لا تزال قضية سد النهضة والإصرار الإثيوبي على الملء الثاني مشكلة معقد لدي الأطراف الثلاثة؛ فما بين تعنت الجانب الإثيوبي وسعي دولتي المصب " مصر والسودان" لإيجاد حلول تضمن عدم إلحاق الضرر بأي منهما تحاول إثيوبيا جاهدة مغازلة على الولاياتالمتحدة عن طريق شركات قانونية وإعلامية، لتجنب أي موقف يضر بمصالحها. و قامت أديس أبابا بتكليف شركة «هولاند آند نايت» القانونية لمساعدتها في تحركاتها الضاغطة داخل واشنطن، وذلك لمواجهة القضايا الشائكة والضغوط المتزايدة وسط الصراع الداخلي في إقليم تيجراي والتوترات الإقليمية بشأن سد النهضة، ومن ثم قررت بذل جهود لتذليل العقبات التي تواجه علاقاتها بالولايات المحتدة. جاء ذلك في تقرير لمجموعة «جين أفريك» الإعلامية. وتضمن التقرير تساؤلات عن الإستراتيجية التي تتبعها حكومة آبي أحمد في هذا الصدد؟ قائلا: إن الخلافات الإقليمية تأتي أولا في الوقت الذي تستمر فيه إثيوبيا في التحرك نحو إكمال سد النهضة، على النيل الأزرق، والذي بدأت في ملئه في يوليو 2020 . وأضاف التقرير : إن سد النهضة كان المصدر الأول للخلافات مع مصر والسودان لمدة تزيد على عشر سنوات، وظلت المشكلة قائمة دون حل دائم في متناول اليد، مستدركا بأن إثيوبيا فضلت استمرار المفاوضات على مستوى الاتحاد الإفريقي، وذلك بسبب ما ترى أنه دعما قويا لها على مستوى القارة. وأشار التقرير إلى أن القاهرة تظل حليفا مهما للاتحاد الأوروبي في جهوده لمواجهة التوسع التركي في منطقة المتوسط والإرهاب في المنطقة. وذكر التقرير أن الولاياتالمتحدة قامت، عقب الملء الأول لخزان سد النهضة في يوليو العام الماضي، بتعليق المعونة الأجنبية لإثيوبيا في أغسطس 2020، والتي تتراوح قيمتها ما بين 100 و130 مليون دولار، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن السفارة الإثيوبية بالولاياتالمتحدة، قامت بتوقيع عقد لمدة ثلاثة شهور مقابل 130 ألف دولار مع شركة بارنس آند ثورنبورج في 2020 وهي إحدى الشركات المتخصصة في ممارسة الضغط والدعاية السياسية . السودان تضرر ضررا بالغا وقالت مريم الصادق المهدي، وزيرة خارجية السودان: إن السودان تضرر ضرراً بالغًا من الملء الأول لسد النهضة الأثيوبي.جاء ذلك أثناء لقاءها بالرئيس محمد بازوم رئيس جمهورية النيجر. وبحسب الوكالة السودانية سونا، قدمت « المهدي» شرحاً مفصلاً عن قضية سد النهضة والتطورات الأخيرة وإصرار إثيوبيا على الملء الثاني دون التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول الملء والتشغيل. وأشارت إلى تحلى السودان بالإرادة السياسية في سبيل الوصول لاتفاق بين الأطراف، مؤكدة أن السودان تضرر ضرراً بالغًا من الملء الأول، مما أحدث شرخاً في جدار الثقة، الأمر الذي يتطلب الوصول لاتفاق تحت رعاية الاتحاد الإفريقي مع وجود الشركاء الدوليين كضامنين للاتفاق. مصر تستطيع صد أي ضرر ومن جهته، شدد عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، على خطورة ملف المياه وسد النهضة، مؤكدًا أن الدولة تستطيع الوصول إلى أبعد مدى لصد أي ضرر محتمل على الشعب. وقال : إن الدولة المصرية مهتمة ومنغمسة في ملف سد النهضة، وتؤدي دورها على الوجه الأكمل، مطالبًا بعدم إحداث لغط حول جهود القيادة. وأضاف موسى في لقاء متلفز، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جيبوتي كانت على قدر كبير من الأهمية الإستراتيجية، معتبرا أن النزاع حول المصالح، بمعنى أنه "إذا ضريت مصالحي سأضر بمصالحك، والأفضل ألا نضر بمصالح بعضنا البعض". ودعا عمرو موسى إلى السيطرة على الأمر بدلا من الدخول في حرب مصالح، وأنه مطمئن إلى الحركة التي تتم إلى الآن في سد النهضة. وأشار موسى إلى تخطيط إثيوبيا لإنشاء 3 سدود أخرى؛ وأن سد النهضة هو مجرد عنوان فرعي ضمن خطة كبيرة جدًا وذكر أنه من المطلوب في المرحلة المقبلة بحث زيادة مصادر المياه وتقليل الهدر، وتعظيم قدر المياه المستقبل من نهر النيل.
محمد الحملي شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)