل بسبب تسريحة شعر الأميرة ديانا (صور)    تشكيل الأهلي المتوقع أمام كهرباء الإسماعيلية في الدوري    الأرصاد: طقس دافئ اليوم السبت وغدًا الأحد مع انخفاض طفيف بالحرارة    بيطري بني سويف تنفذ ندوات بالمدارس للتوعية بمخاطر التعامل مع الكلاب الضالة    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بالطريق الدائري بالفيوم    نسرح في زمان".. أغنية حميد الشاعري تزيّن أحداث فيلم "فيها إيه يعني"    مواقيت الصلاة فى أسيوط اليوم السبت 4102025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة الأقصر    سعر السمك البلطى والسردين والجمبرى والكابوريا بالأسواق السبت 04-10-2025    الإثنين أم الخميس؟.. موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 للقطاع العام والخاص بعد قرار رئيس الوزراء    "مستقبل وطن" يتكفل بتسكين متضرري غرق أراضي طرح النهر بالمنوفية: من بكرة الصبح هنكون عندهم    هدافو دوري المحترفين بعد انتهاء مباريات الجولة السابعة.. حازم أبوسنة يتصدر    تامر مصطفى يكشف مفاتيح فوز الاتحاد أمام المقاولون العرب في الدوري    أبرزها قناة kids5 وmbc3.. ترددات قنوات الكارتون للأطفال 2025    نادى سموحة يُعلن عن عدم اكتمال النصاب القانونى لاجتماع الجمعية العمومية    القلاوى حكما لمباراة إنبى وزد.. وعباس لفاركو ودجلة فى دورى Nile    تفاعل مع فيديوهات توثق شوارع مصر أثناء فيضان النيل قبل بناء السد العالي: «ذكريات.. كنا بنلعب في الماية»    لبحث الجزر النيلية المعرضة للفيضانات.. تشكيل لجنة طوارئ لقياس منسوب النيل في سوهاج    تفاصيل موافقة حماس على خطة ترامب لإنهاء الحرب    موعد امتحانات شهر أكتوبر 2025 لصفوف النقل.. التعليم تحدد تفاصيل أول اختبار شهري للطلاب    رابط منصة الشهادات العامة 2025-2026 عبر موقع وزارة التربية والتعليم    مصرع شاب بطلق ناري في مشاجرة بأسوان    النص الكامل ل بيان حماس حول ردها على خطة ترامب بشأن غزة    «عايزين تطلعوه عميل لإسرائيل!».. عمرو أديب يهدد هؤلاء: محدش يقرب من محمد صلاح    الصحف المصرية.. أسرار النصر عرض مستمر    الوادى الجديد تحتفل بعيدها القومى.. حفل فنى وإنشاد دينى.. وفيلم بالصوت والضوء عن تاريخ المحافظة    6 أبراج «روحهم حلوة»: حسّاسون يهتمون بالتفاصيل ويقدمون الدعم للآخرين دون مقابل    عمرو دياب يشعل دبي بحفل ضخم.. وهذه أسعار التذاكر    وزير الرى الأسبق: ليس هناك ضرر على مصر من فيضان سد النهضة والسد العالى يحمينا    وائل عبد العزيز يتوعد صفحة نشرت خبرا عن ضياع شقيقته ياسمين    احتفاء واسع وخطوة غير مسبوقة.. ماذا فعل ترامب تجاه بيان حماس بشأن خطته لإنهاء حرب غزة؟    جيش الاحتلال الإسرائيلى يقتحم بلدات فى نابلس ويعتقل شابين فلسطينيين    محيط الرقبة «جرس إنذار» لأخطر الأمراض: يتضمن دهونا قد تؤثرا سلبا على «أعضاء حيوية»    عدم وجود مصل عقر الحيوان بوحدة صحية بقنا.. وحالة المسؤولين للتحقيق    متحدث «الري»: أديس أبابا خزّنت كميات مياه ضخمة بالسد الإثيوبي قبل الموعد لأسباب إعلامية    في زفة عروسين، مصرع فتاة وإصابة آخرين خلال تصادم سيارة ملاكي بسور خرساني بمنشأة القناطر    ضبط 108 قطع خلال حملات مكثفة لرفع الإشغالات بشوارع الدقهلية    سعر الدولار مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية فى بداية الأسبوع السبت 04-10-2025    أسعار السكر والزيت والسلع الأساسية في الأسواق اليوم السبت 4 أكتوبر 2025    لزيادة الطاقة وبناء العضلات، 9 خيارات صحية لوجبات ما قبل التمرين    الشطة الزيت.. سر الطعم الأصلي للكشري المصري    داء كرون واضطرابات النوم، كيفية التغلب على الأرق المصاحب للمرض    هل يجب الترتيب بين الصلوات الفائتة؟.. أمين الفتوى يجيب    جامعة قناة السويس تنظم مهرجان الكليات لسباق الطريق احتفالًا بانتصارات أكتوبر    مواقيت الصلاه في المنيا اليوم الجمعه 3 أكتوبر 2025 اعرفها بدقه    افتتاح 3 مساجد بمراكز محافظة كفر الشيخ    رسميًا.. البلشي وعبدالرحيم يدعوان لعقد اجتماع مجلس الصحفيين من جريدة الوفد الأحد    تكريم 700 حافظ لكتاب الله من بينهم 24 خاتم قاموا بتسميعه فى 12 ساعة بقرية شطورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سقوط مبارك بين ثورة الإمام المهدي.. وميكافيللي!!
