أرقام جديدة: سعر صرف الدولار اليوم الخميس 25 أبريل 2024 في البنك المركزي    «تنمية المشروعات» يمول 56 ألف مشروع في سيناء ب 2.5 مليار جنيه    الكرملين: واشنطن متورطة في الصراع الأوكراني وهذا لن يغير نتيجة العملية العسكرية    النائب العام ينعى وكيل نيابة توفى إثر حادث سير أليم    تأثير حملة "خلّوها تعفن" على أسعار الأسماك واللحوم في مصر    نائب مدير عام "العريش البحري": الميناء يضم رصيف "تحيا مصر" بطول 1000 متر    محافظ الغربية يتابع الموقف التنفيذي لكورنيش المحلة الجديد    تراجع إنتاج السيارات في المملكة المتحدة خلال مارس الماضي    رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد افتتاح مبنى خدمات ومكتبة كنيسة المقطم.. صور    حماس تبدي استعدادها لإلقاء السلاح في حالة واحدة فقط    الدفاع المدني الفلسطيني: الاحتلال دفن 20 شخصا على الأقل بمجمع ناصر وهم أحياء    الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى    تطبيق التوقيت الصيفي في مصر 2024: خطوات تغيير الساعة وموعد البدء    مسلسل البيت بيتي 2.. تفاصيل العرض ومواعيد الحلقات على منصة شاهد VIP    شوشة عن إنجازات سيناء الجديدة: مَنْ سمع ليس كمَنْ رأى    البحرية البريطانية: بلاغ عن حادث بحري جنوبي غرب عدن اليمنية    الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء "الأونروا" في دعم جهود الإغاثة للفلسطينيين    مواعيد مباريات الخميس 25 إبريل - الأهلي والزمالك في بطولة إفريقيا لليد.. ومواجهة صعبة لمانشستر سيتي    صباحك أوروبي.. بقاء تشافي.. كذبة أنشيلوتي.. واعتراف رانجنيك    مفاجأة غير سارة لجماهير الأهلي قبل مواجهة مازيمبي    الأهلي يصطدم بالترجي التونسي في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    التريلا دخلت في الميكروباص.. 10 مصابين في حادث على صحراوي البحيرة    مصرع وإصابة 10 أشخاص إثر تصادم سيارتين في البحيرة    الرئيس السيسي: سيناء تشهد جهودا غير مسبوقة لتحقيق التنمية الشاملة    حمزة العيلى عن تكريم الراحل أشرف عبد الغفور: ليلة في غاية الرقي    اليوم.. حفل افتتاح الدورة ال 10 لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    الليلة.. أنغام وتامر حسني يحيان حفلا غنائيا بالعاصمة الإدارية    وزير التعليم العالي: تعزيز التعاون بين منظومة المستشفيات الجامعية والتابعة للصحة لتحسين جودة الخدمات    الشواطئ العامة تجذب العائلات في الغردقة هربا من الحر.. والدخول ب20 جنيها    نشرة مرور "الفجر ".. سيولة بمحاور القاهرة والجيزة    فرج عامر: لم نفكر في صفقات سموحة حتى الآن.. والأخطاء الدفاعية وراء خسارة العديد من المباريات    انقطاع مياه الشرب عن منشية البكري و5 مناطق رئيسية بالقاهرة غدًا    عادل الغضبان يهنئ أبناء محافظة بورسعيد بالذكرى ال 42 لعيد تحرير سيناء    بعثة الزمالك تغادر مطار القاهرة استعدادا للسفر إلي غانا لمواجهة دريمز    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    هل يوجد فرق بين صلاتي الاستخارة والحاجة؟ أمين دار الإفتاء يوضح    التحقيق في سقوط سيارة من أعلى كوبرى روض الفرج    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    الصحة: 3.5 مليار جنيه لإنجاز 35 مشروعا خلال 10 سنوات في سيناء    حبس المتهم بإنهاء حياة شخص بسبب الخلاف على المخدرات بالقليوبية    احتجاجات طلابية في مدارس وجامعات أمريكا تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة    علماء بريطانيون: أكثر من نصف سكان العالم قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض    هل ترك جنش مودرن فيوتشر غضبًا من قرار استبعاده؟.. هيثم عرابي يوضح    مشاجرات خلال اعتقال الشرطة الأمريكية لبعض طلاب الجامعة بتكساس الرافضين عدوان الاحتلال    المنيا.. السيطرة على حريق بمخزن أجهزة كهربائية بملوى دون خسائر في الأرواح    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    تقسيط 30 عاما.. محافظ شمال سيناء يكشف مفاجأة عن أسعار الوحدات السكنية    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سقوط مبارك بين ثورة الإمام المهدي.. وميكافيللي!!
