حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأربعاء 31 ديسمبر    هجوم أوكراني بطائرات مسيرة على موسكو    الاختبارات الإلكترونية لبرنامج الدبلوماسية الشبابية تجذب آلاف الشباب المصري    وخلق الله بريجيت باردو    محكمة تونسية تؤيد حكم سجن النائبة عبير موسى عامين    وزارة الرياضة تواصل نجاح تجربة التصويت الإلكتروني في الأندية الرياضية    بداية تحول حقيقي، تقرير صادم عن سعر الذهب والفضة عام 2026    ولفرهامبتون يحصد النقطة الثالثة من أرض مانشستر يونايتد    ذخيرة حية وإنزال برمائي.. الصين توسع مناوراتها حول تايوان    مصرع طفل دهسه قطار الفيوم الواسطي أثناء عبوره مزلقان قرية العامرية    طقس رأس السنة.. «الأرصاد» تحذر من هذه الظواهر    قوات التحالف تنشر مشاهد استهداف أسلحة وعربات قتالية في اليمن وتفند بيان الإمارات (فيديو)    محافظ القاهرة: معرض مستلزمات الأسرة مستمر لأسبوع للسيطرة على الأسعار    "25يناير."كابوس السيسي الذي لا ينتهي .. طروحات عن معادلة للتغيير و إعلان مبادئ "الثوري المصري" يستبق ذكرى الثورة    رئيس جامعة قنا يوضح أسباب حصر استقبال الحالات العادية في 3 أيام بالمستشفى الجامعي    د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!    زيلينسكي يناقش مع ترامب تواجد قوات أمريكية في أوكرانيا    «قاطعوهم يرحمكم الله».. رئيس تحرير اليوم السابع يدعو لتوسيع مقاطعة «شياطين السوشيال ميديا»    خالد الصاوي: لا يمكن أن أحكم على فيلم الست ولكن ثقتي كبيرة فيهم    مصدر بالزمالك: سداد مستحقات اللاعبين أولوية وليس فتح القيد    شادي محمد: توروب رفض التعاقد مع حامد حمدان    نتائج الجولة 19 من الدوري الإنجليزي الممتاز.. تعادلات مثيرة وسقوط مفاجئ    "البوابة نيوز" ينضم لمبادرة الشركة المتحدة لوقف تغطية مناسبات من يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا والتيك توكرز    استشهاد فلسطيني إثر إطلاق الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على مركبة جنوب نابلس    الأمم المتحدة تحذر من أن أفغانستان ستظل من أكبر الأزمات الإنسانية خلال 2026    قيس سعيّد يمدد حالة الطوارئ في تونس حتى نهاية يناير 2026    نتنياهو يزعم بوجود قضايا لم تنجز بعد في الشرق الأوسط    من موقع الحادث.. هنا عند ترعة المريوطية بدأت الحكاية وانتهت ببطولة    دعم صحفي واسع لمبادرة المتحدة بوقف تغطية مشاهير السوشيال ميديا والتيك توك    تموين القاهرة: نتبنى مبادرات لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مخفضة    التنمية المحلية: تقليص إجراءات طلبات التصالح من 15 إلى 8 خطوات    المحامى محمد رشوان: هناك بصيص أمل فى قضية رمضان صبحى    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    طرح البرومو الأول للدراما الكورية "In Our Radiant Season" (فيديو)    الخميس.. صالون فضاءات أم الدنيا يناقش «دوائر التيه» للشاعر محمد سلامة زهر    لهذا السبب... إلهام الفضالة تتصدر تريند جوجل    ظهور نادر يحسم الشائعات... دي كابريو وفيتوريا في مشهد حب علني بلوس أنجلوس    بسبب الفكة، هل يتم زيادة أسعار تذاكر المترو؟ رئيس الهيئة يجيب (فيديو)    د هاني أبو العلا يكتب: .. وهل المرجو من البعثات العلمية هو تعلم التوقيع بالانجليزية    غدًا.. محاكمة 3 طالبات في الاعتداء على الطالبة كارما داخل مدرسة    حلويات منزلية بسيطة بدون مجهود تناسب احتفالات رأس السنة    الحالة «ج» للتأمين توفيق: تواجد ميدانى للقيادات ومتابعة تنفيذ الخطط الأمنية    أمين البحوث الإسلامية يلتقي نائب محافظ المنوفية لبحث تعزيز التعاون الدعوي والمجتمعي    ملامح الثورة الصحية فى 2026    هل تبطل الصلاة بسبب خطأ فى تشكيل القرآن؟ الشيخ عويضة عثمان يجيب    هل يجب خلع الساعة والخاتم أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    جامعة عين شمس تستضيف لجنة منبثقة من قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات    خالد الجندى: القبر محطة من محطات ما بعد الحياة الدنيا    خالد الجندي: القبر مرحلة في الطريق لا نهاية الرحلة    حقيقة تبكير صرف معاشات يناير 2026 بسبب إجازة البنوك    الأهلي يواجه المقاولون العرب.. معركة حاسمة في كأس عاصمة مصر    رئيس جامعة قناة السويس يهنئ السيسي بالعام الميلادي الجديد    رئيس جامعة العريش يتابع سير امتحانات الفصل الدراسي الأول بمختلف الكليات    الصحة: تقديم 22.8 مليون خدمة طبية بالشرقية وإقامة وتطوير المنشآت بأكثر من ملياري جنيه خلال 2025    الزراعة: تحصين 1.35 مليون طائر خلال نوفمبر.. ورفع جاهزية القطعان مع بداية الشتاء    معهد الأورام يستقبل وفدا من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لدعم المرضى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    نسور قرطاج أمام اختبار لا يقبل الخطأ.. تفاصيل مواجهة تونس وتنزانيا الحاسمة في كأس أمم إفريقيا 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الأوقاف: أنقذنا المساجد من الإرهاب والتسييس
نشر في صوت البلد يوم 24 - 12 - 2019

قدم د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، كشفًا بما قدمه فى وزارة الأوقاف منذ توليه المسئولية فى يوليو 2013 وحتى الآن، حيث وجه الوزير فى حواره الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى على تجديد الثقة، مجددًا العهد على بذل الجهد فى خدمة الدين والوطن، مضيفًا: "ما قمنا به أنقذ المساجد من الإرهاب والتطرف والاستخدام السياسى، واستعدنا مكانتنا الدعوية وسيطرنا على الخطاب الدينى بعد فترة طويلة من التهميش، وخطتنا المقبلة تشمل بناء الوعى الدينى والوطنى وتكوين العلماء والتثقيف الدينى المستنير ومواصلة مسيرة التجديد".
وأكد الوزير أن هناك حوارًا مجتمعيًّا موسعًا بين العلماء والمفكرين والمثقفين والكتاب، لوضع الخريطة الدعوية بما يحقق الرؤية العصرية، وأوضح أن نشر الشائعات على «السوشيال ميديا» دأب المنافقين وكبيرة من الكبائر واتباع لخطوات الشيطان، والله قال: «وكونوا مع الصادقين»، مؤكدًا أن الحديث فى الشأن العام والفتوى فيه بدون علم أو مؤهلات أمر خطير، وأكد الوزير أن العلاقة بين «الأوقاف» والأزهر الشريف ودار الإفتاء فى أفضل أحوالها، وهناك تعاون مشترك برعاية الإمام الأكبر لمحاربة الفكر المتطرف.