نشر في صوت البلد يوم 22 - 02 - 2011

قبل نحو 25 عاما، كان مبارك قد قضي 5 سنوات في الرئاسة أطلقت فرقة البنجلز اغنيتها الشهيرة "سر كالمصري" WALK LIKE AN EGYPTIAN وقد اذاعها المرحوم محمد شبل عبر برنامجه بإذاعة الشرق الأوسط، فقد احتلت هذه الأغنية ساحات الرقص، لكن قلة فقط فهموا معني كلماتها الغربية التي تسيء للمصري.
وقد كتب كلماتها "وليمام سترنبرج" حين رأي أناسا يسيرون بحذر علي سطح سفينهON DECK خوفا من السقوط، أناسا ذكرته خظواتهم بالخطي الغريبة والرتيبة لشخصيات من رسومات مصرية عتيقة.
فقد ظلت صورة المصري "المقهور، والمهزوم، والماشي بجوار الحائط" عالقه في أذهان العالم! حتي انطلق هدير الثورة وسقطت "براندنبرج" المصري وحائط الخوف ورغم ما قالته اجهزة CIA لادارة اوباما وراهنوا. إذا كانوا يسيرون بسرعة اكبر مما ينبغي فانهم سيسقطون كالدومينو"!! فقد خابت توقعاتهم وفي 81 يوما أسقطوا النظام واثبتوا وان كلمة "مستحيل" لا توجد الا في قاموس المجانين علي حد تعبير نابليون بونابرت!
تساقطت اوراق الفساد، وظهرت "عورات" النظام الذي كان يجلس طوال 30 عاما علي "نهر" من المياه العفنة، الفاسدة وحين تخلي مبارك عن السلطة، شعر الناس بأن الحجر الصوان الذي كان علي قلوبهم انزاح إلي غير رجعة وعمت الفرحة أرجاء الدنيا.
لكن كانت هناك دول اكثر سعادة منا كمصريين، مباهين بهذا النصر الذي حققه شباب 25 يناير باعتبار انه من صناعتهم، فهاهي إيران وما قاله الرئيس محمود احمدي نجاد ان "التحرك الأخير بدأ".. اننا في وسط ثورة عالمية يقودها "الإمام المهدي"!
والمهدي هو الإمام المنتظر عند الشيعة، فهوالإمام الثاني عشر لدي الشيعة الإثني عشرية، من مواليد 825 ميلادية في سامراء شمال بغداد، واختفي عندما كان في الخامسة من العمر.
لذا كان نجاد منتشيا حين ادرك انه سيري شرق اوسط جديد دون الامريكيين ودون النظام الصهيوني وعلي حسب قوله "لا مكان فيه لقوي الاستكبار" مما دعا الامين العام للمجلس الأعلي للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي أن يربط تزامن سقوط مبارك مع ذكري الثورة الإسلامية في ايران وهو ما يؤكد علي حد وصفه "ان 11 فبراير هو يوم النصر لشعوب المنطقة ويوم الفشل للولايات المتحدة والصهيونية.
هذا يتزامن مع ما دعا إليه فرع تنظيم القاعدة في العراق إلي "الجهاد" و "إقامة نظام حكم اسلامي".