نشر في صوت البلد يوم 22 - 02 - 2011

قبل نحو 25 عاما، كان مبارك قد قضي 5 سنوات في الرئاسة أطلقت فرقة البنجلز اغنيتها الشهيرة "سر كالمصري" WALK LIKE AN EGYPTIAN وقد اذاعها المرحوم محمد شبل عبر برنامجه بإذاعة الشرق الأوسط، فقد احتلت هذه الأغنية ساحات الرقص، لكن قلة فقط فهموا معني كلماتها الغربية التي تسيء للمصري.
وقد كتب كلماتها "وليمام سترنبرج" حين رأي أناسا يسيرون بحذر علي سطح سفينهON DECK خوفا من السقوط، أناسا ذكرته خظواتهم بالخطي الغريبة والرتيبة لشخصيات من رسومات مصرية عتيقة.
فقد ظلت صورة المصري "المقهور، والمهزوم، والماشي بجوار الحائط" عالقه في أذهان العالم! حتي انطلق هدير الثورة وسقطت "براندنبرج" المصري وحائط الخوف ورغم ما قالته اجهزة CIA لادارة اوباما وراهنوا. إذا كانوا يسيرون بسرعة اكبر مما ينبغي فانهم سيسقطون كالدومينو"!! فقد خابت توقعاتهم وفي 81 يوما أسقطوا النظام واثبتوا وان كلمة "مستحيل" لا توجد الا في قاموس المجانين علي حد تعبير نابليون بونابرت!
تساقطت اوراق الفساد، وظهرت "عورات" النظام الذي كان يجلس طوال 30 عاما علي "نهر" من المياه العفنة، الفاسدة وحين تخلي مبارك عن السلطة، شعر الناس بأن الحجر الصوان الذي كان علي قلوبهم انزاح إلي غير رجعة وعمت الفرحة أرجاء الدنيا.
لكن كانت هناك دول اكثر سعادة منا كمصريين، مباهين بهذا النصر الذي حققه شباب 25 يناير باعتبار انه من صناعتهم، فهاهي إيران وما قاله الرئيس محمود احمدي نجاد ان "التحرك الأخير بدأ".. اننا في وسط ثورة عالمية يقودها "الإمام المهدي"!
والمهدي هو الإمام المنتظر عند الشيعة، فهوالإمام الثاني عشر لدي الشيعة الإثني عشرية، من مواليد 825 ميلادية في سامراء شمال بغداد، واختفي عندما كان في الخامسة من العمر.
لذا كان نجاد منتشيا حين ادرك انه سيري شرق اوسط جديد دون الامريكيين ودون النظام الصهيوني وعلي حسب قوله "لا مكان فيه لقوي الاستكبار" مما دعا الامين العام للمجلس الأعلي للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي أن يربط تزامن سقوط مبارك مع ذكري الثورة الإسلامية في ايران وهو ما يؤكد علي حد وصفه "ان 11 فبراير هو يوم النصر لشعوب المنطقة ويوم الفشل للولايات المتحدة والصهيونية.
هذا يتزامن مع ما دعا إليه فرع تنظيم القاعدة في العراق إلي "الجهاد" و "إقامة نظام حكم اسلامي".
وقال بيانهم "ان سوق الجهاد قائم في مصر" و"أبواب، الشهادة قد فتحت" وقد حمل البيان توقيع "وزارة الحرب في دولة العراق الإسلامية، ولم تنس ان تتضمن الرسالة بأنها تثني علي جماعة الإخوان في مصر وما حولها (!) ومندوبهم السامي السيد محمد بديع!