توليتم المسئولية منذ 2013 وتم تجديد الثقة لكم أكثر من مرة.. كيف ترى ذلك؟
- أشكر الرئيس عبد الفتاح السيسى على تجديد الثقة الغالية، وتجديد الثقة يعنى تجديد العهد مع الله ثم الرئيس والوطن على بذل المزيد من الجهد فى خدمة الدين والوطن، والمرحلة المقبلة مرحلة بناء الوعى الدينى والوطنى، وتكوين العلماء والتثقيف الدينى المستنير على أوسع نطاق داخلياً وخارجياً، والعمل المؤسسى المشترك مع سائر المؤسسات الوطنية ذات الصلة ببناء الوعى، كذلك مرحلة الكتاب المرئى والمسموع، ومرحلة الدفع بمزيد من الشباب وتمكين عمل المرأة، ومرحلة تعظيم الموارد الذاتية للوزارة وتطوير هيئة الأوقاف، ومرحلة التوسع فى أنشطة خدمة المجتمع، كذلك مواصلة مسيرة تجديد الفكر الدينى.

هل استعادت «الأوقاف» مكانتها وثقة رجل الشارع؟
- نعم، وسيطرت على الخطاب الدينى بعد فترة طويلة من تهميش هذا الدور، الذى كان من نتيجته فى الماضى عدم انضباط النشاط الدعوى واستغلاله من جانب المتشددين المنحرفين عن صحيح الدين والفكر المستنير، واستعادت «الأوقاف» ثقة رجل الشارع المصرى والعربى، وسيطرت سيطرة كاملة على المنابر الدعوية، فلا يعتلى المنبر إلا أبناء الوزارة ومن هو مصرح له بالصعود من أبناء الأزهر الشريف الذين يحملون الفكر الوسطى المستنير.

ماذا فعلت «الأوقاف» لتحقيق ذلك؟
- شهدت نقلة غير مسبوقة فى مجال العمل الدعوى وتجديد الخطاب الدينى ومواجهة الفكر المتطرف، ونشر الوسطية، واعتمدت فى سبيل تنفيذ ذلك خطة زمنية مدروسة ومتخصصة ومرنة، من خلال عدة محاور تشمل استكمال منظومة عمارة المساجد، وتوحيد خطبة الجمعة، وترجمتها إلى 18 لغة مكتوبة، و12 لغة مشاهدة ومسموعة، مع ترجمتها إلى لغة الإشارة خدمة لذوى القدرات الخاصة، كذلك منع إقامة صلاة الجمعة فى بعض الزوايا وقصرها على المسجد الجامع إلا للضرورة، وبتصريح مسبق من «الأوقاف»، ومنع غير الأزهريين وأصحاب الفكر المتطرف من الخطابة، وإطلاق قوافل دعوية مشتركة بين علماء الأزهر و«الأوقاف» تجوب المحافظات، لا سيما القرى والنجوع والمناطق الحدودية والنائية؛ لنشر الفكر الوسطى المعتدل ومواجهة التطرف الدينى، وترسيخ مبادئ التسامح والتكافل الإسلامى، والتأكيد على حرمة الدماء.

الكتاتيب والدروس والندوات كانت مفارخ للتطرف.. كيف واجهتم تلك الأزمة؟
- سعينا لتحصين النشء، من خلال إطلاق مدرسة المسجد الجامع العلمية الصيفية فى جميع المحافظات، فتم افتتاح 286 مدرسة علمية بالمساجد الكبرى، تهدف إلى نشر الفكر الإسلامى المستنير، وترسيخ القيم والأخلاق والتعايش السلمى، وتم افتتاح 1115 مدرسة قرآنية تهدف لغرس القيم الأخلاقية، وتحصين النشء والشباب من الفكر المتطرف ومخاطره، وتم افتتاح 2480 مكتب تحفيظ عصريًّا، يتم من خلالها تدريس الأخلاق إلى جانب تحفيظ القرآن الكريم، كذلك تم افتتاح 69 مركزًا لإعداد محفظى القرآن الكريم، استمرارًا لخدمة كتاب الله، وحرصًا على إعداد محفظ واع ومؤهل ومعتمد لتحفيظ القرآن الكريم، من خلال حفظ القرآن الكريم وإتقان تجويده على أيدى العلماء والقراء المتخصصين، وليس ذلك فحسب بل تم افتتاح 559 فصل محو أمية جديدًا بالمساجد المختلفة، و32 مركزًا للثقافة الإسلامية، منها اثنان باللغات الأجنبية، أحدهما بمسجد الميناء بالغردقة، والآخر بمسجد الصحابة بشرم الشيخ، كذلك تم تنفيذ أكثر من 20 ندوة للرأى بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام، حيث تمت مناقشة العديد من القضايا المهمة التى تشغل الساحة الفكرية.

البعض يتحدث عن تقاعس «الأوقاف» فى الاهتمام ببيوت الرحمن؟
- نعمل على عمارة المساجد، حيث تم إحلال وتجديد وصيانة أكثر من ثلاثة آلاف مسجد خلال الأعوام الماضية، مع فرش أكثر من ألفى مسجد سنوياً، وتخصيص مائة مليون جنيه لفرش المساجد خلال العام المالى الحالى 2019 / 2020، كما تستهدف الوزارة خلال العام المالى الحالى إحلال وتجديد 300 مسجد، بتكلفة إجمالية 500 مليون جنيه، كما صممت الوزارة نماذج جديدة عند الإحلال والتجديد لذوى القدرات الخاصة بما يسمى بالمساجد الميسرة، ونعمل على الاستفادة بالطاقة الشمسية فى المساجد الكبرى الجديدة ومساجد الإحلال والتجديد الكبرى، فى أول طرح قادم فى 2020.