وقال بيانهم "ان سوق الجهاد قائم في مصر" و"أبواب، الشهادة قد فتحت" وقد حمل البيان توقيع "وزارة الحرب في دولة العراق الإسلامية، ولم تنس ان تتضمن الرسالة بأنها تثني علي جماعة الإخوان في مصر وما حولها (!) ومندوبهم السامي السيد محمد بديع!
المشهد السياسي الآن يؤكد ان جماعة الإخوان "تلعب سياسة" وتخفي "صفقه ما !" حين اعلنت عن عدم وجود اي مطامع سياسية في الترشيح للرئاسة في مصر، إلا أنه كان لأول مرة يقترح فيها نظام مبارك علي الإخوان التي حظر نشاطها بحسب القانون إلي شراكة سياسية علي خلفية الحوار الوطني مع السيد عمر سليمان.
ورحبت الجماعة بتخلي مبارك عن الحكم بعد أن تسلم المجلس الأعلي للقوات المسلحة، وهو ما يعني استعدداهم لساعة الصفر (خاصة بهم!) تمهيداً للانقضاض ومثلما ذكر تقرير للهيئة القبطية الامريكية ان الإخوان يتمتعون بوجود كبير ومؤثر في العديد من القطاعات والمؤسسات الحيوية في البلاد والتي تلعب دوراً كبيرا في عملية صنع القرار مثل محافظ كفر الشيخ اللواء أحمد زكي عابدين وهو احد اقارب عبدالحكيم عابدين سكرتير عام الإخوان المسلمين والمتزوج من شقيقة حسن البنا مؤسس الجماعة ومرشدها الاول ومؤلف نشيد الجماعة الذي مازال يرددونه حتي الآن.
ومن المؤكد فان ضمن "اجندة" الجماعة السعي لاقامة دولتها الإسلامية، لذا فان لديهم "حكومة ظل" جاهزة فعصام العريان او عبد المنعم أبو الفتوح (للاقتصاد) كما ان لديهم عدداً كبيراً من رجال الأعمال، يمتلكون الارصدة البنكية ولديهم الخبرات الاقتصادية مثل خيرت الشاطر الي حسن مالك وعبد الرحمن سعودي.
اما بقية الحقائب فهناك جمال حشمت ومحمد مرسي وسعد الكتاتني وحمدي حسن وجمال نصار وسعد الحسيني ومحسن راضي وحسين ابراهيم.
وقد تغلغلوا في النقابات واجهزة الأمن حيث كانت ضباط الشرطة تساند جمال حشمت الإخواني ضد مصطفي الفقي، وفي كرة القدم تم اختراقهم وما قصة انزلاق محمد أبو تريكة معهم حيث كان يود الانضمام الي فرع الإخوان في السويس، ان لم يكن فعلها!
كما ان لديهم تعليما خاصاً بهم في المدارس التي اقاموها وشيدوا عبر العديد من الشركات والمؤسسات الاقتصادية التابعة لهم.
فالإخوان لديهم استراتيجية يريدون فرضها، لكنهم ينتظرون ساعة الصفر بحساباتهم!، رغم تحذيراتهم عبر منشوراتهم بعدم المساس بالمادة الثانية من الدستور وهي (الإسلام دين دولة) وهم مستعدون ان يبذلوا ارواحهم للحفاظ علي هوية مصر الإسلامية.
فقد تذكروا ماضيهم عندما جمعتها السلطة، لكن التزامها بسياقات ديمقراطية وليس فقط بانتخابات أولية كفيلة بأن تجعلها الحزب الرائد وليس بعيدا عنهم التجربة التركية.
جاءت الخلافات بين السيد عمر سليمان والفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش لتكشف الضغوط التي كان يمارسها نظام مبارك علي المؤسسة العسكرية لتصفية جيوب الثورة، واعتبرت ان حديث سليمان حول "انقلاب" يشكل تهديدا مباشراً بتحرك الجيش ضد الثوار وهو ما رصدته "الواشنطن بوست" من أن مسئولين امريكيين أبلغو ان الجيش المصري وضع خطة لاعفاء الرئيس مبارك من سلطاته الأساسية غير ان مبارك قرر في اللحظة الأخيرة من مساء الخميس 10 فبراير تغيير الخاتمة من خلال إلقاء خطاب ظهر فيه أنه متمسك بمنصبه.
وقالت الصحيفة: ان المسئولين في CIA والبنتاجون ابلغوا عن خطة الجيش المصري لاعفاء مبارك عن سلطاته الاساسية علي الفور ووضع حدا للاضطرابات.