المشهد السياسي الآن يؤكد ان جماعة الإخوان "تلعب سياسة" وتخفي "صفقه ما !" حين اعلنت عن عدم وجود اي مطامع سياسية في الترشيح للرئاسة في مصر، إلا أنه كان لأول مرة يقترح فيها نظام مبارك علي الإخوان التي حظر نشاطها بحسب القانون إلي شراكة سياسية علي خلفية الحوار الوطني مع السيد عمر سليمان.
ورحبت الجماعة بتخلي مبارك عن الحكم بعد أن تسلم المجلس الأعلي للقوات المسلحة، وهو ما يعني استعدداهم لساعة الصفر (خاصة بهم!) تمهيداً للانقضاض ومثلما ذكر تقرير للهيئة القبطية الامريكية ان الإخوان يتمتعون بوجود كبير ومؤثر في العديد من القطاعات والمؤسسات الحيوية في البلاد والتي تلعب دوراً كبيرا في عملية صنع القرار مثل محافظ كفر الشيخ اللواء أحمد زكي عابدين وهو احد اقارب عبدالحكيم عابدين سكرتير عام الإخوان المسلمين والمتزوج من شقيقة حسن البنا مؤسس الجماعة ومرشدها الاول ومؤلف نشيد الجماعة الذي مازال يرددونه حتي الآن.
ومن المؤكد فان ضمن "اجندة" الجماعة السعي لاقامة دولتها الإسلامية، لذا فان لديهم "حكومة ظل" جاهزة فعصام العريان او عبد المنعم أبو الفتوح (للاقتصاد) كما ان لديهم عدداً كبيراً من رجال الأعمال، يمتلكون الارصدة البنكية ولديهم الخبرات الاقتصادية مثل خيرت الشاطر الي حسن مالك وعبد الرحمن سعودي.
اما بقية الحقائب فهناك جمال حشمت ومحمد مرسي وسعد الكتاتني وحمدي حسن وجمال نصار وسعد الحسيني ومحسن راضي وحسين ابراهيم.
وقد تغلغلوا في النقابات واجهزة الأمن حيث كانت ضباط الشرطة تساند جمال حشمت الإخواني ضد مصطفي الفقي، وفي كرة القدم تم اختراقهم وما قصة انزلاق محمد أبو تريكة معهم حيث كان يود الانضمام الي فرع الإخوان في السويس، ان لم يكن فعلها!
كما ان لديهم تعليما خاصاً بهم في المدارس التي اقاموها وشيدوا عبر العديد من الشركات والمؤسسات الاقتصادية التابعة لهم.
فالإخوان لديهم استراتيجية يريدون فرضها، لكنهم ينتظرون ساعة الصفر بحساباتهم!، رغم تحذيراتهم عبر منشوراتهم بعدم المساس بالمادة الثانية من الدستور وهي (الإسلام دين دولة) وهم مستعدون ان يبذلوا ارواحهم للحفاظ علي هوية مصر الإسلامية.
فقد تذكروا ماضيهم عندما جمعتها السلطة، لكن التزامها بسياقات ديمقراطية وليس فقط بانتخابات أولية كفيلة بأن تجعلها الحزب الرائد وليس بعيدا عنهم التجربة التركية.
جاءت الخلافات بين السيد عمر سليمان والفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش لتكشف الضغوط التي كان يمارسها نظام مبارك علي المؤسسة العسكرية لتصفية جيوب الثورة، واعتبرت ان حديث سليمان حول "انقلاب" يشكل تهديدا مباشراً بتحرك الجيش ضد الثوار وهو ما رصدته "الواشنطن بوست" من أن مسئولين امريكيين أبلغو ان الجيش المصري وضع خطة لاعفاء الرئيس مبارك من سلطاته الأساسية غير ان مبارك قرر في اللحظة الأخيرة من مساء الخميس 10 فبراير تغيير الخاتمة من خلال إلقاء خطاب ظهر فيه أنه متمسك بمنصبه.
وقالت الصحيفة: ان المسئولين في CIA والبنتاجون ابلغوا عن خطة الجيش المصري لاعفاء مبارك عن سلطاته الاساسية علي الفور ووضع حدا للاضطرابات.