لدينا 60 ألف إمام معين بالوزارة فى مقابل نحو 120 ألف منبر.. كيف تعالجون هذا العجز؟
- نجحت الوزارة فى إنقاذ المساجد من الفكر المتطرف والاستخدام السياسى إلى الفكر الوسطى، ومنعت غير المتخصصين من صعود المنابر، ونتابع ذلك دائماً من خلال اللقاءات المباشرة، والتدريب والتأهيل المستمر والمتابعة المستمرة والتفتيش، وأنشأنا غرفة عمليات للمتابعة، ووجهنا بألا يصعد المنبر غير الأزهرى، وأن تتم تغطية جميع المساجد من خلال خطباء المكافأة، مع قصر الخطبة على المسجد الجامع دون الزوايا والمصليات بضوابط شرعية وتنظيمية.

بالحديث عن الأئمة.. كان الرئيس السيسى قد قاطع كلمتكم فى احتفالية المولد النبوى الماضية بخصوص حوافز الأئمة.. ماذا قدمتم فى هذا الملف؟
- تبذل الوزارة قصارى جهدها للعمل على تحسين أحوال جميع العاملين بوزارة الأوقاف فى مختلف المجالات، وهذا التحسين لن ينحصر على الإطلاق فى الجانب المادى وحده بل سيتجاوزه إلى برامج التأهيل والتدريب للرقى بالمستوى الدعوى، وتم تطبيق ما تم إعلانه.

مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا صداع فى رأس «الأوقاف».. كيف تتصدى الوزارة لخروقات بعض الأئمة وهجماتهم على بعض الكتاب الكبار على «فيس بوك»؟
- مهمة الإمام سامية وجليلة، تبنى ولا تهدم، الوزارة أصدرت بياناً للأئمة فى هذا الشأن، أكدت فيه ثقتها الكبيرة فى جموع الأئمة، لكن من يستخدم المنبر فى غير ما خصص له من الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة سيواجه بالقانون، فلن نقبل من يستخدم صفحات مواقع التواصل لغير ما يتسق مع طبيعة عمله إماماً، بمحاولة تجييش الرأى العام تجييشًا سلبيًّا، أو فيما يضر المصلحة الوطنية، أو فى تكوين أى تنظيم أو الدعوة إليه خارج إطار القانون أياً كان هذا التنظيم، أو الإساءة إلى أى من زملائه أو العاملين بالوزارة، أو من يستخدم صفحته أو المنبر أو المسجد للإساءة لأى شخص أو جهة أو مؤسسة، أو أى كيان من كيانات الدولة، سواء أكان إمامًا أم إداريًّا أم عاملًا، أم منتسبًا بأي صفة إلى «الأوقاف»، فالوزارة ستتخذ إجراءاتها الحاسمة تجاه أى من هذه المخالفات، وتعدها خروجًا على مقتضيات طبيعة عمل المنتسبين للأوقاف، بما يستوجب المساءلة القانونية، مع التأكيد أن المساجد للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ويجب النأى بها عن أى خلافات شخصية أو حزبية أو مجتمعية أو التعرض من خلالها بسوء لأى أحد على الإطلاق.

وماذا عن الدعوة النسائية؟
- تعنى الوزارة عناية خاصة بتأهيل الواعظات والدفع بهن فى مجال العمل الدعوى وإحكام السيطرة على مصليات السيدات، فتم اعتماد 1104 محفظات متطوعات، وتم اعتماد 236 واعظة، حيث تم الدفع بهن للعمل الدعوى وفق تعاليم الإسلام السمحة، وفى توعية المرأة بقضايا الصحة الإنجابية ومخاطر زواج القاصرات، والختان، والانفجار السكاني، ولأول مرة فى تاريخ وزارة الأوقاف تمت مرافقة 9 واعظات متميزات لبعثة الحج كمرشدات وواعظات، ف«الأوقاف» تعمل على قطع الطريق أمام الجماعات المتطرفة لاستغلال مصليات السيدات، ودورنا واضح فى تحصين النشء والشباب من الأفكار الهدامة، ودور المرأة والأسرة فيها سيكون بارزًا، كما أننا سنتوسع فى عمل الواعظات والمربيات، وسيكون للأئمة دور مماثل مع النشء والشباب.

مصليات النساء تشهد معركة بين «الأوقاف» وسيطرة الجماعات.. ما أسلحة الوزارة لتلك المعركة؟
- لن نترك مصلى السيدات ودروس النساء الدينية لغير المتخصصات، ولن نسمح لغير الواعظات المعتمدات بأداء الدروس أو أى عمل دعوى، وقمنا بتكليف عدد من الواعظات المعينات على درجة مالية بالوزارة بالعمل مفتشات على مصليات السيدات، وتكليف عدد آخر منهن بالعمل مشرفات على مصليات السيدات بالمساجد الكبرى، وإنشاء وحدة خاصة لهؤلاء المفتشات بديوان عام الوزارة تكون برئاسة إحداهن، ويتم التركيز فى مصليات السيدات على تبصير السيدات الفضليات الباحثات عن صحيح الدين بأمور دينهن وفق المنهج الوسطى الصحيح.

الاعتماد على المفكرين والمثقفين فى الخريطة الدعوية نقطة تحول كبرى فى تاريخ الوزارة.. هل يمكن أن تستمر؟
- أردنا بذلك أن تكون خريطة الخطاب الدعوى نابعة من عمق المجتمع، من خلال الحوار المجتمعى الموسع بين العلماء والمفكرين والمثقفين والكتاب، بما يحقق الرؤية العصرية ومعالجة قضايا العصر ومستجداته برؤية واقعية مستنيرة، وأرى أن المرحلة المقبلة تعتمد على التحول، بما تم فى مجال تجديد الخطاب الدينى، إلى ثقافة مجتمع بأسره من خلال الشراكة والتعاون والتنسيق مع سائر المؤسسات الوطنية المعنية ببناء الوعى الصحيح.