واشارت الي ان الخطة التي ظهرت الخميس لم تكن تحدد مصير مبارك بشكل واضح وكان هناك سيناريوهان لا ثالث لهما اما ان يترك منصبه او ان ينقل سلطاته غير ان مبارك رفض وكابر وعاند! يبقي السؤال باحثاً عن إجابة تشبع جوفه: ماذا يخبئ المستقبل لمصر؟! فالاحتجاجات الجماهيرية التي اسقطت الانظمة الشيوعية في شرقي اوروبا وقعت ليس في عهد القمع الوحشي لستالين، بل بعد ان ارخي خلفاؤه اللجام قليلا!
بعضا منهم تميز بالضعف (بريجينيف) واخر كانت الذات لديه منتفخة (جورباتشوف) فمن الصعب ان نتوقع مسبقا نقاط انعاطف تاريخية كهذه، عندما تأتي، فإنها تجرف الجماهير كالهدير، وتسقط الحكام المنذهلين عن مقاعدهم وصولجانهم.
اما علي حد قول صحيفة روسية بلورة نظام ديمقراطي ، بالمقابل فليس حدثاً دراماتيكياً لمرة واحدة، بل سلسلة من التضحيات والسياقات الطويلة التي تستدعي تطورات تدريجية تخلق شراكة بين قوي وتيارات متعارضة وترتيبات اجتماعية لا تنشأ بين ليلة وضحاها. حتي لو كانت هذه القوي متجمعة 18 يوما في ميدان واحد مثل ميدان التحرير، فلكل منها شطحاتها!
إذا كانت الثورة الفرنسية قد أسقطت دفعة واحدة الملكية المطلقة، الا ان في اعقابها جاءت سنوات من الاعدامات العلنية، والارهاب، والفوضي والرجعية البشعة، وحكم الطغيان في شكل القيصريات النابولونية، فالديمقراطية لمن لا يعرف! لم تنشأ بين ليلة وضحاها جراء الهجوم الشعبي علي الباستييل، بل بعد نحو مائة سنة فقط من ثورة 1789 حظيت فرنسا بنظام ديمقراطي مستقل.
وعلي حد قول فرانسيس فوكوياما وتنبؤاته بمصر الحرية ونهاية التاريخ، فإن صورة الديمقراطية في روسيا بعد بيروسترويكا جورباتشوف وسقوط الشيوعية تبلورت تحت حكم بوتين بنظام فردي جديد، يقمع كل بديل سياسي (!) بينما صور الديمقراطية في دول شيوعية اخري سابقة مثل بولندا والتشيك والمجر كانت ناجحة بسبب وجود مجتمع مدني قوي.
استحضار هذا التاريخ ضروري ومهم امام المشهد المصري ومفجري ثورة اللوتس، ومثلما كتب ميكافيلي: بأن ليس هناك اكثر إثارة للخوف من جمهور غاضب لا زعيم له"!
فلا غرو، فهذه الثورة اسرت قلوب الغربيين والعالم مثلما خطفت قلوبنا، هؤلاء الذين رصدوا بأقلامهم وعد سادتهم إلي العالم هدير شباب الثورة، والجيل الشاب المثقف المتحدث بالانجليزية والذي يستخدم الفيس بوك، والتويتر تماما مثلهم. لكن في ظل غمرة هذه الفرحة العارمة، ثمة تيارات صعدت إلي السطح حاولت سرقة "ثورة" هؤلاء، وهو ما يضع علامه استفهام كبيرة عن المستقبل القادم والسؤال الأكبر حلم كل المصريين: هل تصمد وتقف مصر أمام فترة انتقالية هادئة ومرتبة؟!
والجواب الواجب مثلما طرحه محلل إسرائيلي في ان الآن سيأتي دور الديمقراطية، إذ هكذا رفع المتظاهرون شعاراتهم، وهكذا صرح بالانجليزية الطليقة د. محمد البرادعي بها حينما قال إنه ليس أمر مسلماً به، الديمقراطية المستقرة، ليست الخيار السلطوي الوحيد بعد اسقاط نظام مبارك، فهناك توجد امكانيات اخري.
