تمر الذكرى الثامنة لوفاة الموسيقار عمار الشريعي، الذي قدم موسيقاه على مدار أربعين عامًا، عازفًا على أوتار الإحساس، ليصنع مزجًا بين النغمات الموسيقية الفريدة التي عشقتها الجماهير، حيث اُعْتُبِرَ نموذجًا في تحدي الإعاقة البصرية نظرًا لصعوبة وتعقيد الآلات الموسيقية التي برع في العزف عليها. تعامل "الشريعي" في بداية حياته الموسيقية مع العديد من الآلات مثل: الأكورديون والبيانو والعود والأورج، وكانت الانطلاقة الحقيقية في أوائل حقبة السبعينيات من القرن الماضي، حيث كان "الشريعي" عازفًا في فرقة صلاح عرام الموسيقية، ومع منتصف السبعينيات عرفته الجماهير حينما قام بتلحين أغنية "أمسكوا الخشب" للمطربة مها صبري، وتلألأ اسمه في عالم الموسيقى العربية عام 1977، وذلك عندما لحن للفنانة شادية أغنية "أقوى من الزمن". وتوالت أعماله الموسيقية الناجحة للعديد من نجوم الطرب، كما برع عمار الشريعي في تقديم الموسيقى التصويرية لعددًا كبيرًا من الأفلام السينمائية من أشهرها: حب في الزنزانة، البريء، كتيبة الإعدام، أحلام هند وكاميليا، كما تجلت موهبته في وضع الموسيقى التصويرية لأحداث فيلم "حليم" بطولة الفنان أحمد زكي، وكان له لمسات خاصة للتليفزيون من خلال موسيقى تصويرية عذبة لمجموعة من الأعمال على الشاشة الصغيرة مثل مسلسل: دموع في عيون وقحة، والأيام، وألف ليلة وليلة، ورأفت الهجان، والراية البيضا، وزيزينيا وشيخ العرب همام. لم يبخل "الشريعي" بموهبته الفاذة على الإذاعة المصرية، بل قدم واحدًا من أنجح البرامج الإذاعية وهو برنامج "غواص في بحر النغم"، وذلك عبر أثير موجات إذاعة البرنامج العام، حيث قدم خلاصة موهبته وتجلياته الموسيقية، كما كان له لقاءً أسبوعيًا خاصًا مع محبيه من خلال برنامجه "سهرة شريعي"، والذي كان يذاع عبر إحدى القنوات الفضائية المصرية. نال عمار الشريعي العديد من الجوائز والأوسمة، حيث حصل في عام 1986 على جائزة مهرجان "فالنسيا" الإسباني، وذلك عن الموسيقى التصويرية لفيلم "البريء"، كما نال في عام 1989؛ جائزة مهرجان "فيفييه" بسويسرا، وحصل أيضًا في عام 1992 على وسام التكريم من الطبقة الأولى من السلطان العماني قابوس بن سعيد، وفي المملكة الأردنية الهاشمية تم تكريمه من الملك عبد الله بن الحسين، حيث حصل على وسام التكريم من الطبقة الأولى. وحصل "الشريعي" أيضًا على العديد من جوائز الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما والمركز الكاثوليكي للسينما ومهرجان الإذاعة والتليفزيون، وذلك عن الموسيقى التصويرية لأعماله الفنية في السينما والتليفزيون منذ عام 1977 وحتى عام 1990، كما حصل "الشريعي" على جائزة الحصان الذهبي لأحسن ملحن في إذاعة الشرق الأوسط لسبعة عشر عامًا متتالية، فضلاً عن حصوله على جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2005، وبعد قصة عشق للموسيقى والفن؛ رحل عن عالمنا الموسيقار عمار الشريعي في السابع من ديسمبر عام 2012، عن عمر ناهز 64 عامًا، تاركًا بصمة واضحة على جبين الموسيقى العربية.