تراثنا الإسلامى يعانى من هجوم كثير فهل لعيب فيه أم لماذا؟
- لا شك أننا نملك تراثًا فكريًّا عظيمًا، ولو أعدنا قراءة تراثنا الإسلامى قراءة واعية منصفة لوقفنا على كثير من كنوزه ونفائسه، واتضح لنا أنه لا خلاف حول ثبوت النصوص الصحيحة، وإنما الخلاف مع أصحاب الأفهام السقيمة الذين لا يفرقون بين النص الثابت والفكر البشرى المتغير الناتج عن فهم النص، وتجديد الخطاب الدينى أمر أصبح واجب الوقت ومن أولى أولوياته فى حق العلماء والمثقفين والمفكرين، مع الحفاظ على الثوابت، والتفرقة الدقيقة بين الثابت والمتغير، فإلباس الثابت المقدس ثوب المتغير هدم للثوابت، وإلباس المتغير من الفكر البشرى الناتج عن قراءة النص المقدس ثوب الثابت هو عين الجمود والتحجر والانغلاق والتخلف عن ركب الحضارة، بل عن ركب الحياة كلها، والخروج عن أسباب التقدم بالكلية، ومراعاة مقتضيات الزمان والمكان والأحوال والعرف والعادة أحد أهم شروط الفتوى والخطاب الدينى الرشيد معًا، فعلينا أن نعيد النظر والاستنباط بما يناسب طبيعة عصرنا وظروفه، ولا يقول بخلاف ذلك إلا جاهل أو معاند أو متاجر بدين الله، عامد إلى تشويهه أو توظيفه لعنفه وتطرفه بل وخدمة أعدائه، فالعيب يكمن فى الفهم الخاطئ للدين أو المتاجرة به ومحاولة الجماعات المتطرفة لى أعناق النصوص لخدمة مصالحها النفعية الضيقة.

الرئيس سأل «يا ترى رأى الدين فى اللى ينشر كذب نقول له إيه؟».. ما حكم الدين فى هذا السؤال؟ ومتى سنجد رؤى فقهية للتصدى لكذب السوشيال ميديا؟
- الكذب كذب، وهو محرم سواء على مواقع التواصل أم غيرها، ولا شك أن نشر الشائعات التى يبثها من لا يهتم بأمر المجتمع وأمنه لا يجوز، بل إن القرآن الكريم وضّح لنا أن إذاعة الشائعات هى دأب المنافقين، وبيّن لنا واجبنا عند تلقيها، وعلمنا كيفية التعامل معها، وحذرنا من اتباع خطوات الشيطان، قال الله تعالى «وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِى الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا»، وعلى هذا فإن نشر الشائعات الكاذبة من جملة الكذب المحرم شرعًا، بل كبيرة من الكبائر، وقد قال الله تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ».

سعت «الأوقاف» خلال السنوات الماضية لتعظيم أعمال البر.. ماذا قدمتم فى هذا الشأن؟
- تمت زيادة المبالغ المخصصة للبر من 30 مليونًا إلى 400 مليون جنيه، بنسبة زيادة نحو 130% تقريبًا، وزيادة المبالغ المخصصة للقرض الحسن، الذى يصرف بدون أى فوائد أو رسوم إدارية من 41 مليون جنيه إلى 61 مليون جنيه بنسبة زيادة 50% تقريبًا، إضافة إلى مشروعات صكوك الأضاحى وشنطة رمضان، والمقاعد الدراسية التى توزع مجاناً على المدارس بالمناطق الأولى بالرعاية، كذلك وقعنا بروتوكولًا لدعم مشروع سكن كريم بمبلغ 100 مليون جنيه، وتم اتخاذ إجراءات بناء عدد 100 منزل بمدينة حلايب وشلاتين بمحافظة البحر الأحمر، بتكلفة 25 مليون جنيه، وتم تحويل المبلغ بالكامل لحساب المحافظة وجار التنفيذ، وإعادة تأهيل 270 منزلاً بقرية الروضة بمدينة بئر العبد بمبلغ 16 مليوناً و300 ألف جنيه، بمعرفة وزارة الإسكان وتم التنفيذ، كذلك إنهاء مشروع إسكان الشباب بمدينة الصداقة أسوان «1-2» بإجمالى 4290 وحدة سكنية، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 480 مليون جنيه، وتم تسليم الوحدات، وإنهاء مشروع إسكان الشباب بمدينة بدر بإجمالى 2016 وحدة سكنية، بتكلفة تقدر بنحو 187 مليون جنيه، وتم تسليم الوحدات وغير ذلك من المشروعات، وخصصنا 25 مليون جنيه من الموارد الذاتية لشراء 50 ألف شهادة أمان للمرأة المعيلة والفقيرة، ودعم صندوق ذوى الاحتياجات الخاصة بمبلغ 20 مليون جنيه، ودعم مبادرة نور حياة للإبصار ب20 مليون جنيه، واعتماد 200 مليون جنيه لمبادرة «حياة كريمة»، كذلك تأثيث ألف شقة للأسر الأولى بالرعاية، بتكلفة قدرها 30 مليون جنيه من الموارد الذاتية للوزارة، وتوزيع سلع غذائية على الأسر الأولى بالرعاية على مستوى الجمهورية بمبلغ 4 ملايين و600 ألف جنيه

الرئيس يوصيكم بتنمية الوقف.. إلى أين وصلتم فى هذا الملف؟.. وماذا عن لجنة استرداد أراضى الوقف؟
- «السيسى» أحرص الناس على مال الوقف والحفاظ عليه وحسن استثماره وتوظيفه فيما أوقف له، ومال الوقف ذو طبيعة خاصة، فهو مال أناس صالحين أوقفوه على سبل الخير مشروطًا بشروط إنفاقه، والوفاء لهؤلاء الواقفين الصالحين يقتضى الحفاظ التام على ما أوقفوه لوجه الله تعالى وحسن استثماره وإنفاقه بما أوقف عليه أو لأجله، وقد حققت هيئة الأوقاف أعلى عائد فى تاريخها، حيث سجلت إيرادات شهر نوفمبر الماضى 150 مليون جنيه، بزيادة قدرها نحو 66% على العام الماضى و20% زيادة على الربط الفعلى المستهدف، وبلغ إجمالى ما حققته الهيئة خلال الأشهر الخمسة من العام الحالى 497 مليون جنيه، بزيادة قدرها 95 مليون جنيه على الفترة نفسها من العام الماضى بنسبة 23%.

الدولة لديها خطة لتمكين الشباب والدفع بهم.. ماذا تفعل الوزارة فى هذا الشأن؟
- نعمل على تمكين الشباب بتصعيد عدد كبير منهم للأعمال القيادية بالديوان العام والمديريات الإقليمية والأعمال الدعوية بالديوان العام والمساجد الكبرى، وتمت الاستعانة بكوادر البرنامج الرئاسى وشباب الأكاديمية الوطنية للتدريب للعمل الإدارى فى مواقع كثيرة بالوزارة، منها مساعد وزير، ومساعد رئيس قطاع، ومدير عام، ومدير إدارة، ورئيس الجمهورية يرى ضرورة الدفع بالشباب الواعى المثقف المؤهل للعمل القيادى، و«الأوقاف» تتبنى ذلك واقعاً ملموساً فى الدفع بهذه النوعية من الشباب، الذين يثبتون يوماً بعد يوم جدارتهم بتحمل المسئولية وإنجاز المهام والملفات الموكلة إليهم بوعى وقوة ودأب وقدرة على العطاء، وخلال الفترة المقبلة سنشهد مزيدًا من التمكين لهذه النوعية من الشباب، الذى يعد إضافة حقيقية للعمل الدعوى والوطنى، كما أن الوزارة لن تبخل أو تضن بجهد أو مال فى سبيل تأهيل هؤلاء الشباب على أعلى درجة ومستوى من التميز.