واشارت الي ان الخطة التي ظهرت الخميس لم تكن تحدد مصير مبارك بشكل واضح وكان هناك سيناريوهان لا ثالث لهما اما ان يترك منصبه او ان ينقل سلطاته غير ان مبارك رفض وكابر وعاند! يبقي السؤال باحثاً عن إجابة تشبع جوفه: ماذا يخبئ المستقبل لمصر؟! فالاحتجاجات الجماهيرية التي اسقطت الانظمة الشيوعية في شرقي اوروبا وقعت ليس في عهد القمع الوحشي لستالين، بل بعد ان ارخي خلفاؤه اللجام قليلا!
بعضا منهم تميز بالضعف (بريجينيف) واخر كانت الذات لديه منتفخة (جورباتشوف) فمن الصعب ان نتوقع مسبقا نقاط انعاطف تاريخية كهذه، عندما تأتي، فإنها تجرف الجماهير كالهدير، وتسقط الحكام المنذهلين عن مقاعدهم وصولجانهم.
اما علي حد قول صحيفة روسية بلورة نظام ديمقراطي ، بالمقابل فليس حدثاً دراماتيكياً لمرة واحدة، بل سلسلة من التضحيات والسياقات الطويلة التي تستدعي تطورات تدريجية تخلق شراكة بين قوي وتيارات متعارضة وترتيبات اجتماعية لا تنشأ بين ليلة وضحاها. حتي لو كانت هذه القوي متجمعة 18 يوما في ميدان واحد مثل ميدان التحرير، فلكل منها شطحاتها!
إذا كانت الثورة الفرنسية قد أسقطت دفعة واحدة الملكية المطلقة، الا ان في اعقابها جاءت سنوات من الاعدامات العلنية، والارهاب، والفوضي والرجعية البشعة، وحكم الطغيان في شكل القيصريات النابولونية، فالديمقراطية لمن لا يعرف! لم تنشأ بين ليلة وضحاها جراء الهجوم الشعبي علي الباستييل، بل بعد نحو مائة سنة فقط من ثورة 1789 حظيت فرنسا بنظام ديمقراطي مستقل.
وعلي حد قول فرانسيس فوكوياما وتنبؤاته بمصر الحرية ونهاية التاريخ، فإن صورة الديمقراطية في روسيا بعد بيروسترويكا جورباتشوف وسقوط الشيوعية تبلورت تحت حكم بوتين بنظام فردي جديد، يقمع كل بديل سياسي (!) بينما صور الديمقراطية في دول شيوعية اخري سابقة مثل بولندا والتشيك والمجر كانت ناجحة بسبب وجود مجتمع مدني قوي.
استحضار هذا التاريخ ضروري ومهم امام المشهد المصري ومفجري ثورة اللوتس، ومثلما كتب ميكافيلي: بأن ليس هناك اكثر إثارة للخوف من جمهور غاضب لا زعيم له"!
فلا غرو، فهذه الثورة اسرت قلوب الغربيين والعالم مثلما خطفت قلوبنا، هؤلاء الذين رصدوا بأقلامهم وعد سادتهم إلي العالم هدير شباب الثورة، والجيل الشاب المثقف المتحدث بالانجليزية والذي يستخدم الفيس بوك، والتويتر تماما مثلهم. لكن في ظل غمرة هذه الفرحة العارمة، ثمة تيارات صعدت إلي السطح حاولت سرقة "ثورة" هؤلاء، وهو ما يضع علامه استفهام كبيرة عن المستقبل القادم والسؤال الأكبر حلم كل المصريين: هل تصمد وتقف مصر أمام فترة انتقالية هادئة ومرتبة؟!
والجواب الواجب مثلما طرحه محلل إسرائيلي في ان الآن سيأتي دور الديمقراطية، إذ هكذا رفع المتظاهرون شعاراتهم، وهكذا صرح بالانجليزية الطليقة د. محمد البرادعي بها حينما قال إنه ليس أمر مسلماً به، الديمقراطية المستقرة، ليست الخيار السلطوي الوحيد بعد اسقاط نظام مبارك، فهناك توجد امكانيات اخري.
فمن المؤكد هناك سيناريوهات الخوف يتمثل أحدها في صعود ديكتاتور عسكري الي الحكم يقمع باسم القانون والنظام المظاهرات بعد أن قدم الجيش كمنقذ للامة يتبني جزءا من المطالب الشعبية (ولا سيما في الاقتصاد) وربما يتبني ايضا بعضا من زعماء الاحتجاج في مصر هذه الظروف وإذا كان البرادعي قد أعلن تعاونه مع المؤسسة العسكرية ورفضة للترشح للرئاسة فقد نري البرادعي في منصب وزير الخارجية أو رئيس الوزراء، فهذا شيء مدهش!