فمن المؤكد هناك سيناريوهات الخوف يتمثل أحدها في صعود ديكتاتور عسكري الي الحكم يقمع باسم القانون والنظام المظاهرات بعد أن قدم الجيش كمنقذ للامة يتبني جزءا من المطالب الشعبية (ولا سيما في الاقتصاد) وربما يتبني ايضا بعضا من زعماء الاحتجاج في مصر هذه الظروف وإذا كان البرادعي قد أعلن تعاونه مع المؤسسة العسكرية ورفضة للترشح للرئاسة فقد نري البرادعي في منصب وزير الخارجية أو رئيس الوزراء، فهذا شيء مدهش!
اما السيناريو الآخر فهو التدهور نحو الفوضي مع اجراء انتخابات للرئاسة وللبرلمان، قد تصعد إلي السطح ايضا التوترات الاجتماعية التي يتميز بها مثلما تقول الصحيفة الإسرائيلية المجتمع الاستقطابي المصري مثلما حدث من أعمال سلب وعنف ونهب والتي ينظم سكان الاحياء الميسورة انفسهم ضدها وهي دليل علي احتجاج طبقي وفوارق اقتصادية واجتماعية فقد نجح نظام مبارك في إحداث هذا وان يحتوي هذا بطريقة العصا والجزرة!
وبالتالي لا يمكن ان نستبعد إمكانية وقوع اضطرابات علي خلفية سياسية او اقتصادية، لذا فإن اجراء انتخابات في الفترة الانتقالية ضروري لبلورة الديمقراطية بعيدا عن الظروف التي كان "القمع" عنوانها حيث ولدت احزاب "الجيلي" في ولادة غير طبيعية، فلم يسمع احد بنشاطها في الوقت الذي أصبح زعماؤها في هذه "المعمعة الثورية" ابطالاً تراجيديين، رغم ان كل ما كانت تطمح اليه هو ان تنال "رضا" النظام البائد!!
وباستثناء المؤسسة العسكرية، فهو الجهاز الناجح الوحيد في المجتمع المصري ، فضلا عن الحزب الذي لا يمكن ان نعرف مدي احتمالاته في انتخابات حرة هو حركة الإخوان المسملين كتنظيم له قواعد وقد تصرفوا خلال هذه الثورة بحذر يستحق الثناء علي حد تعبير كثير من المراقبين إلا ان قيادات في الجيش واجهوا مبارك بانذار أخير "تنحي طوعا، أو ستجبر علي ذلك"!
وقد جاء قرار التخلي عن السلطة او أشبه بانقلاب عسكري متفق عليه بالتراضي فهم يرون في مبارك احد الآباء المؤسسين للجيش المصري الحديد، فهومن لحمهم ولذا جاءت نبرة البيان الثالث للمجلس الأعلي للقوات المسلحة هادئة تجاه مبارك.
رغم انه اكثر القادة، مكابرة من كل القادة الذين اطاحت بهم الثورات الملونة علي حد ما قالته صحف رؤسيه ابتداء من ادوارد شيفانادزة، وانتهاء بزين العابدين بن علي ويجمع المحللون ان مستقبل مصر بدون مبارك سيكون افضل بكل تأكيد، خاصة وانه بعد "دراما الرحيل" انفجرت مواسير الفساد والسرقة والرشوة وسقطت "مزرعة الفاسدين" الذين كانوا يتربعون علي عرش السلطة (!) وقد اعتبرت مجلة "اينوجي" الروسية ثورة مصر التي تشكل وتحرك الثورة العربية الكبري باعتبارها حجر الزاوية علي حد وصف البروفيسور فيتالي ناؤمكين المستشرق الروسي. ومثلما قالت (ارجومنتي) الروسية في أن ولاء الزعماء والفاسدين والمستبدين لم يعد يرضي الولايات المتحدة لانهم باتوا يشكلون عقبة امام نشر القيم الامريكية! كانت الحشود التي شهدها ميدان التحرير قد فاقت كل الحشود التي عرفتها الثورات الملونة، وقد اعتبروا ان خيارات المؤسسة العسكرية (المعقل) الاخير للاستقرار في اكبر دولة عربية.
رغم ان باراك اوباما قد اكد ان تنحية مبارك ليست نهاية المرحلة الانتقالية في مصر، فهناك علي حد قوله ! ايام صعبة قادمة في مصر.
لذا ظل ليون بانيتا مدير الاستخبارات الامريكية CIA اكثر قلقا وفي حالة استنفار دائم.