كيف ترى التجربة الدعوية لجماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها؟
- لا ينكر متابع منصف أن جماعة الإخوان الإرهابية قدمت أسوأ أنموذج إقصائى فى العصر الحاضر فى العام الأسود الذى تولت فيه سدة الحكم فى مصر، ولم نشهد جماعة وصلت إلى سدة الحكم فاستخدمت نظام العصابات لترويع خصومها وإقصائهم وقهرهم والتنكيل بهم على النحو الذى سلكته هذه الجماعة الإرهابية والجماعات المتطرفة التى التقت مصالحها معاً، ولم تكتف بذلك بل حاولت أن تصدر مشاهد الترويع والتهديد إلى بعض دول المنطقة، وفتحت ذراعيها لكل عناصر الجماعات الإرهابية حامية وحاضنة لهم، وهو عين الجناية على الإسلام، ذلك أن ما أصاب الإسلام من تشويه لصورته على أيدى هؤلاء المجرمين بسبب حماقاتهم لم يصبه عبر تاريخه الطويل، ولو أن أعداءنا بذلوا ما فى وسعهم ما نالوا من صورة الإسلام الناصعة معشار ما نالته منها جرائم تلك الجماعات الضالة.

للشأن العام جزء من عمل المؤسسات الدينية.. كيف ترى ذلك؟ وكيف تستعدون للمؤتمر الذى دعا له الرئيس؟
- بعد تكليف الرئيس السيسى بمؤتمر الشأن العام، قمنا بعقد جلسات حوارية تتضمن مناقشات حول الشأن العام، بحضور نخبة متميزة من الشباب الوطنى، ومشاركة القامات الوطنية الثقافية والإعلامية والقانونية، ونخبة من رؤساء وأمناء اتحاد طلاب الجامعات المصرية، والمختصين فى مجال السوشيال ميديا؛ لمناقشة دور الشباب والسوشيال ميديا فى قضايا الشأن العام، والتوجه العام للمؤتمر لن يقتصر على الشأن العام الدينى فحسب، وإنما سيشمل الشأن العام السياسى والاقتصادى والثقافى وكل ما يتصل بالشأن العام، ويكون ذلك فى إطار أن تشكيل الوعى مهمتنا جميعًا، فحماية الشأن العام والمصلحة العامة دليل الوطنية الصادقة والتدين الرشيد، والشأن العام والمصلحة العامة أمران ملازمان للوطنية الصادقة والتدين الصحيح، فالحديث فى الشأن العام والفتوى فيه بدون علم أو مؤهلات للفتوى أو الحديث أمر خطير.
قدم د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، كشفًا بما قدمه فى وزارة الأوقاف منذ توليه المسئولية فى يوليو 2013 وحتى الآن، حيث وجه الوزير فى حواره الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى على تجديد الثقة، مجددًا العهد على بذل الجهد فى خدمة الدين والوطن، مضيفًا: "ما قمنا به أنقذ المساجد من الإرهاب والتطرف والاستخدام السياسى، واستعدنا مكانتنا الدعوية وسيطرنا على الخطاب الدينى بعد فترة طويلة من التهميش، وخطتنا المقبلة تشمل بناء الوعى الدينى والوطنى وتكوين العلماء والتثقيف الدينى المستنير ومواصلة مسيرة التجديد".
وأكد الوزير أن هناك حوارًا مجتمعيًّا موسعًا بين العلماء والمفكرين والمثقفين والكتاب، لوضع الخريطة الدعوية بما يحقق الرؤية العصرية، وأوضح أن نشر الشائعات على «السوشيال ميديا» دأب المنافقين وكبيرة من الكبائر واتباع لخطوات الشيطان، والله قال: «وكونوا مع الصادقين»، مؤكدًا أن الحديث فى الشأن العام والفتوى فيه بدون علم أو مؤهلات أمر خطير، وأكد الوزير أن العلاقة بين «الأوقاف» والأزهر الشريف ودار الإفتاء فى أفضل أحوالها، وهناك تعاون مشترك برعاية الإمام الأكبر لمحاربة الفكر المتطرف.
توليتم المسئولية منذ 2013 وتم تجديد الثقة لكم أكثر من مرة.. كيف ترى ذلك؟
- أشكر الرئيس عبد الفتاح السيسى على تجديد الثقة الغالية، وتجديد الثقة يعنى تجديد العهد مع الله ثم الرئيس والوطن على بذل المزيد من الجهد فى خدمة الدين والوطن، والمرحلة المقبلة مرحلة بناء الوعى الدينى والوطنى، وتكوين العلماء والتثقيف الدينى المستنير على أوسع نطاق داخلياً وخارجياً، والعمل المؤسسى المشترك مع سائر المؤسسات الوطنية ذات الصلة ببناء الوعى، كذلك مرحلة الكتاب المرئى والمسموع، ومرحلة الدفع بمزيد من الشباب وتمكين عمل المرأة، ومرحلة تعظيم الموارد الذاتية للوزارة وتطوير هيئة الأوقاف، ومرحلة التوسع فى أنشطة خدمة المجتمع، كذلك مواصلة مسيرة تجديد الفكر الدينى.
هل استعادت «الأوقاف» مكانتها وثقة رجل الشارع؟
- نعم، وسيطرت على الخطاب الدينى بعد فترة طويلة من تهميش هذا الدور، الذى كان من نتيجته فى الماضى عدم انضباط النشاط الدعوى واستغلاله من جانب المتشددين المنحرفين عن صحيح الدين والفكر المستنير، واستعادت «الأوقاف» ثقة رجل الشارع المصرى والعربى، وسيطرت سيطرة كاملة على المنابر الدعوية، فلا يعتلى المنبر إلا أبناء الوزارة ومن هو مصرح له بالصعود من أبناء الأزهر الشريف الذين يحملون الفكر الوسطى المستنير.
ماذا فعلت «الأوقاف» لتحقيق ذلك؟