اما السيناريو الآخر فهو التدهور نحو الفوضي مع اجراء انتخابات للرئاسة وللبرلمان، قد تصعد إلي السطح ايضا التوترات الاجتماعية التي يتميز بها مثلما تقول الصحيفة الإسرائيلية المجتمع الاستقطابي المصري مثلما حدث من أعمال سلب وعنف ونهب والتي ينظم سكان الاحياء الميسورة انفسهم ضدها وهي دليل علي احتجاج طبقي وفوارق اقتصادية واجتماعية فقد نجح نظام مبارك في إحداث هذا وان يحتوي هذا بطريقة العصا والجزرة!
وبالتالي لا يمكن ان نستبعد إمكانية وقوع اضطرابات علي خلفية سياسية او اقتصادية، لذا فإن اجراء انتخابات في الفترة الانتقالية ضروري لبلورة الديمقراطية بعيدا عن الظروف التي كان "القمع" عنوانها حيث ولدت احزاب "الجيلي" في ولادة غير طبيعية، فلم يسمع احد بنشاطها في الوقت الذي أصبح زعماؤها في هذه "المعمعة الثورية" ابطالاً تراجيديين، رغم ان كل ما كانت تطمح اليه هو ان تنال "رضا" النظام البائد!!
وباستثناء المؤسسة العسكرية، فهو الجهاز الناجح الوحيد في المجتمع المصري ، فضلا عن الحزب الذي لا يمكن ان نعرف مدي احتمالاته في انتخابات حرة هو حركة الإخوان المسملين كتنظيم له قواعد وقد تصرفوا خلال هذه الثورة بحذر يستحق الثناء علي حد تعبير كثير من المراقبين إلا ان قيادات في الجيش واجهوا مبارك بانذار أخير "تنحي طوعا، أو ستجبر علي ذلك"!
وقد جاء قرار التخلي عن السلطة او أشبه بانقلاب عسكري متفق عليه بالتراضي فهم يرون في مبارك احد الآباء المؤسسين للجيش المصري الحديد، فهومن لحمهم ولذا جاءت نبرة البيان الثالث للمجلس الأعلي للقوات المسلحة هادئة تجاه مبارك.
رغم انه اكثر القادة، مكابرة من كل القادة الذين اطاحت بهم الثورات الملونة علي حد ما قالته صحف رؤسيه ابتداء من ادوارد شيفانادزة، وانتهاء بزين العابدين بن علي ويجمع المحللون ان مستقبل مصر بدون مبارك سيكون افضل بكل تأكيد، خاصة وانه بعد "دراما الرحيل" انفجرت مواسير الفساد والسرقة والرشوة وسقطت "مزرعة الفاسدين" الذين كانوا يتربعون علي عرش السلطة (!) وقد اعتبرت مجلة "اينوجي" الروسية ثورة مصر التي تشكل وتحرك الثورة العربية الكبري باعتبارها حجر الزاوية علي حد وصف البروفيسور فيتالي ناؤمكين المستشرق الروسي. ومثلما قالت (ارجومنتي) الروسية في أن ولاء الزعماء والفاسدين والمستبدين لم يعد يرضي الولايات المتحدة لانهم باتوا يشكلون عقبة امام نشر القيم الامريكية! كانت الحشود التي شهدها ميدان التحرير قد فاقت كل الحشود التي عرفتها الثورات الملونة، وقد اعتبروا ان خيارات المؤسسة العسكرية (المعقل) الاخير للاستقرار في اكبر دولة عربية.
رغم ان باراك اوباما قد اكد ان تنحية مبارك ليست نهاية المرحلة الانتقالية في مصر، فهناك علي حد قوله ! ايام صعبة قادمة في مصر.
لذا ظل ليون بانيتا مدير الاستخبارات الامريكية CIA اكثر قلقا وفي حالة استنفار دائم.
كل الشواهد تؤكد ان الحالة الصحية للرئيس مبارك تزداد سوءاً، وقد سقط في غيبوبة اكثر من مرة، وجاء قرار تخليه عن السلطة "قسرا" بعد ان قام وعائلته بالانتقال الي قصر بشرم الشيخ، ربما تمهيدا لسفره الي ألمانيا للعلاج او الراحة.