كل الشواهد تؤكد ان الحالة الصحية للرئيس مبارك تزداد سوءاً، وقد سقط في غيبوبة اكثر من مرة، وجاء قرار تخليه عن السلطة "قسرا" بعد ان قام وعائلته بالانتقال الي قصر بشرم الشيخ، ربما تمهيدا لسفره الي ألمانيا للعلاج او الراحة.
بينما جمال يقيم حاليا في لندن وكانت الاندبندنت البريطانية قد كشفت (سر) فرانك وايزنر مبعوث باراك اوباما الي القاهرة لمقابلة مبارك والذي يعمل لدي "ياتون بوجز" للاستشارات القانونية في نيويورك وواشنطن بسبب علاقات "البيزنس" التي تجمعهم، فهي "مستشار" العسكرية المصرية ووكالة التنمية AIDوشاركت في الكثير من المسائل التحكيمية والقضائية لتصرفات مبارك في أوروبا والولايات المتحدة وكان مبارك "زبون" لدي الشركة علي حد تعبير روبرت فيسك.
وما قالته وزيره الخارجية السويسرية ميشلين كالمي ان قرارا حكوميا صدر بتجميد حسابات مبارك وعائلته وحثت مصر علي تقديم طلب الي سويسرا لمساعدتهم في استرداد هذه الأموال استنادا الي قانون جديد تم تطبيقه قبل شهرين بعد الإطاحة بالرئيس التونسي بن علي.
وقدرت تقارير اخبارية ثروة عائلة مبارك بنحو 40 إلي 70 مليار دولار، بينما كانت احصائية للبنك المركزي السويسري قد افادت بأن قيمة الارصدة المصرية في البلاد تصل إلي 3.6 مليار فرنك سويسري اي ما يعادل 3.7 مليار يورو في حين ان قناة امريكية نقلت عن مسئول امريكي رفيع المستوي انه لا يعرف من اين جاءت وسائل الإعلام بمثل هذه الارقام حيث قالت قناة "اي .بي .سي" الامريكية عن مصادر في الاستخبارات الامريكية ان ثروة الرئيس المصري وعائلته لاتتجاوز 5 مليارات دولار!
وذكرت القناة ان الحكومة الأمريكية خصصت 335 مليون دولار لمساعدة مصر في شراء طائرات انضمت الي اسطول الطائرات الرئاسية. رغم ان تصريحات القذافي جاءت مضحكة من ان مبارك فقير ولا يملك ثمن ملابسه وعلي حد قوله : "نحن نقدم له الدعم"!
فقد انكسر ابو الهول مثلما كتب كثيرن من المراسلين حين رحل مبارك وطبقا لدراسة عن مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان راتب الرئيس مبارك الشهري يقدر ب 4750 جنيها شهريا، بينما كان الدخل السنوي لعبد الناصر هو 4723 جنيها بواقع 395 جنيها في الشهر تقريبا وقياسا بمرتب باراك اوباما الان والذي يتقاضي 400 الف دولار في العام والرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف 143 ألف دولار بواقع 11.916دولار شهريا".
لكن طبقا لابي الهول مصر فإن ما كان يحصل عليه في الشهر ما يقارب من المائة الي المائتين مليون دولار أي بما يعادل اربعة الي سبعة ملايين دولار يوميا، فكيف يمكن لرئيس دولة ذات اقتصاد متواضع ان يجمع مثل هذه الثروة المنهوبة، وإذا كان الرئيس وعائلته هكذا، فماذا عن حاشيته ووزرائه وقياداته السياسية وجنرالات البيزنس.. فماذا بقي لهذا الشعب؟!!
إذا كان عصر التويتر والفيس بوك قد ساهم في خلق اتصال بين الثوريين من شباب 25 يناير لكن الثورة صنعت في الشارع وليس علي الانترنت، فدخول 10 ملايين الي الصفحة لن تحل محل 100 الف نسمة تبدأ بها مظاهرات التحرير حتي وصلت الي الملايين الثلاثة او الاربعة، فهؤلاء جاهزون لاستشهاد واصفين رءوسهم علي اكفهم لترفع مصر راسها.
هذا الهدير وهذا الدوي جعل يوفال ديسكين رئيس جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي "الشاباك" في حالة ذعر جعله يدعو الجيش الاسرائيلي للبقاء في حالة تأهب.
لذا فالعالم كله يصلي.. من أجل مصر .. فهل يعرف احد في ظل هذه الفوضي من السيناريوهات ماذا ينتظر مصر؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.