- شهدت نقلة غير مسبوقة فى مجال العمل الدعوى وتجديد الخطاب الدينى ومواجهة الفكر المتطرف، ونشر الوسطية، واعتمدت فى سبيل تنفيذ ذلك خطة زمنية مدروسة ومتخصصة ومرنة، من خلال عدة محاور تشمل استكمال منظومة عمارة المساجد، وتوحيد خطبة الجمعة، وترجمتها إلى 18 لغة مكتوبة، و12 لغة مشاهدة ومسموعة، مع ترجمتها إلى لغة الإشارة خدمة لذوى القدرات الخاصة، كذلك منع إقامة صلاة الجمعة فى بعض الزوايا وقصرها على المسجد الجامع إلا للضرورة، وبتصريح مسبق من «الأوقاف»، ومنع غير الأزهريين وأصحاب الفكر المتطرف من الخطابة، وإطلاق قوافل دعوية مشتركة بين علماء الأزهر و«الأوقاف» تجوب المحافظات، لا سيما القرى والنجوع والمناطق الحدودية والنائية؛ لنشر الفكر الوسطى المعتدل ومواجهة التطرف الدينى، وترسيخ مبادئ التسامح والتكافل الإسلامى، والتأكيد على حرمة الدماء.
الكتاتيب والدروس والندوات كانت مفارخ للتطرف.. كيف واجهتم تلك الأزمة؟
- سعينا لتحصين النشء، من خلال إطلاق مدرسة المسجد الجامع العلمية الصيفية فى جميع المحافظات، فتم افتتاح 286 مدرسة علمية بالمساجد الكبرى، تهدف إلى نشر الفكر الإسلامى المستنير، وترسيخ القيم والأخلاق والتعايش السلمى، وتم افتتاح 1115 مدرسة قرآنية تهدف لغرس القيم الأخلاقية، وتحصين النشء والشباب من الفكر المتطرف ومخاطره، وتم افتتاح 2480 مكتب تحفيظ عصريًّا، يتم من خلالها تدريس الأخلاق إلى جانب تحفيظ القرآن الكريم، كذلك تم افتتاح 69 مركزًا لإعداد محفظى القرآن الكريم، استمرارًا لخدمة كتاب الله، وحرصًا على إعداد محفظ واع ومؤهل ومعتمد لتحفيظ القرآن الكريم، من خلال حفظ القرآن الكريم وإتقان تجويده على أيدى العلماء والقراء المتخصصين، وليس ذلك فحسب بل تم افتتاح 559 فصل محو أمية جديدًا بالمساجد المختلفة، و32 مركزًا للثقافة الإسلامية، منها اثنان باللغات الأجنبية، أحدهما بمسجد الميناء بالغردقة، والآخر بمسجد الصحابة بشرم الشيخ، كذلك تم تنفيذ أكثر من 20 ندوة للرأى بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام، حيث تمت مناقشة العديد من القضايا المهمة التى تشغل الساحة الفكرية.
البعض يتحدث عن تقاعس «الأوقاف» فى الاهتمام ببيوت الرحمن؟
- نعمل على عمارة المساجد، حيث تم إحلال وتجديد وصيانة أكثر من ثلاثة آلاف مسجد خلال الأعوام الماضية، مع فرش أكثر من ألفى مسجد سنوياً، وتخصيص مائة مليون جنيه لفرش المساجد خلال العام المالى الحالى 2019 / 2020، كما تستهدف الوزارة خلال العام المالى الحالى إحلال وتجديد 300 مسجد، بتكلفة إجمالية 500 مليون جنيه، كما صممت الوزارة نماذج جديدة عند الإحلال والتجديد لذوى القدرات الخاصة بما يسمى بالمساجد الميسرة، ونعمل على الاستفادة بالطاقة الشمسية فى المساجد الكبرى الجديدة ومساجد الإحلال والتجديد الكبرى، فى أول طرح قادم فى 2020.
لدينا 60 ألف إمام معين بالوزارة فى مقابل نحو 120 ألف منبر.. كيف تعالجون هذا العجز؟
- نجحت الوزارة فى إنقاذ المساجد من الفكر المتطرف والاستخدام السياسى إلى الفكر الوسطى، ومنعت غير المتخصصين من صعود المنابر، ونتابع ذلك دائماً من خلال اللقاءات المباشرة، والتدريب والتأهيل المستمر والمتابعة المستمرة والتفتيش، وأنشأنا غرفة عمليات للمتابعة، ووجهنا بألا يصعد المنبر غير الأزهرى، وأن تتم تغطية جميع المساجد من خلال خطباء المكافأة، مع قصر الخطبة على المسجد الجامع دون الزوايا والمصليات بضوابط شرعية وتنظيمية.
بالحديث عن الأئمة.. كان الرئيس السيسى قد قاطع كلمتكم فى احتفالية المولد النبوى الماضية بخصوص حوافز الأئمة.. ماذا قدمتم فى هذا الملف؟
- تبذل الوزارة قصارى جهدها للعمل على تحسين أحوال جميع العاملين بوزارة الأوقاف فى مختلف المجالات، وهذا التحسين لن ينحصر على الإطلاق فى الجانب المادى وحده بل سيتجاوزه إلى برامج التأهيل والتدريب للرقى بالمستوى الدعوى، وتم تطبيق ما تم إعلانه.
مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا صداع فى رأس «الأوقاف».. كيف تتصدى الوزارة لخروقات بعض الأئمة وهجماتهم على بعض الكتاب الكبار على «فيس بوك»؟
- مهمة الإمام سامية وجليلة، تبنى ولا تهدم، الوزارة أصدرت بياناً للأئمة فى هذا الشأن، أكدت فيه ثقتها الكبيرة فى جموع الأئمة، لكن من يستخدم المنبر فى غير ما خصص له من الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة سيواجه بالقانون، فلن نقبل من يستخدم صفحات مواقع التواصل لغير ما يتسق مع طبيعة عمله إماماً، بمحاولة تجييش الرأى العام تجييشًا سلبيًّا، أو فيما يضر المصلحة الوطنية، أو فى تكوين أى تنظيم أو الدعوة إليه خارج إطار القانون أياً كان هذا التنظيم، أو الإساءة إلى أى من زملائه أو العاملين بالوزارة، أو من يستخدم صفحته أو المنبر أو المسجد للإساءة لأى شخص أو جهة أو مؤسسة، أو أى كيان من كيانات الدولة، سواء أكان إمامًا أم إداريًّا أم عاملًا، أم منتسبًا بأي صفة إلى «الأوقاف»، فالوزارة ستتخذ إجراءاتها الحاسمة تجاه أى من هذه المخالفات، وتعدها خروجًا على مقتضيات طبيعة عمل المنتسبين للأوقاف، بما يستوجب المساءلة القانونية، مع التأكيد أن المساجد للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ويجب النأى بها عن أى خلافات شخصية أو حزبية أو مجتمعية أو التعرض من خلالها بسوء لأى أحد على الإطلاق.
وماذا عن الدعوة النسائية؟