بينما جمال يقيم حاليا في لندن وكانت الاندبندنت البريطانية قد كشفت (سر) فرانك وايزنر مبعوث باراك اوباما الي القاهرة لمقابلة مبارك والذي يعمل لدي "ياتون بوجز" للاستشارات القانونية في نيويورك وواشنطن بسبب علاقات "البيزنس" التي تجمعهم، فهي "مستشار" العسكرية المصرية ووكالة التنمية AIDوشاركت في الكثير من المسائل التحكيمية والقضائية لتصرفات مبارك في أوروبا والولايات المتحدة وكان مبارك "زبون" لدي الشركة علي حد تعبير روبرت فيسك.
وما قالته وزيره الخارجية السويسرية ميشلين كالمي ان قرارا حكوميا صدر بتجميد حسابات مبارك وعائلته وحثت مصر علي تقديم طلب الي سويسرا لمساعدتهم في استرداد هذه الأموال استنادا الي قانون جديد تم تطبيقه قبل شهرين بعد الإطاحة بالرئيس التونسي بن علي.
وقدرت تقارير اخبارية ثروة عائلة مبارك بنحو 40 إلي 70 مليار دولار، بينما كانت احصائية للبنك المركزي السويسري قد افادت بأن قيمة الارصدة المصرية في البلاد تصل إلي 3.6 مليار فرنك سويسري اي ما يعادل 3.7 مليار يورو في حين ان قناة امريكية نقلت عن مسئول امريكي رفيع المستوي انه لا يعرف من اين جاءت وسائل الإعلام بمثل هذه الارقام حيث قالت قناة "اي .بي .سي" الامريكية عن مصادر في الاستخبارات الامريكية ان ثروة الرئيس المصري وعائلته لاتتجاوز 5 مليارات دولار!
وذكرت القناة ان الحكومة الأمريكية خصصت 335 مليون دولار لمساعدة مصر في شراء طائرات انضمت الي اسطول الطائرات الرئاسية. رغم ان تصريحات القذافي جاءت مضحكة من ان مبارك فقير ولا يملك ثمن ملابسه وعلي حد قوله : "نحن نقدم له الدعم"!
فقد انكسر ابو الهول مثلما كتب كثيرن من المراسلين حين رحل مبارك وطبقا لدراسة عن مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان راتب الرئيس مبارك الشهري يقدر ب 4750 جنيها شهريا، بينما كان الدخل السنوي لعبد الناصر هو 4723 جنيها بواقع 395 جنيها في الشهر تقريبا وقياسا بمرتب باراك اوباما الان والذي يتقاضي 400 الف دولار في العام والرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف 143 ألف دولار بواقع 11.916دولار شهريا".
لكن طبقا لابي الهول مصر فإن ما كان يحصل عليه في الشهر ما يقارب من المائة الي المائتين مليون دولار أي بما يعادل اربعة الي سبعة ملايين دولار يوميا، فكيف يمكن لرئيس دولة ذات اقتصاد متواضع ان يجمع مثل هذه الثروة المنهوبة، وإذا كان الرئيس وعائلته هكذا، فماذا عن حاشيته ووزرائه وقياداته السياسية وجنرالات البيزنس.. فماذا بقي لهذا الشعب؟!!
إذا كان عصر التويتر والفيس بوك قد ساهم في خلق اتصال بين الثوريين من شباب 25 يناير لكن الثورة صنعت في الشارع وليس علي الانترنت، فدخول 10 ملايين الي الصفحة لن تحل محل 100 الف نسمة تبدأ بها مظاهرات التحرير حتي وصلت الي الملايين الثلاثة او الاربعة، فهؤلاء جاهزون لاستشهاد واصفين رءوسهم علي اكفهم لترفع مصر راسها.
هذا الهدير وهذا الدوي جعل يوفال ديسكين رئيس جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي "الشاباك" في حالة ذعر جعله يدعو الجيش الاسرائيلي للبقاء في حالة تأهب.
لذا فالعالم كله يصلي.. من أجل مصر .. فهل يعرف احد في ظل هذه الفوضي من السيناريوهات ماذا ينتظر مصر؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.