أصبح اليميني نفتالي بينيت (49 عاماً)، اليوم الأحد، رئيس وزراء إسرائيل الجديد، خلفا لبنيامين نتنياهو بعد أن عمل لسنوات إلى جانبه وكان يوما من أكثر حلفائه وفاء. وأدى بينيت اليمين الدستورية في الكنيست بعد أن حصل الائتلاف الحكومي الجديد الذي يرأسه على ثقة البرلمان. وصوت الكنيست، المؤلف من 120 نائبا، لصالح ائتلاف شكله السياسي الوسطي يائير لبيد بأغلبية (60- 59) ولكنها كانت كافية لإنهاء 12 عاما متواصلة من حكم نتنياهو. وكان بينيت وعد، في خطابه أمام البرلمان في مستهل جلسته الخاصة اليوم، بأن يمثل "ائتلاف التغيير إسرائيل برمتها". وأعلن بينيت عن أبرز ملامح سياسته الداخلية والخارجية في خطاب أمام الكنيست قبل ساعات من إعلان فوزه، مؤكدا أنه لن يسمح بامتلاك إيران لسلاح نووي، موضحا أن المشروع النووي الإيراني هو أول ما ستبدأ الحكومة بمواجهته. وقال بينيت "إسرائيل لن تتيح لإيران التسلح بسلاح نووي. لسنا طرفا بالاتفاق النووي، ولكن لدينا الحق الكامل في العمل إزاء ذلك، وستعمل إسرائيل على تعزيز اتفاقيات السلام التي تم توقيعها مع دول عربية"، موجها الشكر للرئيس الأمريكي جو بايدن على وقوفه بجانب بلاده. وأكد أن حكومته ستدعم وتعزز من عمليات الاستيطان في الأراضي المحتلة، وهو ما يعد استكمالا لنهج، رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو. ويرأس المليونير ورجل الأعمال السابق في مجال التكنولوجيا الفائقة، حزب "يمينا" اليميني الذي يدعو إلى ليبرالية اقتصادية مطلقة وانفتاح اجتماعي. وقد شقّ طريقه السياسي ببراعة إلى يمين نتنياهو. وكان جزءاً من حكومة نتنياهو التي انهارت في عام 2018، وقد شغل منذ العام 2013 خمس حقائب وزارية كان آخرها الدفاع في العام 2020. وينص اتفاق الائتلاف الحكومي على التناوب في رئاسته، إذ سيكون بينيت رئيسا للوزراء لعامين قبل أن يسلم الدفة للوسطي يائير لبيد، مهندس الائتلاف والنجم التلفزيوني السابق جدير بالذكر أن بينيت أول زعيم حزب يميني ديني يتولّى رئاسة الحكومة في تاريخ إسرائيل. وكان قال الجمعة إن الحكومة المقبلة ستعمل "لصالح الجمهور الإسرائيلي كله – المتدينون والعلمانيون والمتشددون والعرب – بدون استثناء كجماعة واحدة". وأضاف "أعتقد أننا سننجح". وقال إن خبرته تسمح له بأن يكون الرجل الذي يعالج اقتصاد إسرائيل بعد تداعيات وباء كوفيد-19، واقترح في حملته الانتخابية النموذج السنغافوري، مشيرا إلى أنه يريد خفض الضرائب والتقليل من البيروقراطية. ولد بينيت، وهو جندي سابق في القوات الخاصة، في حيفا في 25 مارس 1972 لأبوين مولودين في الولاياتالمتحدة ويعيش مع زوجته غاليت وأربعة أطفال في مدينة "رعنانا". وعلى غرار نتنياهو، خدم في وحدة "سايريت ماتكال" العسكرية النخبوية، ودخل السياسة بعد بيع شركته التكنولوجية الناشئة مقابل 145 مليون دولار أميركي في 2005. في العام التالي، أصبح مدير مكتب نتنياهو الذي كان في ذلك الوقت في المعارضة. وهو مجاز في الحقوق. بعد تركه مكتب نتنياهو، أصبح في 2010 رئيس مجلس الاستيطان. وأحدث بينيت ثورة في السياسة في عام 2012 عندما تولّى مسؤولية حزب "البيت اليهودي" اليميني الذي كان يواجه احتمال خسارة كلّ مقاعده في البرلمان، فنجح في تعزيز حضوره البرلماني بأربعة أضعاف. وبالإضافة إلى توليه حقيبة الدفاع، شغل بينيت منصب وزير الاقتصاد والتعليم في حكومة نتنياهو. في 2018، أعاد تسمية حزب البيت اليهودي باسم يمينا (إلى اليمين). وفي مقابلة أجراها مؤخرا مع القناة 12 الإسرائيلية، برّر بينيت قراره الانضمام إلى ائتلاف "التغيير" رغم أنه تعهد سابقا بعدم الانضمام إلى حكومة يرأسها أو يشكلها لبيد، بأن "مصلحة البلاد غلبت كلمته". وقال "الهدف الأساسي للانتخابات يتمثل في انتشال إسرائيل من الفوضى"، مضيفا "اخترت ما هو جيد لإسرائيل". وكالات شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)