- تعنى الوزارة عناية خاصة بتأهيل الواعظات والدفع بهن فى مجال العمل الدعوى وإحكام السيطرة على مصليات السيدات، فتم اعتماد 1104 محفظات متطوعات، وتم اعتماد 236 واعظة، حيث تم الدفع بهن للعمل الدعوى وفق تعاليم الإسلام السمحة، وفى توعية المرأة بقضايا الصحة الإنجابية ومخاطر زواج القاصرات، والختان، والانفجار السكاني، ولأول مرة فى تاريخ وزارة الأوقاف تمت مرافقة 9 واعظات متميزات لبعثة الحج كمرشدات وواعظات، ف«الأوقاف» تعمل على قطع الطريق أمام الجماعات المتطرفة لاستغلال مصليات السيدات، ودورنا واضح فى تحصين النشء والشباب من الأفكار الهدامة، ودور المرأة والأسرة فيها سيكون بارزًا، كما أننا سنتوسع فى عمل الواعظات والمربيات، وسيكون للأئمة دور مماثل مع النشء والشباب.
مصليات النساء تشهد معركة بين «الأوقاف» وسيطرة الجماعات.. ما أسلحة الوزارة لتلك المعركة؟
- لن نترك مصلى السيدات ودروس النساء الدينية لغير المتخصصات، ولن نسمح لغير الواعظات المعتمدات بأداء الدروس أو أى عمل دعوى، وقمنا بتكليف عدد من الواعظات المعينات على درجة مالية بالوزارة بالعمل مفتشات على مصليات السيدات، وتكليف عدد آخر منهن بالعمل مشرفات على مصليات السيدات بالمساجد الكبرى، وإنشاء وحدة خاصة لهؤلاء المفتشات بديوان عام الوزارة تكون برئاسة إحداهن، ويتم التركيز فى مصليات السيدات على تبصير السيدات الفضليات الباحثات عن صحيح الدين بأمور دينهن وفق المنهج الوسطى الصحيح.
الاعتماد على المفكرين والمثقفين فى الخريطة الدعوية نقطة تحول كبرى فى تاريخ الوزارة.. هل يمكن أن تستمر؟
- أردنا بذلك أن تكون خريطة الخطاب الدعوى نابعة من عمق المجتمع، من خلال الحوار المجتمعى الموسع بين العلماء والمفكرين والمثقفين والكتاب، بما يحقق الرؤية العصرية ومعالجة قضايا العصر ومستجداته برؤية واقعية مستنيرة، وأرى أن المرحلة المقبلة تعتمد على التحول، بما تم فى مجال تجديد الخطاب الدينى، إلى ثقافة مجتمع بأسره من خلال الشراكة والتعاون والتنسيق مع سائر المؤسسات الوطنية المعنية ببناء الوعى الصحيح.
تراثنا الإسلامى يعانى من هجوم كثير فهل لعيب فيه أم لماذا؟
- لا شك أننا نملك تراثًا فكريًّا عظيمًا، ولو أعدنا قراءة تراثنا الإسلامى قراءة واعية منصفة لوقفنا على كثير من كنوزه ونفائسه، واتضح لنا أنه لا خلاف حول ثبوت النصوص الصحيحة، وإنما الخلاف مع أصحاب الأفهام السقيمة الذين لا يفرقون بين النص الثابت والفكر البشرى المتغير الناتج عن فهم النص، وتجديد الخطاب الدينى أمر أصبح واجب الوقت ومن أولى أولوياته فى حق العلماء والمثقفين والمفكرين، مع الحفاظ على الثوابت، والتفرقة الدقيقة بين الثابت والمتغير، فإلباس الثابت المقدس ثوب المتغير هدم للثوابت، وإلباس المتغير من الفكر البشرى الناتج عن قراءة النص المقدس ثوب الثابت هو عين الجمود والتحجر والانغلاق والتخلف عن ركب الحضارة، بل عن ركب الحياة كلها، والخروج عن أسباب التقدم بالكلية، ومراعاة مقتضيات الزمان والمكان والأحوال والعرف والعادة أحد أهم شروط الفتوى والخطاب الدينى الرشيد معًا، فعلينا أن نعيد النظر والاستنباط بما يناسب طبيعة عصرنا وظروفه، ولا يقول بخلاف ذلك إلا جاهل أو معاند أو متاجر بدين الله، عامد إلى تشويهه أو توظيفه لعنفه وتطرفه بل وخدمة أعدائه، فالعيب يكمن فى الفهم الخاطئ للدين أو المتاجرة به ومحاولة الجماعات المتطرفة لى أعناق النصوص لخدمة مصالحها النفعية الضيقة.
الرئيس سأل «يا ترى رأى الدين فى اللى ينشر كذب نقول له إيه؟».. ما حكم الدين فى هذا السؤال؟ ومتى سنجد رؤى فقهية للتصدى لكذب السوشيال ميديا؟
- الكذب كذب، وهو محرم سواء على مواقع التواصل أم غيرها، ولا شك أن نشر الشائعات التى يبثها من لا يهتم بأمر المجتمع وأمنه لا يجوز، بل إن القرآن الكريم وضّح لنا أن إذاعة الشائعات هى دأب المنافقين، وبيّن لنا واجبنا عند تلقيها، وعلمنا كيفية التعامل معها، وحذرنا من اتباع خطوات الشيطان، قال الله تعالى «وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِى الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا»، وعلى هذا فإن نشر الشائعات الكاذبة من جملة الكذب المحرم شرعًا، بل كبيرة من الكبائر، وقد قال الله تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ».
سعت «الأوقاف» خلال السنوات الماضية لتعظيم أعمال البر.. ماذا قدمتم فى هذا الشأن؟
- تمت زيادة المبالغ المخصصة للبر من 30 مليونًا إلى 400 مليون جنيه، بنسبة زيادة نحو 130% تقريبًا، وزيادة المبالغ المخصصة للقرض الحسن، الذى يصرف بدون أى فوائد أو رسوم إدارية من 41 مليون جنيه إلى 61 مليون جنيه بنسبة زيادة 50% تقريبًا، إضافة إلى مشروعات صكوك الأضاحى وشنطة رمضان، والمقاعد الدراسية التى توزع مجاناً على المدارس بالمناطق الأولى بالرعاية، كذلك وقعنا بروتوكولًا لدعم مشروع سكن كريم بمبلغ 100 مليون جنيه، وتم اتخاذ إجراءات بناء عدد 100 منزل بمدينة حلايب وشلاتين بمحافظة البحر الأحمر، بتكلفة 25 مليون جنيه، وتم تحويل المبلغ بالكامل لحساب المحافظة وجار التنفيذ، وإعادة تأهيل 270 منزلاً بقرية الروضة بمدينة بئر العبد بمبلغ 16 مليوناً و300 ألف جنيه، بمعرفة وزارة الإسكان وتم التنفيذ، كذلك إنهاء مشروع إسكان الشباب بمدينة الصداقة أسوان «1-2» بإجمالى 4290 وحدة سكنية، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 480 مليون جنيه، وتم تسليم الوحدات، وإنهاء مشروع إسكان الشباب بمدينة بدر بإجمالى 2016 وحدة سكنية، بتكلفة تقدر بنحو 187 مليون جنيه، وتم تسليم الوحدات وغير ذلك من المشروعات، وخصصنا 25 مليون جنيه من الموارد الذاتية لشراء 50 ألف شهادة أمان للمرأة المعيلة والفقيرة، ودعم صندوق ذوى الاحتياجات الخاصة بمبلغ 20 مليون جنيه، ودعم مبادرة نور حياة للإبصار ب20 مليون جنيه، واعتماد 200 مليون جنيه لمبادرة «حياة كريمة»، كذلك تأثيث ألف شقة للأسر الأولى بالرعاية، بتكلفة قدرها 30 مليون جنيه من الموارد الذاتية للوزارة، وتوزيع سلع غذائية على الأسر الأولى بالرعاية على مستوى الجمهورية بمبلغ 4 ملايين و600 ألف جنيه
الرئيس يوصيكم بتنمية الوقف.. إلى أين وصلتم فى هذا الملف؟.. وماذا عن لجنة استرداد أراضى الوقف؟
- «السيسى» أحرص الناس على مال الوقف والحفاظ عليه وحسن استثماره وتوظيفه فيما أوقف له، ومال الوقف ذو طبيعة خاصة، فهو مال أناس صالحين أوقفوه على سبل الخير مشروطًا بشروط إنفاقه، والوفاء لهؤلاء الواقفين الصالحين يقتضى الحفاظ التام على ما أوقفوه لوجه الله تعالى وحسن استثماره وإنفاقه بما أوقف عليه أو لأجله، وقد حققت هيئة الأوقاف أعلى عائد فى تاريخها، حيث سجلت إيرادات شهر نوفمبر الماضى 150 مليون جنيه، بزيادة قدرها نحو 66% على العام الماضى و20% زيادة على الربط الفعلى المستهدف، وبلغ إجمالى ما حققته الهيئة خلال الأشهر الخمسة من العام الحالى 497 مليون جنيه، بزيادة قدرها 95 مليون جنيه على الفترة نفسها من العام الماضى بنسبة 23%.
الدولة لديها خطة لتمكين الشباب والدفع بهم.. ماذا تفعل الوزارة فى هذا الشأن؟
- نعمل على تمكين الشباب بتصعيد عدد كبير منهم للأعمال القيادية بالديوان العام والمديريات الإقليمية والأعمال الدعوية بالديوان العام والمساجد الكبرى، وتمت الاستعانة بكوادر البرنامج الرئاسى وشباب الأكاديمية الوطنية للتدريب للعمل الإدارى فى مواقع كثيرة بالوزارة، منها مساعد وزير، ومساعد رئيس قطاع، ومدير عام، ومدير إدارة، ورئيس الجمهورية يرى ضرورة الدفع بالشباب الواعى المثقف المؤهل للعمل القيادى، و«الأوقاف» تتبنى ذلك واقعاً ملموساً فى الدفع بهذه النوعية من الشباب، الذين يثبتون يوماً بعد يوم جدارتهم بتحمل المسئولية وإنجاز المهام والملفات الموكلة إليهم بوعى وقوة ودأب وقدرة على العطاء، وخلال الفترة المقبلة سنشهد مزيدًا من التمكين لهذه النوعية من الشباب، الذى يعد إضافة حقيقية للعمل الدعوى والوطنى، كما أن الوزارة لن تبخل أو تضن بجهد أو مال فى سبيل تأهيل هؤلاء الشباب على أعلى درجة ومستوى من التميز.
كيف ترى التجربة الدعوية لجماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها؟
- لا ينكر متابع منصف أن جماعة الإخوان الإرهابية قدمت أسوأ أنموذج إقصائى فى العصر الحاضر فى العام الأسود الذى تولت فيه سدة الحكم فى مصر، ولم نشهد جماعة وصلت إلى سدة الحكم فاستخدمت نظام العصابات لترويع خصومها وإقصائهم وقهرهم والتنكيل بهم على النحو الذى سلكته هذه الجماعة الإرهابية والجماعات المتطرفة التى التقت مصالحها معاً، ولم تكتف بذلك بل حاولت أن تصدر مشاهد الترويع والتهديد إلى بعض دول المنطقة، وفتحت ذراعيها لكل عناصر الجماعات الإرهابية حامية وحاضنة لهم، وهو عين الجناية على الإسلام، ذلك أن ما أصاب الإسلام من تشويه لصورته على أيدى هؤلاء المجرمين بسبب حماقاتهم لم يصبه عبر تاريخه الطويل، ولو أن أعداءنا بذلوا ما فى وسعهم ما نالوا من صورة الإسلام الناصعة معشار ما نالته منها جرائم تلك الجماعات الضالة.
للشأن العام جزء من عمل المؤسسات الدينية.. كيف ترى ذلك؟ وكيف تستعدون للمؤتمر الذى دعا له الرئيس؟
- بعد تكليف الرئيس السيسى بمؤتمر الشأن العام، قمنا بعقد جلسات حوارية تتضمن مناقشات حول الشأن العام، بحضور نخبة متميزة من الشباب الوطنى، ومشاركة القامات الوطنية الثقافية والإعلامية والقانونية، ونخبة من رؤساء وأمناء اتحاد طلاب الجامعات المصرية، والمختصين فى مجال السوشيال ميديا؛ لمناقشة دور الشباب والسوشيال ميديا فى قضايا الشأن العام، والتوجه العام للمؤتمر لن يقتصر على الشأن العام الدينى فحسب، وإنما سيشمل الشأن العام السياسى والاقتصادى والثقافى وكل ما يتصل بالشأن العام، ويكون ذلك فى إطار أن تشكيل الوعى مهمتنا جميعًا، فحماية الشأن العام والمصلحة العامة دليل الوطنية الصادقة والتدين الرشيد، والشأن العام والمصلحة العامة أمران ملازمان للوطنية الصادقة والتدين الصحيح، فالحديث فى الشأن العام والفتوى فيه بدون علم أو مؤهلات للفتوى أو الحديث أمر خطير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.